أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - توما حميد - ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! الجزء الثالث والاخير















المزيد.....


ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! الجزء الثالث والاخير


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 725 - 2004 / 1 / 26 - 06:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 4-تاريخ الدولة الامريكة لايساعدها على نشر الديمقراطية_تكملة
 افغانستان الذي كانت الضحية الاولى في الحرب على الارهاب يبين تاريخه في اخر 2-3 عقود مرائية واجرامية السياسات الامريكية. الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في ظهورالجماعات الارهابية في افغانستان بما فيهم اسامة بن لادن وجماعات المجاهدين القدامي والمتعاونين مع امريكا حاليا ووليدتها حركة طالبان معروفة. خلال 17 سنة الى عام 1992 دفعت امريكا حوالي 4-6 بليون دولار للمجاهدين بهدف استزاف الاتحاد السوفيتي . دعمت  CIA خطة للمخابرات الباكستانية لتجنيد مقاتلين من كافة ارجاء العالم للمشاركة في الحرب ضد السوفيت، حيث تم تدريب اكثر من 100,000 ارهابي في باكستان بين 1986- 1992 في معسكرات اشرفت عليها CIA بما فيها التدريب على صنع القنابل وغيرها من العمليات الارهابية. وتم تدريب قادة هولاء الارهابيين في فرجينيا في عملية سميت " Operation Cyclone ". والان تشير الدلائل بان الدعم الامريكي للمنظمات الارهابية في افغانستان بعكس الروايات القديمة بدا قبل دخول الاتحاد السوفيتي الى افغانستان حيث صرف قبل الغزو السوفيتي لافغانستان وعلى طلب برسنسكي مستشار جيمي كارتر حوالي 500 مليون دولار لغرض انشاء منظمة ارهابية في افغانستان الهدف منها جر الاتحاد السوفيتي الى هذا البلد عن طريق نشر الاسلام في جمهوريات الاتحاد السوفيتي.
جاءت احداث 11 سيبتيمبر واعلان الحرب على الارهاب والتي قد تمتد لعقود لتكشف بصورة جلية بان الدولة الامريكة تبقى قوة رجعية تعتمد على العسكرتارية والقوة الغاشمة وهي مستعدة لذبح شعوب بكاملها من اجل مصالح النخبة الحاكمة فيها.
  ففي حربها في افغانستان لم تول امريكا مرة اخرى اهتماما كبيرا بارواح الناس حيث  قتل حوالي 8000 شخص كنتيجة مباشرة للحرب و20000 بشكل غير مباشر بما فيهم حسب تحقيق اجراه جوناثن ستييل ونشر في الكارديان هؤلاء الذين تركوا منازلهم نتيجة الحرب وحرموا من المساعدات الانسانية بينما كانت المجاعة تعصف بالبلد. وقامت امريكا و بالضد من كل القوانين والمعاهدات الدولية بخصوص الحرب بقتل مئات من اسرى الحرب بالتعاون مع مليشيات التحالف الشمالي و من تم  بشحن المئات من اسرى الحرب الى معسكر كوانتانامو بي في كوبا  حيث يحجزون هناك دون تهم او محاكمات شرعية و لم تقدم اي دلائل على الجرائم التي يفترض انهم حجزوا بسببها. اذ يؤكد مكتب ال FBI ان واحد فقط من هؤلاء الموجودون في كونتانامو بي هو متهم حقيقي.
 
كما يذكرنا جون بيلجر، كيف ان رئيس وزراء بريطانيا قال في مؤتمر بعد احداث 11 ايلول 2001  " الى الشعب الافغاني نحن نعطي هذا التعهد، نحن لن نترككم لوحدكم........ اذا تغير نظام طالبان نحن سنعمل معكم لكي نضمن ان يكون النظام القادم ذا قاعدة عريضة  يوحد كل الفصائل الاثنية و يقدم مخرج من الفقر الذي هو واقعكم الماساوي وهو كان يعيد ماقاله جورج بوش قبل ايام من ذلك " الشعب الافغاني المظلوم سوف يعرف كرم  امريكا وحلفائها، عندما نهاجم اهداف عسكرية فاننا سنسقط الغذاء والدواء والحاجات الاخرى للرجال والنساء والاطفال الجياع والذين يعانون في افغانستان. امريكا هي صديقة الشعب الافغاني."
مالذي تحقق في افغانستان؟ اين الوعود التي قطعوها عندما كانو يعبدون الطريق لشن الحرب على هذا البلد المنكوب؟
لقد صرفت منذ اكتوبر 2001  اكثر من 10 مليار دولار معظمها من قبل امريكا. اكثر من 80% منها صرفت على قصف البلد ودفع رشاوى لامراء الحرب-المجاهدين القدامى. تدفع واشنطن عشرات الالاف من الدولارات لكل امير حرب على شكل نقود و اسلحة في محاولة لارشائهم لوقف الاقتتال بينهم والقتال ضد طالبان. بعد سنتين لاتسطيع حكومة كرزاي  ان تتجاوز مشارف كابل. الحكومة تحصل على اقل من 20% من المساعدات المقدمة الى افغانستان بحيث انها لاتمتك المال الكافي لدفع اجور الموظفين والجيش دع جانبا اي عملية بناء جدية للبلد الذى تتحدث عنه امريكا.
 
 رغم كل الذي قيل في الايام الاولى عن شيوع حريات وتطور في الحياة وحركة اقتصادية وعملية بناء ورغم الحديث المستفيض في الاعلام عن التصويت على دستور للبلاد الا ان الواقع كالح ويؤكد ان الوضع هو نفسه لم يتغير. جماهير لامستقبل لها. الفقر المدقع الذي يدمي القلب، البطالة المتفشية في كل مكان والمجاعة المليونية تشكل سمة الحياة. اناس يعيشون في العراء او  في احسن الاحوال في بيوت لم يبق منها الا حائطين او حائط واحد في قرى و مدن دمرت في حروب تروي كم من الناس قتلت بحيث اصبحت تشبه اشباح مدن وقرى لا تصلح الى لاخراج افلام الرعب. ابسط الخدمات مثل  الكهرباء والتدفئة والماء الصالح للشرب والخدمات الصحية شبه معدومة. نسبة وفيات الامهات اثناء الانجاب هي الاعلى في العالم حسب UNICEF . الالغام والقنابل الانشطارية التي تركتها القوات الامريكية تحصد حياة الاف الناس.
 عدا كابول، يسيطر امراء الحرب الذين تعجز الكلمات على وصف وحشيتهم وقسوتهم ورجعيتهم  على معظم البلاد حيث تشير تقارير "Human Right Watchdog " الى قيام جيش وشرطة تابعة لهؤلاء الامراء بخطف القرويين  وحجزهم في سجون غير رسمية للحصول على الفدية يحتاج القروي الى سنين لدفعها ، و اغتصاب واسع النطاق للنساء والاطفال  والابتزاز والسطو المسلح والقتل العشوائي،  و مصادرة محاصيل الفقراء. العديد من مدارس البنات حرقت حسب هذه التقارير لان الجنود يعتدون على النساء والبنات. وضع النساء وخاصة في الارياف,  حسب سيما سامار احدى المشاركات في مؤتمر بون و الوزيرة السابقة في حكومة كرزاي والتي اجبرت على ترك موقعها,هي اسوأ مما كان عليه ايام طالبان. رغم عدم وجود قانون رسمي يمنع النساء من الذهاب الى المدرسة والعمل ويحدد نوع اللبس الا ان "البرقع" لايزال في كل مكان كما ان العديد من النساء لايتجرئن على ترك البيوت خوفا من عصابات امراء الحرب مما يستحيل عليهن الذهاب الى المدرسة والعمل. تقول سيما:  طالبان كانت تتعامل بصرامة مع الاغتصاب والقتل  وكان بالامكان الانتقال في الكثير من اجزاء البلد بامان. اليوم الاغتصاب والخطف بهدف الحصول على فدية منتشر في الريف. اثناء حكم طالبان كنا نعيش في قبر ولكننا كنا امينين.
. ماذا تغير في افغانستان؟ أين الديمقراطية التي تحدثت عنها امريكا؟هل اصبحت افغانستان دولة ديمقراطية؟ ما الفرق بين امراء الحرب وبين طالبان؟ هناك فرق واحد، اليوم طالبان عدوة امريكا بينما امراء الحرب اصدقائها.و بامكان امريكا واعلامها من تحويل عدوها الى شيطان وصديقها الى نبي.  مجرموا الامس يصبحون لبراليي اليوم في ليلة وضوهاها اذا شائت امريكا. بالامس كانت امريكا سعيدة وتستطيع العيش مع طالبان كما نشر يوما في وول ستريت جورنال ان " طالبان هم اللاعبون القادرون على تحقيق السلام في افغانستان في هذه اللحظة التاريخية" واليوم سعيدة وتعيش مع المجاهدين القدامى. فامريكا بامكانها العيش مع الارهابيين والمجرميين ففي عام 1997 عندما قيل لمسؤول امريكي بان السعودية دولة غير ديمقراطية وتقمع النساء. قال "يمكننا العيش مع ذلك".الجرائم التي ارتكبتها الجماعات التي تتعامل معها امريكا اليوم اثناء الصراع ضد الاتحاد السوفيتي او قبل سقوط طالبان او بعدها لايتخيلها عقل انسان. هل يعقل ان يكون اي معنى للحرية في بلد تحكمه الجماعات التي تتعامل معها امريكا في الوقت الحاضر.
  نفس هؤلاء الامراء عندما كانوا ينافسون للسيطرة على كابل  بعد رحيل الاتحاد السوفيتي عام 1989 حرقوا المدينة وقتلوا اكثر من 50,000 انسان اكثر من نصفهم في عام 1994 . هؤلاء الامراء الذين يحكمون من خلال التخويف و السيطرة على محصول المخدرات، تجمعهم اليوم امريكا في مجلس للمجرمين لتقول افغانستان تحولت الى دولة ديمقراطية بقدرة امريكا. اكثر الحركات رجعية ووحشية اصبحوا ديمقراطيين لبراليين يستحقون صداقة امريكا.
 يتحدثون كثيرا هذه الايام عن الدستور وموافقة اللويا جركا عليه ولكن ما هي نصوص فقراته و اي حقوق وحريات يضمن هي امور غير مهمة.
 
ماذا عن جرائم امريكا نفسها؟ من لايتذكر عندما قاموا و بالتعاون مع  رشيد دوستم، وزير الدفاع الحالي  بذبح الاف الاسرى من الطالبان.
امريكا نفسها تستخدم قسوة مفرطة في التعامل مع المشتبهين في افغانستان والتعذيب المنظم شائع في سجونها وهي تمنع الصليب الاحمر ومنظمة العفو الدولية من الوصول الى الكثير من اقسام السجون الامريكية في قاعدة بهرام. العديد من المعتقلين في معسكر بهرام وكونتانمو في كوبا تعرضوا الى الخطف من قبل هؤلاء الذين يسعون الى الفدية التي تقدمها امريكا مقابل المشتبهون بهم بالقتال ضد امريكا.
بغض النظر عن الاسباب التي ساقتها امريكا لشن الحرب الاخيرة على العراق وبغض النظر عن اهدافها الحقيقية، هذه الحرب شنت بالضد من ارادة الغالبية العظمى من البشرية. ولم يكن لقرار الحرب اي علاقة بالديمقراطية بل انها كشفت اكثر من اي حدث اخر عدم ديمقراطية النظام البرلماني برمته. حيث يوضع مصير المجتمع في يد افراد لاتمثل غير اقلية في المجتمع يختارون مرة كل اربع سنوات. في الفترة الممتدة بين انتخابين ليس لراي الناس اي قيمة واي احتجاج لن يكون له اي اهمية عدا انه يعطي انطباع بان النظام الراسمالي نظام ديمقراطي.
وفي العراق ادت الحرب الى مقتل الاف العراقيين والى دمار كبير رغم ان القصف ولاسباب نعرفها لم يشمل بشكل مكثف البنية التحتية كما حدث في حرب الخليج الثانية عام 1991. الاحداث مابعد الحرب اثبت مرة اخرى كذب ادعائات امريكا بخصوص خقوق الانسان. الاف العراقيين قتلوا منذ سقوط بغداد.
  عندما تزداد العمليات العسكرية ضد قواتها تقوم بدلا من تعجيل عملية اعادة الخدمات الاجتماعية وتعجيل البناء كما يتوقع اي انسان عاقل تقوم باستخدام القوة المفرطة و بتبني طرق مذلة في التوقيف، الاحتجاز من دون تهم، وصولا الى القتل عن طريق الخطأ، الاختطاف، اقتحام المنازل، ووضع الاكياس على رؤوس المشتبه بهم والمطلوبين وتكبيل ايديهم.
 اضافة الى تبني اساليب العقوبة الجماعية و القتل العشوائي, منها استخدام الطائرات لقصف مواقع بمجرد الشك في انها تحتوي عناصر معادية. اكثر من 10 الالاف شخص يقبع حاليا في معتقلات امريكا في العراق وحده ولاشئ يقال عن حقوقهم، لان امريكا كالعادة حولتهم الى شياطين.
 الكثير من سياسات النخبة الحاكمة في امريكا عنصرية.  بالنسبة لهذه النخبة، الامريكي هو اكثر قيمة من العراقي والافغاني. ". فنادرا ماتعير اهتمام يذكر لموت مواطنوا العالم الثالث. فواجع الناس في دول العالم الثالث هي قصص ذات اهمية ثانوية. لتجنب اعطاء الخسائر، هذه النخبة مستعدة لذبح الالاف من البشر في الدول المتخلفة. قتل العراقيين والافغان تسمى ب"الخسائر الجانبية.
ازدواجية معاييير يحكم معظم سياستها. عندما يتعلق الامر بالديمقراطية والعدالة هناك قانون لامريكا واتباعها وقانون اخر لهؤلاء الذين لايتفقون معها. بينما تطلب من الجميع مراعات القانون الدولى وتقوم بصلب شعوب بحجة التجاوز على هذا القانون تقوم هي بالتجاوز على معظم القوانين والمعاهدات الدولية. لقد صلب شعب العراق لان النظام البعثي قام بغزو الكويت بينما هي تغزو العراق وصوماليا.  ميلوسفج وصدام في قفص الاتهام لكن الدكتاتوريون الموالون للغرب مثل سوهارتوا وشارون وقادة الغرب و كيسنجر الذي قصف كمبوديا و كلنتون وبلير والبرايت، هولاء الذين قصفو المدارس والمستشفيات في البلقان والعراق وتسببوا في كارثة بيئية وتركوا ورائهم القنابل العنقودية واليوارنيوم المنضب يعتبرون قادة احرار. 
 
 امريكا هي من بين الدول التي امتنعت عن التوقيع على المعاهدة الدولية حول الالغام الارضية والمعاهدة الخاصة بحضر الاسلحة الكيماوية والبايويوجية والمحكمة الدولية المختصة بجرائم الحرب و المعاهدة الخاصة بحقوق الاطفال وقرارات منظمة العمل الدولية. ألادارة الامريكية بالضد من رغبة الاغلبية الساحقة من الجماهير في العالم و في امريكا نفسها قد رفضت التوقيع على معاهدة كيوتو في وقت ان امريكا هي اكبر مصدر للغازات المنبعثة والتي تودي الى الانحباس الحراري.
امريكا استخدمت حق الفيتو ضد قرارات مجلس الامن تدعو حكومات و خاصة الحكومة الاسرائيلية الى احترام القانون الدولي عشرات المرات. لقد سدت مؤخرا الطريق امام تحقيق للامم المتحدة حول الاعتداء الاسرائيلي على مخيم للاجئين الفلسطيينين.
 
 البلطجة العلنية و الابتزاز والرشوة والتهديد ضد الدول جزء لايتجزا من سياسة الطغمة الحاكمة في امريكا. حرب الخليج الثانية ضد العراق في عام 1991 كانت افضل مثال على الابتزاز الدولي التي تمارسه. كلنا نتذكر الرشوة التي وعدت امريكا تقديمها الى مصر والمتمثلة بعفوها من 14 بليون دولار من الديون لكسب دعمها لحرب الخليج الثانية. كما رشت سوريا عن طريق السماح لها بكنس المعارضة في لبنان. ايران ارشتها عن طريق الوعد باسقاط اعتراضها على قروض من البنك الدولي الذي وافق على اول قرض بقيمة 250 مليون دولار قبل يوم واحد من الهجوم البري على العراق. روسيا حصلت على اربعة مليار دولار من دول الخليج مقابل الموافقة على قرار الحرب. زائير حصلت على مساعدات عسكرية وعلى شطب بعض الديون. زائير ترأست مجلس الامن في وقتها رفضت طلبا من كوبا واليمن والهند  لعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن عندما كان الهجوم على العراق وشيكا رغم انه لايحق لها قانونيا القيام بذلك. كوبا واليمن هما الدولتيين الوحيدتين اللتان صوتتا ضد الحرب. دقائق  بعد ان صوتت اليمن ضد قرار الحرب قال دبلوماسي امريكي  كبير للسفير اليمني، هذا اغلى تصويت ب "كلا" ستصوت عليه طوال حياتك. بعد ثلاث ايام اوقف برنامج للمساعدات الامريكية لاحد اكثر بلدان العالم فقرا والمقدر ب70 مليون. وفجاة بدأ اليمن يواجه مشاكل في التعامل مع البنك الدولي وIMF  وطرد 800000 عامل يمني من السعودية. عندما ارادت امريكا قرارا اخرا لفرض الحصار على العراق تعرض العضوان الجديدان  في مجلس الامن الى التهديد بنفس الطريقة. السفير الامريكي في اكوادور حذرهما من " العواقب الاقتصادية الوخيمة" من اي التصويت ضد  القرار. زيمبابوي هددت بشروط جديدة من IMF  على ديونها.السودان الذي وقف ضد القرار حجب عنه شحنة من المساعدات الانسانية في وقت كان الالاف يموتون جوعا.
 الملايين من البشر يموتون نتيجة احتكار امريكا للغذاء والدواء ، ومنع تطور اقتصاد الدول المتخلفة عن طريق فرض شروط تعجيزية على قروض من خلال البنك الدولي وبنك النقد الدولي. ونتيجة سياسات امريكا وحلفائها وامام اعينهم يموت بين 13 -18 مليون طفل سنويا بسبب الجوع اي 35 الف طفل يوميا وهو مايعادل طفل كل ثانيتين. كما ان العمال الذين يعملون لدى الشركات الامريكية مثل "نايكي"و" كيب" في اندونيسيا وبقية الدول الفقيرة لايحصلون الا على دولار واحد في اليوم
 مبدا "التجارة اولا" هو الذي برر تزويد طرفي الكثير من الصراعات العسكرية في العالم بالسلاح وافضل مثال كانت الحرب العراقية الايرانية والكثير من الصراعات الافريقية والصراع الدائر بين الهند وباكستان. صناعة السلاح جزء مهم من الاقتصاد الامريكي حيث تصرف 400 بليون دولار سنويا على الجيش والسلاح والتي تشكل نصف الميزانية العسكرية لجميع دول العالم تليها بريطانيا. كما تقوم امريكا بارسال السلاح الى اكثر الدول رجعية في العالم مثل السعودية واندونيسيا وكولومبيا التي يقترف فيها الجيش اسوأ التجاوزات على حقوق الانسان وباكستان.
امريكا هي الدولة التي تهدد باستخدام الاسلحة النووية التكتيكية وتتبنى سياسة الحرب الاستباقية والوقائية. وهي تدعم الكثير من الانظمة القمعية عندما لايعارض ذلك  مصالحها وما من مرة قامت امريكا في تاريخها بدعم حركة او نظام تقدمي. كما انها, كما قلنا,  هي الدولة الارهابية رقم واحد وتأوي اكبر عدد من الطغاة والدكتاتوريين. وهي الدولة الوحيدة التي ادينت من قبل المحكمة الدولية على ممارسة ارهاب دولة( في نيكاراغوا). وما من يوم كانت امريكا وراء انهاء الارهاب واسباب ظهوره ونموه بل قد حولت الارهاب الى تقليد في العالم.
داخل امريكا نفسها تقوم الهية الحاكمة بحملة واسعة ضد الحريات بحجة محاربة الارهاب وتقوم بمتابعة كل الذين يقفون ضد سياساتها وخاصة ضد الحرب وارعابهم. ان السلطات التي اعطيت الى الاجهزة القمعية مثل ال FBI ليس لها مثيل في العالم المتقدم بحيث بامكان هذه الاجهزة الذهاب الى المكتبات والتحقيق فيما يقرأه كل شخص.
5- لاتوجد في العراق شخصيات واحزاب لبرالية.  ان قيام نظام برلماني وليبرالي سيحتاج الى احزاب وشخصيات لبرالية وتقاليد النضال الليبرالي. النضال البرلماني ليس تقليد راسخ عند مجمل البرجوازية العراقية. هؤلاء الذين تتعامل معهم امريكا ليس لهم اي علاقة  بالتقاليد والنضال البرلماني. انظر الى الاحزاب والقوى الرئيسية في مجلس الحكم او خارجه. الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب الديمقراطي الكردستاني ، المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، حركة الوفاق الوطني، المؤتمر الوطني العراقي  وحزب الدعوة، العشائروربما عناصر من حزب البعث وغيرها. هذه الاحزاب هي قوى ظلامية رجعية وقمعية حد النخاع  بل ان بعضها ليست حتى احزاب بل مجاميع مرتزقة ترتبط مباشرة بالبنتاغون وال CIA والخارجية الامريكية ووظيفتها اعطاء الشرعية لسياسات امريكا. افضل مثال هذه القوى على النضال البرلماني هي احزاب الحركة القومية الكردية . هذه الاحزاب ليست لها اي صلة بالديمقراطية والبرلمانية ليس لان برلمانها كارتوني فحسب بل ان جرائمها لاتقل وحشية عن جرائم اكثر الانظمة قمعية في المنظقة. يكفي ان اشير الى ان هذه الاحزاب قامت بحرق الاسرى اثناء الحرب الاهلية  )حرب الاخوة( في التسعينيات من القرن الماضي لكي تعرف مدى لبراليتها في النضال السياسي. كما ان معظم الشخصيات التي تتعامل معها امريكا لها سجل اسود ايضا. لماذا ينبغي ان يكون شخص مثل نجيب الصالحي قائد قوات الحرس الجمهوري ومسؤول الاستخبارات العسكرية السيئة الصيت والذي شارك في عزو الكويت او اياد علاوي ووفيق السامرائي مسؤول جهاز الاستخبارات في النظام البعثي ونزار الخزرجي افضل من صدام حسين. هل يعقل ان يتحول هؤلاء المجرمون الى مناضلين لبراليين لمجرد ان امريكا تريد ذلك. عندما يصبح رشيد دوستم وبقية امراء الحرب في افغانستان شخصيات لبرالية عندها سيصبح الصالحي والسامرائي وعلاوي والبرزاني والطالباني شخصيات ليبرالية. ربما يعتقد البعض بانه سيكون في العراق انتخابات لذا فلن يكون هناك مكان لهؤلاء المجرمون والقتلة والمرتزقة ولكن اقرب التجارب وهي تجربة افغانستان تؤكد بانه سيكون لهم وامثالهم دور في صياغة الحياة السياسية في العراق.
ان جذور النظام البرلماني ليست راسخة في الاسلوب السياسي لمجمل البرجوازية العراقية واشكال المواجهة السياسية مع الطبقة العاملة. عندما يقوم العمال بالتظاهر فالرد لن يكون من خلال خراطيم المياة والعازات المسيلة للدموع  كما في الغرب بل من خلال البنادق كما يحدث الان تحت سلطة الاحتلال. فالتلميذ سيتعلم اساليب استاذه.
لذلك من المستبعد جدا قيام  ديمقراطية على الطراز الغربي في العراق. واذا قام مثل هذا النظام فسيتطلب الابقاء عليه بالقوة بالضد من ارادة القسم الاعظم من الطبقة البرجوازية النشطة في الميدان الاقتصادي والتي هي بامس الحاجة الى القمع وكذلك ضد تطلعات الطبقة العاملة العراقية التي لها واحدة من اسوا مستويات المعيشة في العالم وقيادة هذه الطبقة السياسية والا سيقوم التيار اليساري او  التيارات اليمينية الاخرى باحلال شئ اخر محله . واذا كان بالامكان الابقاء على مثل هذا النظام بحماية جيش اقوى دولة في العالم فانه سيستحيل ادامته وتجديده.
والاهم من ذلك ان امريكا نفسها لاتتحدث عن ديمقراطية على غرار الديمقراطية الغربية بل في اوجه دعايتها كانت تتحدث عن ديمقراطية تتطابق مع العادات والتقاليد العراقية اي ديمقراطية عالمثالثية. كما ان امريكا لن تقوم ببناء العراق رغم ثرواته الضخمة. امريكا قوة تميل الى التدمير وليس البناء. لا احد يشك في قدرة امريكا على التدميرولكن ليس لها قدرة كبيرة على البناء و افغانستان افضل مثال 
ان عصر سيطرة امريكا على العالم عصر النظام العالمي الجديد هو ليس عصر الحرية والسلام والديمقراطية. ان عدم المساواة وغياب العدالة الاجتماعية والعنف والحرمان هي الان اسوأ من اي فترة من فترات التاريخ الحديث.

سيكون لهذا الموضوع تكملة حول حاجة راسمالية عصر الامبريالية ككل للابقاء على الاستغلال الشديد للطبقة العاملة في البلدان الراسمالية التابعة. وحاجة منطقة الشرق الاوسط الى حركات يسارية قوية.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! - الجزء ا ...
- ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! الجزء الا ...
- فصل اخر من فصول السيناريو الاسود، يخرجوه مجلس الحكم
- هذا البعبع لم يعد يخيف الناس ردا على جريدة الفرات
- لماذا نطالب باستبدال قوات الاحتلال بقواة دولية تحت اشراف الا ...
- نحن بحاجة الى فصل الدين عن الدولة وليس اصلاح الدين - تعقيبا ...
- نحن بحاجة الى فصل الدين عن الدولة وليس اصلاح الدين - الجزء ا ...
- أمريكا بحاجة الى المزيد من الحروب و الأنتصارات فمن العدو الق ...
- لماذا لن تقوم امريكا ببناء العراق؟ الفرق بين عراق اليوم والم ...
- المعارضة العراقية: يا عالم لاحل لدينا غير حرب امريكا!!!!!!!! ...
- جوق التسبيح بحمد المنقذ الأمريكي
- الليبرالية على طريقة المعارضة البرجوازية العراقية


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - توما حميد - ديمقراطية امريكا المرجوة في العراق: سراب ام واقع ! الجزء الثالث والاخير