أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - الخروف والزعيم والهلال














المزيد.....

الخروف والزعيم والهلال


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 11:55
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يكتف سياسيونا في التفرق والتشرذم في مؤتمرات القمة والقرارات السياسية، ولكن هلالا صغيرا قد يراه طفل رضيع فوق سطح أحد المنازل التي تدّثرها سماء صافية يجعل العالم الاسلامي كله حائرا في الصوم والاحتفال بالعيدين، وإذا استمر الوضع هكذا خمسين عاما أخرى، فسيكون لكل بلد اسلامي هلالها الخاص، وستكون وقفة عرفات ،مثلا، مرة في كل يوم لمدة 43 يوما هي عدد البلدان الاسلامية.
تمسك وردةً وتقطف أوراقها قائلا: يحبني .. لايحبني، العيد الخميس، العيد الأربعاء، نصوم الجمعة .. نصوم السبت!
لماذا لا نحيل رؤيةَ الهلال إلى رجل حكيم وكفيف فربما يستطيع أن يبصر أكثر مما يفعل زعماؤنا الكبار؟
المسلمون الطيبون الذين يثقون في تليسكوبات أصحاب السماحة والفضيلة يضربون كفا بكف، فالذين يقيمون في الغرب يُبلغون رؤساءهم قبل العيد بوقت طويل للحصول على يوم عطلة، ثم يعيدون ابلاغهم بأن العيد يبدأ في ثلاثة ايام متفرقة، الأول يوم ملكي، والثاني جمهوري، والثالث جماهيري شعبي!
المسكين هو خروف العيد الذي يريد أن يطيل عمره يوما أو اثنين، فإذا شاء حظه العاثر أن يكون أضحية في بلد زعيمه غير راض عن الآخرين، فقد يتم ذبحه قبل زملائه الأضحيات في بلاد اسلامية أخرى، أو قد يمتد به العمر يومين إن جاء القرار السياسي الديني بتأخير الاحتفال يومين آخرين.
هل تصدق جماهيرُنا الغفيرةُ والغافلةُ أن هناك من يرى الهلالَ حقاً وتلتزم به الجهتان السياسية والدينية في بلدها؟
الحقيقة أنه قرار سياسي بحت ولو أراد سيد القصر أن يجعل من عيد الأضحى ستين يوما فإن علماء السلطة قادرون على استخراج تفسير شرعي منطقى وغير قابل للنقاش.
أتعجب أحيانا فلا أعرف مَنْ الضحية: الخروف أم المسلم الطيب؟
كلنا خراف، جاء هذا في بيان سيد القصر الذي لم ولن ينشره!
من حسن الحظ أنه لا يستطيع أحد أن يصعد على سطح أحد المنازل في النرويج لمشاهدة الهلال لسببين: البرد الشديد الذي تهبط درجته إلى ما تحت الصفر، ثم كثافة السحب التي تسقط على رؤوسنا جليدا يحيل الظلام الدامس إلى ظلام أبيض أو بياض مظلم.
تنزع وردة جديدة ثم تعيد قطف أوراقها: يحبني .. لا يحبني، نصوم غدا أم بعد غد، العيد الأحد .. العيد الاثنين.
رجال الدين يبررون للقصرِ قَصْرَه الهلالَ على عيون السياسيين.
السياسيون يطلبون من رجال الدين الاعتراف بأن كل زعيم في عالمنا الاسلامي الممتد من جبل تورا بورا إلى البيت الأبيض يبصر أفضل من زرقاء اليمامة، ولا بأس أن تكون عينا ابنه الوارث للعرش مثل عيون الصقر ( وهو تعبير تراثي وليس استخباراتيا ) .
ماذا لو كانت الخراف تفهم أبجديات السياسة في العالمين العربي والاسلامي؟
الحمد لله أن الهلال ليس خصيبا وإلا تم اتهامنا بالطائفية.
أقترح أن تتم ضم رؤية الهلال إلى برنامج من سيربح المليون، ففي هذه الحالة نضمن وحدة العالم الاسلامي.
معذرة فهذا التهكم من شدة الحُرقة، وتلك السخرية خارجة من عمق البكاء على أمة المليار ونصف المليار مسلم.
ماذا لو قال اللبنانيون بأن من يشاهد الهلال من فوق سطح بيته يدخل قصر بعبدا منتصرا؟ أغلب الظن أن الأزمة اللبنانية سيتم حلها، ولكن كيف تقنع الخراف على الطريقة اللبنانية بيوم ذبحها؟
أقترح أن نتفق جميعا على أن يكون المسؤول الوحيد عن رؤية الهلال هو العقيد معمر القذافي، فنضمن على الأقل تعويضات من أموال الشعب الليبي لكل من تضرر من الهلال الليبي، بل يمكننا طلب تعويضات لخرافنا!

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
أوسلو في مساء السبت 15 ديسمبر 2007



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرون خطوة لتحرير مصر من أسرة مبارك
- جدار الصمت أقوى من حاجز الصوت
- الجنرال يعتقل تونس، فمتى يغضب التونسيون؟
- حوار بين وافد و ... كفيل
- ماذا لو حقن العقيدُ الشعبَ الليبي بالإيدز؟
- حياتي في الجنة .. أمنيات وتساؤلات
- مرارة التَدَيّن وعالَم الكراهية
- تقسيم العراق مفاجأة للحمقى فقط
- لماذا لا يُحاكَم مبارك بتهمة شائعة موت الشعب المصري؟
- مات .. يموت .. سيموت الرئيس! قراءة في حلم لم يتحقق
- أصل الحكاية ما تضحكش
- الشيطانان
- المطاوعة .. الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف
- تصفية القضية الفلسطينية في صراع الأشقاء
- لماذا لا يكترث حكام الخليج لخطر التواجد الآسيوي؟
- حوار بين منقبتين في أحد الأسواق الشعبية
- هل تَحَوّل الأفارقة كلهم إلى محتالين؟
- استدعاء عاجل لصدام حسين من قبره
- الكتاب الأخضر في القارة السمراء .. أوهام العقيد
- ليلة القبض على سوريا


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - الخروف والزعيم والهلال