أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عاصم بدرالدين - لا نساء في الكويت















المزيد.....

لا نساء في الكويت


عاصم بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2292 - 2008 / 5 / 25 - 03:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


شهدنا في الأيام الماضية تجربة ديمقراطية حديثة العهد في العالم العربي، وأقصد هنا الإنتخابات النيابية الكويتية (مجلس الأمة). نقول تجربة ديمقراطية بشيء من التحفظ، ولكن على الأقل بطلاقة أكثر من ذي قبل. فالديمقراطية كشريكتها الحرية لا تتجزأ ولا تمارس منقوصة. وصحيح أن هذا المجلس هو الثاني عشر في تاريخ الكويت، لكنه الأكثر ديمقراطية رغم أنها لا تزال ضعيفة ويعتريها الكثير من الشوائب، مع ذلك فهي خطوة مميزة يجب أن يحتذى بها من قبل كل الدول العربية وأنظمتها الشمولية.
من هذه الشوائب، الطابع القبلي العشائري والطائفي المسيطر على المجتمع الكويتي بأكثره والمنعكس سلباً على العملية الإنتخابية، فهذا النوع من الروابط يقتل العملية الديمقراطية لأنه يمقتها ويعاديها، وهو يُغلِّب المصالح العائلية العفوية اللاعقلية، على الروابط العقلية القادرة على إنتقاء المرشح الأسلم، صاحب البرنامج الإنتخابي الأفضل، خدمةً للوطن، لا للعشيرة والقبيلة أو الملة. زد على ذلك الحديث الكثيف الذي سبق الإنتخابات ورافقها، عن شراء الأصوات عن طريق المفاتيح الإنتخابية، وقد أشارت العديد من الصحف إلى هذا الأمر، مما أثار ضجة كبيرة أدت إلى إعتقالات في حق بعض المرشحين المتهمين بالقيام بذلك، حتى وصل الأمر بالبعض (وكما سمعت من خلال إحدى محطات التلفاز الكويتية) إلى إستخدام مبدأيّ "الحلال والحرام" لردع الناخبين أولاً عن قبول الرشوة، وثانياً المشرحين عن دفعها. كما نقلت جريدة الجريدة الكويتية في هذا الصدد، وتدليلاً عليه وإثباتاً له، إلى قرائها الحدث التالي تحت عنوان"شنو؟":"أضحك كبير في السن رجال الأمن بعد أن عاقب «مفتاح انتخابي» عقب خروجه من قاعة التصويت، وقال له «انت وينك! ما عرفت اسم مرشحك! فرد عليه المفتاح الانتخابي وهو يصرخ في أذنه لضعف سمعه «شنو اسئلك القاضي؟ وشنو جاوبته؟» فقال المسن «نسيت...يصير أرجع مرة ثانية؟»." والشائبة الثالثة، والأكثر تناولاً ولفةً للأنظار هي المرأة ومشاركتها ونيلها حقوقها السياسية.

هذه الدورة الإنتخابية هي الثانية التي تشارك المرأة فيها كناخبة ومرشحة بعد تعديل القوانين الكويتية من خلال مرسوم أميري صدر في أيار من العام 2005. المرة الأولى كانت منذ عامين. وقتها كانت نسبة الإقبال مقبولة نسبياً وجيدة وكذا نسبة المرشحين فمن 249 مرشحاً كان بينهم 27 مرشحة، نقول نسبة جيدة لكونها المرة الأولى ولكن لم تفز حينئذ أي مرشحة. ولم يتغير الكثير في هذه الدورة، مقارنةً بسابقاتها. فعدد المرشحات لا يزال 27 مرشحة ولكن هذه المرة من أصل 275 مرشحاً. ونسبة الناخبات تحسنت عن ذي قبل، ولكنها لم تكن عاملاً فاعلاً أو عاملاً مغيراً. فلا نساء هذه السنة، أيضاً، في مجلس الأمة.

يشكل النساء في الكويت النسبة الأكبر من عدد الناخبين (200499 ناخبة، مقابل 161185 ناخب) مع ذلك لم يستطعن إيصال أي مرشحة أنثى إلى الندوة البرلمانية. وذلك يدل، فيما يدل، على ضعف الثقة النسائية بالنساء أنفسهن. إذ كان بمقدور النساء لو تضافرت جهودهن قليلاً إيصال واحدة من أصل 27 مرشحة.

الوضعية المتدنية للمرأة في العالم العربي، لا ترجع في المقام الأول إلى نظرة الرجل لها وموقفه منها ومن مشاركتها وحقوقها، بل على العكس فالعقبة الأساس أمام نمو دورها هي نفسها. بمعنى أن من يعيق مشاركة المرأة وفعاليتها هي المرأة ذاتها وإقتناعها الشبه التام بدونيتها وعجزها. والإنتخابات المذكورة دليل محسوس على ذلك. فمازلن حتى الآن ينظرن إلى أنفسهن على أنهن ناقصات! إستناداً إلى موروث ديني وقيمي تقليدي يعتبر أن المرأة عاجزة عن لعب أي دور فاعل خارج إطار فكرة "الزوجة": المربية والحاضنة والطباخة والملبية لحاجات الرجل الجنسية، أي العاملة المنزلية وقد أشارت المرشحة عن الدائرة الثالثة عائشة اليحيى إلى هذا الأمر بقولها:"لقد أثبتت المرأة الكويتية سلبيتها تجاه المرأة الكويتية ففي جميع مقار الاقتراع التي زرتها لم يتعد عدد الناخبات اللاتي أدلين بأصواتهن 500 ناخبة وهن بالآلاف فأين المرأة؟!". وهذا تسخيف وسخافة. وقد أثبتت العديد من التجارب والنماذج بطلان هذه الأفكار من جهة، ومن جهة أخرى أثبتت قدرة المرأة على الريادة والفلاح في كافة المجالات وقيادتها الحكيمة والناجعة المساوية للرجل.

ويشارك النساء في هذه النظرة، الحركات الإسلامية الكويتية ذات الأغلبية الشعبية والبرلمانية. هؤلاء كانوا من الممانعين لمنح النساء حقوقهن السياسية في إبداء الرأي والتعبير عن طريق العملية الإنتخابية لأن هذا الأمر "يتناقض مع تقاليدنا وعاداتنا وأعرافنا وقيمنا وأخلاقنا..." متناسين أن الإنسانية تسبق الأنوثة والذكورة. لكنهم مع ذلك لم يفلحوا. وبعدها مارسوا ضغوط شتى وفي مختلف الميادين ومنها مناهضتهم لتولي النساء مناصب وزارية، حتى أجبروا إحدهن على الإستقالة من الحكومة الأخيرة. فضلاً عن الفذلكة الدينية فيما يتعلق بلباس المرأة خلال مشاركتها في العملية الإنتخابية وداخل البرلمان في حال نجاحها. وهذه الأمور على سخافتها وقلة أهميتها، تفعل فعلها المؤثر في المجتمع الحاضن لهذه الجماعات والمؤمن بها، مما يؤدي إلى تحطيم عزيمة المرأة لتتخطى وضعها المأساوي إلى حال أرقى وأفضل يجعلها فاعلاً إجتماعياً ممتازاً.

والملفت أيضاً في هذه الإنتخابات، أن جميع المرشحات، بإستثناء واحدة فقط، خضن غمار المنافسة في شكل مستقل أي خارج التكتلات السياسية. وهذا الإستثناء يتجسد في الأستاذة الجامعية أسيل العوضي المرشحة على قائمة "التحالف الوطني الديمقراطي الليبرالي" والتي نافست بقوة على المقعد العاشر والأخير في الدائرة الثالثة.

لهذا الأمر، دلالة هائلة وخطيرة، إذ أنه يجسد إنعدام الثقة بالمرأة من قبل أكثرية الفئات الإجتماعية وعدم قبولها كشريك سياسي. في المقابل وعلى رغم رمزية ما قام به التحالف الوطني الديمقراطي فأن تشارك إمرأة سبعة رجال في لائحة إنتخابية فهذا شيء مميز ويدعوا إلى التفاؤل. ويدل على الثقة التي أولاها هؤلاء الذكور لهذه الأنثى، على أنها قادرة على جلب أصوات نسائية من ناحية، ومن أخرى هي قادرة على القيام بعمل فعال في حال نجاحها، خدمة للمجتمع وتمديناً له. وكما تبين لنا بعد صدور النتائج، أن هذين الدورين المناطين بالمرشحة أسيل العوضي لم يتحققا.

المواطنون الكويتيون، نساءاً ورجالاً، لم يعتادوا بعد على فكرة المرأة السياسية والمرأة النائب، والمرأة الوزيرة. وهذا يعود فعلاً إلى الأفكار الموروثة والتقاليد البالية –بأغلبها- المتجذرة بعمق في النفوس. وتحقق هذا الأمر –أي الإعتياد على الفكرة- يحتاج إلى وقت مديد، والتطور الزمني يكفل إتمامه. لكن هذا لا يعني تقاعس القوى المدافعة عن حقها في المشاركة ودورها وأهميتها، بل من المفترض أن تشتغل للمرحلة القادمة منذ الآن(الإنتخابات التالية بعد أربع سنوات). وأن تحشد كافة قدراتها وإمكانياتها، لإقناع المرأة أولاً بأهمية دورها وتفاعلها وتساويها مع الرجل في كل شيء، وثانياً إقناع الرجل بالأفكار ذاتها فضلاً عن مكافحة تسلطت الإسلاميين ورفضهم للمرأة وعملها السياسي والإجتماعي، بناءاً على فكرة الولاية العامة (أي السلطات الهامة في الدولة، التي تتخذ فيها القرارات الحاسمة والمصيرية) التي لا يجوز للمرأة، حسب الدستور الإسلامي، المشاركة فيها وتبعاً لقول رسول الله:"لا يفلح قومٌ أسندوا أمرهم إلى إمرأة".

ونقترح في هذا المجال، وللمرحلة المقبلة، إعتماد مبدأ الحصص أو الكوتا كخطوة أولى تلغى لاحقاً، بحيث تمنح المرأة عدداً محدداً وثابتاً من مجموع المقاعد النيابية (على سبيل المثال: 5 أو 10 مقاعد من 50 مقعداً) ويتبارى النساء وحدهن عليها، ومن الضروري الفرض على كل الكتل والقوى السياسية إدراج إمرأة واحدة على الأقل في لوائحهم. والغاية من ذلك ضمان مشاركة المرأة، وتأكيد وصولها للندوة النيابية لتأخذ فرصتها وتثبت قدرتها على المشاركة الفاعلة الناجحة. وهكذا ومع الوقت تنجح المرأة في كسب ثقة وتأييد الرأي العام المحلي.

لذا على العائلة الحاكمة، وإن كانت حقاً تسعى لتطوير المجتمع الكويتي، أن تفرض هذا المبدأ المؤقت فرضاً. لأن المجتمع لا يرتقي وينهض ونصفه أو جزءاً منه يعاني من القمع الإجتماعي.

أخيراً لا يمكننا أن نغفل أهمية هذه التجربة حتى بشوائبها، كمَثَل لبقية الدول العربية. فلا ديمقراطية كاملة، لكنها ترتفع وتزداد نسبها مع الزمن ومن خلال الإجتهاد السياسي والإجتماعي والثقافي. وهذه المهمة الشاقة تقع على عاتق الشرائح الوطنية المتنورة والمثقفة. ونستغرب هنا، كيف يمكن لدولة –الكويت- تدعي إنشاء حركة ديمقراطية حداثية وفي الوقت عينه تحظر تشكيل الأحزاب العنصر الأساس للحداثة والتغيير والنهوض؟ هذه عجيبة عربية حقا




#عاصم_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بقي من الديمقراطية؟
- أخطئ سعد الحريري
- وأيضاً سمير قصير؟
- لا تنسى
- نماذج علمانية تخريبية
- سقطوا
- فضائل النقد والمجتمعات الغيبية المقدسة
- كابوس
- الكذبة الحقيقية
- في شؤون -المحادل- والديمقراطية
- ساقطة.. ساقطة.. ساقطة
- شهداء مجانين
- بل بحبل مشنقة
- -الحسبة- والمواطن السعودي
- الله إلكترونياً: تسعيرات واضحة!
- تضامناً مع وفاء سلطان:ماذا عن الرأي الآخر؟
- هي لحظة
- ماذا عن ميشال سورا؟
- لا أريد أن أموت
- الزواج المدني: الخطوة الأولى


المزيد.....




- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عاصم بدرالدين - لا نساء في الكويت