أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ارا خاجادور - قراءة مختلفة لنهضة معلمي العراق














المزيد.....

قراءة مختلفة لنهضة معلمي العراق


ارا خاجادور

الحوار المتمدن-العدد: 2133 - 2007 / 12 / 18 - 12:27
المحور: حقوق الانسان
    


من يقرأ تاريخ العراق الحديث يرى أن الطلبة والمعلمين كانوا القبضة الحديدية في الدفاع عن مصالح الشعب ومصالحهم المهنية، وكثيرة هي المرات التي إخضعوا فيها مصالحهم لقضايا ومصالح وطنهم الكبرى، خاصة في المنعطفات الحادة، وعلى الدوام كان للعمال ونقاباتهم وأحزابهم في تلك المواقف شأن مقبول في أقل احتمال، إن لم نقل كان لهم الدور البارز.
وهاهم اليوم معلمو وطلاب وعمال العراق يتوحدون في النضال من أجل حياة أفضل، ومن أجل الحرية والتحرر والأمن أيضاً.
لقد حمل لنا الاحتلال بضاعة فاسدة وخطيرة؛ هي الطائفية والنزعات العرقية المعادية لوحدة الوطن بهدف شل كل اشكال النضال لإفشال المخططات المعادية، هذا الى جانب نشر الأمية والبطالة والجوع والظلام من أجل إطالة أمد احتلاله، وقد دفع الشعب ثمناً باهضاً من جراء ذلك، لأن مثل هذه الأمراض تجد مسالك رخوة لها في كل مجتمع يقع تحت ظروف شاذة؛ مثلاً التجربة اللبنانية والبلقانية في الماضي القريب، والتجربة العراقية مؤخراً، ويكون الجرح في مثل هذه الحالات غائراً وموجعاً، الاّ أنه وفي لحظة غير سارة للأعداء تبدأ المراجعة والمعالجة، وتشرق حقيقة جديدة.
وليس صدفة أن يشتعل غضب المعلمين اليوم بعد فترة وجيزة جداً من توقيع معاهدة بورتسموث الجديدة بين صنيعة الاحتلال جواد المالكي وسيده بوش، وهنا نؤكد على حقيقة أن ذات القوى التي أسقطت بورتسموث الأولى قد بدأت تتحرك في عملية اسقاط الثانية.
ان أفعى الطائفية التي أنزلت أفدح الأضرار بمصالح الوطن والسلم الإجتماعي بدأت تعاني من الضعف في زحفها بين أوصال المجتمع العراقي، وبدأت تلسع نفسها في العديد من الحالات والمواقع، وقد لا يرى البعض الثمل بدولارات الاحتلال الرخيصة والنفط المسروق والجريمة المنظمة هذه الحقيقة.
لاشك في أن من يريد قراءة أوضاع العراق بطريقة سكونية لن ولن يدرك سيرورة ما يجري اليوم في أوساط واسعة من الشعب، وكيف بدأت تدرك خطورة السكة التي وضع عليها وطنهم حيث لم يحصد أو يحصدوا من حقول الوهم الاّ القتل، والاغتصاب، وضياع الحقوق والخيرات والأمن والاستقرار، وزع الجهالة السوداء، والتأسيس لما هو أخطر من جراء تطبيقات مبدأ "فرق تسد" المشؤوم.
ان النضالات المطلبية غير الطائفية وغير العرقية بدأت تشل الأفعي الطائفية، وتفتح عيون أبناء الشعب الأحرار والغيارى وغير الملوثين على مصالحهم، وعلى من يعبر عنها، وترشد الى طريق من ينبغي الاصطفاف معهم، وهي أي النضالات المطلبية الى جانب أشكال الكفاح الأخرى توطد مقاومة الشعب من أجل السيادة الوطنية غير المنقوصة، وتعزز ثقة الشعب بنفسه أيضاً.
ولفرط ذهول تجار البضاعة الفاسدة أشخاصاً وجماعات من حقيقة أن فئات الشعب بدأت تريد الخبز بعد أن شبعت من سموم الطائفية والتعصب، تبارى البعض لتفسير اضراب المعلمين بأوهام جديدة كاذبة، بمقولات مثل: ليس الاضراب الحالي بمطالبة ثورية وواقعية لرفع الأجور، ولسد الرمق، ولصيانة الكرامة والعائلة والعرض، بل هو غيرة من أخوتهم معلمي كردستان؛ أخوتهم في كل شيء، خاصة في اخوة الوطن الواحد، وكأن نهضة المعلمين العراق قد جاءت لمطابقة اجورهم مع معلمي العراق في اقليم كردستان وحسب.
وحاول صانعو الوهم والخديعة تعفير ذلك الادعاء بايحاءات معادية للشعب الكردي، ومن أجل التأليب وزرع المزيد من الضغائن، وهناك من ذهب الى القول بأن العمائم المتخمة بالمال والطائفية هي وراء نضال المعلمين؛ وهذا ما جادت علينا به قريحة "اليسار" المزيف.
وليعلم الواهمون بأن النضالات الكبرى لا تأتي بقرارات أو مراسيم من هذا طرف أو ذاك؛ بما فيها القيادات الفعلية للمنظمات الاجتماعية والسياسية والدينية نفسها، كما لا تولد جزافاً، إنما حقائق الحياة الفعلية والمتطلبات الموضوعية هي التي تزرع القرارات، وتحدد أشكال النضال، وتحصد النتائج، شاء من شاء وأبى من أبى.
بهذه المناسبة أجد لزاماً عليّ أن أرحب بمواقف المنظمات العمالية الثورية والقادة النقابيين الشرفاء ورجال الفكر الذين وقفوا بشرف مع شعبهم وفئاته المناضلة، ولم يحاولوا استغفاله أو التذاكي عليه، كما يفعل، أو بالأحرى كما يتوهم البعض، هذا البعض الذي لا يدرك حقيقة بسيطة جداً تفيد بأن الجوع يقطع حبل المساومات مهما كانت بارعة حيث لا تصمد أمام حقائق الحياة الصعبة الاّ المواقف الصادقة والشريفة.

المجد والخبز للمعلمين.

اصمدوا انكم ورثة أمجاد رائعة وأن كانت في الوقت ذاته مظلومة.

واعلموا بأن نضالاتكم تُظل مشرقة وملهمة في كل الأحوال وعلى الدوام.

ان نضالكم اليوم لا يجلب الخبز فقط وانما الكرامة ويعزز وحدة الوطن كله.

النصر للمعلمين بناة الانسان والمستقبل.



#ارا_خاجادور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من مذابح جديدة؟!
- كشفت دعوة التقسيم المخطط المستور
- البيان المحبوس أحد نماذج المصالحة الوطنية
- لتتشابك الأيدي مع عمال النفط في البصرة الفيحاء
- هوامش على لحظات حرجة ومنعطفات حادة
- حال المرأة العراقية في عيدها العالمي
- تضامنوا مع الكاتب الصحفي والأديب علي السوداني
- نحب التحدي العادل والشريف وليس لدينا ما نخفيه
- انتبهوا! ان الهدف تفاقم الاقتتال الداخلي
- ذبح الفلسطينيين في العراق: من الجريمة الى العار
- هل يمكن تحقيق حوار متمدن في مرحلة همجية؟
- ليس باسمنا وبعض الهموم الوطنية
- الحركة الاضرابية تثير هلع المحتل وعملائه
- نهج المقاومة الوطنية ومورفين المصالحة الوهمية
- حديث مع عمال معمل اسمنت طاسلوجة
- لبنان: المقاومة المسلحة تشير الى الطريق
- حركة التضامن مع الشعب العراقي
- أسئلة حول الوحدة العمالية النقابية في ظل الاحتلال
- بعض من عبر الأول من ايار
- لا للحرب الأهلية... انها حرب التحرير


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ارا خاجادور - قراءة مختلفة لنهضة معلمي العراق