أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشار إبراهيم - سينمائيون فلسطينيون وإسرائيليون يحصدون الجوائز ويتبادلون استلامها















المزيد.....

سينمائيون فلسطينيون وإسرائيليون يحصدون الجوائز ويتبادلون استلامها


بشار إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 02:25
المحور: الادب والفن
    


كان المشهد فريداً، على الرغم من أن أحداً لم يخطط له، ولم يسهر على إخراجه..
غالب الظن أن المشهد كان ابن لحظته، فمن المنطقي أن أحداً لم يكن يعرف بقرارات لجنة التحكيم (سواها)، وهي التي مالت إلى تسويات فريدة..
وهكذا تماماً..
عندما أعلن فوز المخرج الإسرائيلي عيران كوليران بجائزة عن فيلم «زيارة الفرقة»، دُعي إلى المنصة الممثل الفلسطيني صالح البكري لاستلامها..
وعندما أعلن فوز الممثلة الفلسطينية هيام عباس بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «شجرة ليمون»، دُعي إلى المنصة المخرج الإسرائيلي عاموس غيتاي لاستلام الجائزة..
لم ينبس المثل الفلسطيني صالح البكري، سوى بكلمة «شكراً»، مع ملاحظة أنه أدى إحدى شخصيات الفيلم الأساسية..
بينما ارتجل المخرج الإسرائيلي عاموس غيتاي، بضعة كلمات، عبر فيها عن اعتزازه بالممثلة الفلسطينية هيام عباس.. «صديقتنا».. وهو لا علاقة له بالفيلم..
وهكذا تماماً..
عندما أعلن فوز الفيلم الفلسطيني «ملح هذا البحر» بجائزة، صعد إلى المنصة كل من المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، والممثل الفلسطيني صالح البكري، وصنعا احتفالية بهيجة، فلسطينية خالصة، ولعل في ذاكرتيهما رانت حينذاك، احتفالية أوسع شهرة وأكثر ضجيجاً، لدى عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي، قبل بضعة شهور.
كانت قاعة «سيني فور» الواسعة والكبيرة، مليئة عن بكرة أبيها، بل إن الجمهور الهندي الذي طغت على ملامحه سيماء الشباب، ملأ الممرات والأروقة بين الكراسي التي انفردت بهندسة أنيقة في تلك القاعة المهيبة..
وكان خليطاً عجيباً ذاك الذي جرى؛ فلسطينيون وإسرائيليون يحصدون الجوائز ويتبادلون استلامها.. كان أمراً يحتاج لمهتم ومتابع كي يفكك مراميه ومغازيه ودلالاته.. فهل يمكن لهذا الجمهور الهندي الشاب أن ينتبه؟..
لقد حرص السينمائيون الفلسطينيون، في أفلامهم وخارجها، على إبراز صورتهم؛ صورة ضحية الاحتلال الاسرائيلي.. ورفضهم لأيّ حل لا يتضمن عودتهم إلى (يافا، حيفا، عكا)..
بينما اعتنى السينمائيون الإسرائيليون، في أفلامهم على الأقل، بإظهار مواقفهم النقدية تجاه المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، سواء العسكرية، والأمنية، والقضائية.. بل وحتى البنية الاجتماعية، التي تميز بين يهود شرقيين وآخرين غربيين..
كان خليطاً نادراً، يكاد يقول، بين ثنايا الصورة السينمائية وخطابها، إن فلسطين إلى تقدُّم وإعادة تحقق، وإن الصهيونية والاحتلال والعنجهية الإسرائيلية، إلى تراجع وبهتان..
لم يحتج السينمائيون الفلسطينيون إلا إلى القليل من الجرأة لقول ذلك، على الرغم من الخيبة المحيطة بهم، على كافة الصعد.. كان هاجسهم الأساس كيف يمكن أن يقولوا فلسطينهم عبر فن سينمائي، يرقى إلى منصات المهرجانات، ويزيّن شاشات الصالات..
بينما احتاج السينمائيون الإسرائيليون إلى الكثير من الجرأة لمعاندة اعتداد الحكومات الإسرائيلية بإنجازاتها، واتكائها على تهافت الرسميين العرب، الصامتين عن سوءات إسرائيل وممارستها، والساعين للتصالح معها، كما هي، وكيفما اتفق.. كان هاجسهم كيف يمكن أن يحولوا الفن السينمائي إلى ضوء كاشف، يسلط على معضلات الواقع، التي لا يفيد التعامي عنها..
براعة السينمائيين الفلسطينين، تكمن في تلك القدرة الباهرة على تحقيق أفلامهم السينمائية، على الرغم من كل ما يواجهونه من انعدام الدعم العربي، وصعوبات الدعم والتمويل غير العربي، وافتقاد الأرض التي يمكن أن يقفوا عليها، ليصنعوا أفلامهم..
السينما هنا لا تمزح..
من ناحية السينمائيين الفلسطينين.. إنها تقول الوجود الفلسطيني، وتصوره، وتقدمه واضحاً عياناً..
من ناحية السينمائيين الإسرائيليين.. إنها تناقش الواقع الإسرائيلي، وتوجه سهام النقد إلى تلك المفارقة بين وجودها كـ «دولة»، وممارساتها كـ «احتلال»..
هل سيلتقط الجمهور الهندي المكثّف، وغالبيته من الشباب، هذا؟..
مشكلة الأفلام الفلسطينية والإسرائيلية، على السواء، أنها تنطلق من معرفة أولية.. إنها تفترض بالمشاهد الذي يراها، امتلاك معرفة أولية عن مفردات هذه القضية، الناشئة منذ ستين عاماً، والتي شهدت الكثير من التحولات، وجرت في أنهارها مياه كثيرة..
من جهة أولى، ومن ناحية الأفلام الإسرائيلية.. يبدو أن من الصعوبة، حتى على المشاهد العربي، الانتباه في الفيلم الإسرائيلي «زيارة الفرقة»، إلى أن أولئك الإسرائيليين الذين يعشون أزماتهم العميقة، مرمين على حافة الصحراء، هم من اليهود الشرقيين..
وكيف يمكن للمشاهد معرفة أسباب وظروف انهمار صواريخ حزب الله، على قلعة الشقيف، في الفيلم الإسرائيلي «بوفورت»، بينما الجيش الإسرائيلي يلملم آخر بقايا جنوده، ويرحل؟..
وهل يمكن التأكد من وصول رمزية بيارات الليمون، الضرورية لتفهُّم أسباب تفاني المرأة الفلسطينية في الحفاظ على أشجارها، بمواجهة الحكومة الإسرائيلية، ممثلة بوزير داخليتها، وقضاتها، ومحكمتها الدستورية العليا؟..
ومن جهة ثانية، ومن ناحية الأفلام الفلسطينية.. سيحتاج المشاهد لمعرفة رمزية «يافا، حيفا، عكا»، وملابسات اتفاقيات أوسلو، لمعرفة مرجعيات المصائر التي تقود شخصيات الفيلم الفلسطيني «حيفا».. كما أن الخريطة الفلسطينية، والدروب الموزعة بين تل أبيب، ورام الله، والقدس، ويافا، والدوايمة.. والتي تبدو واضحة للمشاهد الفلسطيني، والإسرائيلي، والقليل من العرب، لن تبدو كذلك لغيرهم..
حمل السينمائيون الفلسطينيون والإسرائيليون أفلامهم، وذهبوا إلى صالات «سيني فور» في نيودلهي..
وفي الوقت الذي ظهر السينمائيون الفلسطينيون أكثر تشدداً في التمسك بفلسطينهم.. مع شيء من النقد اتجاه السلطة الفلسطينية.. بدا السينمائيون الإسرائيليون أكثر عناية بالموقف النقدي إزاء إسرائيل.. مع شيء من النقد اتجاه السلطة الفلسطينية..
ومع ذلك.. بقي السؤال الذي لا بد منه:
هل حضرت الأفلام الإسرائيلية في مهرجان «أوسيان للسينما العربية الآسيوية» باعتبار إسرائيل دولة آسيوية؟.. وهل يمكن لحضور الأفلام الفلسطينية والإسرائيلية، والأفلام العربية الأخرى التي تناولت جوانب من المسألة، إدخال مفردات الصراع العربي الإسرائيلي، أو القضية الفلسطينية، في قائمة اهتمامات الجمهور الهندي، أو على جدول أعمال القضايا الآسيوية؟.. وهل انتبه العرب يوماً إلى أن أكثر من ثلثهم، وأكثر من ثلاثة أرباع المسلمين، آسيويين؟..



#بشار_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرق ره.. تر آسيا
- عن صورة محمود درويش السينمائية
- سينما سورية جديدة (5): ورشة بيت الفن.. ورشة أيلول السينمائية
- سينما سورية جديدة (6): إياس المقداد.. خارج الحب داخل السينما
- سينما سورية جديدة (7): عوض القدرو.. يعرض السينما ويحلم بصناع ...
- سينما سورية جديدة (9): رامي فرح: سينما تفضُّ ال «صمت»!.. نحت ...
- سينما سورية جديدة (4):
- سينما سورية جديدة (1)
- سينما سورية جديدة (2):
- سينما سورية جديدة (3)
- العالم عالق بأسطورة بابل، أم بالحكاية..
- فئران سكورسيزي المُحاصرة.. هل تمنحه الأوسكار؟..
- المرأة الفلسطينية.. كتابة وصورة
- الفلسطيني بين الواقع والرمز
- تظاهرة الوردة للسينما العربية المستقلة
- عندما يصبح الانتظار لعبة الفلسطينيين
- العالم كما يراه بوش
- إياد الداوود في ضيافة البندقية
- أسئلة السينما العراقية المعاصرة
- المخرج محمد ملص في جديده: (باب المقام).. أين المشكلة؟..


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشار إبراهيم - سينمائيون فلسطينيون وإسرائيليون يحصدون الجوائز ويتبادلون استلامها