أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سعيد الريحاني - الشــــــــرخ














المزيد.....

الشــــــــرخ


محمد سعيد الريحاني
أديب وباحث في دراسات الترجمة

(Mohamed Said Raihani)


الحوار المتمدن-العدد: 711 - 2004 / 1 / 12 - 04:08
المحور: الادب والفن
    


"إذا ما رأيتم متداعيا إلى السقوط
فادفعوه بأيديكم واجهزوا عليه.
إن كل شيء يتفسخ
 ويتداعى في هذا الزمان ،
 فمن ترى يحاول دعم ما هوى؟
 أما أنا فإنني أريد سقوطه"

فريدريك نيتشه ،
هكذا تكلم زرادشت
( الترجمة  العربية ).ص239
سكان العمارة :
- إنـها تنشـق أكثـر فـأكثر !
- هـي تتـصدع...
- ستنشـطـر ...
- هـديــر أول شاحـنـة سيـهـزهـزها ويـهدمـها أرضـا...
- ورب العـمـارة ؟
- هو يرانـا جـماعـة مجانـين مهـووسـين بانهيـار البنـايـات...

مالك العمارة :
لو كـان الشـق أفـقـيـا لـما قامــت كـل هــــــــــذه القيـامـة. لـكـنـه  عـمـودي ويـنـخـرها مـن الأرض إلـى السـمـاء. الـحقـيقــة أنـه فـي البـدايــة لـم يكـن بـوسعـي تفهـم شـكــاوي سـكـان الـطابـق الأرضــي حـيـن لاحـظـوا أثــر التـشـقـق ولـذلـك صـحــت فـي وجـوهـهـم :
" العالم كله يتشقق . ألا ترى عيونكم سوى هذه العمارة ؟ "
وعنـدمـا تعـالـت الاحتجـاجـات مـن الطـوابــق العليــا، سارعت بطـلب بنـائـين مهـرة حــاولوا التغـلـب على الشـق بـحيل عجيبـة. تعـامـلـوا مـعـه كـجـرح طـويـل وزرعوه  أفـقـيا بـقضـبـان حـديـديـة لـمـنـع امـتـداد الشـق أو اتـسـاعه ثـم أعـادوا إلـصـاق الفـسيفساء والـمنـقـوشات الـجبـصـيـة مـــكـانـها. إلا أن الشـق كــان أقــوى مـن كـل تـجمـيـل وعـاد ثـانية ليشـق بـاقـي طــوابـق الـعـمـارة.

جمعية المهندسين بالمدينة :
لا مفـر مـن إخـلاء العـمارة مـن سـاكنـتـها وهـدمـها قبـل أن تــودي بـأرواح أهـلــهـا وتــخـرب الــوحــدات السـكـنـيـة حـولـها. فـبـنــاء الـعمـارة، أصـلا، لـم يـراع خـصـوصيـة الأرض الــتي أقــيـمـت عـلـيـهـا ثــم إن الـبـنـايـة رغــم واجـهـتـها الـعصـريـة فهـي مبـنـيـة بطريـقة غــير شـرعـيـة فـوق بيـت عـتيـق...
ولـكل هـذه الأسـبـاب فـإن جـمـعيـة الـمهندسـين بالمدينة تـتـبـرأ...
ن–  ت  –  ب  –  ر  – أ .
حـارس العمـارة :
سـيـدي، عـنـدي لـك خـبـران : الأول مـقلـق والثـاني سار .
أمـا الخـبـر الأول، فالـجـرائـد الـمـحـليـة هـذه الأيــام لا تـهـتـم سـوى بـمـوضـوع الـعمـارة وتـنبـش في ظروف بـنـائـها واحـتمـال انـهـيـارهـا وتبـعـات الـكارثـة الـتي يمـكـن أن تتـسـبب فيـها... فالسـكـان اخـلـوا الـعـمـارة ونـصـبـوا الـخيـام حـول إقـامـتـك بـالضـاحـيـة وهـم يـروجـون للـنـزول إلـى الشـارع فـي تـظاهـرة تـناصـرهــــم فيـهـا جـمـعـيـة الـمـهندسـين بالـمدينـة...
أمـا الـخـبر الـثاني،سيـدي، فـهـو قـدوم عـبقـري الـمعمار  الـعــالـمي إلـى مـدينـتـنـا للاطــلاع عـلـى مـشـروع  بنـاء تـتكلـف بـه شـركتـه الأجـنبيـة. لـهـذا، فاتصـالك بـــه، سـيـدي، قــد يـفـيـد فــي إصـلاح الأمــور.

مع مدير شركة البناء :
- الأمـر بـسـيـط، سـيـدي.
- يسـرنـي أن أسـمـع ذلـك، لكـن كيف ؟
- سـتـحـفر خمس سنتمترات يمين الشرخ وخمـس أخـر يـسـاره. ثــم تـمـلأ الـعـشـر سـنتمترات الـمحفورة من أسفل العمارة لأعلاهـا بـورق الإسـمنت. ثم تلبس كل ذلك بخليط الرمل والإسمنت.
- وسـنـتـخلـص مــن الشــق بـهـذه السـهـولــة ؟!
- خـليـط الـرمـل والإسـمـنت سيـلتصـق بـالـورق المحشو  فـي الـشـرخ. آنــذاك، زلـج كـمـا تـشاء واطـل جدران عــمـارتـك بـأي لـون تــشـاء فـلا تـخــف ظـهـور شـرخ أو قـيـام احـتـجـاج...
- وهــل سـيـلـتـئـم الشـق مــع مــدار الــزمــن ؟
   - كـلا.  فالـشـرخ     سـيـبقى داخـل الـجدار  بنـفس    الشسـاعة   والـعــمـــق لأن الأرض فــي هــذه   الــجـهــــة تــتـنفس، يـا زبـونـي العـزيـز.                                                   

 

هذه النصوص مترجمة إلى اللغة الإنجليزية
These  narrative  texts  are translated into english



#محمد_سعيد_الريحاني (هاشتاغ)       Mohamed_Said_Raihani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرض الغيلان
- وطن العصافيرالمحبطة - قصة قصيرة
- بمناسبة إطفاء موقع -الحوار المتمدن- شمعته الثانية: النجاح وم ...
- في انتظار الصباح
- الحياة بملامح مجرم
- دليل الكاتب الناشئ إلى عالم الكتابة والنشر والتوزيع في مجتمع ...
- حوار مع الباحث المغربي محمد سعيد الريحاني حول كتابه -الإسم ا ...
- بمناسبة صدور مجموعته القصصية» في انتظار الصباح « ،الكاتب محم ...
- نحو أغنية عربية تعددية
- الموقف من الوجود في الأغنية العربية
- التعبير الغنائي : من استظهار النص إلى التوحد به
- المبدع الحر والمشروع الغدوي
- الأغنية العربية المؤجلة
- الإحتلال الأنغلو- أمريكي للعراق: النفط أولا
- على هامش تفجيرات الدار البيضاء المغربية: من ثقافة الحياة الى ...


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سعيد الريحاني - الشــــــــرخ