أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغواّر - انهم يفخخون الحرية














المزيد.....

انهم يفخخون الحرية


طلال الغواّر

الحوار المتمدن-العدد: 2183 - 2008 / 2 / 6 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في غمار المتغيرات العالمية , وعلى إيقاع الحروب (البوشية )التي يشنها مع ربيبته (إسرائيل),في فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنان ,يصحو شعبنا العربي على مهزلة مضحكة هي الحرية والديمقراطية وحق تقرير المصير... الخ من الشعارات التي تستخدمها الولايات الأمريكية ,كواجهات براقة,لخداع الرأي العام وإيهام من يمكن إيهامه كي تمنح الشرعية لشن حروبها للاعتداء على الشعوب واحتلال أوطانها .
فالحرية هذه الكلمة الجميلة ,والتي لها وقعها الخاص والمحبب في النفس , وطالما ناضل الإنسان منذ بداياته وعبر التأريخ وكافح وضحى من اجل انتزاعها ليحقق من خلالها إنسانيته , أصبحت اليوم محل سخرية وحالة تندر في الشارع العربي ,وأضحوكة ذرائعية ,فباسمها تحتل الشعوب ,وتدمر الأوطان , وتنتهك المقدسات ويحرم الإنسان من ابسط مقومات الحياة وتثار الفتن الصراعات , وتقتل الملاين من بني البشر .
ومن منطق القوة الغاشمة الذي تعتمده الولايات الأمريكية ,فان دهاقنة السياسيين الامريكين مازالوا على غيّهم يتبجحون بحرية القتل والتدمير ,وبديمقراطية النهب والفوضى بعد كل ما حصل ويحصل اليوم في فلسطين والعراق وغيرها والانكى من ذلك , إن الذين جاءوا مع المحتل ليقدمهم إلى الشعب العراقي (كسياسيين) مازالوا أيضا يرقصون على إيقاع أنغام دعاوى أسيادهم وينفذون ما يأمرون به ويجعلوا من الحرية مطية لأحلامهم والاستأثار بالغنائم , وبما يحقق رغباتهم ونزوعهم الفئوي والطائفي ,ليفخخوا مبدأ(حرية تقرير مصير الأقليات ) تحت غطاء الدعوة إلى الفدرالية , ليتعدد الوطن ويتوزع بين انتماءات طائفية ومذهبية واثنية باسم (الوحدة ) ويتبدد بأسم ( الديمقراطية ) ليصلوا في ظل هذه الدعاوى المشبوهة والمريضة والتي هي دائما تفسر ومن منضو رهم الخاص (بالمقلوب )إلى إخراج العراق من عراقيته وانتزاع ثوبه العربي .
إن المبدأ القديم الذي اعتمده الاستعمار وعبر تأريخه (فرق تسد ) ,جاءوا به اليوم بحلة جديدة, أو بزي مزركش أخر قد يغري البعض من الذين تهتز دواخلهم لهشاشتها , فارتقوا به إلى أقصى درجاته العشرية في تفتيت الكيان الوطني العراقي , والذي أوصل ممن هم في تبعيته للدعوة إلى (الفدرالية )لهذه الطائفة أو منح تلك الأقلية كيانا سياسيا , أو دفعها إلى المطالبة بالانسلاخ عن الوطن ,باسم حرية تقرير المصير وقد يصل الأمر إلى ممارسة الاختراقات واستخدام الأساليب المتنوعة الأخرى لدفع هذه القبيلة أو تلم للمطالبة بكيان سياسي بحجة الرضوخ لكابوس ,(الأمر الواقع )الذي يتذرع به ممن اصطفوا مع المشروع الأمريكي _الصهيوني ووجدوا فيه مسوغا لتمرير أهداف هذا المشروع ,فمن سخريات هذا الواقع المرير الذي افرزه الاحتلال في العراق هو تشكيل (مكتب سياسي )لأحدى العشائر العراقية وتمثلها بحزب سياسي .
إن التنوع في المجتمع العربي حالة طبيعة ,كما هو الحال في كل المجتمعات ,فخصوصية الثقافة في العراق تشكل تنوعا في الثقافة العربية وهي جزء من الثقافة العربية الواحدة , وكذلك
الأمر بالنسبة إلى الأقليات والاثنيات الموجودة في الوطن العربي , فبالرغم ما تتمتع به من خصوصية ,والتي يجب تحترم ولا يجوز التجاوز عليها , فأنها في الوقت نفسه تشكل جزء من
الكيان الاجتماعي والثقافي والسياسي وضمن الإطار الوطني العام , وان العوامل التي توحدها وتدمجها في الكيان العام أكثر مما يفرقها أو يبعدها عنه كالعامل الجغرافي والذاكرة والثقافة العامة والمصلحة المشتركة والمصير الواحد ,وهكذا تنشأ الأمم وتبنى الأوطان فهل نسو إن (الأمة الأمريكية ) تتكون من أعراق وأجناس وألوان مختلفة ,فهل يمكن للجالية العربية إن تطالب بكيان سياسي لها , أو في استراليا ,أو نطالب الأمة الصينية التي يوجد فيها عشرات اللغات بتفتيتها إلى كيانات .
إن الدعوة إلى حرية الشعوب والى ممارسة الديمقراطية التي تتباها بها الولايات الأمريكية ليس إلا دعوة مقلوبة تماما , واحتكارها لها ومن منضو رها الخاص لا لشيء وإنما لكونها تمتلك القوة الغاشمة وما تمارسه اليوم في حروبها واحتلال الشعوب ليس إلا تفخيخا للحرية من اجل قتل الأخر



#طلال_الغواّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاطفال يبتكرون الصباحات
- لاتعد خطواتك بالارقام
- انهم مهزومون


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغواّر - انهم يفخخون الحرية