أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مازن كم الماز - نحو الحرية لا إحياء الحرب الباردة














المزيد.....

نحو الحرية لا إحياء الحرب الباردة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 10:29
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أصبح من شبه المؤكد أنه في غفلة من أسياد العالم الأمريكان أصبح العالم اليوم يتجه بشكل شبه حتمي نحو ظهور منافسين للقوة الأكبر في العالم..كانت الإدارات الأمريكية منذ بوش الأب , استنادا إلى تجربة أوروبا الشرقية من جهة و بسبب زوال خطر البديل الذي زعم أنه يقوم على العدالة و الذي جعل الحرية بالمقابل ضحيته الأولى , أرادت أن تحقق مصالحها عن طريق ما أسمته بالديمقراطية ما كانت تحققه سابقا عن طريق الدكتاتوريات و الانقلابات العسكرية و التدخل المباشر و غير المباشر , ظن الأمريكان أنه من الممكن للديمقراطية التمثيلية أن تشكل بديلا عن واقع الاستبداد الذي خدمهم طويلا عبر إنتاج نخب حاكمة تابعة مع مستوى مقنن و مموه جيدا من القمع و النهب للطبقات التي في أسفل الهرم الاجتماعي و مستوى مقبول من الاستياء و من التوتر الداخلي عن طريق إنتاج منظومة تدجين قائمة على لعبة ديمقراطية تستبعد الجماهير بشكل أكثر تهذيبا و تنتج سلطة النخب التابعة المستقرة..هكذا قبل الأمريكان بكل محرمات الحرب الباردة , فشكل الشيوعيون الإيطاليون الحكومة هناك و لو تحت اسم اليسار الديمقراطي , هذا الحدث الذي عملت المخابرات المركزية جاهدة طوال عقود على منعه بكل الوسائل , و في الحديقة الخلفية لأمريكا التي كانت ساحة لانقلابات عسكرية لا تنتهي و لقمع دموي يستهدف الشيوعيين و اليساريين عموما بقصد منعهم من التأثير ناهيك عن الوصول إلى السلطة أصبحت معظم بلدانها تحكم من حكومات يسارية ذات صبغات مختلفة , حتى تشيلي أصبحت خاضعة لحكم حزب ألينيدي الاشتراكي نفسه الذي أغرقه عملاء المخابرات المركزية في الدماء في عام 1973 , و حتى نيكاراغوا , الساحة الساخنة للحرب الباردة , عاد فيها الساندينيون إلى السلطة , و أخيرا طرد السفراء الأمريكان من ثلاثة دول أمريكية جنوبية حيث كان هؤلاء في الماضي يعتبرون الحكام الفعليين لتلك البلاد , في فلسطين هناك حماس و في لبنان القوى التي تصنفها أمريكا على أنها معادية لها تزداد قوة , و أخيرا قبرص ثم نيبال..هذا كله مع التذكير بأن القوى المعادية للرأسمالية تعاني من أزمة حقيقية..المتوقع الآن أن تبدأ أمريكا بهجوم مضاد عام يستهدف كل الأنظمة و القوى المعادية لها باستخدام أساليب الماضي المجربة و الفعالة كما أعتقد : الديكتاتوريات العسكرية و المدنية أحيانا , التدخل العسكري المباشر أو غير المباشر عن طريق المخابرات المركزية , إعادة توجيه الترسانة الإعلامية نحو هذه القوى , ربما على التساوي مع القدر المخصص للأصوليين الذي تصنفهم أمريكا على أنها العدو رقم واحد اليوم..لكن هذا الوضع المتأزم للوحدانية الأمريكية الرأسمالية في العالم ليست الأزمة الوحيدة هنا , فمع تصاعد هذا التنافس سيعود ظهور الاستقطاب الذي طبع كل الحرب الباردة , هذا الاستقطاب الذي يجبر الناس أو القوى الاجتماعية الباحثة عن تغيير جذري في الأوضاع القائمة على المفاضلة من جديد بين تشاوشيسكو و بينوشيت , بين قمع و آخر , بين نهب و آخر , بين سلطة شمولية استبدادية و أخرى..يتقن الكثيرون لعبة الاستقطاب هذه , سواء من الأنظمة العربية خاصة أو من النخب , يجب هنا أن نتذكر أن السلطة – الدولة هي من حددت طبيعة الصراع السياسي و الفكري و الاجتماعي في القرن العشرين , بين "معسكر" من الأنظمة تدور في فلكه أنظمة أخرى و "معسكر" آخر من الأنظمة الخصوم للمعسكر الأول..فعلى سبيل المثال كانت الماركسية هي التيار الأبرز في اليسار لأنها كانت أساس حكم البيروقراطية الستالينية في الاتحاد السوفيتي و أساس توسعها اللاحق , كان لوك و جيفرسون مثلا الأكثر حضورا في الفكر الليبرالي البرجوازي الأكاديمي و الإعلامي من ستيورات ميل و حتى روسو نفسه لأنهما يمثلان الحالة الأمريكية الأقوى من نظيرتها الأوروبية التي دارت حول دولة الرفاه , ابن تيمية كان أكثر رجال الدين الإسلامي حضورا لأن أفكاره كانت أساس و مبرر وجود و سلطة النظام السعودي و أساس نفوذه في العالم الإسلامي..اليوم أيضا في عالمنا العربي يدور الصراع بين "مقاومة" أنظمة استبدادية بامتياز كإيران و سوريا و بين "ديمقراطية" تفرضها و تديرها و تحددها أنظمة أخرى وفق مصالحها هي خاصة أمريكا و من يدور في فلكها في أوروبا , ما تزال السلطة – الدولة هي من يحدد جوهر و طبيعة الصراعات الأساسية و الكبرى في تهميش واضح و دائم للجماهير , لمصالحها الفعلية و لعذاباتها رغم أن هذه المصالح تستخدم من قبل الطرفين بشكل ثانوي فقط للبرهنة على ضرورة هيمنة هذه القوة أو تلك و فقط في سبيل تلك النتيجة..في الحقيقة إن القضية اليوم هي في رفض هذا الاستقطاب بين الطغاة , لا في موالاة هذا الطاغية أو ذاك , قد يتشفى ضحايا هذا النظام أو ذاك بتلك الأزمات التي يغرق فيها لكن من الضروري مشاهدة أن المخرج هو في مقاومة و ديمقراطية تعني الناس أولا و أخيرا , و لا تعني النخب أو الطغم الحاكمة أو المالكة..لنا في مساكين دارفور مثال جيد , حيث تستخدم دماءهم للضغط على نظام الخرطوم و للتمهيد لاتفاقات على شاكلة الاتفاق بين الحزب الحاكم في الخرطوم و الحركة الشعبية في الجنوب , إن هذه المحاصصات لا تعني أي تحسن لا في الديمقراطية المخصصة للجماهير و لا حتى في الحد من شدة نهب هذه الجماهير , إن اتفاقات مثل تلك التي جرت في لبنان و العراق و السودان و يجري العمل عليها بين النظام و "المعارضة" في زيمبابوي ليست إلا إعادة توزيع حصص النهب و حق الاستبداد و القمع بين النخب و الطغم و لا يزيد استخدام هذه "المعارضات" للجماهير عن خداعها بأن انتخابها إلى كرسي السلطة هو هذا التغيير المزعوم..ما يمثل تغييرا هو في الواقع حكم الناس نفسهم بنفسهم , أن يكونوا هم من يتخذ القرارات التي تحدد مصيرهم , في هزيمة كل استبداد وطغيان مهما استخدم من شعارات.....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على أستاذنا عبد الرزاق عيد
- الأناركية و الجنس
- التابو , السلطة , النخبة و نير الاستبداد
- المعارضة العمالية 1919 - 1922
- هكذا يموت الفقراء !
- هذا الكلام الفاشي
- سادة من دون عبيد ( من وثائق الأممية الموقفية )
- ميخائيل باكونين : بنية الدولة في معارضة بنية الأممية
- لا للصواريخ الروسية في سوريا أو الأمريكية في بولندا و تشيكيا
- من وثائق الأممية الموقفية الإصلاح و الإصلاح المضاد في الكتلة ...
- ما هي مجموعة الألفة ؟
- فيما يتعلق بحرية الرأي و الفتنة المذهبية
- من القمع الموجه ضد إعلان دمشق إلى إعادة بنائه كائتلاف واسع
- وداعا محمود درويش
- مصير الشعوب و الناس في صراعات الكبار
- شتيرنر , الفرد و الأناركية
- نقاش حول البرنامج التنظيمي للاتحاد العام لأناركيين
- لا ديمقراطيين , و لا ديكتاتوريين : بل أناركيين .
- من حكم البيروقراطية إلى البرجوازية أو المتبرجزين التابع للرأ ...
- عارف دليلة و فداء الحوراني و أخيرا محمد موسى : قمع النظام ال ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مازن كم الماز - نحو الحرية لا إحياء الحرب الباردة