أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - مهلكة آل جحود















المزيد.....

مهلكة آل جحود


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2200 - 2008 / 2 / 23 - 10:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إعلام المهلكة السعودية فضحها أكثر مما سترها، وأساء إليها أكثر مما أحسن إليها، وشوه صورتها أكثر بكثير مما جمـّلها، وأظهر دورها الخبيث الأخطر للعيان، وتركها عارية دونما أي ستر أو غطاء. ولا يملك المرء إلا أن يصاب بالهلع والوجل والعجب، وهو يتابع ذاك القيء البائد، وتلك الثقافة المنحطة التي يحاول ترويجها عبر أدواته وأقزامه وأزلامه وغلمانه الصغار. أو حين يستمع لتلك المستحاثات المتكلسة الطالعة من قاع التاريخ وكهوف الزمان، وهي تقذف دماً وتنفث سموماً وتجتر فتاوى مضحكة وتروج للموت والهلاك. وها هي صورة العربي والمسلم، وبعد عقود من الضخ الحشوي التعبوي الأسود، تظهر في أحط أشكالها، وفي كافة بقاع الأرض، والفضل في ذلك يعود، طبعاً، لتعميم الأنموذج المتسعود من النقاب واللحى والجلباب وتبني السلوك المتصحر البدوي الأجرب، وكنتيجة حتمية لانتشار فكر التطرف والغلو والتكفير، وتوّج لاحقاً، باعتداءات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، والتي اشترك فيها خمسة عشر قاتلاً ومجرماً متسعوداً من أصل تسعة عشر إرهابياً " وفتية آمنوا بربهم"، حسب ماكينات غسل الدماغ الوهابية الجرارة. فلم يكن هذا الإعلام إلا انعكاساُ لحقيقة الدور التاريخي المشبوه لهذا الكيان في فرملة الحداثة والتطور، والإساءة إلى هذه الشعوب والمكونات الاجتماعية الأخرى، والحد من تطلعاتها الإنسانية والحضارية والمشروعة. وهنا لا بد للتساؤل المر المشروع أن يظهر، عن حقيقة تلك العلاقات الوثيقة بين الحكومات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية المتعاقبة، وحكومة المهلكة، والذي ينبئ، وبما لا يدع مجالاً للشك عن حلف خفي وليس مجرد علاقات دبلوماسية عابرة. تلك العلاقات الحميمة لم تتغير ولم تتبدل برغم حوادث الحادي عشر من سبتمبر، وبالرغم من الدعم العلني والظاهر لحكومة المهلكة السعودية للإرهاب ولفكر الغلو والتطرف ورعايتها المالية المباشرة لحركات الأصولية والتكفيرية، عبر العالم، وأهمها القاعدة حيث كانت إطلالات أسامة بن لادن الأولى من مكتب رئيس الاستخبارات السعودية بالذات، في تسعينات القرن الماضي.

وبفضل المهلكة السعودية وبترودولاراتها وإعلامها الأصفر فقد عادت المنطقة ألفاً وأربعمائة عام إلى الوراء، إلى عصور الجاهلية الأولى مفضلة الاستكانة للنموذج البدوي الرث كبديل عن كل التجارب الإنسانية الرائعة التي حققتها البشرية، ومعلنة قطيعة عقائدية فظيعة مع كافة أشكال الحداثة والتنوير التي تجتاح العالم من أقصاه إلى أقصاه. ولقد كان للضخ والحشو والتعبئة التكفيرية الضلالية وبث فكر الكراهية أثراً كبيراً في تدهور البنية المعرفية والإيديولوجية للمنطقة وانحسار التأثير التنويري عنها، وحدوث خسوف فكري عقلاني كلي ومزمن أصاب وجه هذه الجغرافيات، أدى إلى تآكل ثقافة التسامح لدرجة الشح والندرة ما أسفر تالياً عن الحوادث الدموية والانهيارات المجتمعية وذوبان مفاهيم التعايش والوطنية لتحل محلها مفاهيم القبيلة والبداوة والتشكيلات الطائفية والمذهبية العصرحجرية والما قبل مدنية وإنسانية. ومن قرأ كتاب ناصر السعيد تاريخ آل سعود، ويعلم الامتدادات اليهودية للمهلكة، يدرك سر هذه الهبة السعودية لمناصرة الأشقاء وأبناء العمومة في الكيان الصهيوني في أعقاب اغتيال عماد مغنية، وقد ظهر بأن السعوديين وصبيانهم لم يعطوا فرحتهم لأحد وهم يحتفلون ويتبادلون الابتسامات الصفراء وكأنهم حققوا نصراً تاريخياً كانوا في أمس الحاجة إليه تمهيداً لإحياء أمجاد مملكة خيبر.

لقد كانت حرب تموز صيف 2006 مناسبة هامة لتكشف القناع عن تلك الوجوه التوراتية الصفراء التي تكتنز الحقد والغل والكراهية العمياء لكل ما هو وطني وشريف ومقاوم. وقد أظهر سيل الفتاوى الذي ترعاه حكومة المملكة حقيقة التوجه الرسمي والحساسية التضامنية حيال أي فعل يمس أمن الكيان الصهيوني. فلم يتوان شيوخ التكفير والظلام السعوديون، مثلاً، عن التنديد بحزب الله، وتكفير كل من يتعامل معه، ومنع تقديم أي شكل من المساعدة له. فلقد راعهم تصديه الباسل والبطولي لآلة عدوان أبناء عمومتهم الصهيونية الهمجية ضد لبنان وشعبه، والذي كان هدفه الأساسي تصفية حزب الله. وانطلقت تلك الثعابين الأصولية الماكرة من جحورها لتعلن تأييدها السافر لآلة الحرب تلك، ومعبرة عن التضامن في الآن ذاته عما أصاب جيش الاحتلال من ذل وهوان على أيادي المقاومين الأبطال، متحدية مشاعر عشرات الملايين من سكان المنطقة.

مناسبة أخرى، وبالأمس القريب جداً، جاءت لتؤكد على حقيقة الارتباط، والدور الخبيث المنوط بهذه المهلكة الإجرامية، حين هبّت الأبواق السعودية بقضها وقضيضها، هبة رجل واحد، لترفع الأنخاب، وتطلق الأهازيج، وتزغرد معلنة عن فرحها العامر باغتيال عماد مغنية على أيدي عملاء الموساد، فيما ذهب رهط آخر من عرب الشراويل ليبارك الفعلة السوداء بكل غل وشماتة وتشف لاغتيال هذا القائد العسكري المقاوم الذي كبد الصهاينة أفدح الخسائر ومرغ جباه جنرالاتها بالوحول والتراب. ومن يطالع أبواق المهلكة الصفراء، يكاد يجزم بأنها مجرد فروع للقنوات الإسرائيلية، وأنها في النهاية ليست إلاّ ملاحق ليديعوت أحرونوت وها آرتز والجيروزاليم بوست، التي تبدو، ومن وجهة نظر كثير من المراقبين والمتابعين، أكثر اعتدالاً ووقاراً واحتراماً وحياداً من إعلام آل جحود الدجال.

تعتبر السعودية اليوم، وإعلامها الصحراوي الأصفر، رأس الحربة في العدوان على المنطقة، والتنسيق والقوادة لإسرائيل وأمريكا في كافة الملفات المتعلقة بقضايا الإقليم الشرق أوسطي. ولذا لم يخطئ المرحوم ناصر السعيد صاحب الكتاب الثمين الأكثر توثيقاً عن حقيقة آل جحود وامتداداتهم اليهودية، حين وصف تلك الأرض الصحراوية الصفراء الجرداء بالمهلكة التي تقوم على الجماجم وتعيش على قطع الرقاب والقصاص من الضعفاء، ولا تنتج سوى الكراهية والاضطهاد. إنها مهلكة حقيقية لشعبها الذي يعاني المذلة والهوان على أيدي جلاوزة الوهابية ومطاوعتها وسفاحي البداوة، وأمراء الرذيلة والفسق والانحلال المتجلببين بعباءات وأقنعة الحشمة والورع والتقى والإيمان، وهي سبب للتهلكة والمهلكة لكل شعوب الأرض التي تصدر لهم فكر الموت وفتاوى القتل والكراهية والدماء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الحذاء
- نعم هناك خطر سوري
- فالانتاين سوري
- لجان وجمعيات الهجوم علي المجتمع السوري
- الحرب علي الوهابية
- اصلاح المعارضة السورية
- أأفاضل الإعلان
- لا بارك الله بهذه الثقافة
- هل فينو غراد عميل سوري؟
- فتوى سياسية ضد جماعة الإعلان
- إعلان بيع بالمزاد العلني
- إيّاكم أن تكونوا شرفاء ووطنيين
- نعوة فقيد: إعلان دمشق في ذمة الله
- اللهم شماتة...انهيار إعلان دمشق
- خبر عاجل: بيان استنكار من البيت الأبيض
- عملاء المخابرات السورية
- تصريحات الترك والنفخ في صور إعلان دمشق
- متى نعيد الاعتبار لسايكس وبيكو؟
- إعلان دمشق: متاهات البحث عن مرجعيات
- السعودية الجديدة والعلاّك الكبير


المزيد.....




- بوتين.. البدايات والموقف من الإسلام والقضية الفلسطينية
- -لن يوجد يهودي آمن حتى يصبح الجميع آمنا-
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تشن 6 هجمات بالطيران المسير وصا ...
- شاهد.. رجل يطلق النار على كاهن أثناء خطبته في إحدى الكنائس ا ...
- بعد رد حماس .. -عودة الروح- لمفاوضات الهدنة وإطلاق الرهائن؟ ...
- “شوف جايزتك قد ايه”.. إعلان مشيخة الأزهر عن نتيجة مسابقة شيخ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا منصة لوياثان الغازي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق.. صواريخ -الأرقب- تدك ميناء عسق ...
- ولاية بنسلفانيا.. رجل يعتدي على قس في الكنيسة والعثور على جث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - مهلكة آل جحود