أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عالية بايزيد اسماعيل - الانتحاريات من النساء مشروع القاعدة الجديد














المزيد.....

الانتحاريات من النساء مشروع القاعدة الجديد


عالية بايزيد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2183 - 2008 / 2 / 6 - 11:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبدو إن تنظيم القاعدة يسعى إلى تغيير إستراتيجياته من حين لآخر في مناورة منه لتجديد عملياته بأساليب جديدة لانظير لها في عالم الإجرام , وما الطريقة الوحشية التي نفذ بها الساديون من التنظيم الإرهابي في تفجيرات سوق الغزل و سوق الحيوانات في بغداد الجديدة ما هي إلا صورة تبين مدى الطبيعة الإجرامية لهذه الجماعات , وتنم عن إيغال شاذ في ممارسة القتل البربري لمجرد القتل خلافا لكل القيم والرسالات الدينية وبالضد من العدالة والحكمة الإلهية في صيانة الروح التي هي هبة الله للإنسان لايحق لأحد غيره أن يسلبها , إلا إن ما يحق للقاعدة لايحق لغيرهم , فهم قد تجاوزوا كل الأعراف والأخلاق فعمدوا إلى العنف والقتل الجماعي وتفجير الأجساد وحصد الأرواح البريئة بأعمال إجرامية تتصاعد وتيرتها بين الفينة والأخرى بطرق قل نظيرها في أي مكان من هذا العالم من حيث البشاعة والوحشية والتي كان آخرها استغلال اثنتان من النساء مصابتان بالاختلال العقلي لايعين أي شي من حولهما عن طريق تفجيرهما بواسطة أجهزة تحكم عن بعد وسط أجمل سوق وارق سوق وأروع سوق ـ سوق الغزل ـ سوق حمامات السلام الزاجلة وطيور الحب الوديعة سوق البلابل والببغاوات والمخلوقات الأليفة , حيث اختلطت أشلاء الجثث من الأجساد البشرية مع الطيور والحيوانات في ثالث تفجير لهذا السوق , مما يعجز الفكر عن وصفه , وتدل على إن الذي خطط لتلك المجزرة لايمكن أن يحمل الصفة البشرية من ذوي العقول والقلوب المتحجرة . إن ما يميز هذه الجريمة عن غيرها هو في استغلال التخلف العقلي لدى منفذتي العملية اللتان لا تدركان ما كان سيقدمان على تنفيذه من جريمة وحشية بحق أنفسهما وبحق الأبرياء الآخرين , وفي هذه تسجيل لأكبر وصمة عار وخسة وجبن تطبع القاعدة وتنظيماتها في استغلالها للعاجزين المتخلفين , وللقاصرين كما حدث في تفجير الرمادي الأخير , ومن قبل كان استخدام الحيوانات في تنفيذ مخططاتهم الإرهابية .
وقد أوردت وكالات الأنباء أن القاعدة بدأت بالتوجه نحو النساء في تنفيذ عملياتها وان هناك مليون امرأة عراقية تمثل كل منهن قنبلة اجتماعية موقوتة , كما إن هناك عشر نساء انتحاريات دخلن ديالى لوحدها لتنفيذ أعمال تفجير وإرهاب . وهنا يطرح السؤال لماذا هذا التوجه نحو النساء ؟ . إن الأحداث والوقائع تبين إن عدم استقرار الوضع الأمني وتفشي الانفلات والفوضى إضافة إلى التوترات الداخلية تعكس آثارها على واقع المرأة بشكل خاص لتعاني أكثر من غيرها , فحالات الفقر خاصة بعد فقدان معيلها قد يضطرها إلى التسول أو الانحراف أو الانجرار وراء تنظيمات كالقاعدة , وهناك الكثير من الشواهد على الواقع المأساوي الذي تعيشه المرأة العراقية , وقد نشر قبل فترة تقرير يبين فيه إن هناك أكثر من مليوني أرملة في العراق بلا معيل , إن هذا الواقع المأساوي للمرأة يعكس مدى المعاناة والبؤس والمأساة الذي تعيشه المرأة وبالتالي ارتفاع عدد النساء في تنفيذ العمليات الانتحارية بعد إغرائهن بالأموال وغسل أدمغتهن بأفكار جاهزة متطرفة تكفيرية , فقد أصبحت المرأة تتحمل أعباء تنوء بحملها خاصة إذا كانت أرملة أو مطلقة بدون مورد وكان لديها أطفال خاصة وانه ليس هناك من رعاية أو حماية اجتماعية خاصة وان اغلب النساء وبسبب الظروف العامة بلا عمل وبلا مورد مالي ,إن النساء في حالة الفقر لا ينلن إلا أدنى نصيب من الغذاء والصحة والتعليم والعمل وإذا وضعنا نصب أعيننا أن للمرأة دور كبير في الأسرة وفي تنشئة الأطفال , فأمام هذا الوضع المأساوي ماذا بإمكانها أن تفعل المرأة وهي محاطة بمثل هذه الظروف الصعبة ؟ من هنا كان توجه تنظيم القاعدة في استغلال النساء ممن يعانين من أزمات نفسية أو اجتماعية وفقدان الأمل بالحياة أو مصابات بإحباط قوي كل تلك الأسباب ترضخ المرأة للقيام بالإعمال الانتحارية , وهي بمثابة ردة فعل ضد الأوضاع المعيشية الصعبة خاصة إذا ما عاشت عزلة اجتماعية وانتابها إحساس بان حياتها لا قيمة لها عندها فهي تفضل الموت على الحياة والشواهد على ذلك كثيرة وقد تناقلت الوكالات قبل أيام خبر بيع امرأة عراقية لطفلتها بخمسمائة دولار فقط بسبب الظروف الصعبة التي تعانيها , وما أوردته إحدى القنوات الفضائية من تقرير لإحدى المحاميات في بغداد وهي تعيش في كشك صغير مع أولادها بلا عمل ولا معيل بعد أن سقطت قذيفة هاون على دارها قضت على الدار بكل مايحويه وغيرها من القصص المأساوية . وهنا نتوجه إلى القيادات النسائية سواء في البرلمان العراقي من خلال لجنة المرأة في البرلمان أو وزارة المرأة ووزارة حقوق الإنسان أو منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية ونقول أين موقعكم على الساحة العراقية ؟ وأين انتم مما كل ما يجري خاصة وان مواثيق الأمم المتحدة كلها توكد على الإيمان بحقوق الإنسان وبكرامة الفرد . إذا ما أريد إفشال خطط القاعدة في تجنيد الانتحاريات من النساء فينبغي فرض الحماية القانونية والاجتماعية للمرأة وضمان المرأة اجتماعيا من خلال تفعيل ضمانات شبكة الحماية الاجتماعية وتوفير فرص العمل الملائمة بما يؤمن الحد الأدنى من العيش اللائق والقضاء على الفقر والبطالة اللذان يعتبران أول أسباب انتشار الإرهاب , فلا يكفي وجود تشريع مكافحة الإرهاب بل ينبغي اتخاذ الإجراءات الحاسمة لوضع بنود القانون موضع التطبيق كي لايزيد الوضع سوءا ويكون دافعا لبعض الجهات والتنظيمات المتطرفة في استغلال هذا الوضع لأعمال إرهابية لان المرأة الضعيفة اقتصاديا تكون أكثر استعدادا للانضمام لتلك الجهات .




#عالية_بايزيد_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة الاجتماعية اساس بناء الدولة الديمقراطية
- حقوق المراة اليزيدية في ارث
- بعد كل هذا الايحق لنا ان نطالب بالدولة العلمانية
- طاووس ملك ومحنة الاختبار الالهي
- اليزيديون يستصرخون الضمير الانساني
- الدعوة الى الاصلاحات وازمة الهوية الدينية
- الانترنيت والجرائم الالكترونية
- المركز القانوني للمراة بين مطرقة قانون الاحوال الشخصية وسندا ...
- الهوية اليزيدية في مواجهة التطرف الديني تحديات متواصلة
- لماذا هذا التباكي الزائف ام هي دموع تماسيح
- من المسؤول عن انتهاكات حقوق اليزيدية
- التشريع والثورة العلمية والطبية
- لماذا يتهم العلمانيون بالالحاد
- كيف يتحقق الردع عند الغاء عقوبة الاعدام
- ملامح الدين والديمقراطية وفق المنظور الديني في العراق
- العلمانية ضمانة اكيدة لتحقيق هدف التعايش السلمي بين جميع الم ...
- في يوم المرأة العالمي .. اثر التيارات الدينية على واقع المرأ ...
- عن اي ديمقراطية يتحدثون
- رئيس تحرير منتدى انا حرة في حوار مع الامين العام لحركة الاصل ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عالية بايزيد اسماعيل - الانتحاريات من النساء مشروع القاعدة الجديد