أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن أحمد عمر - نعم أنا حر طالما لا أضر أحداً















المزيد.....

نعم أنا حر طالما لا أضر أحداً


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 11:11
المحور: المجتمع المدني
    


إن ما يثير عجبى هو أن يعتقد البعض أن بإمكانهم فرض فكر أو رأى أو دين أو عقيدة ، وهى كلها معنويات بإستخدام ماديات كالقوة والتخويف والتهديد والإرهاب
فلا استطيع أن أستوعب بعقلى البشرى القاصر كيف أجعل شخصأ يؤمن بما أؤمن به ثم يعتنق أفكارى ويؤيدها بل ويدعو لنشرها وكل ذلك دون أى قناعة منه أو رضا سوى خوفه من سطوتى وقوتى وقدرتى على سحقه وتعذيبه وإذلاله ،
أعرف انه يمكن لى بسبب قوتى أو سلطانى أو جبروتى أن أعذب شخصأ ما وأجبره على الأكل او الشرب او اللبس بطريقة معينة أو النوم بشكل ما ، ولكن المستحيل الحقيقى هو قدرتى على أن أجعله يؤمن –حقيقة - بفكرة ما أو رأى ما أو عقيدة ما .

إذ أن هذه المعنويات تكمن فى القلوب والعقول والضمائر ولا يراها ولا يعلمها سوى الله تعالى المهيمن على كل مثقال حبة من خردل فى ملكوته العظيم ،
أستطيع وأنا أقف بين يدى ضابط الأمن أو رئيس المباحث أو المحافظ او أكبر رأس فى الحتة أن اشتمه وأن العنه وأن أدعو الله ربى ان يحرقه طبعأ سراً وداخل قلبى ودون أن يسمعنى هذا المخلوق المحدود المؤقت الميت ، واستطيع ان أسرح بخيالى فأشاهد هذا الطاغى ذليلاً فى خيالى يركله المظلومون باقدامهم جراء ما أذاقهم من عذاب وما فعل بهم من أفاعيل يأبى الشيطان الرجيم -- بكل قبحه-- أن يفعل مثلها.

أستطيع أن أخدع كل من حولى واتظاهر بأننى مؤمن وصالح وتقى حتى لو كلفنى ذلك ان أخسر جزءأ من أموالى رياءأ حتى احقق أغراضى واصل إلى مآربى ، لأن كل الذين حولى لا يطلعون على محتويات قلبى ولا يصلون لخبايا عقلى ولا يعلمون مخططاتى ، ومن السهل ان أواظب على الصلوات وأتظاهر بالصيام إرضاءأ لغرور أشخاص يجبروننى على ذلك وأنا أضمر فى نفسى كل حقد وكراهية وضغينة لهذا الدين -- أى دين سماوى -- ولكل من يعتنقه طالما أنه يقوم على الضغط والقهر والإكراه كما يحاول الغلاة تصويره وهو بالطبع— الدين —برىء من ذلك فلا إكراه فيه ولا إجبار على إعتناقه ، ولا قهر لمخلوق لكى يؤدى مناسكه وإلا تحول من دين سماوى سمح إلى أحكام فاشية شمولية قهرية تنتهك حرمات العقل وتحرق مكنونات الفكر ، وتكمم الأفواه وتحجر على الألباب ، وما الله يريد ذلك أبدا لأن ذلك ظلم بين وإفتراء واضح على الله الرحيم ورسله الكرام ودينه القويم وصراطه المستقيم.

لقد خلق الله الإنسان من العدم بقدرته وفرض عليه تعاليم سمائية راقية تبدأ بإعتراف الإنسان بالله الأحد ربأ والقيام ببعض العبادات التى تؤكد تواصل المخلوق مع الخالق وتملأ حياة المخلوق بهجة وسعادة وأمنأ وطمأنينة وتجعله يخرج من مسجده او معبده او كنيسته خاشعأ لله يعامل خلق الله بالحسنى ويتأدب معهم فى الحوار ، ويحافظ على أموالهم وأملاكهم وأعراضهم وأحلامهم وحريتهم وسلامتهم وأمنهم وسعادتهم واستقرارهم ووحدتهم وتقدمهم ورقيهم وعلو شأنهم.

أما إذا خرج من مكان عبادته --أيا كان-- لكى يجرح مشاعرهم أو يسرق أموالهم أو يعتدى على حرماتهم وأعراضهم ، أو يهدد امنهم او يكدر سعادتهم او يحرق فرحتهم ، أو يبدد أحلامهم أو يفزع قلوبهم أو ينشر بينهم الرعب والخوف والإرهاب ، أو يعيق تقدمهم أو يفرق شملهم أو يشتت وطنهم فوالله الذى لا إله غيره ما هذا بمتدين ولا هو بصالح ولا هو بتقى ولن يكون كذلك حتى يثوب إلى رشده ويعود إلى كنف مولاه تائبأ عن خطاياه طالبأ غفرانه ورضاه .

لم يخلق الله الناس عبثأ - حاشاه سبحانه - بل لحكمة لا يبلغ الإنسان منتهاها مهما بلغ فكره ووثق فى قوة عقله ، ولذلك جعل الله للدين يومأ لا ريب فيه وحصنه بالتوثيق وعدم الريب لأنه آت رغم أنف الناكرين ينصر الله فيه الدين السمائى وينصر الصالحين ، ويقتص للمظلوم من الظالم ويحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين .

ولأن الدين ملك لله وحده لأنه تعالى المفتش فى محتويات القلوب ، والذى يعلم ما تخفيه ويعلم خائنة الأعين ويعلم ما توسوس به نفس الإنسان من خير أو شر فإن الله لم يخلق وكلاء أو أوصياء على عبيده ولم يعطهم إذنأ بالبحث فى قلوب الخلائق ولم ينزل لهم ترمومترأ سماويأ لقياس شدة الإيمان والتقوى أو ضعفهما ، وإنما أرجأ المولى ذلك كله له وحده فى يوم مهيب تشيب من هوله الولدان ويفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لأن كل واحد منهم له شأن يغنيه عن التفكير لحظة واحدة فى غيره حتى فى هؤلاء الذين لا يفارقونه فى الدنيا ساعة واحدة ، وكانوا يحزنون لحزنه ويفرحون لفرحه ويتألمون لألمه ويرقصون لنجاحه هاهم فى يوم الدين عنه ذاهلون ولا ينظرون له وليس معه سوى عمله يحمله على ظهره إن خيرأ فخير وإن شرأ فشر.


ما أعظم قانون الله (( لا إكراه فى الدين )) فهو الأب ، والمصدر والمنبع لكل قوانين حقوق الإنسان وهو الراعى الحقيقى لحقوق البشر فى كل مكان سواء رجال او أطفال أو نساء أو شيوخ أو اقليات فى كل أنحاء العالم ، فإذا كان الله حرم الإكراه فى الدين فهل يكون هناك إكراه فى السياسة أو الإقتصاد أو العادات الإجتماعية أو السلوكيات القومية والتصرفات القبلية ؟؟
إذا كان الدين الذى هو نور الله فى الأرض وحبله المتين وصراطه المستقيم لا إكراه فيه فهل يتأتى لبشر ان يكره أخاه الإنسان على رأى أو فكر أو اتجاه أو عقيدة أو سياسة معينة لأى سبب وبأى حجة ؟؟

فليرفع الذين يفرضون أنفسهم على الناس-- بالقوة والتخويف-- أيديهم عن الخلائق وليتركوا عباد الله لربهم يفعلون ما يشاءون وإنهم فى يوم ما محاسبون لا شك ولكن من ربهم وليس من خلق مثلهم فالله القدير هو مالك الملك وسواه لا يعدو كونه جزءأ يسيرأ من ملك الله إن شاء الله أماته وإن شاء أحياه .


فلنترك ابوب الحريات مفتوحة على مصاريعها لأن الحرية هى مصدر الفكر والإبداع والفن والإبتكار والشعر والتعبير والتأليف والإختراع والتجديد والتحديث وبدون كل ذلك تظل الحياة راكدة بلا حراك وتفقد قيمتها ومصداقيتها ووقعها الساحر الأخاذ كما تظل الأمم ترزح تحت نير الإستبداد والظلم والجهل والتخلف والمرض. .

ألحرية هدية الله لخلقه فليكف أعداؤها عن قتلها وليكفوا عن حرمان الناس من نعمة الله الكبرى وهى الحرية فى كل شىء بدأ من حرية الدين والمعتقد والرأى والفكر وإنتهاءا بأقل الأشياء شأنأ فى الوجود.





#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى إرهابى
- هل هجر المسلمون القرآن فعلاً؟
- صفحات من الذاكرة .. خارج نطاق المألوف
- صفحات من الذاكرة 3 ... وسقطت فى بئر النفط
- صفحات من الذاكرة 2 ... ميت على أى حال
- صفحات من الذاكرة
- ألفترة البرزخية و24 ساعة موت
- الطيب والخبيث
- لون حقيقى فى لوحة مزيفة ( قصة قصيرة )
- إستنباط معنى كلمة ( فتنة ) من القرآن الكريم
- كفى صراخاً فى وجوه الناس أيها الوعاظ
- لغز أنا الإنسان
- لكل زمان علماؤه ومفكروه
- مجتهدون .. نعم .. مالكون للحقيقة .. لا
- ربيع القلوب
- وداعاً زمن الثقافة
- عربدى يا إسرائيل
- حبيبتى أفلاطونية
- أنين الغربة (شعر)
- ألقرآن فوق الزمان والمكان


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن أحمد عمر - نعم أنا حر طالما لا أضر أحداً