أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - تيسير عبدالجبار الآلوسي - خلق فرص العمل بين الظروف الطارئة راهنيا ومراعاة التخصص و الكفاءة مستقبلا















المزيد.....

خلق فرص العمل بين الظروف الطارئة راهنيا ومراعاة التخصص و الكفاءة مستقبلا


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 735 - 2004 / 2 / 5 - 04:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


إنَّ تحريك أيّ عملية اقتصادية لا يمكن أنْ يتمَّ من دون طاقة العمل التي تديره.. فاليد العاملة ليست حاجة كمالية في حياة الدورة الاقتصادية بل هي جوهرها.. من هنا كان الاهتمام الجدي باليد العاملة وتطويرها أمر أساس في تطوير النتائج المرتجاة من وراء الفعاليات الاقتصادية المتنوعة. إنَّ حالة الركود الاقتصادي وجمود دورته وفشلها في السير بشكل طبيعي يدفع إلى مزيد من تخلي ماكنة الانتاج عن اليد العاملة بوصفها الضحية الأولى في مثل هذه الأوضاع .. ولكن ما الوسائل الناجعة لخلق فرص عمل في بلاد تدمرت فيها أغلب إنْ لم نقل كلّ الركائز الاقتصادية الأساسية فضلا عن عوامل كثيرة أخرى أوقفت عجلة الانتاج الطبيعي؟
 إنَّ عراقنا الذي يخرج اليوم من أزمات الحروب المدمرة ومن تعطل الدورة الاقتصادية يجد نفسه في مآزق كثيرة من بينها حالة البطالة الكلية التي تشمل أكثر من 50% من (اليد العاملة) فضلا عن تأخر هذه اليد وتخلفها مهنيا طوال حكم أهمل التعاطي مع تطويرها ودعم كفاءاتها ومهاراتها الضرورية والمتناسبة مع تطورات تكنولوجيا الانتاج الحديث..
ولكنَّ بلادا كالعراق ليست قفرا فقيرا لعمليات البناء وإعادة الإعمار وتتطلع جماهيره وقواه السياسية لهذه العملية الشاملة المنتظرة في ظروف مختلفة عن الماضي الذي أودى بهم إلى المآل القائم .. وبغية تحقيق الهدف المرتجى من تفعيل الحياة العامة في العراق ينبغي للإدارة الجديدة التعامل مع مسألة خلق فرص العمل بروح إيجابية موضوعية فاعلة..
صحيح أنَّ الوضع العام ما زال مبكرا عليه تشغيل قوى العمل من الكوادر المؤهلة تأهيلا عاليا وصحيح أنَّ الوضع ما زال غير قادر على توظيف كبير لقدرات العمل العراقية.. إلا أنَّ من الصحيح أيضا إمكان تشغيل نسبة كبيرة في أعمال تستجيب مع الحاجات المباشرة للمدن والقصبات والقرى..
ونحن ندرك أنَّ كثيرا من طالبي العمل قد يفكر في طبيعة المؤهل الذي يحمله ومناسبة العمل لمؤهله لكن أولويات الواقع تفرض أمرا آخر.. إذ توجد حاجة مباشرة للأنشطة الخدمية للعمل ومنها بالتحديد قطاعات التنظيف ومعالجة مشكلات الصرف الصحي والمجاري وتلبية قطاع الخدمات عامة في ربوع البلاد المخرّبة... وبناء على ذلك يمكن بل ينبغي لأجهزة الدولة التوسع في تشغيل أكبر نسبة ممكنة بخلق فرص العمل المؤاتية في هذه المجالات..
ولقد استمعنا لمشروع من نمط إيجاد حوالي مائة ألف فرصة عمل في محافظة نينوى على أساس أخذ ثلاثة آلاف طلب يوميا تتوسع تدريجيا لتصل إلى حوالي ثمانية آلاف فرصة يوميا في المدة القريبة القادمة..  وإذا ما استطاعت بقية المحافظات التعاطي مع الموضوع بالتصور ذاته فإنَّنا يمكن أنْ نقول عن المحصلة الافتراضية أنَّها وصلت إلى ما يقارب المليون فرصة عمل على المستوى الوطني في قطاع الخدمات خلال الشهور القليلة المقبلة.
على أنَّ موضوعة خلق فرص العمل يمكنها أيضا أنْ تتجه إلى ميادين عديدة أخرى منها قطاع التربية والتعليم والصحة والإدارة وهي قطاعات تتعاطى مع مفردات التأهيل والاختصاص أكثر من تلك السابقة بما يعطي الفرصة لتشغيل الخريجين الموجودين من جهة والجدد من جهة أخرى ومنع تدهور إمكاناتهم المعلوماتية مع تواصل مغادرتهم مقاعد الدراسة والإعداد وعدم توافر فرص العمل من جهة أخرى..
وفي ظل هذه الخطوة يمكن لأجهزة التدريب المهني وتطوير الكفاءة المعرفية أنْ تنهض ليس بمسؤولية الإعداد حسب بل في تشغيل أطر أكاديمية متخصصة أيضا.. بمعنى كون التعاطي مع توفير فرص عمل تبدأ بالمتاح مباشرة يؤدي إلى حاجات متوالدة جديدة تتطلب تشغيل أو  خلق فرص جديدة أخرى وهو ما يعني بالضرورة دوران عجلة الانتاج  عبر عملية تكامل الدورة الاقتصادية التي توقفت طويلا..
إنَّ الظروف الطارئة التي يمرّ بها العراق لها متطلباتها التي إذا ما استُثمِرت بشكلها الصحيح فإنَّها ستكون منطلقا حيويا راسخا للخطوات التالية. والاستحابة لهذه الحاجات قد يكون في صورته الأولية أو المظهرية مجرد فعاليات خدمية تأخذ عبر ما يصرف من رواتب كبيرة في ما تحتله من نسبة في الميزانية الوطنية لكنَّ ذلك ما يبدو للوهلة الأولى فقط. أما جوهر العملية فمؤداه الاستثماري سينعكس إيجابيا بشكل كبير على المديين القريب والبعيد ..
فعلى المدى القريب سيكون ذلك تطمينا لحاجات السكان سواء من جهة الخدمات وبضاعتها المخصوصة أم من جهة امتصاص البطالة ومظاهرها السلبية عبر فرص العمل المتاحة. وعبر تعزيز القدرة الشرائية عند المواطن العامل الحاصل على مرتبه العادي بعد زمن عدم الاستقرار في الموارد المالية للفرد أو العائلة العراقيين.
وعلى المدى البعيد تتشكل أرضية متينة لانطلاقة جدية جديدة للاقتصاد العراقي كما أسلفنا القول في ذلك. حيث سيتاح التعاطي مع متوالية خلق  فرص عمل جديدة وتنمية وتوالد مستمرين في تعاقب سببي مفترض ولكنه أكيد من جهة جوهر المسار .. كما سيتاح التعاطي فيما بعد مع الوضع النوعي للتشغيل بعد أنْ كانت البداية متاحة للمهارات كافة وليست المتخصصة وعالية التأهيل..
إنَّ تقريب يوم التعاطي مع التأهيل العالي لليد العاملة ينطلق من العمل على استقرار الوضع العام وعلى خلق الركائز الضرورية اللازمة والأرضية المناسبة.. وسيكون من ذلك أعمال الصيانة والتنظيف وإزالة الأنقاض والمخلّفات وتوفير الأجواء البيئية الصحية من مثل حل مشكلة الصرف الصحي والمجاري في المدن والأحياء وتجنيبها أكداس النفايات ومخلّفات المتهدم والأسلحة وغير ذلك.. إذن سيكون الرابط بين التعامل مع المتاح في ظروف الطوارئ القائمة والمنشود في ظروف الاستقرار مهمّاَ َ جدا في أيّ قراءة أو دراسة اقتصادية صحية وصحيحة ..
ولكنَّ واقع الأرقام في وضعنا الراهن سيظل مخيفا ومرعبا تجاه الحاجات الكبيرة المتعاظمة يوما فآخر مع ضرورات العيش الأساسية لذا كان علينا الاستعانة بكل فرصة دعم خارجية وبأوسع أبواب مفتوحة لأنَّ حياة الإنسان لا تسمح لنا بحسابات دفتر قد لا تأتي مستجيبة لحسابات البيدر وهي كذلك في الغالب ولن ينتظر العاطل دوره التالي بعد سنوات أو حتى بعد أشهر.
وهذا هو ما يدفعنا للقول بإمكان القبول بالمتاح مباشرة بأوسع عمليات تشغيل وخلق فرص عمل أو التعاطي مع أجور معلومة للعاطلين بانتظار الفرصة التالية وهو أمر لازم لأنَّه في عنق زجاجة ولن نسطيع بضربة عصا سحرية حلّ مشكلات أربعين سنة من الشدائد... ومع الإدراك بأنَّ عمليات إعادة الإعمار الستراتيجية لم تبدأ بعد وهي الحل الأمثل لهذه المعضلة ولغيرها ولكنَّ الوقوف مشدوهين بلا حلول للعارض والطارئ وللمباشر من المهام أمر غير موضوعي بل هو جزئية ضرورية لازمة لاحقا للتهيئة للعمليات الاقتصادية الكبرى...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم مهم في تاريخ المسرح العراقي؟! العام الستون لاعتلاء الفنا ...
- الحوار المتمدن بين سجالات اليوم وديموقراطية الغد المنتظرة
- مهاجمة الشيوعيين اعتداء على العراقيين ومحاولة لإرهابهم
- هل نحن ضد الانتخابات؟
- لغة الحوار وأصولها والتناقضات الأخلاقية المنتشرة على بعض موا ...
- قرار إلغاء قانون الأحوال الشخصية اعتراضات مسوَّغة وأخرى ادعا ...
- أزمة السكن في العراق بين اضطراب الوضع الاقتصادي والمشكلات ال ...
- ما يؤسِّس له دعاة البرلمان في العراق؟
- دور منظمات المجتمع المدني في معالجة موضوعية لقضية قانون الأح ...
- المرأة العراقية كاملة الأهلية
- دولة طائفية في العراق؟! تمزيق للشعب وخراب للوطن وتهديد للمنط ...
- هذيانات نائم في كوابيس ما بعد الصدمة؟؟!!!
- تداعيات ذهنية حول قانون الأحوال الشخصية والموقف من المرأة ال ...
- استغلال المنصب الرسمي العام؟!!
- بيان رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في ...
- حول العلمانية وما يدور من جدل بصددها
- دولة طائفية في العراق؟! تمزيق للشعب وخراب للوطن وتهديد للمنط ...
- النقابات والاتحادات العمالية من مؤسسات المجتمع المدني الضرور ...
- بيان رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في ...
- مقايضة مصالح.. تصفية حسابات الطائفية والحزبية الضيقة على حسا ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - تيسير عبدالجبار الآلوسي - خلق فرص العمل بين الظروف الطارئة راهنيا ومراعاة التخصص و الكفاءة مستقبلا