أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قاسيون - «تحرير الأجور».. وهو أضعف الإيمان!














المزيد.....

«تحرير الأجور».. وهو أضعف الإيمان!


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 11:06
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كما هو معروف، هناك ثلاثة مكونات تشكل السوق: البضائع والرساميل وقوة العمل، وقد سارت السياسة الاقتصادية في البلاد بخطوات حثيثة خلال الفترة الماضية نحو تحرير سوق البضائع والرساميل، وانعكس ذلك في الارتفاع المستمر لأسعار البضائع المختلفة خلال السنتين الماضيتين خصوصاً، الأمر الذي ضرب بشكل قاس مستوى المعيشة الذي هو أصلاً تحت المستوى المطلوب، كما انعكس أيضاً في حرية حركة الرساميل التي حفزها إنشاء المصارف الخاصة وإطلاق السوق المالية وقوانين الاستثمار المختلفة. الخ...
ولكن بقي أحد مكونات السوق مضبوطاً بشكل مفجع وهو قوة العمل التي لم تتحرك أجورها فعلياً قيد أنملة.
والسؤال: لماذا هذا التهافت على تحرير سوق البضائع والرساميل، والإصرار بآن واحد على ضبط سوق العمل وتجميد الأجور؟
إن هذا الأمر يؤكد أن السياسة الاقتصادية المطبقة هي سياسة منحازة بامتياز لصالح أصحاب البضائع والرساميل، على حساب أصحاب قوة العمل الذين يشكلون الأكثرية الساحقة من الشعب السوري. ولن يغير من الأمر شيئاً التصريحات التطمينية الأخيرة لبعض المسؤولين حول نيتهم برفع «مجزٍ» للأجور، فأي رفع لن يكون مجزياً إلا إذا تجاوز ارتفاعات الأسعار خلال السنتين الماضيتين والتي بلغت نحو 75 % مما كانت عليه الأسعار في بداية 2006.
إن عدم تحرير الأجور، وتراكم الأرباح الفاحشة لأصحاب البضائع والرساميل من كبار التجار والرأسماليين، قد أدى إلى أوضاع اجتماعية متفجرة في مصر ولبنان، وأوصل الأمر إلى تحركات عفوية واسعة النطاق سنشهد هذا الأسبوع تداعياتها... وهذا شيء يجب ألا تندفع الأمور نحوه في سورية، خاصة في ظل الأوضاع الدقيقة والخطيرة التي تشهدها المنطقة، والتي تزيد المخاطر حول بلادنا..
وفي كل الأحوال فإن الحياة تثبت أن الليبرالية الاقتصادية تفسد أي مكان تدخله، ومنطقها في نهاية المطاف واحد، وهو تحرير الأسعار والرساميل وتقييد الأجور.. وهذا الاختلال الخطير مآله الأخير انهيار اقتصادي وانفجار اجتماعي. لذلك، لدرء المخاطر وتجنب الكارثة الاقتصادية أمامنا افتراضياً حلان لا ثالث لهما:
أولهما: إعادة تقييد حركة الأسعار والرساميل، الأمر الذي سيحمي قوة العمل من استمرار افتراسها من كليهما، وهو أمر ممكن لكنه يتطلب إرادة عالية المستوى تسمح بمواجهة مراكز نفوذ المستفيدين من حرية حركة الأسعار والرساميل، إن كان في المجتمع أو في جهاز الدولة... وهو أمر أصبح تجاهله اليوم مضراً بالأمن الوطني للبلاد بالمعنى الواسع للكلمة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.
ثانيهما: تحرير قوة العمل عبر تحرير الأجور، أسوة بالتحرير الذي أصبح أمراً واقعاً في مجال البضائع والرساميل، وتحرير الأجور يتطلب الأمرين التاليين:
ـ وضع مؤشر حقيقي لارتفاع الأسعار يجري التعويض على أساسه لتآكل مستوى المعيشة، على أن يعمل هذا المؤشر بشكل دائم شهرياً، وأن يُحمى بقانون يلزم الجميع، وخاصة الحكومة، بذلك.
ـ أن يُسمح لأصحاب الأجور بالدفاع عن حقوقهم والتعبير عن مطالبهم بكل الأشكال التي يضمنها الدستور بما فيها حق الإضراب عندما تستنفد كل الوسائل الأخرى حين دفاعهم عن حقوقهم.
إن تحرير الأجور بشكل واقعي وعملي هو صمام أمان لحماية الجبهة الداخلية وصيانة الوحدة الوطنية التي يعمل البعض على إضعافها بإجراءاتهم المنحازة والضعيفة النظر، وفي ذلك ضمانة لكرامة الوطن والمواطن..

---------------
افتتاحية العدد 350 من جريدة قاسيون



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة هي القمة .. أما القمم الرسمية فشرحها عمر أبو ريشة.. ...
- أمريكا والبحث في الماضي عن مفاتيح المستقبل
- إعلان صنعاء بين التفسير والتأويل!
- أخطاء الفريق الاقتصادي بالخصخصة دفع ثمنها المواطن
- مجرى الدمّ النازف يصنع النصر
- السوريون بين المطلق والنسبي..
- مملكة آل سعود..الدّور الوظيفي في إشاعة التّخلف والإرهاب والت ...
- حوار البوارج.. والتواطؤ الرسمي العربي
- لنجعل شعار وحدة الشيوعيين السوريين واقعاً ملموساً..
- إلى حاكم مصرف سورية المركزي «المال الداشر يعلّم السرقة»!
- فلنكشف خطر « الكيان الوظيفي »
- انتخابات الرئاسة الأمريكية: تشكيل «حزب الحرب» والمواطن كومبا ...
- بصدد الطبقة العاملة...استسلام؟ لا، بل ثورة!
- اغتيال المناضل عماد مغنية حلقة عدوانية تصعيدية جديدة
- أما آن الأوان؟؟..
- آية الله، سماحة السيد أحمد الحسني البغدادي ل«قاسيون»:يجب إسق ...
- نهاية عام وبداية آخر «...... من الأولاني»!
- العالم بين عامين..
- تناقضات صارخة.. وغياب للمنطق
- إلحاق استعماري وليس اتحاداً


المزيد.....




- HTC تعلن عن حاسب لوحي بمواصفات منافسة
- وكالة -فيتش- تعدل نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية
- أسعار النفط تتكبد أكبر خسارة أسبوعية في 3 أشهر
- -دبلوماسية لحم البقر-.. ماذا حدث بين البرازيل واليابان؟
- أسهم -وول ستريت- ترتفع في أسبوع وسط آمال خفض الفائدة
- المعدن الأصفر يتراجع للأسبوع الثاني على التوالي
- لهذا السبب.. كندا تشدد قيود استيراد الماشية الأميركية
- مسؤول بالفيدرالي: لا يمكن القبول إلا بمعدل التضخم المستهدف
- -تسلا- تقاضي شركة هندية لانتهاك علامتها التجارية
- -بيركشاير هاثاواي- تحقق أرباحا تشغيلية قياسية في الربع الأول ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قاسيون - «تحرير الأجور».. وهو أضعف الإيمان!