أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمود محمد ياسين - حول إنهيار جولة الدوحة للتجارة العالمية














المزيد.....

حول إنهيار جولة الدوحة للتجارة العالمية


محمود محمد ياسين
(Mahmoud Yassin)


الحوار المتمدن-العدد: 2369 - 2008 / 8 / 10 - 06:42
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


فشلت محادثات التجارة العالمية التي أجريت في جنيف خلال الفترة 21-29 من يوليو الماضي، في ردم الهوة بين مطالب الدولة الغنية وفي طليعتها الولايات المتحدة الامريكية في أسواق مفتوحة لإستقبال منتجاتها الزراعية مع عدم قبولها بخفض الدعم الذي تقدمه لمزارعيها وبين اصرار الدول النامية وعلي رأسها الصين والهند – علي حماية قطاعاتها الزراعية من سيل بضائع التصنيع الزراعي (Agribusiness) الواردة عن الدول الصناعية. فالصين والهند التي يوجد بها فيها 500 مليون و700 مليون شخص علي التوالي يعتمدون علي الزراعة، تخشيان من إنفجار الاوضاع في أرياف بلديهما نتيجة منافسة البضائع المستوردة والرخيصة نسبياً لمنتجات المزارعين المحليين الذين يعيشون أصلاً علي الكفاف ويعانون من شظف العيش.
وتمثل دورة المحادثات الاخيرة إجتماعاً وزارياً شارك فيه وزراء ثلاثين دولة في إطار (جولة الدوحة) الخاصة بالتوصل لإتفاق بين الدول لتحرير التجارة العالمية. والمعروف إن جولة الدوحة هي جزء من المفاوضات التي دأبت منظمة التجارة العالمية علي إجرائها لتشمل مختلف الجوانب المتعلقة بالتجارة، وقوانينها، بين الأمم. ففي عام 2000 بدأت مفاوضات جديدة خاصة بالزراعة والخدمات، تم وضعها علي رأس جدول أعمال مفاوضات مؤتمر الدوحة الوزاري الرابع لمنظمة التجارة العالمية بقطر في نوفمبر عام 2001 . ويضيف جدول أعمال جولة الدوحة، بجانب المسألة الزارعية ، مفاوضات أخري تشمل تعريفة السلع غير الزراعية والتجارة والبيئة وقواعد منظمة التجارة العالمية لمكافحة الاغراق والملكية الفكرية والشفافية في المشتروات الحكومية. وإجتماع جنيف الاخير يأتي في أعقاب عدة إجتماعات وزارية كمحاولة أخيرة لإخراج جولة الدوحة من تأزم دام سبع سنوات . وبعد إنهيار دورة جنيف الأخيرة رأى بعض المشاركين فيها أن جولة الدوحة لن تعود لها الحياة مرة أخرى، علي الاقل لعدة سنوات قادمة .
أُفتتح إجتماع جنيف علي صدى تصريحين يتسمان بحدة تعكس تشدد كل الدول الصناعية والدول النامية بموقفيهما حيال التجارة العالمية. فنكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للإتحاد الاوروبي، صرح قبل إنعقاد الاجتماع قائلاً (علي اوروبا ان تجد رداً علي تخوفات مواطنيها من تأثيرات العولمة، وان تحمي نفسها بدون ان يعتبر ذلك من باب الإجراءات الوقائية) . اما وزير خارجية البرازيل سيلسو اموريم فقد إنتقد قبيل إنعقاد الدورة، الاستراتيجية التي أتت بها الدول الكبري للمفاوضات والتي تعتبر أن مسألة الزراعة قد حسمت وتمت تسويتها نهائياً مما لا يستدعي الجدال حولها، وصرح بأن موقف الدول الصناعية يذكره ( بغوبلس مسئول الدعاية في النظام النازي، الذي كان يردد: إذا تكرر كلاما كاذباً عدة مرات فانه سيتحول الي حقيقة).
جولة الدوحة تم تدشينها، عند تأسيسها، تحت شعار دفع التنمية، وخاصة الزراعية، في البلدان الفقيرة حتي وانها سميت "بجولة التنمية". الا ان الدول الكبرى اتخذت مواقفاً وتقدمت بنصوص مقترحات، لا يمكن اعتبارها في صالح تنمية البلدان الفقيرة، رفضتها الدول النامية جملة وتفصيلاً. فقد رفضت الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الاوروبي ان تعيد النظر في سياسات الدعم التي تمنحها للزراعة، تلك السياسات التي تدافع عنها لوبيات غربية تتمتع بالقوة الاقتصادية المتناهية. وفي المقابل، ونتيجة لمعايشتها للضرر الذي واجته من منافسة المنتجات الزراعية الواردة من البلدان الصناعية بموجب إتفاقيات خفض التعريفات السابقة، عادت البلدان النامية تتمسك بإجراءات الحماية (protectionism ).
جولة الدوحة ثم تدشينها تحت شعار دفع التنمية، وخاصة الزراعية، في البلدان الفقيرة. الا أن الدول الكبرى، بمقترحاتها تلك، كانت تسير في إتجاه آخر. فالولايات المتحدة الامريكية تمسكت بدعم القطاع الزراعي لديها، واقترحت سياسة (دولار مقابل دولار)، أى أنها قايضت خفض الدعم الزراعي لمزارعيها بخفض الرسوم الجمركية علي المنتجات الصناعية والخدمات.
النقطة الاساسية مثار الخلاف في دورة جنيف تمثلت في ما سمى بآلية التأمين الخاصة (special safeguard mechanism) التي تسمح للدول برفع الرسوم الجمركية علي المنتجات الزراعية بصورة تلقائية في حالة إرتفاع حجم الواردات من هذه السلع . ولكنه السؤال الذي طرح هو : ما هو مستوى الزيادة في الواردات الذي يؤدي لتفعيل الآلية المذكورة. ففيما أقترحت الصين والهند مقدار10% زيادة في الواردات، أصرت واشنطن علي الزيادة في التعريفة الجمركية يسمح بها فقط في حالة إرتفاع الواردات ل40%.
الذي فاقم من حدة الخلاف في الدورة الاخيرة لجولة الدوحة هو الزيادة العالمية في اسعار السلع، خاصة الاساسية؛ ففي حين ترى الشركات الكبرى عابرة القارات مواتاة الفرصة لتحقيق الارباح الفاحشة، تدرك الدول النامية ان ملايين من سكانها، الذين يطحنهم الجوع، سوف يعانون اكثر في حالة قبول مقترحات دول الشمال فيما يتعلق بتحرير التجارة العالمية .
برزت خلال الدورة الاخيرة لمنظمة التجارة العالمية الصين والهند كتكتل يدخل في تناقض مصلحى عميق مع الدول الغربية ومن المتوقع ان يؤدي فشل جولة الدوحة الي ان تحل الاتفاقيات الثنائية محل الاطار القانوني الذي يحكم التجارة العالمية، كما هو مٌتوصل له حتي الآن . وإن حدث هذا سيكون الطريق ممهداً لنشؤ تكتلات تجارية إقليمية وقطاعية، مع إحتمال ان تقود حدة المنافسة هذه التكتلات الي اللجوء للحماية. كما ان المنافسة بين الكتل التجارية بجانب تحديدها لشكل التحالفات بين الدول الرأسمالية في الغرب والشرق في سعيها المحموم حالياً لإعادة تقسيم مناطق النفوذ في العالم وفق التوازنات الجديدة التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفيتي وبروز أمريكا كالقوة العالمية الأعظم، سوف تزيد من تأجيج عداء محكم وصراع مدمر بين التكتلات المختلفة .



#محمود_محمد_ياسين (هاشتاغ)       Mahmoud_Yassin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة نيبال والوصول لقمة السارغاماتا
- الإنتاج الصغير ورأس مال المساهمة: بالاشارة لوضع السودان
- نظرية تطوير القوى المنتجة واسترداد الرأسمالية فى الصين
- الطريقة المادية وعلا قات الارض فى السودان:تعليق على كتاب -أص ...
- حول ملكية 2% من البشر لثروات العالم
- القيمة وسقوط الاتحاد السوڤيتى
- فى الذكرى الستين لتأسيسه: الحزب الشيوعى السودانى والعمل النظ ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمود محمد ياسين - حول إنهيار جولة الدوحة للتجارة العالمية