أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - مراجعة خفيفة لما جرى من أحداث ثقيلة حول كركوك















المزيد.....

مراجعة خفيفة لما جرى من أحداث ثقيلة حول كركوك


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2360 - 2008 / 8 / 1 - 11:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما حدث في البرلمان العراقي وما تبعه من تصريحات نارية واحتجاجات وتظاهرات وانفجار وهجوم على التركمان أشبه بحفلة العاب نارية ولكن بلا مناسبة تستحق كل هذا. لكن للحقيقة نقر أن هذا هو ديدن الألعاب النارية. تعالوا نبتعد عن هذه الدبكة المختلطة ونحللها بهدوء وبرود، رغم حرارة الجو، حتى في هولندا.

قبل كل شيء لنبدأ بالبحث عما هو مفرح في القضية لكي لا نفتتح بالنكد والنقد، وهناك بالفعل بعض ما هو مفرح.
أنا فرح مثلاً لأن عدوي اللدود "التصويت السري" قد فضح فضيحة العنز في الشارع وأصبح اسمه مشيناً ولن يجرؤ أحد على طرحه لفترة على الأقل، وهذا مكسب كبير يستحق الفرح...بل الإحتفال.

فرح أنا أيضاً لأن دار حصان البرلمان محمود الهاشمي قد فضح، والمفروض بالبرلمان أن يطالب بالتحقيق في هذه الرشوة ويحاسب محمود عليها...لا أتصور أن البرلمان سيكون بهذه الشجاعة، لكن مع ذلك ربما يمكن صياغة قانون يمنع البرلمانيين عموماً من تملك الدور الجديدة دون إبلاغ البرلمان عنها، وسيفهم الرجل أنه هو المقصود وكذلك سيفهم الآخرون. وأيضاً يمكن القول إن هذه الدار، أو فضيحته بالأحرى ستسهم في تحسين الجو الأدبي في البرلمان، اقصد التأدب. فسيفكر الرئيس اكثر من السابق قبل الإقدام على إهانة أحد لأنه مهدد بأن يعيد الشتيمة له بتعييره بالبيت. من لايجرؤ على هذا بشكل مباشر لن يعجز عن إيجاد صيغ غير مباشرة و"دستورية" مثل أن يلتفت إلى من يجاوره ويسأله بصوت منخفض ولكن مسموع:"أبو فلان...ماذا كان الدرس الأول في القراءة الخلدونية"؟
أتوقع أيضاً أن يسارع بقية البرلمانيين الذين حصلوا على دور أو سيارات بطرق مماثلة إلى إعادتها إلى أصحابها الأصليين تحسباً أن يحدث شيء ويطالبوهم بإيجارات متأخرة!
لكن الله لعن الراشي أيضاً، فيفترض محاكمة حكومة كردستان بمحاولة رشوة رئيس البرلمان، ومن يدري من أيضاً، لكن هذا ليس من الممكنات في الواقع العراقي بل تعتبر حالياً من قصص الخيال العلمي الديمقراطي.

إلى هنا نأتي على نهاية الأنباء السارة والآن سنحاول أن نفهم شيئاً مما جرى. ما لا افهمه حقاً هو رد الفعل "العصبي" جداً والأخلاقي جداً للقادة الكرد....فكما فهمت من الأخبار هم اعترضوا على نقطتين الأولى هي مسألة "لي الأذرع" والثانية هي مسألة إصرار بقية الطوائف على التصويت بالعدد وليس بـ"التوافقات" التي يطالب بها الكرد، فالتوافقات لايفترض أن تزعل أحداً, بينما يمكن إستغلال الأغلبية العددية، كما تفضل احد المعلقين لخلق"دكتاتورية عددية".

أما بالنسبة لمسألة "ليّ الأذرع" فالأخوة الكرد محقون بها تماماً لكن كل اعتقادي كان أن الكرد آخر من يمكن أن يعترض على سياسة لي الأذرع، وإنهم يعتبرونها "خشونة قانونية" في كرة القدم البرلمانية، لأن لي الأذرع سياسة كردية منتظمة منذ بدء "الديمقراطية" في البلد، وكنت أعتقد أن الساسة الكرد يفخرون بها يعتبرونها (مثلما اعتبرها دون أن أحترمها) "براغماتية" وحداثة وكان تصوري أنهم متفوقون بها لقربهم من الأمريكان وقدمهم عن الباقين في الديمقراطية وصراعاتها. ألم يكن اتفاقهم مع علاوي على أن يعتبر نسبتهم تزيد عن نسبتهم الحقيقية بمرة ونصف عملية لي أذرع؟ ألم يكن تمريرها للمرة كذا في البرلمان، حتى عندما اكتشفت وأعلن عنها، عملية لي أذرع؟ اليس قول برهم صالح بأن ذلك كان إنتصاراً كبيراً للكرد ترجمه بأننا تمكنا من لي ذراع الباقين؟
ألم تكن عقود النفط الموقعة غصباً عن بغداد وبدون حتى علمها، وطرد عامليها بالقوة حتى من مناطق خارج حدود الإقليم والتصريحات المهينة المتتالية للمركز، ألم تكن عملية لي أذرع؟

إذن فـ لي الأذرع ليس غريباً إلى هذه الدرجة على الساسة الكرد، ليكون مبرراً لكل هذا الغضب. فلا يبقى لدينا سوى الخلاف حول التساؤل: هل يجب حل المشاكل بالتصويت الفردي أم التوافق؟ غضب الساسة الكرد الشديد والشارع الكردي أيضاً، يقول إنهم يرون أن التصويت بالأغلبية العددية عمل مرفوض واعتدائي وأنه يجب حل الأمور كلها بالتوافق بغض النظر عن الأكثرية والأقلية ومن لايفعل ذلك "فمتآمر على حقوق الشعب الكردي" يجب تصويره وفضحه أو قتله. حسناً، لنسأل أولاً: ماذا كانت الجهات التي اتهمت بالتآمر على الكرد تريد أصلاً وكان الكرد يرفضوه بشدة؟ اليس هو حل مشكلة كركوك "بالتوافق" بتوزيع سلطتها بين الأطراف بغض النظر عن الأكثرية والأقلية وتأجيل التصويت الفردي؟ كيف يبرر هذا الرفض المبدئي لتحديد قانون الإنتخابات بالتصويت في البرلمان بالأكثرية العددية، مع الإصرار على استعمال التصويت حسب الأكثرية العددية لتوزيع السلطة في كركوك؟ أو بعبارة أخرى لماذا يكون التوافق أسلوباً مقبولاً، بل المقبول الوحيد في التصويت على قانون الإنتخابات نفسه، ويعتبر مرفوضاً، بل وجريمة وتآمر عند استعماله في تقاسم السلطة في كركوك بنسب متساوية بغض النظر عن الأغلبية العددية؟

قد يبدو للمراقب أن هناك نوعا من الجنون في هذا، لكن المرء يجب أن يبحث دائماً عن حكمة ربما تختبئ خلف كل "جنون". قبل فترة كتبت أن صرخة أشتي هورامي: "كلما قالت الحكومة "غير دستوري" سنوقع عقدين جديدين" وتنفيذه لتهديده وتوقيعه لأسرع مجموعة عقود نفطية في التأريخ، لم تكن بسبب جنون الرجل أو غضبه المنفلت، بل لحكمة هادئة للص سمع حركة في الشارع فاستعجل "توقيع العقود" قبل طلوع الشمس، وهو سعيد بأن يفسر الناس حركته بالجنون!
كان في جنون آشتي حكمة، وفي هذا الجنون حكمة أيضاً: الساسة الكرد يريدون التوافق في البرلمان لأنهم لايملكون الأكثرية العددية اللازمة للفوز، ويريدون التصويت حسب الأكثرية العددية في كركوك لأنهم يملكونها! المشكلة هي أن بقية الكتل تتهم الكرد بتغيير الواقع الديموغرافي لكركوك باستقدام كرد من خارجها، تماماً كما أتهم الكرد (بصدق) صدام حسين بذلك وطالبوا على أساسه بإعادة النسب السكانية إلى ما قبل ذلك التغيير قبل إجراء الإنتخابات، وهو بالضبط ما يتهم العرب والتركمان القيادة الكردية بتنفيذه ويطالبون بما طالبت به بالضبط من التأكد من أن كركوك استعادت سكانها الأصليين دون غيرهم قبل إجراء أية إنتخابات. الفارق الوحيد أن الجهات غير الكردية أقرت بمشروعية المقالق الكردية ووافقت مبدئياً على فحص ديموغرافية كركوك قبل الإنتخابات وتصحيحها حسب النتيجة، بينما يرفض القادة الكرد الإعتراف بمقالق الباقين وإعطاء فرصة مناسبة للتأكد منها وفحصها وتصحيحها إن تبين صحتها! أي أن الخيار بين التوافق والتصويت الفردي العددي، يجب أن يتم دائماً حسبما تقتضيه أهداف الساسة الكرد، ومن يعترض على ذلك من العرب أو التركمان لابد أن يكون شوفينياً!
لكن لا تضحكوا...فهناك الكثير ممن يتجه عملياً إلى هذا المنطق، وليس بين الكرد فقط، وغالباً دون وعي!

هل هناك أسباب أخرى لم نناقشها، تبرر التظاهرات الشعبية العارمة والضحايا وتصوير البرلمانيين والتهديد بقتلهم والإتهامات بالشوفينية والمزايدات والتهديدات الكبيرة واللجوء إلى التصويت السري لحماية من قد يتسبب له رأيه بمخاطر على حياته ونقض القانون من قبل الرئاسة؟
آه ..نعم...حقوق المرأة!....في هذه معكم حق...عذراً لأني نسيتها يا سيادة الرئيس....

إتقوا الله يا قادة الكرد....ويا أيها الشعب الكردي ضع نفسك مكاننا وأنظر أي مواقف يطلب منا قادتكم أن نقبل، وقولوا لنا: لو كنتم مكاننا هل كنتم ستقبلون؟..... ولنا عودة.





#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتعلم الحكمة من الذين وقعوا معاهدات قبلنا
- بضعة أسئلة إلى الداعين الى عقد -معاهدة جيدة- مع أميركا
- الفريسة القاتلة
- مدرسة الأمريكتين – قصة معمل لتفريخ الدكتاتوريات والسفاحين
- أربعون سبباً لمعارضتي المعاهدة الأمريكية 1 – ألأسباب العامة
- التصويت السري وكركوك - أيهما الهدف وأيهما الوسيلة؟
- أحتفالية غير اعتيادية بيوبيل الثورة العراقية
- ليس باسمي - تصرفات علمانيي تركيا تشوه صورة العلمانيين
- لو كان الشهرستاني كردياً...
- كيف ندعم مفاوضينا في المعاهدة؟
- مرحى أيتها البرلمانيات العراقيات!!
- طالباني يبصق على مشاعر شعبه- هذا الرجل لايمثلني
- هل يمكن مناقشة السياسة بالمفاهيم الأخلاقية؟ مع رد على السيد ...
- لم الفزع من رفض المعاهدة؟ 3- 3 الدكتور عبد الخالق حسين ونظري ...
- لم الفزع من رفض المعاهدة؟ 3-2 مناقشة موقف د. كاظم حبيب
- بل لماذا هذ الفزع من رفض المعاهدة؟ 1-2
- بعد اتفاقية طهران سقطت آخر مبررات المعاهدة
- المقالة رقم 400 والكتاب الأول– قناعاتي العامة مع قائمة مصنفة ...
- سر متعة الحكومة في تجاوز البرلمان ونتائجها
- فيصل القاسم يسلخ ضيفه في الإتجاه المعاكس للحضارة


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - مراجعة خفيفة لما جرى من أحداث ثقيلة حول كركوك