أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عاصم بدرالدين - ذلك السلاح.. في إنتظار التسوية














المزيد.....

ذلك السلاح.. في إنتظار التسوية


عاصم بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 10:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من المفترض أن تحل مشكلة الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية خلال الأسبوع المقبل، كما أشارت معظم الدوريات اللبنانية نقلاً عن مصادر لبنانية وإسرائيلية، كذلك فإن مسألة مزارع شبعا المحتلة دخلت في الطور الأخير من الحل، وهي ستوضع كما رشح من معلومات تحت وصاية الأمم المتحدة، مخرجة إياها من سطوة العدو الإسرائيلي، على أن تليها مرحلة لاحقة تسلم فيها هذه الأرض إلى السلطات الرسمية اللبنانية. وبعد هذين "الإنجازين" سيطلع علينا بعد "الأذكياء" ليسألوا: ماذا بعد تحرير مزارع شبعا؟ ماذا بعد تحرير الأسرى؟ إلى متى سيبقى سلاح حزب الله مستقلاً عن الشرعية اللبنانية؟ هذه الأسئلة هامة وجادة وضرورية ومباحة ومحقة، لكنها تنطوي على الكثير من الغباء (أو إستغباء الذات)، وهي لا تعدو كونها أسئلة إستنكارية لا تطلب جواباً، لا بل أصلاً تعرف الجواب السلبي الذي ستلقاه، مع ذلك فهي تطرحه لغاية إستفزاز حزب الله ومناكفته وإستجلاب الردود.

سؤال مطروح: إلى متى سلاح حزب الله؟ ما هي الغاية والهدف؟ حزب الله أعلن صراحةً، مؤخراً، أن مصير السلاح غير مرتبط بتحرير الأسرى وشبعا. ونحن، كلبنانيين خبرنا حزب الله طويلاً، نيقن تماماً أن هذا السلاح ومستقبله وحاضره غير مرتبط بتحرير الأسرى وشبعا. نعرف أن هذا السلاح صار "ما فوق لبناني"، والهدف منه "ما فوق تحريري"، لذلك لن نفاجئ حين يقول حزب الله عن طريق نوابه أنه لن يتخلى عن السلاح قريباً. ونعلم أيضاً أن هذا السلاح مرتبط بتسوية ما تحضر اليوم على المستوى الإقليمي، من إيران إلى سوريا وأميركا وإسرائيل. ويجب على اللبنانيين أن يعرفوا، أن حزب الله لم يأبه يوماً إلى تساؤلاتهم ولا هواجسهم وشكوكهم، فهو لا يراهم أساساً ولا يقيم لهم أي وزن، لأن همه أعلى مرتبة وشأناً من زواريب لبنانية سخيفة في رأيه. ولولا الحاجة الملحة والإضطرارية بعد الخروج السوري من لبنان الضابط للعوامل المساعدة على إستمرار العمل "المقاوم" لما دخل الحزب المشار إليه في السجالات مع بقية الأفرقاء اللبنانية محدودي الصلات والأهداف والتوجهات.

لم نرَ يوماً رئيس حزب محلي، لبناني كان أم عربي، يخاطب فئات وشخوص من دول أخرى ويملي عليهم توجهاتهم ومواقفهم وينصحهم ويوجههم كما يفعل السيد حسن نصرالله، وتحديداً في الخطاب الأخير الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الثامنة على تحرير الجنوب في 26 من أيار الفائت في الضاحية الجنوبية لبيروت. حزب الله ليس لبنانياً فقط إنما هو شبكة إقليمية وربما دولية أيضاً. حزب الله موجود اليوم في العراق وكذا في فلسطين وفي سوريا وعلى تخوم الخليج العربي (أو الفارسي) وفي داخله. إنه حزب متعدد الجنسيات، إذا جاز التعبير، وما هو إلا فيصل في السياسة الإيرانية، وهو لاعب بارز فيها. لذلك علينا أن نمتنع عن طرح الأسئلة "الغبية" حول مصير سلاحه ودوره وهدفه، بإنتظار تلك التسوية.

هذه التسوية، قد تكون قريبة اليوم، وخصوصاً أن ما يحصل على مستوى المفاوضات السورية-الإسرائيلية برعاية تركية يشي بذلك، كذلك أحداث العراق المتسارعة توضح لنا هذا الأمر، فمقتدى الصدر حليف إيران الأول في العراق توقف في شكل جزئي عن مقاومته للإحتلال الإميركي، وإستطاع هذا الأخير الدخول إلى معقله الأصل "مدينة الصدر" من دون أي مقاومة تذكر، زد على ذلك الحوافز الأوروبية (سلة الحوافز) المقدمة لطهران كبديل عن برنامجها النووي والتي بدأت تلقى تقارب إيجابي بين الطرفين، وكل هذا يندرج في إطار الصفقة العتيدة. كما أن تصريحات فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية، حول نتائج نجاح المفاوضات الجارية حالياً بين سوريا وإسرائيل، تبرز إمكانية تبدل العلاقات الإيرانية-السورية، تالياً السورية-الحزب الإلهية، وينسحب هذا الأمر على دعوة الرئيس السوري بشار الأسد اللبنانيين إلى إتباع مسيرته في المفاوضات مع إسرائيل إلى إنتهاء دور هذا السلاح من وجهة النظر السورية في المرحلة اللاحقة.

عندما تتم هذه التسوية، وعندما تحصل الإمبراطورية الإيرانية على مآربها الإقليمية، وهي على الأغلب تقاسم النفوذ مع أميركا في العراق بشكل رسميّ (أعتقد أن زيارة نوري المالكي لطهران للبحث في شأن المعاهدة الأميركية-العراقية تأكيد لهذا الأمر)، كما هو الآن في شكل تواطئي بين البلدين، وعندما تعترف الولايات المتحدة الأميركية أن إيران شريك في إتخاذ كل القرارات المتعلقة بالمنطقة الصغيرة والكبيرة، وأنها صاحبة نفوذ فعال في التعقيد والحل، يصبح سلاح حزب الله منتهي الصلاحية والدور. والأمر نفسه بالنسبة للنظام السوري، فعودة الجولان والإعتراف الضمني العربي-والأميركي بأهمية سوريا كعامل محرك للسياسة اللبنانية وضابط لها سيعجل سقوط السلاح وحزبه بفرعه العسكري على الأقل.

لكن التسوية قد تكون بعيدة الآن، أو ربما قريبة لا أحد يعرف لكن هناك مساع ومفاوضات جارية ومستمرة وظاهرة للعيان. لكن هذا الأمر لن يتم دون إشكال إيراني سوري، حول النفوذ في لبنان أيضاً إلا إذا كان هنالك تقاسم مسبق للنفوذ. وهذا الصراع لن يكون لبنان، المُتصارع عليه، بمنأى عن كوارثه، كذلك فإن الأشهر الأخيرة للإدارة الأمريكية البوشية (بوش) المتهورة والهوجاء لا تنذر إلا بالشؤم حتى مع ضعفها. لذا على اللبنانيين أن لا يضيعوا أوقاتهم في التساؤل والتغابي، عليهم أن يعيشوا ويتعايشوا مع هذا السلاح بشيء من المهادنة، لأنهم مهما فعلوا خارج إطار تسوية إقليمية لن يفلحوا بنزع سلاح حزب الله (بالقوة) أو دمجه في الشرعية العسكرية اللبنانية أو ما يسمى بإستراتيجية دفاع وطنية، فهذا الأخير مستعدٌ ليستعمل السلاح من أجل الدفاع عنه (عن السلاح كما أشار أمينه العام)، في جدلية شمشونية بلهاء!



#عاصم_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس بئس العلمانية التركية، على بؤسها، إنما بئس الإسلام العرب ...
- الطائف ليس المشكلة الأساس
- إستفحال الإستغباء بالتصفيق
- العلماني خارج دائرة الإنغلاق
- وماذا عن الجيش؟
- صراع أبدي
- الإنتفاخ الطائفي
- متى الحرية؟ متى السيادة؟
- في ذكرى سمير قصير: أسئلة دائمة
- الدولة المعلقة والحرب والمعلقة
- هل العلمانية حل لمشكلة الأقليات اللبنانية؟
- لا نساء في الكويت
- ماذا بقي من الديمقراطية؟
- أخطئ سعد الحريري
- وأيضاً سمير قصير؟
- لا تنسى
- نماذج علمانية تخريبية
- سقطوا
- فضائل النقد والمجتمعات الغيبية المقدسة
- كابوس


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عاصم بدرالدين - ذلك السلاح.. في إنتظار التسوية