أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أيمن رمزي نخلة - ضحكوا عليك يا سفير أمريكا.














المزيد.....

ضحكوا عليك يا سفير أمريكا.


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2257 - 2008 / 4 / 20 - 04:57
المحور: كتابات ساخرة
    


التقى السفير الأمريكي ريتشارد دوني في نهاية عمله بمصر بشيخ الأزهر في زيارة لا تحمل الصفة الرسمية. وذكرت مراسلة الأهرام مِن الأزهر عُلا مصطفى عامر في عدد الأهرام 3/4/2008 أن شيخ الأزهر حين عَلِمَ من السفير الأمريكي أنه سيعمل بمعهد السلام الأمريكي في واشنطن، فطلب منه ـ كما قالت الصُحفية ـ التركيز على مبدأ احترام العقائد السماوية والأنبياء والرسل، والاهتمام بنشر ثقافة التعاون بين أصحاب العقائد المختلفة دون توقف أمام أي اختلافات عقائدية، مشيراً إلى أنها أمور يحاسب عليها الله وحده.
كان الموقف الثاني حين التقى السفير الأمريكي والرئيس مبارك يوم الأحد13أبريل 2008 وبحثا العلاقات الثنائية بين مصر وأمريكا.
حدث الموقف الثالث بالفعل الفترة الماضية حين ذهب سفير أمريكا بصحبة محافظ إحدى المحافظات لزيارة مدرسة حكومية مصرية. يوجد بالمدرسة آلاف التلاميذ وتقع المدرسة في حي شعبي ويحيط بها سوق شهير. سبق وقدمت أمريكا للمدرسة مجموعة من أجهزة الحاسب الآلي وأهدتها المئات من الكتب للمكتبة وجددت ملعب المدرسة.
ذهب السفير الأمريكي والمحافظ لزيارة هذه المدرسة وتفقد الهدايا. عمل المسئولين برنامج للضيوف، استغرق البرنامج حوالي 12 دقيقة. رقص التلاميذ وغنوا. شاهد السفير معمل الحاسب الآلي الجديد الذي أُقيم قبل الزيارة بليلة واحدة. زار الضيوف الأماكن الهامة في المدرسة واستعرضوا المباني التي زينوها وأعادوا طلائها خصيصاً من أجل زيارة سفير أمريكا.
رجع السفير إلى سفارته وعاد المحافظ إلى مكتبه.

لكن القصة لم تنتهِ.
لقد بدأت القصة الحقيقة!!!!!
دفعت أمريكا فلوس للتطوير والتزيين. أحضرت كُتب للمكتبة. جَهزت مَعمل الحاسب بأجهزة الحاسب الآلي.
متشكرين يا أمريكا. جزاكَ الله خيراً يا سيد بوش.
لكن!!!!
ثاني يوم بعد مغادرة سعادة السفير، رجع "مقلب الزبالة العمومي" أمام باب المدرسة. فهذا هو الوضع القديم و"المكان الثابت" قبل زيارة سعادة السفير ومعالي المحافظ.
وفي حصة الدين جلس التلاميذ المسيحيين على الأرض في الفناء بجوار سور المدرسة.
أين " المكان الثابت " للتلاميذ المسيحيين في حصة الدين المسيحي؟
ليس لهم مكان!!!!!

!!!!
و يجلس المسئولين وغير المسئولين، الكاذبين منهم والمنافقين يتحاورون عن "المواطنة" و"الحقوق المتساوية" لكل المصريين. ويصدعون رؤوسنا بحديث النسيج المصري الواحد. ولكم ما لنا. وعليكم ما علينا. وغيرها من الكلمات الجوفاء من أي قيمة، أو معنى. ويطالبنا المسئولين بالضرائب. ويحدثوننا عن حقوق الإنسان وحريته. ويسألوننا أين التمييز الديني وأين اضطهاد التلاميذ المسيحيين في المدارس المصرية؟

يا للعجب
حين تسأل: أين يقع "مقلب الزبالة العمومي"؟
الإجابة جاهزة: مقلب الزبالة العمومي مكانه ثابت ومعروف أمام باب المدرسة.
لكن حين تبحث: أين يجلس التلاميذ المسيحيين؟
فلن تجد إلا القول: ليس لهم مكان.
ضحكوا عليك يا سفير أمريكا.
للزبالة مكان ثابت والتلاميذ المسيحيين ليس لهم مكان في مصر. ليست المسألة بهذه البساطة أن يجد التلاميذ المسيحيين مكان ثابت لهم في مدرستهم التي يدفع أولياء أمورهم تكاليف إنشائها من ضرائبهم، لكن المسألة الأهم هي عدم احترام إنسانية المسيحيين في مصر.
إنها قصة حقيقية.
إلى شيخ الأزهر الكريم، ليس المهم هو احترام العقائد والأنبياء والرسل لكن الأهم هو احترام الإنسان الذي كانت من أجله هذه العقائد.
شيخ الأزهر العزيز، إن الدين ـ أي دين ـ الذي لا يحترم أتباعه إنسانية الآخرين فلا قيمة له. كيف أؤمن بدين أياً ما يكون يجبر أتباعه على كراهية الآخرين المختلفين معه في العقيدة، وإن كان ليس كلاماً وتعليماً يقال فقط لكنه أيضاً أسوء من ذلك وهو فعلاً يمارس ضد المختلفين؟
فما معنى يا عزيزي شيخ الأزهر أن يجد التلميذ المسيحي نفسه مجبرا على الخروج من فصله ومكانه للذهاب إلى مكان غير ثابت ويصبح كَماً مُهملاً تتقاذفه الطرقات والملاعب حتى نهاية حصة الدين؟
السيد سفير أمريكا السابق في مصر والمزمع أن تعمل في معهد السلام الأمريكي بواشنطن والمهتم بدراسة العلاقات بين الأديان، ليس المهم أن تعرف النصوص المقدسة التي يستند عليها أتباع مذهب رفض الآخرين، لكن الأهم أن تراقب إهانة الإنسان أياً ما يكون هذا الإنسان وتوجه جهدك يا عزيزي نحو العمل على حَث أتباع مذهب رفض الآخرين لكي يحترموا حقوق الإنسان المختلف معهم عقيدةً أو ديناً أو مذهباً. ليس المهم عزيزي السفير احترام العقائد أو الأنبياء أو الرسل، لكن الأهم هو احترام الإنسان أياً ما تكون عقيدته.
مع التحية.



#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسوان رئيسات للدول العربية؟ لم لا؟
- المصريون لن يشاركوا في الإضراب.
- مَن السبب في إهانة رسول الإسلام؟
- القذافي والإنجيل والفقر الأفريقي.
- ما هو الحل في إعادة الهيبة لرسول الإسلام؟
- نكتة عند الحلاق، وكتاب إبراهيم عيسى: كتابي عن مبارك وعصره وم ...
- لماذا منع الأزهر الحب والجنس في حياة النبي؟1/2
- حتى متى يكون الأزهر والدين هو المرجعية؟
- كتاب حوارات وقضايا، يجب مواجهته والرد عليه.
- البهائية دين والإسلام دين، يا شيخ الأزهر.
- لا تقل إن شاء الله.
- الجزية الإسلامية المُرعبة؟ أم تطبيق المسلمين الإرهابي؟2
- الجزية الإسلامية المُرعبة؟ أم تطبيق المسلمين الإرهابي؟1
- عيسى المسيح رسول المُهمشين والمضطهدين.
- إسرائيل وتناقض القرآن.
- بنت الشارع المصرية وشرفها الجنسي.
- جاهل؟ أم ظالم؟
- إدمان الكذب.
- لا للجنسية المصرية. نعم للتفكير والحرية.
- الديك الاسكتلندي والأذان الإسلامي.


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أيمن رمزي نخلة - ضحكوا عليك يا سفير أمريكا.