أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال الغواّر - الثقافة في العراق ووهم الحرية














المزيد.....

الثقافة في العراق ووهم الحرية


طلال الغواّر

الحوار المتمدن-العدد: 2288 - 2008 / 5 / 21 - 03:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن ظهور كتاب وأدباء جدد, هو أمر طبيعي جدا ,وحالة صحية ,لما لها من انعكاساتها الايجابية في التواصل الثقافي وعملية التطوير والاغناء للثقافة , ورفدها بدماء جديدة قادرة على الاستجابة والتفاعل مع المعطيات والمتغير الحياتي ,وقد يواجه هولاء الكتاب موقفا سلبيا وحالة استهجان من البعض وفي ذلك يعد مغالطة شنيعة بحق البعض منهم إذ يولد عن ذلك إشكالية في المعايير الثقافية ,فليس احتساب التجربة الكتابية بالأرقام معيارا للجدية والإبداع بقدر ما يستطيع هذا الكاتب أو ذاك الأديب من إيجاد حقائق ثقافية تمارس فعلها المؤثر , ولها امتداداتها في الوسط الحياتي .
وهنا لابد من المرور على حالة لها إشكالاتها أيضا على الثقافة والمثقف, وهي دور وسائل الأعلام المتنوعة ,حينما تبرز بعضا من هولاء الكتاب والأدباء دون سواهم وتجعل منهم ظاهرة أبداعية متميزة,وبمعزل عن المعايير الإبداعية ,لاعتبارات لها مآربها أو لعلاقات معينة على حساب المبدع والمجد في كتاباته ,غير أنهم في المحصلة النهائية لم يتمكنوا من تحقيق هويتهم الكتابية وإيجاد الحقائق الثقافية وبقو كحالة ظرفية طارئة وهامشية ولم يتركوا أثرا في المتلقي ,وإذا كان هناك من يتذكرهم فان ذلك يبقى في حدود (الذكرى) وليس كفعل ثقافي .
وفي قراءة سريعة لملامح المشهد الثقافي في العراق بعد احتلاله ,نجد غابة كثيفة من أسماء لكتاب وأدباء بمختلف أصنافهم , وكم هائل ملفت للنظر من الكتابات المتنوعة ,التي تعج بها صفحات الجرائد والمجلات والحوارات واللقاءات, التي تعرض على شاشات الفضائيات والغريب في الأمر إن ممن ظهروا ضمن هذه الأعداد الكثيرة ليسو من الشباب , حيث يكتسب ظهورهم المعقولية والحالة الطبيعية , وإنما من أعمار ممن هم في الخمسين والستين عاما وممن تجاوزوا مرحلة الكهولة ,وكأنها تشبه حالة النبوغ ,التي تذكرنا بالشاعر الجاهلي النابغة الذبياني,وهي حالة فردية وفيها الكثير من المعقولية والمنطقية ,لكن الأمر هنا مختلف جدا , فالنبوغ هنا جماعي مما يستدعي الاستغراب والتساؤل حيالها .
إن هذه الظاهرة التي افرزها الاحتلال ,بعد تدمير البنى والركائز الرئيسة في العراق ,ليخلق واقعا مضطربا ومشوها تسوده الفوضى واللامنطقية على كافة الأصعدة والمستويات ومنه الصعيد الثقافي .فالانفلات الكبير في إصدار الصحف والمجلات ,وغزوها للشارع العراقي , واستحداث المؤسسات والمرافق الإعلامية والثقافية تحت رعاية المحتل وقوى أخرى من أحزاب وحركات وتجمعات ومنظمات تحت غطاء الحرية المزعومة , التي أشاعتها قوى الاحتلال ,استطاعت إن تستقطب أعدادا كبيرة يشكل اغلبها من أنصاف المثقفين والمتعلمين ,ليتصدروا أجندة العمل الثقافي وكل ما له صلة بها أو يعملوا في هذه الصحيفة أو تلك المؤسسة ,بدوافع متعددة , منها ما هو نفعي , أو البحث عن الوجاهة والشهرة, أو من وجد فيها متنفسا ,لهاجس أو رغبة قديمة مدفونة في داخله في إن يصبح كاتبا أو أدبيا ولم يتمكن من إن يكون ما كان يحلم به , وفشل لأنه لا يمتلك مقومات الوصول ,فضلا عن ما كان يحكم عملية النشر من معايير دقيقة وجادة في المراحل السابقة ,تحول دون نشره لما يكتب فاستسهلوا الكتابة بفقدان تلك المعايير , وقد استغلت قسما من هذه الأعداد وخصوصا الشباب هذه الأجندة وتدفعهم إلى الولوج في كماشة الخضوع لهذا الطرف أو ذاك .
ومن الأسباب المباشرة لهذه الظاهرة ,هو الفراغ الذي أحدثه بعض كتابنا وأدبائنا المبدعين ,برفضهم الاندراج والعمل ضمن هذه الأجندة الجديدة , واثروا الصمت بدل المشاركة ,فضلا عن هجرة البعض منهم إلى خارج العراق لمواقفهم الوطنية ورفضهم الاحتلال وتداعياته , ولا بد من الإشارة إلى إن هناك بعضا من هم ساهموا إلى حد ما في رفد الثقافة في العراق بالكثير من الأعمال الإبداعية المشهودة , لكنهم وبطرفة عين غيروا بوصلة مواقفهم بالاتجاه المعاكس منذ إن وطأت أقدام المحتل ارض الرافدين ,وينتقلوا من هذه الضفة إلى الضفة الأخرى , فنجدهم يتبارون في كتاباتهم ولقاءا تهم على شاشات الفضائيات في الدفاع عن ما هو قائم , وعن المشهد العراقي بكل كوارثه, وكأنهم ينظرون بالمقلوب إلى ما حل بالبلاد. فاتحاد الأدباء في العراق والذي يعد اكبر منظمة ثقافية لها دورها في تاريخ العراق الثقافي والفكري ,هاهو اليوم يضحي بتواصله وارتباطه باتحاد الكتاب والأدباء العرب , إرضاء للسيد المحتل والقوى المتحالفة معه , ليذهب البعض منهم إلى التمادي في رفض هذا التواصل ,وكأن العراق انتزعت عنه الهوية العربية ولم يعد جزء من الوطن العربي , أليس الثقافة في العراق جزء من الثقافة العربية وذا كانت لها خصوصية فأنها تعد أحدى التنوعات ضمن وحدة الثقافة العربية .
وتبعا لكل ذلك,وبعد استدخال الفوضى إليه ,واستأ ثار هذه التوجهات بالحياة الثقافية , أنتج تشويها وتخريبا لم نألفه من قبل .فمتى كان المثقف العراقي يرضى بان تنزع عنه هويته وانتماءه العربي ويستبدلها بانتماءات فئوية وطائفية ,وما نقراه اليوم في هذه الصحف والمجلات وغيرها داخل العراق (باستثناءات قليلة) لم تعد تعبر عن ثقافتنا ونحن في بلد مستباح ومازالت مخالب الاحتلال مغروزة في جسده , وإذا ما كتب عن واقع العراق اليوم ,فان اغلب الكتابات لا تحمل حالة الرفض والتحدي للاحتلال وما أوجده من خراب وتدمير, أو تشيع ثقافة المقاومة له ولكل ما هو لا إنساني وقبيح , فأي ثقافة ينتجها هولاء , وهي تهادن الواقع , ولا تنبض بالحياة لتلبي الحاجات الإنسانية والروحية ,بدل التحليق في التجريد واللامبالاة , أو تتوزع في اصفافات طائفية ومذهبية مقيتة ,فترى في المحتل صديقا , والو لاءات الطائفية والفئوية بدل الولاء والانتماء إلى الوطن( تنوعا ) تحت غطاء التنوع الثقافي ووهم الحرية ...



#طلال_الغواّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلاع مكتنزة بالشموس
- احجار الغياب
- هكذا تسمى الاشياء بغير اسمائها
- الطاعن بالحب والاقاصي
- احلام في غيمة
- الخروج من التاريخ
- وداعاايها الشاعر الرائع وليد دحام
- اقفوا هجرة الطيور الى العراق
- انهم يفخخون الحرية
- الاطفال يبتكرون الصباحات
- لاتعد خطواتك بالارقام
- انهم مهزومون


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال الغواّر - الثقافة في العراق ووهم الحرية