أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - أماني أبو رحمة - ماذا ستكون فلسطين الجديدة ؟















المزيد.....


ماذا ستكون فلسطين الجديدة ؟


أماني أبو رحمة

الحوار المتمدن-العدد: 2152 - 2008 / 1 / 6 - 10:43
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


بقلم: جون سبريتزلر
ترجمة:د. أماني أبو رحمة
بين أولئك اللذين يسعون بإخلاص لإيجاد حل سلمي للصراع الفلسطيني / الإسرائيلي ، حدث مؤخرا تحولا ملحوظا من الدعوة إلى حل يقوم على أساس دولتين إلى الدعوة إلى حل الدولة الواحدة. هذه النظرة المتغيرة كان الدافع وراءها في المقام الأول الاعتراف ب "الحقائق على الأرض." الأساس المادي لدولة فلسطينية حقيقية و مستقلة هو الآن شيئا من الماضي ، بسبب نجاح سياسة إسرائيل في استخدام المستوطنين و الطرق السريعة - لليهود فقط والقوة العسكرية لطرد السكان الفلسطينيين إلى "البانتوستانات" المعزولة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة. ليس هناك مجال فلسطيني متواصل الأجزاء من الأراضي المحتلة التي يمكن أن تشكل دولة فلسطينية حقيقية.
المشكلة مع الحل القائم على أساس دولتين ، ليس ببساطة انه لم يعد ممكنا بسبب "الحقائق على الأرض." الأهم من ذلك ، هو أن الحل القائم على أساس الدولتين هو فخ مفاهيمي وسياسي لمنع العمال العرب واليهود من الاتحاد حول مصالحهم المشتركة وقيمهم . الوضع في الشرق الأوسط لا يمكن حله ضمن إطار دولتين ؛ انه لا يؤدي إلى شيء إلا إلى المزيد من الدمار والكراهية في حالة التلاعب به من قبل النخب العربية ، والإسرائيلية ، و الأميركية. وفي المقابل ، ثمة ما يدعو إلى التفاؤل في إطار الدعوة لاستبدال إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة بفلسطين واحدة ديمقراطية في فلسطين يتساوى فيها جميع الأشخاص -- مهما كانت ديانتهم أو عرقهم -- ، ويعيشون معا بسلام. السبب في تزايد توافق الآراء على حل الدولة الواحدة هو تطور للأبعاد التاريخية مع إمكانيات جديدة وملهمة.
عقود من الصراع بين اليهود والعرب في الشرق الأوسط تسببت في كثير من اليأس: انه لا يمكن على الإطلاق التوصل إلى حل عادل من شأنه أن ينهي العنف. ولكن الحل ليس مستحيلا أصلا ، كما ادعى أولئك الذين وصفوا المشكلة بأنها " شعبين لأرض واحدة ." الحل ممكن ، ويبدو أن الحالة الميئوس منها يمكن أن ينظر إليها على أنها مفعمة بالأمل. وإذا كان لهذا التحول أن يحدث ، مع ذلك ، فإنه سيكون من الضروري أولا للتحركات الشعبية في إسرائيل / فلسطين أن تنظر إلى الوضع بطريقة جديدة. أي أنهم يجب أن يعيدوا التفكير في من هم أصدقاؤهم ومن هم أعداؤهم.
العقبة الرئيسية أمام حل الدولة الواحدة :
العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى حل الدولة الواحدة هو حقيقة أن حكام الولايات المتحدة والحكام العرب واليهود في الشرق الأوسط لا يريدون لليهود والعرب العاديين ، العيش معا بسلام. السيطرة على النفط في الشرق الأوسط من جانب الشركات الأجنبية يعتمد على منع الحركات الديمقراطية الشعبية من السيطرة على موارد المنطقة واستخدامها لتلبية احتياجات وطموحات الطبقة العاملة. استراتيجية النخبة لمنع نجاح مثل هذه الحركات الديمقراطية الشعبية كان بتأجيج نار الصراع بين اليهود والعرب. كلما كان المزيد من اليهود والعرب محتلين بالخوف والحرب ، فمن الأسهل على حكامهم السيطرة عليهم ، من اجل تعزيز نظمهم غير الديمقراطية والحفاظ على الوضع القائم في أن فئة قليلة تثرى على حساب الكثيرين . التضامن الطبقي بين الطبقة العاملة اليهودية والعربية يهدد سيطرة النخبة.
و من منظور هذه النخبة ، إقامة علاقات سلميه وودية بين اليهود والعرب العاديين يجب أن تمنع بأي ثمن.
وهذا هو السبب أن الرئيس الأميركي ، ورؤساء وزراء إسرائيل وياسر عرفات على مدى عقود لم يسبق لهم التفاوض للتوصل إلى تسوية سلميه للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. ليس أنهم حاولوا وفشلوا. ولكنهم لم يقوموا سوى بمحاولة التظاهر بفعل ذلك . الاتفاق التكتيكي بين كل هؤلاء القادة هو إبقاء الصراع الدائر. وهذا هو السبب في أن الولايات المتحدة تمد إسرائيل بالمال والسلاح والمساندة الدبلوماسية مهما كانت انتهاكات إسرائيل لقرارات الأمم المتحدة واتفاقات جنيف صارخة ووقحة ، في عملية التطهير العرقي للفلسطينيين. استراتيجية النخبة للسيطرة الاجتماعية يتطلب من إسرائيل التصرف بهذه الطريقة. وتتطلب الإستراتيجية من إسرائيل إثارة الكراهية العربية. بالنسبة لخطة العمل على المدى البعيد ، تحتاج إسرائيل إلى أن تكون مدججة بالسلاح بحيث انه ، من ناحية ، الحكومات العربية يمكن أن تستثير غضب شعوبها على اليهود ، ومن ناحية أخرى ، يمكنها أن تشير إلى قوة إسرائيل العسكرية بوصفها عذرا لعدم مصداقية ادعاء "رمي اليهود إلى البحر."
رؤية أولئك الذين يرون أن حل الدولة الواحدة سيأتي نتيجة تسوية تفاوضية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل و الولايات المتحدة كوسيط غير واقعية أبدا . فهي تتجاهل أهم "حقيقة على ارض الواقع" -- استراتيجية النخبة للسيطرة الاجتماعية في الشرق الأوسط. بهذه الرؤية غير الواقعية : فان على منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية أن توافق على إقامة دولة فلسطين الجديدة (أو باسم آخر ) مع نوع ما من الديمقراطية النيابية و الانتخابات وهلم جرا ومع نوع من ضمان الحقوق المتساوية بموجب القانون لليهود والعرب. فلسطين الجديدة ستكون مجتمعا رأسمالياً مع عدم مساواة طبقية ، شأنها في ذلك شأن الولايات المتحدة ومعظم البلدان الأخرى ، ولكن هذا من المفترض أن يكون ، مع تحسن هائل في الوضع الحالي المريع.
المشكلة مع هذا السيناريو هو أنه لن يحدث أبدا. إنه لن يحدث بالضبط لنفس السبب أن النخب لا يمكن أبدا أن تسمح لأي حل -- دولتين ، دولة واحدة آو أي شيء آخر -- التي تنطوي على علاقات سلميه بين العرب واليهود العاديين. إننا بحاجة إلى طريقة جديدة تماما للتفكير في كيفية تحقيق أهدافنا.
إذا كيف يمكن لحل الدولة الواحدة أن يتحقق؟
ثم كيف لحل الدولة الواحدة القابل للحياة أن يتحقق؟ انه لا يمكن إن يحدث إلا رغم ، وليس بسبب ، تصرفات أميركا وإسرائيل ، ومنظمة التحرير الفلسطينية وغيرهم من قادة المنطقة. حل الدولة الواحدة القابلة للاستمرار لا يمكن أن يحدث إلا إذا قام العرب واليهود العاديين ببناء حركة تزيح النخب جانبا وتجعل المجتمع مطابقا لرغبتها في التوصل إلى سلام عادل. هذه الحركة لا يمكن أن تنجح إلا من خلال تعبئة جماهير الشعب على تحدي حكم النخبة. وبعبارة أخرى ، فقط الحركة الثورية يمكن أن تنجح. ويجب أن تجعل هدفها فلسطين جديدة تلغى فيها جميع أشكال حكم النخبة. وهذا يعني استبدال العلاقات الرأسمالية التي تفيد طبقة صغيرة من "المالكين " على حساب طبقة كبيرة من "العاملين" مع علاقات المساواة والتعاون المشترك حيث يعمل الناس ويعيشون . في مثل هذا المجتمع الناس العاديين – وليس الملالي ، ولا الكهنة ولا الحاخامات وليس الشركات CEOs أو السياسيين المرتهنين لها -- ستقرر ما هو السلوك السليم وما هو غير كذلك. والأهم من ذلك ، في مثل هذا المجتمع فان المسائل الاجتماعية ذات الأهمية سيتم البت بها من الناس العاديين الذين يريدون أن يعيشوا معا في سلام ، لا من قبل النخب التي تهدف إلى السيطرة على الناس بالخوف والأكاذيب .
دور الولايات المتحدة في تسليح وتمويل إسرائيل لجعلها قوة إقليميه عظمى ، وغزو العراق في الآونة الأخيرة وعلى المدى البعيد إقامة حامية عسكرية أميركية تتألف على الأقل من 100000 جندي هناك ، تبين أن الطبقة الحاكمة الأمريكية ملتزمة بطريقتها في الشرق الأوسط. إي حركة شعبية جدية تهدف إلى حل الدولة الواحدة في إسرائيل / فلسطين ستحتاج إلى هزيمة الحكام الأمريكيين في أهم قضية لإستراتيجيتها. هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان الرأي العام الأميركي في جانب اليهود والعرب العاديين في الشرق الأوسط ضد النخبة الأمريكية المتحالفة بأسرها (التحول الديمقراطي الجمهوري لن يكون كافيا.) .و لكي يحدث هذا نحن بحاجة إلى تحول جذري من الطرق القديمة في محاولة صنع التغيير. ونحن بحاجة إلى أن نفكر في كيفية بناء الحركة الثورية ، وحول لماذا يتطلب ذلك رفض القومية بكافة أشكالها -- القومية الأمريكية ، و القومية اليهودية وحتى القومية الفلسطينية.
الحركة الثورية على أساس التضامن الطبقي لا يمكن أن تنجح إلا عن طريق تعريف "نحن" و "هم" -- صديق مقابل خصم -- من حيث نوع المجتمع الذي يريده الناس. "نحن" هم الملايين الذين يريدون بناء مجتمع يقوم على المساواة والتضامن والديمقراطية. "هم " القلة التي تريد بناء مجتمع يقوم على السيطرة من أعلى إلى أسفل ، وعدم المساواة ، واستغلال وتحريض الناس بعضهم ضد البعض الآخر. مقابل كل متعصب صهيوني استيطاني هناك مئات من اليهود الإسرائيليين الذين ، إذا كان لديهم أي أمل فمن الممكن ، أن يبيعوا بسرور قادتهم الصهاينة قادة التطهير العرقي ودوامة العنف التي لا تنتهي من اجل إقامة مجتمع يعيش فيه اليهود والعرب بسلام كأنداد. ومع كل عملية انتحارية تحاول قتل المدنيين الأبرياء اليهود هناك مئات من الفلسطينيين الذين يريدون أن يعيشوا في سلام على قدم المساواة مع اليهود.
القومية هي عدو أي حركة على أساس التضامن الطبقي. القومية التي أعنيها هي أي إيديولوجيه تعرف "نحن" و "هم" على أساس الجنسية أو العرق أو الاثنية أو الدين. القومية هي السلاح الرئيسي الذي تستخدمه النخب للسيطرة على الشعب عن طريق إبقائه في الخوف من الآخرين الذين يريدون الشيء نفسه. القومية اليهودية الصهيونية تلوح بنجمة داود ، وتقول لليهود أنهم في حاجة إلى "وطن خاص بهم " لان غير اليهود والعرب جميعا معادون للسامية. حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية هما وجهان لعملة واحدة من القومية العربية ، كلاهما يقود الفلسطينيين إلى فخ النخبوية بوسائل مختلفة بما يعزز كل منهما الآخر. حماس فعلت ذات المزايدة التي قام بها الحكام الصهاينة عندما لوحت بالعلم الفلسطيني وقالت للفلسطينيين أن اقتلوا اليهود العاديين في مواقف الحافلات . هذا يجعل اليهود خائفين لدرجة النظر إلى النخبة الصهيونية كما لو كانوا حماتهم. جبهات منظمة التحرير الفلسطينية بتلويحها بالعلم الفلسطيني والكذب على الفلسطينيين أن الصهيونية وقادة أمريكا سيمنحونهم حياة أفضل في "دولتهم" في اقرب وقت عندما يسحرهم ياسر عرفات بمهاراته التفاوضية العالية . الحركة الثورية لا يمكن أن تنجح إلا عن طريق شجب النزعة القومية بجميع أشكالها.
الرئيس جورج دبليو بوش يدعو إلى "حل الدولتين" ليس لأنه يريد التوصل إلى حل سلمي للصراع ولكن لأن تأطير الحل ب "دولتين" يعزز إيديولوجيه القومية. وهو يدعم الفكرة القائلة بان "نحن" و "هم" هم اليهود مقابل العرب ، وكل مجموعة تحتاج إلى دولتها "الخاصة بها" التي يحكمها الحكام "الخاصين بها". الحل القائم على أساس دولتين يرتبط ببوش وعرفات والقادة الإسرائيليين -في مواجهة مجموعات السلام المعارضة - كوسيلة لمنع مفهوم تضامن الطبقة العاملة بين اليهود والعرب من أن يُتداول بوضوح حتى داخل هذه الجماعات. إنها وسيلة القضاء في المهد على أي فرصة تسمح بنهوض حركة ثورية مع فرصة واقعيه لحل الصراع ،
حركة ثورية على أساس التضامن الطبقي:
عن طريق كسر أغلال القومية بجميع أشكالها ، حركة ثوريه في الشرق الأوسط على أساس التضامن الطبقي يمكن أن تصل إلى الناس العاديين عبر كل الحدود الوطنية -- بما فيها حدود الولايات المتحدة!
الشرق الأوسط هو برميل بارود من صراع طبقي . الدول المنتجة للنفط تستورد اليد العاملة الرخيصة من جميع أنحاء العالم وتستغل هذه العمالة بلا هوادة. البطالة للعمال المواطنين السعوديين في المملكة العربية السعودية هو 27 ٪. وفي مقابلة أجرتها قناة الجزيرة مع الدكتور سعد فقيه ، المنشق المقيم في لندن ، في 3/ نوفمبر ، 2003 قال :
" التشرد هو جزء من الفقر وعندما نقول الفقر هنا نتحدث عن الفقر الحقيقي ،". "على الأقل 30 ٪ يعيشون تحت خط الفقر ،" وأضاف رئيس حركة الإصلاح الإسلامي :السعوديون هم بطانة القصور الملكية يتضرعون في طلب المساعدة ، الأسرة الحاكمة تستهلك 60-80 ٪ من إيرادات البلد. "كرامتهم تمنعهم من التسول ،" قال الفقيه . الكثير والكثير من السعوديين غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية من الضروريات. "إنهم غير قادرين على دفع فواتير المياه. يعجزون عن دفع فواتير الكهرباء. ويأمنون الوجبات الغذائية بصعوبة ،". "نحن نتكلم عن المناطق الرئيسية في المدن الكبيرة ، وقال". ومع أنه لا توجد أرقام رسمية ، قان أكثر من 12000 من المتسولين اعتقل في المملكة العربية السعودية في عام 1998 منهم 9000 أجنبياً تم طردهم.
[http://english.aljazeera.net/NR/exeres/004D25AC-86AF-4C51-9575-E98564967AF4.htm
إضرابات ضخمة في إسرائيل تتكرر باستمرار . أخرها حدث في تشرين الثاني / نوفمبر ، 2003 عندما "عم الإضراب البلاد ضد خطط إصلاح حالة الرفاه الإسرائيلية وتسبب في إغلاق الخدمات الحكومية ، والبنوك وخدمات القطار". [بيتر انفان ، الصحافة الكندية ، تشرين الثاني / نوفمبر 03 ، 2003]. أكبرها وقع في الفترة من الثالث من ديسمبر إلى السابع منه ، عام 1997 ، عندما اضرب ما يقارب من 700000 عاملا إسرائيليا ضد الحكومة. كانت الدولة مشلولة ، مع المطارات ، والموانئ ، والبنوك والمكاتب الحكومية ، والصناعات المملوكة للدولة و البورصة الوطنية كلها أغلقت بشكل فعال. وبعد اليوم الأول من الإضراب ، انضم المعلمون إلى قافلة المضربين - وأعلنت رابطة الصحفيين الوطنيين عن تأييدها للإضراب. الإضراب جاء استجابة للمؤشرات التي تدل على أن الخزينة كانت تحاول انتهاك اتفاقية الأجور والمعاشات التقاعدية الموقعة في 1995 و 1996. العمال الإسرائيليون أيضا احتجوا على خطط الحكومة للخصخصة الأمر الذي سيتبعه بالضرورة تسريح للعمال على نطاق واسع .
العمال في مصر يواجهون هجمات مماثلة من النخبة المصرية. على الرغم من عدم وجود قانون للإضراب ، فان عمال القطاع العام في القاهرة والإسكندرية قاموا بأكثر من عشرة إضرابات في شهر واحد في نيسان / ابريل 1999. القوانين المصرية تعاقب المضربين بالسجن عامان أو وأكثر بتهمة "التحريض على الإضراب". ومع ذلك ، في الفترة من حزيران إلى كانون الأول / ديسمبر 1999 ، كانت هناك أربع إضرابات عن العمل و تسعة إضرابات عن الطعام من جانب عمال الحكومة في مصر. خلال السنة بأكملها ، كان هناك ما مجموعه 52 إضراب عمل و32 إضراب عن العمل .
منظمة التحرير الفلسطينية تتحدث عن تحرير فلسطين. لكن أفعالها ، ليست فقط جعلت بعض الفلسطينيين أغنياء على حساب البقية ولكن الأسوأ من ذلك كان تقديم ورقة تين تستر على حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية ، وليس الفلسطينيين ، هي من يحكم الضفة الغربية وقطاع غزة. البرفسور الطبيب فرانك كورتمان ، استشاري الصحة العقلية في مجال الصدمات في فلسطين ، كتب في تقرير بتاريخ 14-26 أكتوبر ، 2002 ، أن فساد السلطة الوطنية الفلسطينية كان سيئا حتى أن "الناس في الشارع يشعرون به كل يوم. " كورتمان لاحظ أن بعض المراجعين في غزة " قالوا أنهم أفضل حالا أبان الاحتلال الإسرائيلي ." وعلق على البيانات التي قدمت في المؤتمر الفلسطيني عن الفقر الذي عقد في تلك السنة :
عدد المليونيرات نما في السنوات التسع الأخيرة من صفر إلى 500 ، في حين أن 50 ٪ من السكان الفلسطينيين يعيشون على اقل من 2 دولار أمريكي في اليوم الواحد ، مع أسعار مماثلة لتلك الموجودة في هولندا. وطبقا لما قاله احد المشاركين في المؤتمر :أن الفقراء لم يطلبوا المزيد من المال ، ولكنهم يطالبون بأرض يزرعونها ويعيشون فيها ، وبتكافؤ الفرص في الوظائف لأبنائهم ، كتلك المتوفرة لأبناء المسئولين الحكوميين الرفيعين .
[Report: Identification mission to Palestine, Prevention of trauma and trauma counselling interventions, 14-26 October 2002 by Frank Kortmann, MD, PhD Mental Health Consultant ]
دور منظمة التحرير الفلسطينية في تعزيز دور الاحتلال الإسرائيلي وصفه جيداً غوردون ليفي الذي كتب عن قادة السلطة الفلسطينية في هآرتز في 9 / نوفمبر ، 2003 :
لو كانوا معنيين أكثر بالمواضيع التي من المفترض أن يكونوا مسئولين عنها - رفاه شعبهم - كان لا بد لهم أن يستقيلوا وبالتالي يمزقوا قناع الانطباع الخاطئ عن الحكومة الوهمية و "الدولة تحت الإنشاء. " لكانوا امتنعوا عن أن يكونوا ورقة التين التي تخدم وتديم الاحتلال الإسرائيلي. بدلا من ذلك ، فإنهم تشبثوا بالمزايا والفوائد التي لا تزال إسرائيل تضفيها على عدد قليل منهم ، واستمروا بمد يدهم إلى الخداع العظيم أن سلطة فلسطينية بسيادة حقيقية وان حكومة ذات صلاحيات موجودة فعلا .
القومية كانت عاملا رئيسيا في إدامة حكم النخبة في الشرق الأوسط. الفكرة ، أن حكام أي قومية مهما كانوا سيئن فإنهم ، يوفرون الحماية من "العدو الحقيقي" -- إسرائيل أو العرب أو المسلمين أو المسيحيين ، حسب مقتضي الحال -- هذه الفكرة هي سم نقي . إنها تفسد الجهود التي يبذلها الناس العاديين لعالم أفضل دون هيمنه النخبة. وجميع كبار القادة القوميين دون استثناء نشروا هذا السم وهم يدركون بكل وضوح الدور الذي يقوم به. حتى الآن القومية مكنت النخب الحاكمة أن تسود. منظمة التحرير الفلسطينية وحماس والصهاينة وكذلك جماعات السلام التي تحتضن "حل الدولتين" قد عملت جميعها على تشجيع القومية وبالتالي تعزيز قبضة جميع حكام النخبة. هذه النزعة القومية سارت دون منازع تقريبا. ولكن الحركة الثورية على أساس التضامن الطبقي التي ستهاجم القادة القوميين -- جميعا دون تمييز -- يمكن أن تقلب الموازين وتحل الصراع في الشرق الأوسط بصورة حقيقية عن طريق تحرير الطاقات الكامنة في الملايين من الناس العاملين العاديين في كل أنحاء المنطقة وحتى في العالم.
هذه الحركة من شأنها أن تعطي الأميركيين فهما مختلفا تماما عن دور حكومتهم في الشرق الأوسط. تعريف الصراع من حيث انه صراع القيم المتضاربة لليهود والعرب العاديين مقابل النخب من اليهود ، والنخب العربية والأمريكية سوف يتردد صداها مع الأميركيين الذين ، على غرار الناس العاملين في جميع أنحاء العالم ، يقعون تحت الهجمات التي تزداد حدة من قادتهم في شكل البطالة ، وتخفيضات المدارس وغيرها من الخدمات الاجتماعية (لدفع ثمن العدوان العسكري في الخارج) ، في عدم توفير الرعاية الصحية ، وزيادة عدم المساواة في جميع مناحي الحياة. ما بدا سابقا انه صراع إقليمي بين "الإرهابيين العرب" و "اليهود المحبين للديمقراطية " من شأنه أن ينظر إليه من جانب الأمريكيين العاديين بوصفه نضال من أشخاص مثلهم يريدون الأشياء نفسها التي يريدونها هم ، ضد نفس شركة النخبة الذين يهاجمون الأميركيين كذلك. في هذا السياق الجديد من الواقعي أن نأمل هزيمة الطبقة الحاكمة الأمريكية على أراضيها.
اليأس الذي أنتجه الفشل التام في تحقيق السلام في الشرق الأوسط ، أفاد حكام العالم عن طريق إحباط وشل حركة الملايين من الناس العاديين الذين يريدون طريقة مختلفة. ومن المؤكد أن استمرار أعمال العنف قد أسهم في جعل الناس في جميع أنحاء العالم أكثر سخرية حول إمكانية عالم بلا صراع عرقي أو إمكانية تغيير العالم بالتضامن الطبقي. مما لا شك فيه أن الحكام يريدون لهذا التأثير المحبط أن يسيطر على الناس في كل مكان في الشرق الأوسط . في الولايات المتحدة وسائل الإعلام تكشف كل العنف العربي - اليهودي في الشرق الأوسط ولكنها لا تكاد تذكر شيئا عن الإضرابات العامة الضخمة وغيرها من أشكال التضامن الطبقي التي تجري في جميع أنحاء العالم من ايطاليا إلى بوليفيا.
وبهذا المعنى ، فإن نجاح النخبة في السيطرة على الناس في الشرق الأوسط بسوط الكراهية بين اليهود والعرب ، كان واحدا من الانتصارات العظيمة العالمية. ولكنه أيضا كعب أخيل إذا فهمناها على هذا النحو وحولناها إلى صالحنا. ينبغي لنا فضح العدو الحقيقي في الشرق الأوسط -- كل القادة القوميين الذين يلوحون بأعلامهم ليقودوا "شعبهم" إلى الاعتداء على الطبقة العاملة.
ونحن بحاجة إلى أن نفعل كل يمكن للتأكد من أن اليهود والعرب العاديين يفهمون تماما دور القومية باعتبارها سلاح النخبة ضدهم. ونحن بحاجة إلى أن نفعل كل ما يلزم لإنشاء حركة ثوريه تندلع من فخ القومية وتدافع عن القيم والتطلعات المشتركة من قبل الناس العاديين من جميع القوميات . وماذا يلزمنا ؟ لاشيء يمنعنا من بدء العمل على الفور : نتحدث بوضوح عن من هم أصدقاؤنا ومن هم أعداؤنا. نصف الصراع بطريقة تكشف الحقيقة بدلا من أن تحجبها . التعبير عن قيم الطبقة العاملة والتطلعات المشتركة بين اليهود والعرب العاديين. فضح النخبة ومهاجمة قيمها ، وفضح أكاذيب وأهداف جميع القادة القوميين .
.
الأقلية لا يمكنها أبدا أن تفرض "الحقائق على الأرض" الرهيبة على الأكثرية بالمدافع والدبابات. إنها تهيمن على شعوب الشرق الأوسط لأنها اعتمدت على القومية دون منازع لتشويش وإرباك تفكير الجميع الذين يحاولون جعل العالم أفضل. يجب علينا الخروج من فخ القومية الذي استعبد شعوب العالم لفترة طويلة. وهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق حل الدولة الواحدة. هو السبيل الوحيد لإعطاء أمل جديد لملايين الناس في الشرق الأوسط. هذا سوف يشكل واحدا من أعظم الانتصارات العالمية للطبقة العاملة في التاريخ. سوف يتردد صداها عبر الكوكب ، وسيكون ذلك بداية نهاية حكم النخبة كليا. دعونا نعمل على تنفيذ ذلك .

جون سبريتزلر : مؤلف الشعب كعدو : أجندة الزعماء المخفية في الحرب العالمية الثانية ، وعالم أبحاث في كلية هارفارد للصحة العامة.
www.newdemocracyworld.org



#أماني_أبو_رحمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة الطريق إلى الفصل العنصري الإسرائيلي : نقاط خطة -السلام ...
- فلسطين : دولة واحدة للجميع
- طريقا واحدا للأمام : دولة واحدة
- الصهيونية باعتبارها إيديولوجيه عنصرية : إحياء موضوع قديم لمن ...
- ثنائية القومية إسرائيل /فلسطين
- جلسة حوار: الدولتان و -ثنائية القومية-
- ثنائية القومية: خيارا في البحث عن السلام في الشرق الأوسط
- الجدار العازل وأسطورة اليسار الإسرائيلي
- حل الدولة الواحدة : الأقوى بصيرة والأكثر معقولية نيسان / ابر ...
- مؤتمر العودة والبديل الديموقراطياقتراح مشروع مقدم من قبل الل ...
- جوناثان موندر:العودة لحل الدولة الواحدة
- بيتر بروك: حل الدولة الواحدة كنضال تحرري لليهود
- إسرائيل/فلسطين إفلاس حل الدولتين
- بن وايت : حقيقة الدولة الواحدة
- دولتان : حل غير ممكن غير مرغوب
- لماذا لا تملك إسرائيل -حق الوجود- كدولة يهودية
- كل شيئ ممكن ايغال برونر
- مراجعة في كتاب :الاطاحة بالصهيونية
- فلسطين كاملة يوتوبيا أم حل ممكن ؟ غادة كرمي _ متزوجة من رجل ...
- حل الدولة الواحدة- فرجينيا تيللي


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - أماني أبو رحمة - ماذا ستكون فلسطين الجديدة ؟