أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - تصريحات جنبلاط وإعلان دمشق للتغيير الديمغرافي















المزيد.....

تصريحات جنبلاط وإعلان دمشق للتغيير الديمغرافي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 09:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لن نتوقف كثيراً عند تصريحات جنبلاط، فجنبلاط، "وكلو على بعضو"، لا يعنينا بشيء فما بالكم بتصريحاته التي ليس عليها أي رباط، وعلى اعتبار أن جميع ما قاله سابقاً، وقبل صحوته الأخيرة، لم يسمن ولم يغن من جوع وطلع كله "فاشوش بفاشوش"، كما يتندر السوريون الحقيقيون أولاد سورية الطيبة وشعبها العريق المتسامح الودود. ولكن ما يهمنا في الموضوع كله هو التراجع الدراماتيكي المذهل لجنبلاط ودلالة هذا الحدث على صعيد المعارضة السورية القندهارية، من أصحاب مشروع إعلان دمشق لـ"التفجير الديمغرافي"، على أساس أنه مشروع لحرب أهلية ليس إلاّ عبر إعادة سوق الجميع إلى قطيع وحظيرة "الأكثرية" التي لم تكن تاريخياً أهلاً لقيادة ذاك "القطيع" ووضع مصيرهم بيد تلك الأكثرية التي ما زالت تتمسك بفتاوى التكفير والدم ولم تتبرأ منها علنا لقبول اندماجها في عمل سياسي ووطني مشروع وحقيقي), وخاصة من أولئك البلاشفة الذين ما زالوا يصرون على اعتبار الإعلان كمانيفستو سوريا أسوة بطيب الذكر المانيفستو الشيوعي، حيث لا زالت رومانسيات المغفور له كارل بن ماركس قدس الله سره تسكن رؤوسهم. فبعد عقود من المركسة والبلشفة والبهدلة عادوا ليتحدثوا عن أكثريات وأقليات وطوائف وإثنيات، فمتى يتعلم ديمقراطيو الغفلة الانتظار حتى إنضاج الظروف وتحقيق الشروط الموضوعية للفعل الثوري، وإلا فالفشل والخيبة هو النتيجة، ألا تقول ماركسيتهم بذلك؟ والدليل "قدامكم أهو" كما يقال بالمصري الفرعوني، فشل مريع ومراوحة في المكان؟ أم أنهم ماركسيون "من برة" فقط ومن "جوة" يعلم الله؟؟



ويقتضي الحال اليوم، وأكثر من أي يوم مضى ، القيام بمراجعة تاريخية لظروف وطبيعة وجوهر هذا الإعلان، والاعتذار علناً عما أتى فيه صلبه من إساءة وتجريح واستفزاز صريح، وبغض النظر عما يجمع فيما بين الإعلانيين أنفسهم من "مشتركات" معروفة لم تكن يوماً، موضوعياً، وليست معياراً ومقياساً البتة لأية وطنية مزعومة. والتمعن، وأخذ الحكمة والعبر من غدر بوش بغير فريق وليس بهم فقط، وبالعواقب الوخيمة التي جرها الإعلان مادياً ومعنوياً على كثيرين آخرين، وكان، بحق، كارثة حقيقية في تاريخ سورية، وليس في تاريخ المعارضة السورية وحسب، وذلك لعدة أسباب أهمها:



أولاً: أتى الإعلان في سياقات إقليمية ودولية غير مؤاتية بدرجة كبيرة للعمل الوطني لأنه سيساء فهمها حتماً، وما رافقها من تهديد معلن لوحدة التراب والمجتمع والسلم الأهلي والأمن الوطني السوري. وبدا الإعلان، وبكل أسف، في حينها ومعها، كاستثمار سياسي مكيافيللي وانتهازي لها، وداعماً ومسانداً ومتآزراً متعاضداً ومتضامناً مع ما كان كان مطروحاً من محاولات لتفتيت البنيان الوطني السوري وصولاً إلى الفوضى الخلاقة التي كانت إحدى أمنيات بوش العزيزة على قلبه، وفريق محافظيه الجدد، ووكلائه المحليين ممن عملوا على مساندة مشروعه الجهنمي عن جهل أو عمد.



ثانياً: إن إقحام فقرة تديين سوريا، بدل علمنتها وهو المطلوب اليوم وطنياً، وعملياً، أكثر من أي وقت مضى، وفي ضوء الواقع التعددي السوري الجميل الذي نراه أنموذجاً فذاً وميزة وتفرداً وحسنة سورية بامتياز، في حين يراه القندرهاريون سبة وعاراً يريدون التخلص منه وإعادة الأمور لنصابها السلفي، نقول أثار الإقحام ذاك هلع كل من يقرأ ما بين ثنايا السطور، واعتبر ذلك إعلاناً جلياً للوجه الروحي والعقائدي للإعلان أكثر من تقديم البديل الموضوع المطلوب والعقلاني المقنع، وللتوجه والنازع العقائدي الذي يسكن الإعلانيين، الذي سيعني ولا شك إخضاع كافة المكونات السورية المتعددة الأخرى لمشيئة، ورغبة من يعتقد بأنها تشكل أكثرية يتوجب عليها سوس الأقليات وفق هواها، وظهر كبداية لعملية تطهير عرقي مستبطنة في اللاوعي الموروث لكثير من الإعلانيين، وهذا ما عبر عنه مؤخراً وبشكل جلي أحد كبار الإعلانيين حين أماط اللثام عن وجه طائفي سام قبيح ووصف أحد المكونات السورية الأساسية بالحثالات الرعوية، هكذا وبالحرف الواحد، مقتفياً أثر أحد كبار الناعين القوميين والمعتقلين حالياً، وعجل الله في فرجه. من يرعبكم في هذه الحال أكثر شارون أم بلاشفة الإعلان؟ ( "أكثريتنا" المقصود بها هنا في الحقيقة هي ربما من أكبر الأقليات الموجودة في سوريا، وليست أغلبية مطلقة بالمعنى الحرفي للكلمة، أو بالمفهوم الإجرائي الديمقراطي للمصطلح. وقد أثارت إحدى الإحصائيات المتعلقة بهذه الصدد، في وقت سابق، لكنها متزامنة مع الإعلان، عن تعداد المكونات السورية، حفيظة بلاشفة سوريا، واستنكروها ورفضوها بشدة واعتبروها مزيفة وغير صحيحة، وهذا ما يؤكد على حقيقة انتمائهم "البلسلفي"، ولا يوجد خطأ إملائي ها هنا).



ثالثاً: من جملة ما يطرحه الإعلانيون، ومشايعيهم، في الترويج للإعلان، هو أضلولة أن الإعلان قد حاز على إجماع غير مسبوق في تاريخ العمل السياسي السوري المعارض. وفي واقع الأمر فقد تم عمداً استبعاد، و"الاستغناء عن خدمات" أحد أهم المكونات المجتمعية السورية من الإطلاع أو التوقيع على مسودة الإعلان، إلا إذا كان الاعتقال السياسي الذي طال أبناء هذا المكون هو تمثيلية وفبركة كما صرح ذات يوم شيخ الإعلانيين رياض الترك. ورغم أن البروفيسور عارف دليلة كان يجاور رياض سيف في المعتقل، فقد استكثروا عليه رؤية الإعلان، ولو على الماشي، وغاب اسمه بشكل غير مفهوم ولا مبرر عن قائمة الموقعين، ولكن بعد ذلك جرت مراسم وطقوس ذرف دموع غزيرة وغريبة على عارف دليلة في منابر الإعلانيين، في إطار حفلة التضليل والتمثيل التي مارسها الإعلانيون.



رابعاً: بنى إعلان دمشق للتفجير الديمغرافي، جل مواقفه السياسية، وفي تحد غير مسبوق لنظام البعث الذي يحكم سوريا منذ 8 آذار/ مارس 1963بناء على إيحاءات خارجية سياقات إقليمية رافقت الاحتلال الأميركي للعراق، واغتيال الحريري رجل الأعمال والصفقات وصاحب تروست السوليدير الشهير ورجل المملكة السعودية في لبنان، وما أعقب ذلك من سحب للقوات السورية من لبنان، وحملات التهديد والوعيد ضد سوريا ومن غير طرف، ما يجعل إشهار الإعلان في تلك السياقات يخرق، ويدخل في المحظور السياسي الوطني وهو الاستقواء بالأجنبي، ويصبغه بكثير من الشكوك والريبة وبضع حوله الكثير من علامات الاستنكار قبل الاستفهام. ( اجتمع رياض الترك علناً مع البيانوني في برلين للتنسيق والتشاور والتعاون وعلى خلفية أن النظام قد صار قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وتعالت مع ذلك صيحات المهللين والمكبرين لذلك). وإن أي فصل بين تلك السياقات و"الإيحاءات" لا يدخل، وعذراً إلا في باب الجهل المطلق بالعمل السياسي، وهو نوع من العمى أو لنقل التعامي السياسي الذي نربأ على الإعلانيين أن يصابوا به بأي شكل من الأشكال، وهم من عتاة البلاشفة والمفكرين الاستراتيجيين، مع بقايا من لمامات الإيديولوجيات والقوميات والستالينيات المهزومة. وإن أي فصل بين هذا وذاك – أي الإعلان والسياقات- هو من باب التذاكي والإنكار المتعمد لواقع معاش، والتهرب لدرء أية تهمة أخلاقية سياسية قد تصيب الإعلانيين، ولا سمح الله. ( وعلى ذكر السعودية والسعوديين ورجالها الأفاضل على حد تعبير عبد الرزاق عيد،عضو رابطة العقلانيين العرب عرب وعقلنة كيف "ظبطت معهم"؟ لا أدري، المهم لماذا معارضو سوريا الكبار اليوم هم من التابعية السعودية كخدام، رفعت، البيانوني والغادري، وغيرهم من متسعودي الهوى والهوية، رغم أن السعودية لا تسمح بأي نوع من المعارضة والتعبير عن الرأي، وتقمع الشيعة والإسماعيليين وتضطهد الوافدين وتنكر عليهم أية حقوق، ورغم أن الأولويات تتطلب من المعارضين السوريين المتسعودين، ووفاء للبلاد التي لمتهم –يعني السعودية-أن يناضلوا ويعملوا من أجل تطويرها لا تطوير وتثوير بلدان الغير-يعني سوريا- وسيكون لنا وقفة مطولة مع هذا الموضوع الهام قريباً جدا).



اختلال موازين القوى، وتبدل الولاءات (جنبلاط مثالاً)، وانكماش المواقف والتبرؤ والتنصل منها، وانهيار المشاريع الإقليمية، وغياب السياقات الإقليمية والدولية واستحالة الرهان عليها، بعد اليوم، وأفول الحقبة البوشية، وتغير المعطيات الكلية، تستدعي كلها، بل وتقتضي خطوة جريئة من الإعلانيين ولاسيما بعد ضيق صدر الإعلانيين ومشايعيهم أنفسهم مؤخراً والتذمر من الإعلان وتركيبته وظروفه وللوضع المشلول والراكد الـ Standstill الذي آل إليه، لا لشيء، كلا وحاشا لله، إلا ليكونوا براغماتيين وعقلانيين، وليعوا ويتفهموا ويتبصروا قليلاً، ويشتغلوا سياسة بشكل صحيح، وحف وحقيق، وليكونوا للآخرين قدوة ومقـْنـِعين. فهل يمتلكون الجرأة والشجاعة لفعل ذلك كما فعل جنبلاط، فها هو شيخهم وملهمهم السياسي وكبيرهم الذي علمهم السحر يتشجع، (وإن كنا نشك بأنه يمتلك أية شجاعة على الإطلاق)، تلك الشجاعة الآنية والظرفية والعابرة للسبيل التي أصيب بها جنبلاط فجأة، والتي جعلته فجأة من عشاق حزب الله وتصوروا!!! ووصفها داوود الشريان ما غيرو، وقسماً بالله وليس من عندي، بتكويعة جنبلاط، وفي جريدة الحياة، نفسها قبلة البلاشفة السوريين، العائدة لأمراء الوهابية الكبار). فهل ثمة أمل بالتراجع، ونقد الذات، وإعادة قراءة الواقع برؤى وطنية وبعيداً عن العنتريات والمزايدات الفارغة والأوهام وأحلام اليقظة التي لم تحرك، حتى اللحظة، شعرة واحدة في هيكل أوبنية النظام، والتي لم تنجل إلا عن مرارة، وخذلان، وخيبة أمل للإعلانيين؟



وكل إعلان وأنتم بألف خير يا......... شباب



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا صوم رمضان فقط؟
- مهند ونور، وهشام وسوزان
- 11/9 جديدة: اللهم شماتة
- المعارضة السورية وسياسة التضليل
- هل يكرهوننا حقاً؟
- هل انتهت مغامرة خدام؟
- لماذا سيخافون من الإسلام والمسلمين؟
- الحقيقة وطلاب الحقيقة في سوريا
- لبنان الكرامة والشعب العنيد: عذراً فيروز ومعذرة
- العرب وغربة الأولمبياد
- مذهب زغْلول النجّار
- موريتانيا: عودة حليمة لعاداتها القديمة
- الهروب إلى إسرائيل
- قراصنة الخلف الطالح
- فضائية خدّام
- الحوار مع القردة والخنازير: فاقد الشيء لا يعطيه
- التطبيع العربي العربي أولاً
- نعم لاتحاد من أجل المتوسط
- اعتقال البشير: ومن البترول ما قتل
- العربان دوت كوم


المزيد.....




- فحص الحمض النووي يفضح متهمًا بعد -40 سنة- من ارتكاب جريمة شن ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إطلاق 10 صواريخ على معبر كرم أبو سالم. ...
- مصر تحتفل بأقدم الأعياد في العالم بتناول الفسيخ والرنجة.. وخ ...
- وسائل إعلام: مدير الـ -C.I.A- يسافر إلى الدوحة لعقد اجتماع ط ...
- فيديو: إصابة 10 جنود إسرائيليين على الأقل في هجوم صاروخي لحم ...
- غزة ـ تواصل محادثات الهدنة وإسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ...
- بعد قرار الحكومة إغلاقها.. وقف بث قناة الجزيرة في إسرائيل
- تصوير جوي يظهر آثار فيضانات عارمة في مدينة برازيلية
- قتل حماته وتخفى بعباية.. التحقيقات تكشف بعض تفاصيل جريمة -مد ...
- مطالبات بإجلاء 400 شخص من سكان منطقة شمالية في اليابان بسبب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - تصريحات جنبلاط وإعلان دمشق للتغيير الديمغرافي