أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الحوار المتمدن بين سجالات اليوم وديموقراطية الغد المنتظرة














المزيد.....

الحوار المتمدن بين سجالات اليوم وديموقراطية الغد المنتظرة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 730 - 2004 / 1 / 31 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقصد بالحوار المتمدن ذياك الحوار الذي يحترم أصول تبادل الرأي ومناقشة الآخر من عفة وتهذيب وتمسك بالفكر النيِّر المتيقظ الطامح الوصول إلى غاية معرفية تخدم فتبني وتطوِّر فإنْ هدمت لم تهدم إلا البالي الذي لا ينسجم مع أماني الناس وتطلعاتهم.
ولكن أين هذا التوصيف مما يدور اليوم من سجال في عدد من المواقع والصحف وبين بعض الشخوص وبعض المسميات أحزاب السياسة الوطنية وليس فيها من ذلك إلا مفردات دعية.. إذ ما علاقة الوطن والناس بالشتيمة والتجريح وما علاقة برامج بناء الذات والأخلاق والروح الإنساني الجديد بكلّ [مشروطيات] مرجعيات آخر زمان؟
أما لماذا يتصدر كلامي هذه الأيام كل هذا التركيز على قراءة وسائل الحوار وتهذيبه والارتقاء به؟ فإنَّ الإجابة تكمن في خطورة التأسيس ليومنا وغدنا على أساس القبول للسجال والتجريح وللمهاترة أنْ يحتلوا مكان الصدارة في حوراتنا الوطنية فتطغى أصوات الزعيق والتهريج على أصوات الحكمة والموعظة والنصيحة..
وكثرما نصادف هذا الكم الكبير في السجالات الدائرة لما وفرته مواقع إنترنت معينة من فرص لهذا التداخل الاتلافي الرخيص. انطلاقا من ضعف الخبرة وانعدام الخلفية الثقافية الكافية لإدارة الأمور بله لمرجعية تتقصد التأثير السلبي على حواراتنا العلمية الراقية والتشويش عليها بما يمنع قيادتها حركة التغيير الديموقراطي..
فالديموقراطية تحتاج لتبادل الرؤى وللجدل الموضوعي وأولها [أول طريق الديموقراطية] وشرطها يكمن في ذياك التفاعل بين الآراء بروح سلمي؛ وأول السلام سيادة الطمأنينة بين أطراف الحوار ومثلها الاحترام ولا نقول الدفاع عن حرية الآخر في إيصال صوته للناس وهي قمة الديموقراطية...
 وحتى نؤسِّس لغدنا الديموقراطي كان علينا تعزيز ثقافة الحوار وتأكيد صفاتها.. وتشذيب مثالبها وإنْ كان علينا ألا ننزعج من الثغرات التي تعتري المسار فنحن ما زلنا في أول لحظات خروجنا من زمن العتمة وكتم الأنفاس والحجر على الآراء الحرة النزيهة. وسيكون للذي يتحمل أكثر ويناقش بهدوء أكثر فضل التقدم بنا نحو مزيد من ديموقراطية الحوار ...
أما كيف تتعزز هذه الرؤية وفلسفتها فلا يعود إلى آليات عمل مواقع النشر المختلفة على الإنترنت وفي الصحف والدوريات وفي محافل الندوات والتظاهرات حسب بل لابد من حملة جدية عميقة لمثقفينا ومتنورينا لكي يقدموا قراءات في التاريخ الفلسفي والثقافي لبلادنا وللمناظرات التي جرت على أسس امتلكت التحضر والتمدن على الرغم من حصولها في تاريخ يعود لمئات السنين وآلافها.. إذ بلادنا بلاد التحضر والتمدن ولا يخلو تاريخها من تلكم الحقيقة...
وما يدعونا إلى تلك الإلتفاتة أنَّنا لسنا مضطرين لدعم رؤانا بالإيجابي فقط فمن الممكن ملاحظة التجاريب السلبية وما آلت إليه من نتائج عادت بالهدم والإرهاب والتخريب ما يجعلنا نتجنب تلك الخطوات السلبية.. ونجد بدائلها.
كما يدعونا واقع الحال إلى تقديم أصحاب الحكمة والتؤدة والتواضع وأولئك الذين يتصدون للخطأ والغلط والخطيئة بجدل موضوعي لا يثير حفيظة المتلقي بقدر ما يكسبه ويبعده عن تأثير المتشنجين والموتورين ومعرقلي مسيرة الحوار المتمدن الراقي ...
نحن إذن بغاية توطيد سلمية المسار وتطوريته وتقدمه التصاعدي البنّاء نحتاج لمثل هذا التأكيد على ضرورات الحوار على وفق روح التحضر ورقي سماتها وسموها ونحن العرقيين أجدر بهذه العلياء أو لا نكون من جذور العراق المتمدنة ونكون بعنا أصولنا الحضارية [ببلاش] فهل يحصل؟!
عندنا أفاضل ولابد من تقديمهم وإيصال أصواتهم إلى ابعد قارئ. ولعلَّ بعض المواقع بشروطها توقف من تداولية المقال وتوسيع دوائر الحوار وعليها بوصفها مواقع عراقية أنْ تندفع براية توسيع النشر والتلقي ولكن من دون إسفاف وخلط الحابل بالنابل فالقارئ يمتلك إمكان الفرز ولكن من مهماتنا توفير وقته بفرز الغث من السمين وتقديم كلّ شئ يلتزم شروط الأصالة واحترام الآخر في تداول فكرة ومناقشتها..
ومثل المواقع صحف الداخل التي ينبغي لها أنْ تبحث بين أبرز ما يلخص الجدل الثائر على واقع مريض بغاية معالجته فقارئ الداخل لا يملك في الغالب أجهزة الإنترنت ولكنه على صلة بالصحافة فهل فعلت صحفنا ذلك؟ لا أقول لا ولا أقول بلى ولكنني آمل بالرد الإيجابي..
وحتى نصل إلى غاياتنا السامية يظل الحوار المتمدن شرطنا إلى ذلك الوصول وحارسنا من التلكؤ والوقوف في وسط الطريق فلا نحن نخرج من الزجاجة ولا الزجاجة تنكسر وتنزاح عنا فنقبع في عنقها بلا إرادة الفعل ولا قدرة التأثير والتغيير.. وثقتي في الحركة والتطور والتغير كبيرة ومهما تلكأ المسار لن كون متوقفا جامدا بل سيتجه نحو عالمنا الجديد العالم الأفضل...

خاص بالحوار المتمدن        www.rezgar.com
www.geocitis.com/modern_somerian_slates



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهاجمة الشيوعيين اعتداء على العراقيين ومحاولة لإرهابهم
- هل نحن ضد الانتخابات؟
- لغة الحوار وأصولها والتناقضات الأخلاقية المنتشرة على بعض موا ...
- قرار إلغاء قانون الأحوال الشخصية اعتراضات مسوَّغة وأخرى ادعا ...
- أزمة السكن في العراق بين اضطراب الوضع الاقتصادي والمشكلات ال ...
- ما يؤسِّس له دعاة البرلمان في العراق؟
- دور منظمات المجتمع المدني في معالجة موضوعية لقضية قانون الأح ...
- المرأة العراقية كاملة الأهلية
- دولة طائفية في العراق؟! تمزيق للشعب وخراب للوطن وتهديد للمنط ...
- هذيانات نائم في كوابيس ما بعد الصدمة؟؟!!!
- تداعيات ذهنية حول قانون الأحوال الشخصية والموقف من المرأة ال ...
- استغلال المنصب الرسمي العام؟!!
- بيان رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في ...
- حول العلمانية وما يدور من جدل بصددها
- دولة طائفية في العراق؟! تمزيق للشعب وخراب للوطن وتهديد للمنط ...
- النقابات والاتحادات العمالية من مؤسسات المجتمع المدني الضرور ...
- بيان رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في ...
- مقايضة مصالح.. تصفية حسابات الطائفية والحزبية الضيقة على حسا ...
- ظلامية إسقاط القدسية على التقليد زورا وتضليلا - دور التكرار ...
- حول موقف [موظفي ثقافة] السلطة العرب من وفد الثقافة العراقية


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الحوار المتمدن بين سجالات اليوم وديموقراطية الغد المنتظرة