أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عالية بايزيد اسماعيل - عن اي ديمقراطية يتحدثون














المزيد.....

عن اي ديمقراطية يتحدثون


عالية بايزيد اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1811 - 2007 / 1 / 30 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أية ديمقراطية تلك التي يوعدنا بها ساستنا وقادتنا ومن ورائهم قوات التحالف ( الاحتلال ) منذ نيسان 2003 وهم يملأون أسماعنا ويتشدقون بها ليل نهار طيلة المرحلة الماضية , أية ديمقراطية ومجتمعنا يعاني من أزمات وانتكاسات لاتحصى منذ حرب (التحرير ) وهو يسير من سيئ الى أسوأ , وأين هي تلك الشعارات التي جاؤا بها إلينا والتي كان أولها الديمقراطية وآخرها الحرية مرورا بالعدل والمساواة والرفاهية والانفتاح والتقدم والتطور والتي تعبر عن مجمل الفكر الليبرالي الحر , هذه كلها اختفت وتبخرت عمليا بعد فترة وجيزة واستبدلت بشعارات أخرى جديدة لاعلاقة لها بالديمقراطية لامن بعيد ولامن قريب حتى أصبحت ثقافة الخوف والإرهاب والوعود الكاذبة

وملأ الجيوب من أفواه الجياع هي السائدة بعد رفع شعار الوساطة والولاء والمحسوبية وإغراق البلد بالمشاكل والأزمات حتى في ابسط ضرورات الحياة , تلك الممارسات أثبتت بما لايدع مجالا للشك بأننا بلدا ابعد ما نكون فيه عن الديمقراطية وثقافتها وإلا أية ديمقراطية تلك التي نعيشها بعد حرب ( التحرير) والقضاء على الدكتاتورية , هل هي ديمقراطية الفوضى وعدم الاستقرار أم ديمقراطية تفاقم الأعمال الإرهابية والجريمة المنظمة , أية ديمقراطية والبلد يعيش الخراب والدمار حتى أصبحت مدن العراق أشبه بمدن الأشباح , أية ديمقراطية والخدمات العامة والضرورية في تراجع منتظم يوما بعد يوم , هل هي ديمقراطية تفكيك المجتمع والعودة به الى العصور الغابرة أم هي ديمقراطية الفساد المستشري في جميع مفاصل الحياة وفضائح سرقة المسؤولين أموال الشعب والتنصل من المسؤولية والهروب من البلد على طريقة أفلام جيمس بوند , هل هي ديمقراطية إرهاب المليليشيلت المسلحة التي تحصد آلاف الأبرياء أم ديمقراطية الاختطاف الجماعي للموظفين والعاملين والرياضيين والتجار والعمال من أماكن عملهم في وضح النهار تحت سمع وبصر رجال الشرطة , هل هي ديمقراطية تبادل السباب والشتائم وكيل الاتهامات المتبادلة بين المسؤولين وقادة الكتل والأحزاب وعلى مرأى العالم اجمع عبر شاشات القنوات الفضائية أم ديمقراطية ملاحقة الليبراليين والعلمانيين وأصحاب الفكر الحر وتصفيتهم, هل هي ديمقراطية فرض الدين بالقوة على المجتمع ومؤسساتها أم ديمقراطية فرض الحجاب على النساء والفصل بين الجنسين في الدوائر والمؤسسات والجامعات والمدارس وجميع مرافق الدولة , هل هي ديمقراطية تصفية العلماء والأطباء وأساتذة الجامعات والفنانين والمثقفين والمبدعين لإفراغ البلد من كوادره العلمية والثقافية , أم ديمقراطية استخدام الدين كسلاح لقمع الحياة العامة وتأجيج الخلافات الطائفية والدينية , هل هذه هي الديمقراطية التي أرادوها لنا والتي يتبجح قادتنا بسبق تحقيقها لأول مرة في المنطقة؟ ..
وبعد كل ذلك الايحق لنا أن نتساءل عن أية ديمقراطية يتحدثون وما مدى إمكانية تطبيق الديمقراطية في العراق وهل ممكن أن يكون العراق بلدا ديمقراطيا وهو الذي يتكون من عدة أطياف دينية ومذهبية تتصارع فيما بينها وتتعصب لمنهجها ولا تحترم الرأي الآخر لمجرد المخالفة في الرأي والتفكير , إن الخلل في خطأ تطبيق الديمقراطية في العراق تكمن في إننا نعيش مرحلة تحول سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي , تحول من مرحلة الى أخرى مع بقاء المفاهيم السابقة نفسها دون تغيير . والجانب الآخر هناك ضعف في الوعي العام والوعي السياسي بالتحديد لدى الغالبية مع الجهل بالمفاهيم والقيم الديمقراطية حتى أن اغلب ساستنا لايفقهون معنى الديمقراطية ولا يدركون معانيها لأنهم يعيشون في عالم متناقض بين الديمقراطية وثقافة الاستبداد بين الدين والدولة بين الانفتاح على ثقافة التطور وبين الانغلاق والتعصب , مما اثر سلبيا على الأوضاع العامة واندلاع الإعمال الانتقامية والعنف والمواجهات المسلحة رغم الجهود المتواصلة لإحلال السلام بل إن الاقتتال زاد عن قبل والأعمال التخريبية أخذت مناحي خطيرة باتت تهدد وحدة العراق وشعبه بعد أن أخذت صبغة طائفية وما يرافقها من تهجير طائفي قسري وقتل على الهوية , نحن إذن نعيش في عالم متناقض يغيب عنه القانون وسلطة الدولة والحريات العامة يوما بعد يوم , عالم يسيطر فيه أغلبية يعيشون هم أنفسهم ضياع الفكر والتشتت بين أمور الدين وشؤون السياسة حتى أصبح الانتماء الديني والمذهبي والطائفي أقوى من الانتماء الوطني وهنا يتحمل قادة الأحزاب والمكونات والمنظمات السياسية مسؤولية ومهمة إخفاق الديمقراطية بسبب الموروث العشائري والطائفي والمذهبي الذي يطغي على جميع مناحي الحياة واستمرار ثقافة الاستبداد التي كانت سائدة طيلة العهود الماضية مع ما حملته من سلطة طغيان واستبداد جرت على هذا الشعب الكثير من الويلات وأدخلت البلاد في حروب مدمرة أذاقت فيه الشعب الظلم والاستعباد وزرعت الخوف والرعب مع فقر وقهر وحرمان وما زالت تتحكم في جميع مفاصل الحياة , فلا يزال مجتمعنا يعاني من آفات وأزمات عديدة لاتحصى بينما ينعم قادتنا بامتيازات لاحصر لها ضمن حدود المنطقة الخضراء على حساب هذا الشعب الذي عانى الأمرين في ظل القيادة القديمة والقيادة الجديدة .
إن الديمقراطية لاتبنى بين ليلة وضحاها إنها مرحلة تاريخية متدرجة ينشأ عليها المجتمع بعيدا عن الأفكار المتزمتة وان التجربة الديمقراطية العالمية أصبحت جزء لايتجزأ من الحضارة الإنسانية ولم تعد مجرد نظريات بل هي الخيار الوحيد الذي لابديل عنه لكل الدول التي تسعى للتطور والتقدم وان أي فشل للديمقراطية يعني فشل استغلال فرصة اللحاق بركب الحضارة والتقدم .فمتى يتعظ ساستنا وعن أية ديمقراطية يتحدثون ؟ .





#عالية_بايزيد_اسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس تحرير منتدى انا حرة في حوار مع الامين العام لحركة الاصل ...


المزيد.....




- -تساقطت أبنية أثناء سيرنا-.. سيدة تروي لـCNN مشاهد في تل أبي ...
- الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مقرات قيادة لـ-فيلق القدس- والجيش ...
- فيديوهات متداولة: منظومات الدفاع الإسرائيلية تقصف نفسها!
- شركات تطالب الاتحاد الأوروبي بسياسة مناخية مستدامة وأكثر وضو ...
- انخفاض الرصاص يحسن ضغط الدم وعمل عضلة القلب
- ‌‏هيئة -أمبري- البريطانية: إيران هاجمت البنية التحتية لميناء ...
- Ynet: أحد الصواريخ سقط قرب مكتب السفارة الأمريكية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات جوية على مقرات لفيلق القدس في ...
- البيت الأبيض: ترامب سيلتقي زيلينسكي على هامش قمة مجموعة السب ...
- بزشكيان: الولايات المتحدة تمارس البلطجة وتخالف القوانين الدو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عالية بايزيد اسماعيل - عن اي ديمقراطية يتحدثون