خالد يونس خالد
الحوار المتمدن-العدد: 2208 - 2008 / 3 / 2 - 10:54
المحور:
الادب والفن
أرواح تصلي
في غمرة عطر القبة الطاهرة
وحبيبتي الشهيدة غارقة في دمائها
تصلي التراويح ليلة القدرِ
تتلو آياتٍ من سورة الحشْرِ
((هو الّّذي أَخرَجّ الذين كفروا من أهل الكِتابِ من ديارهم لأولِ الحشْرِ))(1)
***
صديقتي في الغربة المؤلمة
وطفلتي في الزنزانة المظلمة
وأمي تبكي بين صراعات القادة
على الكراسي المُهلكة
وأطفالها مشردون في الغربة المنسية
وأنتِ كلُّكِ مدينتي
أنتِ أيتها الصخرة المشَرَّفَة
تسكنين في خاطري
وترسمين حبي
فلكِ عشقي
ولكِ مودتي
***
أهازيج من العيون تبحث عن الطفل المفقود
نغمات من الروح تنتظر الصديق المسجون
كلمات من الفؤاد تتبعثر في الطريق المقطوع
همسات من المنفى تشتاق المشرد الضائع
ودموع في الجوارح يا قدس
تسكن معكَ في الضمير
وتعيش فيك في الأعماقِ
ومنك
ومنك أبدا
يا قدس أمل وانتظار
وحب مفعم بالإيمان بلا انتهاء
***
أيها المسجد القدسي الطاهر
كيفَ لي أن أكون حرا وأنتَ في الأسر سجين؟
وأنا في الشتاتِ مشرد حزين
أشتاق إليكَ والدموع في الأحداقِ
أُقَبِّل قبَتكََ التي تصوم للرَّبِ الأحدِ في النهارِ
فأشتاق إليها في المساءِ
أحتضنها في الليل
وهي تُسَبِّحُ التسبيح لله الواحدِ القهّارِ
فأحنو إليها في النهار
أحملها في قلبي
فتبحث عنها عينَي
أنظر إليها بروحي
فتشدني المشاعر إلى ذكراها في أسفاري
وتعيدني الجوارح إلى أنوارها بين الأقمارِ
والأرض تئن في لهيب النارِ
***
الأقصا في الجَنان وفاء
والقدس تحت الاحتلال ينزف دما
فأين الأيوبي لا يفيق من نومه؟
ولِمَ لايرجع ابن الوليد من غيابه؟
هل ضاعت عهدة الفاروق عمر؟
متى يأتي الإمام الصفي علي بن عم النبي محمد؟
كيف أهدأ ولا أفدي بروحي وكلنا لله؟
وهو أعز من الرّوح
حب بلا نهاية لخالق الروح
فهل أَهْنأُ يا قدس إذا لَم أهد لك روحي؟
وأنت تحترق من نزيف الدم من العروقِ
للأقصا لك فداء
وللحبيب المصطفى صفاء في الفؤادِ بهاء
وهو يبكي من ظلم العبادِ
وأنا أبحث عن السلامِ
ودعوة للسلام هناء
راجيا رحمة الرّحمن
فالرحمة للعبد شفاء
وشوق للجِنانِ ورجاءُ
***
الصلوات تعلو في سماء القُبَّةِ المقَدَّسَة
والنفوس الطاهرة المَرْضِية تتصاعد إلى العُلى
راجية عفو ذي الجلال والإكرام
فأسمحي لي أيتها القبة المنيرة لحظة
أغرق في عشقكِ
أتأمل بقُربكِ
أعيش مغرماً في سناكِ
عاملا في ظِلكِ
فلا ظل أهنأ لي في شهادتي
مضفيا في عَطركِ بين أرواح الشُهداءِ
تغمرني رحمة المَِلكِ الدَّيانِ
ومغفرةُ الباري الحنّانِ المنّانِ
أنا العبدُ الفقير أصلي صلاة الفرْضِ للهِ
داعيا رضى الربِّ الأحدِ بالهدى والثناءِ
وبعدها أسير مدفونا تحت الترابِ
بعد أن عشتُ أبيّا فوق ثراكِ
متّيما في حُبِّك وهواكِ
شهيدا في سبيل الصَّمدِ التَّوّابِ
***
(1) سورة الحشر، آية 2.
#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
