أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مأزق السياسات المذهبية














المزيد.....

مأزق السياسات المذهبية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2359 - 2008 / 7 / 31 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المؤكد أن ثمة مأزقاً يواجه الحكومات والمعارضات القائمة على المذهبية السياسية، فإذا طرحت المعارضة المذهبية أي حلول للمشكلات الاقتصادية والسياسية فإن الحكومة تقوم بنقضها، بغض النظر عما إذا كان النقض صحيحاً أو خاطئاً، فهي لا تريد تقوية الطرف المذهبي السياسي المختلف عنها والمعارض لها، لتفويت الفرصة على نموه وانتشاره وتهديده للبناء السياسي. فمهما تكن جماهيريته أو أن خطاباته عقلانية أو غير عقلانية فإن وجوده كمذهبية سياسية في حد ذاته هو مبعث قلق شديد، وبالتالي يزدادُ القلقُ من الانتصارات والانتشار فتوضع العراقيل لمنع ذلك.
وبالعكس تغدو "العقلانية" مبعث قلق أشد لأنها تنمو فوق ذات الجسم السياسي المذهبي لكنها تحصل على أنصار أكثر وتزداد رقعتها الاجتماعية فتكون مدعاة للصد والمناورات السياسية المختلفة التي تعمل على سحب البساط من تحت قدميها.
في حين إن الطرف المذهبي السياسي المتطرف يفقد أنصاره وتضيق رقعته فلا يغدو هو مبعث الخطر رغم جسامة أعماله. إن الطرف المذهبي السياسي المعارض يرى وجوده المذهبي وجودا مبررا بديهيا غير قابل للمناقشة، في حين إنه وجود اجتماعي عفوي اختلط بعمل سياسي محدود وغير عميق وليس بعيد النظر، فصار العمل السياسي المذهبي المنظم أسير مفرداته ومنشئه الاستيرادي، فهو لم يخرج من نضال الشعب الموحد وارتبط في حركته السياسية بدور العبادة والمؤسسات المذهبية الخاصة بطبيعة حال المذهب، وجلبه مثقفون وشيوخ دين وزرعوه كعمل سياسي في حضن المذهب وعباداته، فلم ينشأ كتنظيم وطني، بل مناطقي وكياني خاص، وانتقلت العملية مما قبل الانتخابات إلى الانتخابات، بالطرائق الأدائية الاجتماعية نفسها، فظهرت الكتلُ المذهبيةُ السياسية المختلفة،، فتعمق الانقسام على صعيدي الناس والأجهزة السياسية، التي كان من المفترض أن تقوم بالحلول للمشكلات المتراكمة طوال نصف قرن لا أن تعطلها وتزيدها إرباكاً. وهذا يشكل مأزقاً خاصة للمعارضة التي كانت هي الدينامو لعملية التغيير السياسي، طوال العقود المختلفة، فقامت النشأة ومستويات الفهم السياسي والثقافة بحبس الجسم السياسي في أدواته، فهو كلما أراد أن يحل المشكلات عمقها ووسعها. ولهذا فإن الحلول المطروحة في عمل هذه المعارضة المذهبية السياسية تتشكلُ على السطح، كحمل الأعلام الوطنية أو ترديد كلمات الوطنية والشعب الواحد، وهذا قد يكون مهما على مستوى النيات، لكن النيات لا تصل إلى مستوى التشكيلات السياسية، فالفروع السياسية والتحركات السياسية والمطلبية تدور دائماً في المنطقة المذهبية الجغرافية وتعجز عن القيام بعمل وطني. كذلك فإن التداخل الكثيف بين العبادات والسياسة لا يحول السياسة إلى نشاط عقلاني، دنيوي قابل للأخذ والرد، والتبديل والتعديل. وهذا المأزق لا يضعف المعارضة فحسب بل يضعف الدولة كذلك، فالانقسامات المستمرة والصراعات اللامجدية والحلول الشكلية والتجنيس وتوسيع حضور العمالة الأجنبية، كلها لا تضعف المعارضة المذهبية فقط بل الدولة كذلك على المستوى البعيد. وبهذا فإن بدايات خطوات صغيرة في الاتجاه العلماني الوطني تغدو ضرورة، مثل تخفيف ارتباط السياسة بالمذهب، وفتح الأبواب في التنظيمات المذهبية لأبناء البلد، وبدء تغيير الخطابات السياسية ذات الركائز الدينية والاتجاه بها نحو القيم السياسية العالمية كالعقلانية والتنوير والديمقراطية والحداثة، وبطبيعة الحال هذا لا يتناقض مع الإرث الإسلامي، بل يتطلبه حيث تتم رؤية الإسلام كحضارة واحدة وليست أعراقاً ومذاهب. ولابد للدولة أن تتخلى عن سياسة نقض التنظيمات المذهبية بالإجراءات والتكتيكات، بل عبر تشكيل جسم بحريني وطني تتشكل علمانيته وقانونيته في شتى مجالات الحكم والمجتمع، فيجد الناس عبر العمل والسكن وحماية البيئة عالماً مشتركاً ينسون فيه تمايزاتهم المذهبية وتحويلها إلى صراعات غير مجدية.




#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمال بين اتجاهات حادة متضاربة
- مشروع تاريخي !
- الوطنيون أقدر على خدمة الشعب
- العمال والانتخابات
- عامل الخمسينيات قائداً
- دساتير هشة
- اليمين المتطرف بحاجة إلى اليمين المتطرف
- الناشطة الإيرانية والجزيرة
- الوضع العربي الراهن
- تنوير هادي العلوي
- الاحتجاجات مهمة ولكن...
- تفسخ رأسمالية الدولة
- البرجوازية القديمة وغياب الليبرالية
- وحدة اليسار في البحرين


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - مأزق السياسات المذهبية