أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مهند حبيب السماوي - وهل ريتشارد باتلر أفضل من فقراء العراق ؟














المزيد.....

وهل ريتشارد باتلر أفضل من فقراء العراق ؟


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 10:25
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يكن بودي أن أكتب مقالة سياسية نقدية عما يجري في العراق واقطع البحث المطول وسلسلة الحلقات الفلسفية التي أقوم بنشرها الأن عن التحليل القيمي لسلوك الانتحاري , اذا ربما سيشوش ذلك الحلقات والبحث وتسلسل أحداثه وتتابع
سياقاته , لكن مادعاني الى الكتابة هي الصور التي شاهدتها في الفضائيات في يوم الاثنين المصادف 14 من شهر نيسان الحالي عندما نقلت لنا صور الصحفي البريطاني ريتشار باتلر الذي يعمل لشبكة CBS الامريكية بعد أن حررته القوات الامنية العراقية في البصرة والذي كان مختطف لمدة دامت أكثر من شهرين .
طبعاً ما اثار انتباهي وحزني وكآباتي وكل المشاعر المرتبطة بذلك هو العرس المضحك الذي أقامه بعض العسكريين من قوات الأمن حينما خرج الصحفي ريتشارد من مكان أختطافه حيث لاحظت كما قد لاحظ غيري سخافة ماحدث مع الصحفي حينما رقص أو كاد أن يرقص بعض من هؤلاء الذين استقبلوه اثناء خروجه ومن ضمنهم المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء _ مدري الفريق في زمن الرتب المتطايرة _ محمد العسكري .
محمد العسكري يحمل بنفسه المايكرفون كأنه مراسل صحفي ويمشي بخفة مع الصحفي البريطاني ويطلب منه الحديث !! والقوة الأمنية تأخذ هذا الصحفي الى مركز العمليات حيث مقر رئيس الوزراء وقائد العمليات الفريق موحان ونرى وزير الدفاع يأخذه بالاحضان بقوة والكل من حوله يضحكون ويبتسمون كانما تقرا في وجوههم انهم حققوا النصر النهائي على المليشيات المسلحة في البصرة وحرروا العراق من كل العابثين بامنه .
وأرجو ان يكون واضحاً أنني لا احاول الأستهانة او التقليل باي نصر يمكن ان تحققه القوات العراقية في معركتها ضد الجماعات المسلحة في البصرة او في غيرها من مناطق العراق الحبيب والتي تحاول ان تخلق دولة داخل الدولة وتسعى للعبث بامن العراق واستقراره ...
كما أنني لا استخف بالصحفي البريطاني ريتشار باتلر ولا بالمهنة التي تعرضت في العراق الى اقسى واقذر حرب من قبل الارهاب والمليشيات والتي راح ضحيتها مئات الصحفيين الشهداء الذي رسموا بدمائهم أروع لوحة أنسانية لرجال ونساء قدموا حياتهم ثمناً للحقيقة التي تسعى ورائها بشغف مهنة المتاعب والسلطة الرابعة .....
ان مدار انتقادي يكمن في هذا الاحتفاء المبالغ فيه بهذا الذي حصل بعد تحرير الصحفي البريطاني, اذ حينها لا اعرف لماذا أحسست أن العراقي وخصوصاً الفقير كأنما يعيش غريباً في بلده وليس له اي وزن ولاقيمة ... فبيته يُهدم ودمائه تُستباح وأمواله تُسرق على يد مختلف القوى الارهابية والمليشياوية التي
تلعب ِشاطي باطي _ كما تقول اللهجة العراقية _ بالعراق وأهله وتحت اقنعة مختلفة ...
في نفس اليوم الذي حررت القوات الامنية فيه هذا الصحفي , ظهر تقرير في قناة الحرة عن وضعية المهجرين في ديالى وصورت لنا نفس الكاميرا
والفضائيات_ التي صورت الاحتفاء بالصحفي باتلر _ الحالة المزرية التي يعيشها هؤلاء الفقراء والتي لاتليق حتى بالحيوان في بلاد الغرب ...
الماء قذر ... المسكن مهلهل ... غذاء لايوجد ...لاتعويضات ولا اموال ... وفوق كل هذه المآسي تبلغهم القوات الامنية في ديالى بان عليهم أخلاء القصور التي يعيشون بها ...قصدي انصاف البيوت والقذارات والمزابل التي تعيش فيها هذه العوائل الفقيرة العراقية ....
لهذا ياسادتي أعترضت على هذا الحفاوة التي حفل ها السيد الصحفي البريطاني والتي قابلتها _ ويالسخرية القدر _ أهانة واستخفاف وذل لعوائل عراقية مهجرة تعيش في مستوى لايليق بالكائن الأنساني ...



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل القيمي لسلوك الانتحاري الجزء الثاني
- التحليل القيمي لسلوك الأنتحاري .. الجزء الأول
- العري السياسي في أزمة البصرة
- الرسوم الدنماركية والرسوم ال( بن لادن ) يه !//
- هل نعتبر النواصب السنة من الكفار ؟
- هل سَتُنهي فضائية ال BBC المهزلة ؟
- هل نعتبر الرافضة من الكفار ؟
- بيان حكومي متأخر عدة أشهر
- الأمني...والسياسي...علاقة وجدل !!!
- عملية ديمون والفوضى الدلالية لقناة الجزيرة
- نشر الغسيل السياسي في العراق !!!
- 935 تصريح خاطئ لبوش !!!
- رثاء الأمام الحسين في بيان الهاشمي
- الأمام الحسين ...مقتولاً عام 2008 !!!
- الهاشمي العميل يلتقي المالكي العميل !!!
- حول بيان الشيخ اليعقوبي الأخير
- التيارات السياسية الشيعية في العراق !!!
- رهانات الأنتصار بين السيد المالكي وبن لادن !!!
- اياد علاوي هاجس ام طيف؟
- التيارات السياسية السنية في العراق !!!


المزيد.....




- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مهند حبيب السماوي - وهل ريتشارد باتلر أفضل من فقراء العراق ؟