أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وجيهة الحويدر - رثاء لضحايا الصين وبورما














المزيد.....

رثاء لضحايا الصين وبورما


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس ثمة تقاسيم حياة في المكان. عيون متحجرة تحدق في الفراغ. وجوه اضاعت ملامحها فلم تعد ترى من جدوى للبكاء. كأن خناجر حادة غُرست في الحناجر، وغصّة نبتت بألم اشد من أن يدفع احد منهم للصراخ. كيف ستغفر تلك القلوب المتصدعة لمرتادي المعابد والكنائس والمساجد؟؟ أي غدر هذا الذي حلّ بالمكان؟؟ ما اشده وما ابشعه!! غدرُ لا يُحسن حبكه سوى الآلهة في حق الفقراء.

حزنُ اندسَ في اعماق الصغار بوحشية، وعنف تفاقم لم يتعرفوا عليه من قبل. اطفال الصين واطفال بورما كانوا على مقاعدهم الدراسية حينها. الصباح كان قد وعدهم بيوم دراسي رَحب، وفسحة ولعب في فناء المدرسة. لم يخبرهم احد من قبل عما يجري وراء كواليس الزمان. لم تنبههم امهاتهم مبكرا ان السماء لديها املاءاتها المخيفة على معدمي الأرض ومساكينها. لم تبلغهم اسوار المدرسة بأن الساعة تدق لتعلن وقت الانتهاء المرير وليس الدرس الأخير. لم تسمح لهم الدنيا ان يلموا اشلائهم او ما تبقى منها ويرحلوا..يالها من قسوة ما بعدها قسوة..

اهتزّت الارض من تحت اقدامهم الغظة، وانتهى كل شيء في لحظات معدودات. هل ستروي اقلامهم لنا يوم بتفاصيل الحكاية؟؟ هل ستعلمنا اطلال مدينتهم عما جرى لهم؟؟ هل حين نسمع عنهم سندرك حقيقة هشاشتنا وضعفنا في هذا الكون الموحش المبهم؟؟ لكن يا ترى من سيستهويه ان يستمع الى حكاية اطفال الارض المعدمين؟؟؟ ومن لديه الرغبة ان يسنادهم في موتهم؟؟ ومن لديه الانسانية ان يلتقط اشلائهم ليلمها مع اشلاء أهاليهم المتناثرة في كل مكان؟؟؟

حين لفظت الارض كل ما عندها من غضب، لم يجرؤ على ايقافها احد. لم يرف جفن، ولم تدمع عين، ولم يدمِ جبين. الملائكة انشغلت في طقوسها الازلية غير مكترثة بمآساتهم. اللآلهة كعادتها التزمت سياسة الصمت، ومازال العالم ينتظر رد. كيف ستكون الجنة دار نعيم حين تحدّق فيها عيون بشر مغدورة ماتوا اصحابها بألم شديد وبدون سبب؟؟ من سينزع ذكريات المرارة ممن تبقوا على تلك الارض وهم تائهين بلا دلالة على انهم كانوا يكنون في اعماقهم هموم البشر؟؟ من يتصور بعد كل ذلك الدمار الشنيع انه كان هناك ناس يحلمون ويحملون امنيات واحلاما لصغارهم، وانه كان لديهم بيوت تحتضنهم، وقلوب تحبهم، وزهور في حدائقهم تبث في حاراتهم البهجة والروائح العطرة!! من الذي سيعيد لهم الثقة في ارض جردتهم من حقهم من السكون اليها، والوثوق في جاذبيتها للأجسام؟؟ هل من حق احد اليوم ان يسألهم ان يغفروا للألهة فعلتها ويولوا بوجههم للنسك والتعبد؟؟؟ كيف يا ترى سيكون ذلك والحزن استعمر القلوب، وبسط سلطته عليهم، ودمر ما تبقى لهم في الداخل من مشاعر؟؟

موتكم يا احبابي الفقراء هزّة عنيفة سمع دويها من بقلبه حب للناس بلا شروط ولا املاءات.. مآساتكم يا احبابي الموتى صحوة لمن اختار ان لا ينام..ناموا يا احبابي الفقراء، علكم تجدون سلاما وهدوءا حيث أنتم هناك..بعيدا عن هذه الحياة..بعيدا عن هذا الحياة.




#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -رجولة- مأزومة في عالم يتجه لفضاء -انثوي- رحب!
- حياة الحيوانات اكثر أهمية من حياة نساء الشرق الأوسط الكبير
- أخبار...ليست كالأخبار!
- في غرفة التحقيق
- نرجو السماح لنا بحق الشرعي لقيادة السيارة في بلادنا
- اعلموا ...2
- اعلموا...(1)
- سيناريو عن قاتل -بنازير بوتو-
- لمن تسكنهم بقايا طفولة!
- اليوم العالمي لحقوق الإنسان في غرفة الانعاش!
- لا بد ان نمجدهن...
- فلماذا إذاً تُركت للذكور المسعورة لتنهشها؟؟
- حتى انتم يا اساتذة جامعة الملك سعود؟؟
- حيث اللا مكان…
- بحث: كل هؤلاء القتلة هل لهم أب واحد؟ 1
- حينما...
- السعوديون بلا وطن.. لا اسثناءات لتلك القاعدة
- السعوديون أرض بلا وطن 2
- السعوديون بأرض.. ولكن بلا وطن - 1
- رجل العام اللامع في فضاء نسائنا المعتم


المزيد.....




- طيور وأزهار وأغصان.. إليكم أجمل الأزياء في حفل -ميت غالا 202 ...
- حماس تصدر بيانًا بعد عملية الجيش الإسرائيلي في رفح وسيطرته ع ...
- التعليم حق ممنوع.. تحقيق استقصائي لـCNN عن أطفال ضحايا العبو ...
- القاضي شميدت يتحدث عن خطر جر بولندا إلى الصراع في أوكرانيا
- فيتنام تحتفل بمرور 70 عاماً على نهاية الاستعمار الفرنسي
- نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة
- الأردن: إسرائيل احتلت معبر رفح بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات ...
- باتروشيف: ماكرون رئيس فاشل
- روسيا.. الكشف عن موعد بدء الاختبارات على سفينة صاروخية كاسحة ...
- الإعلام العبري يتساءل: لماذا تسلح مصر نفسها عسكريا بهذا الكم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وجيهة الحويدر - رثاء لضحايا الصين وبورما