أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - يرحل الكبار وتبقى الجذور ثابتة مثل جذور النخيل














المزيد.....

يرحل الكبار وتبقى الجذور ثابتة مثل جذور النخيل


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2230 - 2008 / 3 / 24 - 04:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصمت ودون ضجيج وبهرجة إعلامية يرحل الكبار ، رحل عن العراق البروفسور المجاهد كاصد ياسر الزيدي ، أعطى كل ماعنده للعراق ولم ينتظر ليأخذ ، كاصد الزيدي الفيلسوف الحكيم والزاهد المتواضع ، والعابد الأنيس ، والمعلم الكبير .
رحل ابن سوق الشيوخ البار الدكتور كاصد الزيدي تاركا خلفه سيرة حياته التي لاتتشابه مع قصص الآخرين ، ولا تماثلها حكايات أخرى .
فقد شق كاصد الزيدي طريقه فقيرا متواضعا ، يواصل العطاء دون أن ينتظر تكريما أو التفاتة من مؤسسة علمية أو ثقافية في العراق أو حتى عند العرب ، كان كبيرا عمرا وخلقا وعلما .
رحل الدكتور كاصد الزيدي بصمت دون أن ينتظر رثاء يليق به ، أو عزاء يصل هامته ،أو التفاتة من المؤسسة الثقافية والأكاديمية في العراق ، عاش كبيرا وأعطى كثيرا ومات كبيرا .
طوبى للعراق أبناءه النجباء الذين يعطون دون ثمن ، ويمنحون هذا الشعب الذي يستحق منا كل ما نعطيه ، كما منحه الكبير الراحل كاصد الزيدي .
بصمت عاش كاصد الزيدي العالم الزاهد المتواضع ، همه العراق وأهله ، جذوره نابتة في أعماق الهور وفي غابات الموصل وثلوج كوردستان ونواعير الرمادي ، رحل الزيدي دون وداع وترك لنا ارثا من القيم التي آمن بها قبل أن يقم بتطبيقها ، وعرفناه بتلك القيم التي جعلتنا ننحني أمام تلك القامة المتواضعة والشيخوخة البهية ، رحل ابن العراق البار العالم الدكتور كاصد الزيدي بعد أن رفع الأزهريون عمائمهم إجلالا لدراساته وبحوثه ، وأستحق منهم بجدارة متميزة تلك الشهادة بامتياز قل نظيره في بحث جريء ورسالة رصينة في زمن صعب ، وترك بصماته على طلبته في قسم الدكتوراه والماجستير بجامعة الموصل والجامعات الأخرى التي عمل بها في العراق ، وترك للعراق كل ما تمكن أن يعطيه العراقي فأوفى .
رحل عنا كاصد الزيدي المترفع عن الطائفية ، والمتعفف عن المناصب ، وترك اسمه عطرا نشم من بين حروفه أصالة العراقي وشهامة الجنوبي وطيبة ابن الموصل وكرم الكردي .
رحل بعد آن تمكن من مد جذوره إلى أقصى أعماق ارض العراق، وامتزج بكل حرف من حروف العراق يذوب فيها، يصير جزءا منها.

وهكذا ترحل تلك القامات العراقية بهدوء ودون ضجيج ، تاركة كل تلك الدراسات والمناهج والجهود الرائعة ، بعد زمن من الاعتزال والسكون الروحي ، بحثا عن مفردات تبحث في الرصانة العلمية والتجديد المنهجي ، يصاحب كل هذا تواضع وتعفف وزهد ، كما رحل الفيلسوف والحكيم هادي العلوي قبله .
ويقينا آن بلد مثل العراق أنجب كل تلك القامات ولم يزل لقادر إن يرفد الإنسانية بقامات أخرى لم تزل في بيوتها العراقية المتواضعة ، أو إنها تنتشر في بلاد الله كما تنتشر النجوم الزاهرة ، بانتظار انجلاء الغيوم وصحوة النهار لتعود كما تعود الطيور إلى أعشاشها .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتنة الطائفية من يوقظها ؟ من يخمدها ؟
- كلمة قصيرة الى خاطفي المطران بولص فرج رحو
- رسالة الى رقيب المطبوعات في الأردن
- الأيزيدية وطلب الآمان في دولة السويد
- رحل عبد الأخوة التميمي بعد أن أدى الأمانة
- الشهيدة فوزية محمد هادي (( ام سعد )) عروسة الفرات
- هل يمكن تحديد فترة ظهور الديانة الأيزيدية بين البشر ؟
- المرأة التي قادت الرجال زينب بنت علي ابن ابي طالب
- أنور شاؤول الذي يحمل العراق في تلافيف روحه
- الأيزيدية خارج الدستور أو داخله ؟
- رسالة الى ابنة العراق ميسون البياتي
- لعنة الأيزيدية
- العدالة حين تغيب مع عبد الله أوجلان
- المسؤولية القانونية في قضية الكورد الفيليين
- ثبات مسيرة الحوار المتمدن
- شهادة السيد أحمد الحبوبي حول الواقع السياسي في العراق
- قراءة في شهادة جواد هاشم (( مذكرات وزير عراقي مع البكر وصدام ...
- من أجل تشريعات تعيد حقوق الكورد الفيلية
- الأيزيدية في كتب التأريخ العربي
- نبوءة البياتي


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - يرحل الكبار وتبقى الجذور ثابتة مثل جذور النخيل