أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - ماما شادية – الفنانة العظيمة – عيد ميلاد سعيد















المزيد.....

ماما شادية – الفنانة العظيمة – عيد ميلاد سعيد


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 07:29
المحور: الادب والفن
    


بالصدفة قرأنا خبرا عن احتفال الفنانة الكبيرة " شادية " في هدؤ . بعيد ميلادها ال 77
ولم اشا أن افوت تلك الفرصة لاقول لها : عقبال 100 شمعة يا ماما شادية ..
شهور قليلة فقط تفصل بين تاريخ ميلادك يا ماما شادية وتاريخ ميلاد امي – لها الرحمة –
لقد ورثت عن أمي حب الغناء . ولا زلت أتذكر الاغاني التي كانت تغنيها في بيتنا لريفي – اغاني جيلها - .
المرة الاولي التي سمعت لك فيها اغنية وحفظتها يا ماما شادية . كان عمري وقتها عشر سنوات . وكان عمرك وقتها حوالي 28 سنة – مثل عمر امي تقريبا . فقد أنجبتني وهي صغيرة ورحلت ايضا وهي صغيرة - . ساصف لك الجو والمكان الذي سمعت واستمتعت لاول مرة باغنية من روائعك .
الزمان : أواخر الخمسينيات من القرن الماضي !
المكان : كورنيش النيل بمدينة " ميت غمر " – حوالي 80 : 90 كيلومتر شمال القاهرة . اعلم انك تعرفين تلك المدينة لأنك ذهبيتي لزيارة ضريح وحضور أول مولد للشيخ الذي قال لك ان الغناء حرام ! كيف صدقتينه يا ماما شاديه ؟! ان الشيخ حسن العطار شيخ الازهر الأسبق الذي كان انسانا لا جمادا ولا حجرا . قال " من لا تطربه الاشعار ولا تهزه الاوتار . فهو اجلف الطبع حمار ..- فكيف صدقتي ذاك الشيخ الراحل مشعل الفتن الطائفية وفتاوي القتل ؟ ! لا تصدقي كل من يقول لك ان الغناء حرام .. فغلاة الاصوليين الارهابيين المتزمتين رأيتهم بالمعتقل كانوا يترنمون بأغاني لعبد الوهاب وغيره بداخل الزنزانة عندما يكونوا مع بعضهم . وبخارجها يقابلون غيرهم متجهمين مقطبين جباههم !.
كل شيء في الحياة يغني .. سواء في حالة السرور أو في حالة النعيب والبكاء .. ليس العصفور وحده يغني بل الغراب عندما يصدر نعيبه فانه ينغمه !..! والساقية عندما تئن تنغم انينها والجماد عندما نطرق عليه يرد صوته علينا منغما ! لو طرقنا باصبعنا علي وعاء نحاسي أوجسم حديدي أو قطعة صفيح أو حلية ذهبية يصدر ردها منغما وكل صوت ونغمة له طابعه .. . والندابة عندما تنوح ترنم نواحها وتغنيه ! .. والبائع الجوال عندما ينادي علي سلعته يغني نداءه .. وكذلك المتسول ! ينغم طلب العطاء من الناس والكروان عندما يعلن وهو في الفضاء اقتراب النهار وعن فرحته بقدوم صباح يوم جديد وعن وجوده بخير فرحا بصباح جديد . يعلن عن فرحه بغناء مجلجل .. حتي النبات حفيف غصونه غناء . . كل شيء في الحياة يغني حتي الشيوخ الكذابين الذين يقولون للناس ان الغناء حرام . هؤلاء الكذابون يغنون بينهم وبين انفسهم بداخل بيوتهم ومع بعضهم وامام الناس يلعنون الغناء ويحرمونه ..! ويتحايلون لكي يغنون للدين فقط وكأن الدنيا منكر لا يجوز الغناء لها ! .
كنت طفلا صغيرا أحب التنزه علي شاطيء النيل بتلك المدينة الجميلة – ميت غمر -. كان شارع الكورنيش نظيفا – ككل شوارع المدينة – والاشجار مقصوصة بأشكال هندسية رائعة علي اشكال دوائر ومربعات ومثلثات ومستطيلات خضراء جميلة وسيقان تلك الأشجار الخضراء مطلية بطلاء ابيض ناصع والعصافير تصدح فوقها . انظر لماء النيل الواسع حتي اري ضفته الاخري البعيدة والمباني البديعة والحدائق هنا وهناك . ومع نسيم النيل المنعش كان صوتك يا ماما شادية يطربني اثناء النزهة . يأتيني عبر أجهزة الراديو بالمقاهي والمحلات الممتدة بطول الكورنيش تغنين الاغنية التي حفظتها مثلما حفظت عن ظهر قلب قصيدة الشاعر " أبو القاسم الشابي " - ارادة الحياة – في نفس العمر المبكر . رغم أن تلك القصيدة لم يكن مقررا علينا حفظها بالمدرسة الا أنني احببتها وحفظتها من نفسي كما حفظت أغنيتك تلك التي تقول كلماتها :
علي شط البحور والنسمة . حوالينا الحياة مبتسمة
وقلوب الحبايب جاية تستني النصيب والقسمة
يا شقاه اللي عاش وحداني ويا بخته اللي يلقي التاني
... ... وكانت مقدمة الأغنية تقول :
خطابك كتير وقالوا لي تستاهلي الدهب واللولي
من بين الحبايب واحد وتشاوري عليه وتقولي
حبيبي أهه خطيبي أهه
= =
كنت أتألم كثيرا عند سماع اغانيك الاخيرة ولاسيما في الحفلات .. صوتك كان فيه حزن شديد كما لو كنتي تحسين بأن شيئا فاتك . أو شيئا ضاع منك.. لا تظني هذا الظن .. فمن تمتلك قلوب الملايين ولعدة اجيال كيف يكون شيئا قد ضاع منها ؟! ومن يسري صوتها وفنها ولأكثر من نصف قرن في مشاعر واحساس ووجدان اناس كثيرين مثلي – عشرات ملايين - . كيف يكون قد ضاع منها شيء أو فاتها شيء ؟!
= كيف ننسي ما حيينا أغنياتك مثل : مكسوفة مكسوفة منك .. – رائعة من الروائع غناءا ولحنا .. وهي لحن " محمد الموجي "
= كيف ننسي اغنيتك المعجونة بالدلال والخفة والجمال : خمسة في ستة بتلاتين يوم . غايب عني وغاب النوم
= والأغنية المملوؤة بكل ما تمتلكه البنت المصرية من خفة الظل :
تعالي يالله في غمضة عين لا تقول دقيقة ولا دقيقتين
أعد لك وأقول لك واحد وتيجي قبل ما أقول اتنين
تعالي يالله يالله .. تعالي يالله يالله ..
= أو أغنيتك الخالدة . ولحنها الرائع : يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا ..
من منا أمه وأخته وابنته وزوجته وربما جدته لم تترنم باغنيتك تلك " يا دبلة الخطوبة " ؟؟!!..
= وأغنية : شباكنا ستايره حرير من نسمة شوق بتطير ....
وأغنيتك مع عبد الحليم – السابقة لعصرها – تعالي اقول لك حتقول ايه ؟
= وأغنيتك مع كمال الشناوي : سوق علي مهلك سوق بكرة الدنيا تروق / وقول كمال الشناوي في الاغنية " بكره الورد اللي زرعناه يكبر طول ما احنا بنرويه
وردك عليه . شدوا في الاغنية : يا ما جنايني بدمعه رواه ... وصبح لقي غيره بيجنيه !!
= وأغنية :
أبيض يا وردي أحمر مندي
لونك في خدي غصنك في قدي ..
والآههاها هاه التي تصدحين بها في هذه الاغنية . وتتبعيها ب : آهه ها ها ا ها هااااه / كثيرا ما احاول ترديدها بعد سماعي لشدوك بتلك الآهاهاهاه في الأغنية فلا اعرف ..!
وأغانيك المرحة التي غنيتيها في الافلام بمشاركة فريد الاطرش ، ومحمد فوزي ، وشكوكو واسماعيل ياسين ..
وغيرها وغيرها وغيرها ( أتكلم هنا عن شادية المطربة . وأنا أعرف أن شادية الممثلة لا تقل عبقرية عن شادية المطربة ) .
وأتمني لو كانت لدي المطربات الشابات ولو أغنية شبابية واحدة في مستوي روعة وسرعة وشبابية واحدة من اغانيك الشبابية ولاسيما اغنيتك المدهشة في روعة ايقاعها وحيويتها ومرح وانطلاقية الشباب فيها :
" علي أكبر سرعة يا عربية وديني قوام اجري شوية "
أتمني لو استطاعت احدي المطربات الشابات اعادة غناء هذه الأغنية - بدون أن تفسدها ! - .
= ولا ننسي اغنيتك الدينية الرائعة التي غنيتيها في بدايات حياتك الفنية من الحان العبقري كمال الطويل ومن تأليف والده " زكي باشا الطويل " . والتي تقول كلماتها :
قل ادع الله ان يمسسك ضر ووجه ناظريك الي السماء
ماما شادية . الفنانة الرائعة :
أيتها الساكنة بشدوك الرائع وبانغامك الجميلة في وجدان الاجيال :
عيد ميلاد سعيد . وعقبال 100 سنة .



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوادر بوكاسا ( مسرحية ) - الحلقة 6
- تطبيق الشريعة علي الفقراء بالسعودية ! والثروة للأمراء!
- بانوراما - الناس والحرية - 5
- بانوراما - الناس والحرية – 2
- طبيخ الملائكة
- ..وسعوديون يسعون للنور والحرية والحداثة!
- أين أساتذة وعلماء الزراعة ، والفلاحون المصريون !؟
- بانوراما - الناس والحرية – 1
- الهوس الديني وقراء المقالات!
- ائتلاف المعارضة المصرية هل يدوم ؟
- افساد النقابات بالهوس الديني السياسي
- حجب الأمان عن لبنان مثلما يحجب الشمس عن سوريا
- البعث يحجب الشمس عن سوريا
- انتصار مصر : في لعب الكورة
- غزة . مساعدة الناس . أم ارهابيي حماس !؟
- الكمسارية اشتكوا ! ..
- التكرار والحشو في القرآن - والاعتداء علي الطفولة .
- تحفيظ القرآن والاعتداء علي الطفولة
- نوادر بوكاسا - الحلقة 4 ، 5
- رحيل جورج حبش


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الدين محسن - ماما شادية – الفنانة العظيمة – عيد ميلاد سعيد