أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فالح الحمراني - قرار ميدفيديف بين الترحيب والمخاوف














المزيد.....

قرار ميدفيديف بين الترحيب والمخاوف


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 09:56
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


استقبلت الاوساط السياسية وممثلوا الراي العام بروسيا قرار الرئيس دمتري ميدفيديف بالإعتراف باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية بردود فعل متباينة، الغالبية رحبت بالقرار من منطلقات وطنية وروح مجابهة الغرب الذي تراه يهدد أمن ومصالح روسيا، وواستقبلت الاخرى القرار بحذر وخشية من ان تكون له تداعيات سلبية على روسيا، وصورتها في العالم وعلاقاتها مع اوروبا والولايات المتحدة. وتعددت التفسيرات برصد الدوافع التي حدت بالرئيس الروسي المعروف بطبعه الهادئ الذي يتجنب المواجهات والاندفاع، الى اتخاذ وبسرعة هذا القرار المصيري، الذي اعلن البعض انه بداية لاصطفاف جديد في الساحة الدولية.
ويجمع مراقبون على ان استعجال ميدفيديف بقرار الاعتراف بجمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية جاء كرد فعل على موقف الغرب من العملية العسكرية التي قامت بها جورجيا في اسيتيا الجنوبية، حيث شن حملة انتقاد واسعة على روسيا التي تري نفسها ضحية اعتداء واعتبرها معتدية وهدد باجراءات تجرح الكرامة القومية، مثل طردها من مجموعة الدول الثمانية ووضع العراقيل امام اجراء الاولمبياد الشتوي وادراج روسيا ضمن الدول المنبوذة، لذلك فانه تبنى القرار الاكثر تشددا.
ومن ناحية اخرى واذا اخذنا بنظر الاعتبار ان قرار الرئيس ميدفيديف لن يضفي الشرعية على استقلال الجمهوريتين، فمن الواضح ان موسكو تهدف ايضا من خلاله بلوغ اولوياتها ومنح نفسها ثقلا اكبر على الساحة الدولية والظهور بمظهر الدولة التي تصوغ قراراتها بصورة مستقلة والقادرة على الرد ، وجواب على تجاهل الغرب مطالبها بعدم نشر نظام الدفاع المضاد للصواريخ على حدودها وتوسيع الناتو نحو الشرق. والمسالة الاهم هو تأسيس مواقع قوية في منطقة القوقاز ذات الاهمية الاستراتيجية، وفرض آلية الامن التي تخدم مصالحها هناك.
ويرى المحلل السياسي القريب من الكرملين غليب بافلوفسكي ان الاعتراف بسيادة واستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين سيتيح المجال للمباشرة لاقامة نظام امن جديد ومأمون في القوقاز.وبرايه فان الاعتراف بابخازيا واسيتيا الجنوبية تدبير حتمي بالنسبة لروسيا. وانه لايعني اشهار القوة و لا الادعاء باراضي جورجيا.وببساطة ان روسيا استنفذت كافة نماذج التسوية.ويقول بافلوفسكي ان موسكو تدعو الان وبعد الاعتراف بالاستقلال لاجراء مباحثات باية صيغة كانت بما في ذلك مع الاتحاد الاوروبي تتناول البناء الوطني والسلام في القوقاز بمشاركة شعبي اوسيتينيا وابخازيا.منوها بان روسيا ستنهض بمهمة الضامن لامن هذه الشعوب على اساس الاتفاقيات الثنائية مع الجمهوريتين.
وثمة احتمال في ان تتطور الاحداث وفق سيناريو الجمهورية التركية في قبرص، حيث ستعترف روسيا وحدها استقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وربما ستسعى موسكو مستقبلا لاقناع حلفاؤها في رابطة الدول المستقلة ايضا بالاعتراف بالجمهوريتين. و لا يستبعد ان تنشر روسيا قوتها العسكرية في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، ويتجمد الوضع لفترة طويلة اخرى من دون تداعيات خطيرة.
وهناك مخاوف من ان قرار الاعتراف باستقلال الجمهوريتين سوف يحرم روسيا من استعمال ورقة رابحة يمكن ان تلوح بها خلال المفاوضات والمقايضات السياسية سواء مع الغرب او مع جورجيا. ويحذر من ان الاعتراف سيجر متاعبا لروسيا لانه سيعني ضمنا اضفاء الشرعية على الحركات الانفصالية التي كانت وستنشأ في روسيا الاتحادية. وتفرج عن " عفريت" النزعات الانفصالية لاسيما في جمهوريات شمال القوقاز المسلمة وليس فيها وحدها، الكامن في "قنينته"، نظرا لان موسكو ستنطلق من مبدأ تقرير الامم لمصيرها وسيكون الاعتراف بمثابة لغما قابلا لتفجير الاتحاد الروسي، وسينظر العالم لروسيا الى انها معتدي يبتلع اراضي الدول المجاورة، وتفقد ثقة الدول المحيطة بها التي ستتخوف من تكرار الوضع بجورجيا لديها.
وليس من المستبعد ان تكون لقرار اعتراف روسيا بانفصال الجمهوريتين عواقب من ناحية العلاقات الدولية. لانه سيعني اعلان الحرب على جورجيا نظرا لان الخطوة ستكون مباركة لتقسيمها او اقتطاع اجزاء منها.ولكن هناك قطاعا واسعا في الدوائر البرلمانية يقف على قناعة تامة بان الاعتراف بالجمهوريتين ستكون خطوة قوية من اجل ضمان روسيا لامنها القومي وتحدي القوى التي تعمل على اضعافها وتهديديها بتوسيع الناتو وتطويقها بالقواعد ونصب اجزاء نظام الدفاع على تخومها، وتضع وتمهد الطريق لمضي روسيا كقوة عظمى في النظام الدولي الجديد.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وراء كواليس السياسة: اوسيتيا الجنوبية وابخازيا والمقايضات ال ...
- اسيتيا الجنوبية: من الحرب الساخنة الى حرب الدبلوماسية
- الغرب يشن حربا غير عادلة على روسيا
- حرب جديدة لاهداف قديمة في القوقاز
- كلمة في سولجينيتسين : بمناسبة رحيله
- في عصر التطورات العاصفة: الروس يصوتون لستالين
- ايتماتوف: رحلة ابداع طويلة
- روسيا بين اوباما وماكين
- روسيا تدخل الصراع على كردستان
- ماذا تنتظر روسيا بعد استلام ميدفيديف صلاحيات الرئيس
- مستشرق روسي يتهم المملكة العربية السعودية
- ماذا سيحل بالعالم بعد استقلال كوسوفو؟ رؤية روسية
- هل يصلح الزيباري بموسكو ما خربه الشهرستاني؟
- من يحلم - بازاحة - بوتين ؟
- الغرب ضد بوتين
- نهاية الحلم الكردي؟
- ظاهرة بوتين
- بوتين لفترة رئاسية ثالثة بصفة رئيس حكومة
- من هو السيد زوبكوف: خليفة لبوتين ام رئيس حكومة مؤقت؟
- قمة شنغهاي: بداية مرحلة اصطفاف دولي جديد


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فالح الحمراني - قرار ميدفيديف بين الترحيب والمخاوف