أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - وديع العبيدي - أطفال المهاجرين ضحايا مزدوجة















المزيد.....



أطفال المهاجرين ضحايا مزدوجة


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 11:30
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


- يوميات من دفاتر الهجرة-

في الساعة الثالثة والربع من يوم الجمعة المصادف للتاسع والعشرين من يونيو 2007 لم تعد الفتاة إلى أهلها. في جدول يوميات العائلة لكل فرد موعد ثابت للمغادرة وموعد ثابت للعودة مع فوارق مواعيد حركة المواصلات. وفي حال أي ظرف طارئ يتم التبليغ مسبقا أو لاحقا عبر الهاتف. لكن ما حدث لم يكن أمراً عاديا. وما كان ينبغي له ذلك. دقائق الانتظار تتحول إلى عقارب من نار. والليل ينزل على ذلك البيت، ويختزل كلّ النوايا الحسنة وأحلام الانتظار. في ساعة متأخرة تمّ التوجه إلى دائرة البوليس للتبليغ الرسمي عن اختفاء شخص. فتاة ذهبت إلى المدرسة ولم تعدْ.
*
هذه القصة (!) مستلة من دفاتر المهاجرين في الغرب والغربة، أو في غربة الغرب، بعد أن ادلهمت عليهم غربة بلدانهم المتصحرة القلوب.
" كالمستظلِّ من الرمضاء بالنارِ."
من قال أن برد الانجليز سيكون أكثر دفئاً من قيظ العروبة؟!..
*
من ألفباء العائلة الشرقية والعربية، ذلك الحبّ والعاطفة غير العادية للأطفال منذ ولادتهم، والذين يبقون أطفالاً في عيون والديهم حتى لو كبروا وصارت لهم عوائل وأعمال ومسؤوليات شخصية. دفء العائلة والأمومة هو أكبر وأعمق أسرار الشرق المقدّسة التي يدين لها الشرقيّ حتى الموت. وكم يتمنى أحدنا، مهما تعتعه العمر وتراكمت عليه السنوات، أن يضع رأسه على صدر أمه أو زوجته (!) أو أخته ويغفو في أحضانها مثل طفل صغير. هذه الصورة لا تتقبلها الذاكرة الغربية القائمة على أقانيم مختلفة، والمنطلقة من أبجديات العقل وتهميش العاطفة السلبية. عندما تتوجه للعائلة المهاجرة بسؤال عن المستقبل، تسمع جملة محبوكة بالألم والأمل، نريد تربية جيدة لأطفالنا ليكون لهم مستقبل جيد!!!!!!!!!!!.
مستقبللللللللللللللل....................................
جيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييد؟.
في عالم لا يدخر الوحشية والذئبية والضياع والانسحاق وتجارة الفرائس.
كالمستظلِّ من الرمضاء بالنارِ!.
قال شاعر عراقي(*) في خمسينيات القرن الماضي..
وما عن هوى قد جئت لندنَ طالباً
ولكنّ أهلي يستزيدون في الذكرِ
يقولون فيها كلّ ما يطلب الفتى
من العلم والعرفان والمجد والفخرِ
ومن جاء منها بالشهادةِ ظافراً..
هو العلمُ الهادي ولو جاء بالكفرِ
*
مناهج التربية الغربية والشرقية
تختلف الاجتهادات في النظر إلى الموضوع حسب خنادق أيديولوجيا المتداخلين، والتي تعدّ كل منها سبّة في نظر غيرها. فالعلمانيون المتنوّرون ينظرون للغرب في ضوء حركة التحديث والتنوير التي خرجت من أوربا إلى قارتي آسيا وأفريقيا والأمريكتين. بينما السلفيون يرون في الغرب مصدراً للشرور، ورغم استفادتهم الشخصية من منجزات الحضارة والمدنية والصناعة الغربية في جوانب حياتهم المتعددة، فأنهم يغضون الطرف عنها ولا يرون غير الأيديولوجيا المبنية على الخوف والحقد والانتقام. بين التيارين ثمة تيار محافظ معتدل يحاول إمساك العصا من وسطها والاتزان في تحديد رؤيته وتقدير احتياجاته ومميزات الحياة العصرية. لكن هذا التيار، لا يكاد يشغل مكاناً، رغم أهميته، في الخطاب الاعلامي. فما أن تقلّصت مساحة العلمانية مع تراجع قبضة الدولة القومية، استغل السلفيون الفراغ السياسي الذي أفرزته لعبة الدمقراطية وضغوط مؤسسات صندوق النقد والبنك الدوليين على دول الجنوب لتحقيق الاصلاح السياسي والانفتاح الاقتصادي [العولمة/ الخصخصة]. وهو ما يمثل المشهد المعاصر والراهن.
تراجع الدولة القومية والعلمانية عنى على صعيد الجنوب، تراجع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي تردي نظام التعليم بكل مستوياته. وهو ما أفرز خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين أجيالاً من الجهالة والتخلف والانغلاق، ساهمت في انتعاش الردّة السلفية والتكاتف مع الفقر والفساد الاداري لإحكام قبضة الرداءة والضياع على مجتمعات الجنوب التي ما زالت تسجل معدلات عالية من الانفجار السكاني الذي يضاعف من أعباء التنمية وتعقيدات تحسين مستويات المعيشة والأخلاق.
ان معدل التردي والفساد، لم ينحصر في حدود الاقتصاد والصناعة أو الزراعة، وانما تعداها إلى جملة مؤسسات الدولة الحكومية من قمة هرم السلطة حتى أدنى دوائر الأمن والبوليس والجمارك. من غير المنطق الاعتقاد أن أبناء مجتمعات الجنوب لا يشعرون بعمق أبعاد التخلف والفساد في قطاعات الحياة المختلفة، ولكن الاشكالية تكمن في طريقة تعليل الأسباب وتأويل الظواهر. هنا يبرز أثر الخنادق المحددة في بداية الموضوع. وعموماً، قد يتفق الجميع على التخلف، لكن العلمانيين يركزون على أثر العوامل الداخلية، فيما يحمّل السلفيون الغرب مسؤولية كل الظواهر والآثار السلبية.
*
طبيعة الموقف الايديولوجي للتيار السلفي
ليس الاتهام السلفي للغرب ساذجاً أو مجانباً الصواب، ضمن منظورهم الخاص. فالسلفية تتقاطع تقاطعاً حادّاً مع حركة الثقافة وانتشار الوعي في صفوف (العامة). ومغزى الاتهام، لا ينحصر في ظرفية الراهن، وانما يعود إلى بدايات حركات التبشير والتنوير في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ان العداوة الحقيقية للسلفية تتجه إلى استنهاض العقل والوعي التاريخي وليس الغرب لذاته. فالسلفية ليست ضد الغرب أساساً وانما تيار العقل والاجتهاد والحداثة.
*
منطق التغيير وسنّة التطور
لولا التغيير والتطور، لبقيت صور الحياة ومفاهيم المعيشة حيث بدأت أول مرّة، في أعماق الغابات وحافات الصحارى. ولكن الأمر لم يكن كذلك. ومضمار الحياة في تغير مستمر من يوم إلى يوم، وعام إلى عام. ومن الغرابة بمكان، أن تعتقد جهة ما، بقدرتها على تجميد حركة التغيير أو إدارة عجلة التطور نحو الخلف. وإذا كانت السلفية، ردّة إلى مواضع أقدام السلف في ماضٍ معين، فأنها هي، وليس المفاهيم الجدلية الحديّة، بحاجة للتغير والتحديث، بدل الانغلاق في أنفاق الجمود والخوف من المنافسة العصرية.
*
الكبار يأكلون الحصرم والصغار يضرسون
ان ازدياد نسبة الجرائم الخلقية ومعدل التفكك الاجتماعي في مجتمعات الهجرة، دالة واضحة على فشل مشروع الهجرة الألفينية. لقد ساهمت الأيديولوجيات السياسية للأنظمة اختراق مجتمعات الهجرة والمغتربين وتسخيرها لصالحها، أما الثلاثين سنة الأخيرة، فقد شهدت تغير النسيج الاجتماعي للمهاجرين. وإذا كانت أسباب الهجرة تتوزع بين الاضطهاد العرقي السياسي والديني، فأن كلاً من حاشية الطرفين اخترقت المهجر وأفرزت مكانزماتها في ثناياه، مستغلة رخاوة القوانين والضوابط الخاصة بالغرب، لتفرض هيمنتها على الاليات، وتسم المجتمع المجري بميسمها النتن. السؤال الذي قد لا يخطر كثيراً، كيف يجتمع الضحية والجلاد، في أرض المنفى، ولا يشعر أحد بالتناقض، في فكرة الهجرة، أو طبيعة السياسة الغربية للانسان ولحقوقه المتعارفة في الوثائق الأممية. ويمكن تحديد ثلاثة أسباب لضياع الجيل الثاني للمهاجرين..
1- ضعف وتخلف المناهج التربوية في البلدان الأصلية.
2- هيمنة التيار السلفي على قماشة النسيج الاجتماعي في الغربة أو البلد الأم.
3- وقوع الأطفال ضحية تناقض القيم التربوية بين الشرق والغرب، العائلة والمدرسة الغربية.
*
الجيل الثاني واكتشاف الهوية
ينبغي التسليم أن عقلية الجيل الثاني المهاجر، لا تمت بصلة موجبة لعقلية الأبوين. ان الطفل ينمو ويتفتح في جوّ ثقافة عقلية أسسها وقيمها نابعة من تقديس كيان الفرد والحرية الفردية واحترام حقوق الانسان وخطاب مؤسسة الاعلام الغربي. ذلك في الظروف العادية.
هل الطفل المهاجر مندفع بتلك السهولة لتقمص ثقافة بديلة منفصماً عن ثقافة أهله؟.. الجواب: لا.
هنا يتطلب بعض التوقف والتفكر. من القيم التربوية البنائية هي فكرة القدوة والفخر. فالطفل في مجتمع الهجرة المحدود بحاجة إلى قدوة (قريبة) تحقق درجة من التناسق مع ما تعلّه في المدرسة والاعلام. دائرة الطفل المهاجر هي أبواه وأخوته. فما الذي يحصل إن لم يجد النموذج الجيد للقدوة. الجواب، أنه يبحث عن القدوة أو المثال، من محل قريب (المدرسة/ المجتمع). ان عدم حصول (قدوة) ايجابية داخل العائلة، يسرّع من معدّل إزاحة الطفل خارج العائلة. من جهة أخرى، كلما تردى مستوى العائلة، يزداد حماس الطفل للجهة المقابلة أو البديلة.
*
العائلة المهاجرة.. أعباء ثقيلة ومسؤولية جسيمة
- الظروف والنتائج
لكي لا تغلب السذاجة والسطحية على مناقشات القضايا المصيرية الملحة، لا بدّ من التوقف عند ظاهرة الهجرة. ان الهجرة، وللأسف، ليست قراراً سهلاً ولا عاديا. ولكنها بالكاد حظيت بالأهمية والدراسة لدى الذي انساقوا فيها، راغبين أو مضطرين. في المرتبة الأولى يقف الواقع (الأمّ) بكل جحوده وانحطاطه كعامل أساس طارد للسكان (الأصليين)، ومن النكتة (!) ان البلاد التي اجتذبت الهجرات والموجات البشرية إلى أحضانها عبر آلاف السنين، تصل إلى مرحلة من الاشباع واليأس والقحط، لتطرد أبناءها الأصليين. ضمن هذا المنظور تبدو الهجرة الاقتصادية (الهجرة السورية في القرن التاسع عشر وبدايات العشرين، الهجرة المصرية في النصف الثاني للقرن العشرين) أكثر أنواع الهجرة استقراراً وانسجاماً في ظروفه ونتائجه الاجتماعية والنفسية. بينما كانت الهجرات السياسية نتيجة الحروب والاضطهاد السياسي والعرقي أتعس أنواع الهجرات في ظروفها وملابساتها ونتائجها. وعندما يجري استعراض الكوارث والأزمات العصيّة، فالثقل الأكبر يتركز في النوع الأخير.
- أصناف الهجرة
مبتدأ أن ضحايا الهجرة السياسية والعنصرية افتقدوا الفرصة الكافية والضرورية للتفكر في أمور الحياة ودراسة موضوعة الهجرة واتجاهها وكيفية ترتيبها، فكانت خاضعة للعشوائية وظروف الطوارئ النظيرة بحكم الطوارئ والدستور المؤقت المقترن بحكم البلاد الطاردة. ويعني هذا، أن الشخص لم يكن حرّا وسيداً في قرار الهجرة، وبالتالي كانت الهجرة استمرارا لمسلسل الضحية والانتهاك الانساني المترتب على نقص عوامل البنى التحتية للكيان الاجتماعي لبلاد قائمة على الوهم والاستبداد والقرصنة قبل غيرها. ومثل لعنة جلجامش أو لعنة تفاحة آدم، فأن حياة ضحايا الهجرة السياسية والطارئة يبقون ضحايا لمدة طويلة، في جداول الاثار الاجتماعية والنفسية التي تلاحق المهاجرين، وتستتبعهم للجيل الثاني والثالث، في أفق تنعدم فيه علائم الاستقرار الاجتماعي والاشباع النفسي.
- تمزق النسيج الاجتماعي
من أبرز ملامح البؤس في حياة المهاجرين، هو الانسلاخ عن دفء النسيج الاجتماعي الحميم للعائلة الكبيرة وحلقات الأهل والأقارب والأصدقاء والمعارف وأجواء المحلة والحارة والقرية واللغة الأم والتقاليد المتعارَفة. يترتب على افتقاد النسيج الاجتماعي ولمدة طويلة بدون تعويض متكافئ، حدوث شرخ نفسي وفكري داخل الشخصية المهاجرة، يضاف إلى جملة الآلام والكوارث التي شكّلت شخصيته الاجتماعية والنفسية والفكرية. فالأبوان يعانيان من افتقاد أجواء حميمة كانت جزء من حياتهم وتوازنهم النفسي والاجتماعي، ومع ذلك عليهما تعويض هذا النقص لأطفالهما.
- فاقدُ الشيء لا يعطيه
كيف يستطيع الأبوان (parents) تقديم شيء ليس في وسعهما، وهما في حاجته إسوة بالأطفال. ان البؤس هنا يتضاعف ويتخذ لبوساً أكثر ألما ونزيفا. في الحقيقة والواقع أن مصطلح (اليتم) هو صفة هذه العائلة. سوف ينظر الأبوان لأطفالهما فيريان علائم (اليتم) في وجوههم. فثمة نقص في أدوار [الجدّ والجدّة]، ونقص في حلقات [العم والعمة والخال والخالة]، ونقص بالتالي إلى الأقران من أبناء وبنات حلقات الأهل الأقارب وامتيازات العائلة الكبيرة التي لها دور هائل في تحقق الاشباع النفسي والاجتماعي والاسهام في نضج الشخصية الفردية وتكاملها. يعتقد البعض أن ثمة من الحالات من اجتمعت لهم بعض حلقات الأهل والأقارب، ولم تعوض الشروخ النفسية والاجتماعية، وهنا، تظهر مشكلة التمزقات الاجتماعية والخلافات الطارئة والتافهة لأسباب مختلفة التي تتوزع تلك العوائل وعلاقاتها، والمركزة في نقطة واحدة هي نقص الوعي الاجتماعي وتراجع الشعور بالانتماء الوطني والانساني، وعدم الاهتمام بالمصالح الستراتيجية والتربوية تجاه الآخرين. كان يفترَض بالعراقيين واللبنانيين في الخارج –بقليل من الوعي- أن يعوّضوا النقص الاجتماعي في كيان جالياتهم، ويتجاوزا عقد الخلاف والتنافس والغرور وتبادل الاتهامات لما فيه تأمين مصالحهم ومصالح عوائلهم. ولكن الواقع، أن الضحايا حملوا جميع المظاهر السلبية للخلافات والانقسامات وجعلوها معيار وجودهم وعلاقاتهم في بلاد الهجرة، فلم تتشكل طيلة عقود أية ملامح مستقرة، لجالية عراقية أو لبنانية متكاملة متوازنة، متحررة من أعرض الحروب والسياسات التي قادتها للضياع والهجرة واليتم.
- الأطفال.. ضحايا حماقات الكبار
يعول كثيرون على البيئة البديلة (الأجنبية) في تعويض النقص (شرخ) في البناء الاجتماعي والنفسي للطفل، ويضيف له أحد الأبوين، ثيمة الرعاية المبالّغة فيها (الدلال!) لتعويض النقص في محبة العائلة الكبيرة، وحسب قاعدة (ما زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه) فالحقيقة أن (الدلال) وحسب تشخيص علماء النفس والتربية يساهم في تشويه بنية الطفل وتدمير نفسيته أكثر من غيره. فيكون ذلك عبئا مضافا على كاهل الطفل. الملاحظة هنا، أن الأبوين، في هذا الاتجاه، لا ينتبهان إلى إشكالية الازدواجية الثقافية التي تفصم ما بين البيئة الجديدة والعائلة المهاجرة (الدخيلة). ان البيئة السليمة هي البيئة التي تمتلك خصائص الأصالة، ليس في طبيعتها الذاتية، وانما في طبيعة علاقة الفرد بالبيئة، وهو معيار التكامل والانسجام الاجتماعي. ان الفرد (المهاجر) ليس جزء من تينك البيئة، وبالتالي فعلاقته بها غير أصيلة ولا منسجمة، مهما بالغ في التقليد والتقمص.
- خذوهم صغاراً..
اعتقد كثيرون، وبشكل جاد، أن الطفل المولود في الغربة، أو الملتحق بها صغيراً، يستطيع الانسجام والتكامل مع البيئة الجديدة اجتماعيا وثقافيا، أفضل من الأبوين، أو الملتحقين بها على كبر. وهو أمر ملتبس وليس بهذه البساطة الرياضية أو الجغرافية. فالطفل هنا يتأرجح بين بيئتين، بيئة المنزل والعائلة، وبيئة المدرسة والمجتمع المختلة في اللغة والثقافة. بعض العوائل، اجتهد لحل هذا الاشكال كذلك، وذلك بالتنازل عن اللغة الأصلية والتعامل مع الأطفال باللغة الأجنبية (لغة المدرسة والشارع) وتقمص بعض العادات والتقاليد الغربية داخل العوائل لأجل ذلك. تقول إحدى السيدات (في انجلترا) ان زوجها عمد إلى معاملة طفلهما بلغة أهل البلاد وعاداتهم، وأطلق عليه اسما أجنبيا لا يجعله يشعر بالغربة بين زملائه. فما هي النتيجة؟..
- "غصن مطعّم بشجرة غريبة"!
النتيجة هي.. أن الطفل الجديد، ذي الاسم واللغة والثقافة والعادات الأجنبية، صار مختلفا عن أبويه ولا يكاد يربطه بهم شيء، غير (المجاملات).
1- فالأبوان، وهما يرطنان بلغة ولكنة أجنبية مع الابن، الذي يتحدث أفضل منهما بكثير، ويسخر من أخطائها النحوية واللفظية، يبدوان ممثلين (في مسرحية)، أكثر منهما عاملين حقيقيين في حياة حقيقية يومية.
2- ان طبيعة اللغة والعادات والأجواء بما فيها عادات الطعام وأصنافه بقيت عادية للأبوين وغير قادرين على استئصالهما من حياتهما الخاصة، مهما بلغت رعايتهما ومجاملتهما لطفلهم.
3- العلاقات الاجتماعية مع بقية العوائل المهاجرة في الغربة والتي تتتبع اللغة القديمة والعادات الوطنية في كل شيء، بينما لا يكاد الطفل يفهمهم جيدا أو يستسيغ طعامهم وينسجم مع طبيعة أجوائهم، حتى لو كلّوه بلغته الجديدة.
4- زيارات الوطن الأم. تشكل صدمة كبيرة على كل صعيد. فهو الذي بدا (غريباً) داخل عائلته الصغيرة، يجد نفسه (غريباً) و (مسخا) داخل عائلة كبيرة، لا يستطيع تصور نمط حياتهم وعاداتهم وعواطفهم الاجتماعية نحوه المغسولة بالدموع والحنين والقبل التي تشكل مفارقة في تربيته الأجنبية القائمة على العقلانية واستقلال الشخصية.
5- كيف يمكن للشخص استيعاب ملامح شخصيته ومقارنتها بالأب، أو الجدّ والجدة والأخوال. الطفل انجليزي والجدّ والخال مصري صعيدي أو باكستاني بملامحهم وأنماط حياتهم التقليدية. أمر مدعاة للسخرية، يجعله أقرب إلى حالة (لقيط) أو (مسخ) يسخر من نفسه طيلة حياته، ويستمر هذا (الفراغ) في صورة تاريخه الشخصي ويتناقل إلى أبنائه من بعد، وبالتالي تنتج الحالة معضلة جديدة أكثر خطورة من المشكلة الأصلية القديمة بين تقاليد بيئة طاردة وبيئة جاذبة.
*
المدّ السلفي وبلبلة نمو الجيل الثاني
يعتقد البعض أن مسألة الهوية لا تختلف في شيء عن (صبغة) قميص كما يحدث لدى الشيعة في شهر محرم، حيث يتم شراء صبغة (جويت) سوداء وتذويبها في (سطل) أو (طشت) كبير مملوء بماء يغلي، ثم تلقى فيه قطع من ثياب كل فرد من أفراد العائلة ثم تخرج سوداء تنشر على الحبل لتجفّ، وتستخدم ضمن طقوس شهر محرّم الشيعية. فتلقين الأطفال بعض مبادئ الدين التقليدية السلفية لا تأخذ بنظر الاعتبار ظروف الحياة العصرية التي ينشأ فيها الأطفال ولا يلتفت إلى طبيعة مشاعرهم وأنماط تفكيرهم واحتياجاتهم النفسية والاجتماعية. ويجعل منهم ضحايا جديدة مرفوعة (أس تكعيب) لمجرّد غرور قبلي ونزعات فردية منحرفة.
من الناحية التاريخية، كان حظ الآباء (الجيل الأول للهجرة) أفضل من ظروف الجيل الثاني (الأبناء) في ظل التردي الثقافي واحتداد معدل العصبيات الضيقة والانفصام النفسي والحضاري. لقد شكلت العولمة مواجهة غير محسوبة للجماعات المتخلفة في سلم المدنية والثقافة، وبدلاً من قطاف الثمار المتيسرة، والتعامل الايجابي والعقلاني مع المتغيرات الدولية، جاء الخيار البدائي البربري بالاعتصام بالجمود والعنف والسلبية ضد الآخر، دون حساب حجم الخسارة التاريخية التي يضمنها هكذا خيار. ان المدنية الغربية قامت على ثورة العقل والحرية الفردية وحقوق الانسان. فكيف بالأحرى يترض المنطق التعامل معها؟.. التنوير والعلمانية التي رفعها محمد علي باشا (1805- 1945) ومحمد عبده لمسايرة الأمم والحضارة، تحولت على يد الاتجاهات الألفينية المظلمة إلى كفر وزندقة، تستوجب الرفض والحرب الضروس التي تبقي ولا تذر. فازداد معدل الاغتراب الفكري والازدواجية النفسية لدى الجيل الثاني الخارج لمواجهة الحياة في وسط بيئة الغرب. فهو رغم ولادته في العرب واندماجه الثقافي واللغوي، فأن (موضة) التشدد عادت لتحفيز نزعات العصبية البدائية لديهم. ومع سيطرة جماعات التيار على مؤسسات تعليمية واعلامية وتلقينية دينية لعب الخطاب الأيديولوجي العنفي دوراً في دفع الشباب باتجاهين:
- موقف سلبي ضد الثقافة والمدنية الغربية.
- موقف سلبي ضد العائلة الأصلية وازدواجيتها الثقافية.
*
غسيل دماغ في غياب الاسرة
لقد هربت كثير من العوائل من بلادها وبيوتها لحماية أطفالها من أثار التخلف والفساد السائدة في البلد الأم، وفي الغربية، صار الأهل في مأزق حماية الأطفال من المظاهر الاجتماعية السلبية للغرب. بعض المناهج المدرسية التربوية تحرض الطفل أو توجه وعيه الثقافي للتفتح والتهذيب والمعاصرة، ما اعتبره البعض اضراراً بعقل الطفل وتثقيفه. ما لم يدخل بالحسبان أن يقع الطفل ضحية الاتجاه المضاد للغرب على أيدي التيارات السلفية التي جمعت عناصر التجهيل والتلقين، والترهيب والترغيب في يد واحدة، مستفيدة من ثغرات الدمقراطية الغربية وضعف نظام الرقابة والمتابعة وآلية المحاسبة والحماية. وفي الحقيقة، أن سرّ ارتفاع معدلات الهجرة الوافدة إلى بريطانيا، انما مردّها هو ضعف نظام السيطرة والرقابة القانونية، وعدم اهتمام السلطات بما يجري في صفوف الجاليات. ان استغلال هذه الحرية والمزايا الدمقراطية، هي حكر على الفئات الانتهازية والتجارية، تحت أي عنوان زائف. وإذا كان الجهاد والعنف سمة الشارع الشرق أوسطي قبل سنوات، فأن مزايا المتعة والغنيمة، سمة الشارع الاسلامي والشرقي اليوم. ان المبادئ والشعارات التي رفعت من قبل لحماية الانسان والعائلة والجماعة، هي نفسها التي تحولت إلى معاول هدم للانسان والعائلة والجماعة، وانتاج مبادئ العبودية والتبعية والعصبية العمياء، إلى درجة الانتحار، على صعيد القيمة الانسانية ووعي الحضارة.
*
واجبات العائلة وحقوقها بالمنظور الغربي
الممارسات السلفية خلال العقدين الأخيرين، أفرزت ما يكفي من الأعراض ووجهات النظر السلبية في الغرب ضد الثقافات الشرقية ومنظومتها التربوية، دون تمييز حقيقي بين بيئات البلاد المتعددة ومرجعياتها الثقافية والأكادمية والسياسية والدينية. وهو نفس الموقف الأثني الكارثي الذي تحدده استمارات التوزيع الثقافي والبلداني التي يواجهها المهاجر إلى بريطانيا في كل دائرة ومراجعة ومدرسة. فالعرب ليسو جميعا مسلمين من حيث الدين، والمسلمون ليسوا على مذهب أو رؤية واحدة من حيث الاهتمام بالدين والعلمانية، أو الطائفة والقناعة الفردية. اعتبار كل شرقي أو عربي (حسب اللغة والسحنة) مسلماً (سلفيا) دعم مباشر مفضوح من السياسات الغربية لتيارات التشدد والتطرّف والسلفية، التي يتباكى سياسيّوها ووسائل اعلامها من آثارها، وهو ما يدعو للغرابة والاستهجان على صعيد المثقفين العرب والعلمثالث. لقد وقعت أحداث محدودة ضد أبناء الغرب، بينما، لا تبدو حدود منظورة للأضرار المادية والبشرية للتطرف والسلفية ضد العرب والمسلمين وبلدانهم الأصلية نفسها. ان دمار العراق ولبنان وما يحدث في مصر والكويت وما انتهت اليه جماهير الشمال الأفريقي، لا سبيل لمعالجتها وتعويضها، أو السيطرة عليه، بعد اطلاق الاخطبوط من القمقم، والموقف المستخذي للدول الغربية والمحلية تجاه الظاهرة، تاركين الشعوب والأفراد لوحدهم في مواجهة العاصفة.
*
تدمير الجيل الثاني استمرار لمخطط دحر التنمية
ان الرأسمالية لا ترتاح لأية بادرة تنموية في بلدان الجنوب، وقد بذلت ما وسعها لرسم صورة المشهد العالمي الراهن، فهل تترك موجات الهجرة البشرية تحقق غاياتها الثقافية؟.. هل تسمح لأبناء المستعمرات اختراق الغرب من النافذة بعد تدمير بلدانهم من أوسع أبوابها. ان الايديولوجية الغربية في البعد السياسي والعسكري لا تميز بين عراقي داخل بلده، وعراقي خارج بلده، حتى لو كان يحمل الجواز والجنسية الفلانية. ويبدو في ضوء استمرار معاناة كثير من العرب العلمانيين، ان من لم يمت (موتاً جسدياً كاملاً) في بلده، لا بدّ أن يواجه موتاً ثقافيا وروحيا ونفسيا. ويبدو المثال العراقي واللبناني أجدر المنتجات الغربية في السيطرة على الآخر، وتلقينه الدرس التاريخي. فليس الجيل الأول ومعاناته النفسية والفكرية المهلكة، ثمرة السياسة الغربية، وانما تدمير إرادة الحياة والابداع لدى لجيل الثاني، وبالتالي تسجيل ضربة مزدوجة ليس لتدمير الطفولة ومستقبل الشباب الجديد، وانما القضاء على الأمل الأخير للعائلة المهاجرة في تحقيق حلمها اليتيم عبر أطفالها وتعويض هزائم الوطن بانتصارات الغربة. لتستمر هزائم الغربة وتتوج هزائم الأوطان والسياسات، والسؤال الذي يقتضي إجابة السياسيين ومنظري الستراتيجات الدولية، ما علاقة الأطفال والناس العاديين، بحماقات الحكومات وصفقات السياسات؟. وهي هي قادرة على تحمل مسؤولية ردود الأفعال المترتبة المباشرة وغير المباشرة لمارستها، التي تجتهد في القائها في سلة الضحية المزدوجة.
1- لقد تم تعويق وصول الثاني لمستوى مرموق من الدراسة والاجتهاد العلمي الذي يمكن أن يشكل بادرة إحياء وتعويض العائلة المهاجرة.
2- منع البلد الأم من الاستفادة من طاقات أبنائها وبناتها في الغربة لغرض التنمية المستقبلية.
3- منع الأجانب من منافسة أبناء البلد الأصليين في الشهادات العليا وإشغال الوظائف الراقية. في العام الماضي نشرت صحيفة بريطانية تقريراً عن تراجع نسبة الانجليز في الدراسات الجامعية والعليا، وارتفاع نسبة الأجانب والملوّنين بالمقابل في صفوف الدراسة. وبدلاً من دراسة أسباب الظاهرة، وتحفيز الانجليز للدراسة، اقترح التقرير جملة من الوصايا لتخفيض نسبة قبول الأجانب في الدراسات الجمعية والعليا.
في ضوء جملة هذه المراجعات والممارسات، فأن ما حدث لفتاة (مهاجرة) في الشهر الأخير من الفصل الدراسي الأخير في (Sixth Form)، المهيء لدخول الجامعة هو جزء من سياسة تربوية مضادة لبناء الانسان ولائحة الميثاق الدولي لحقول الانسان.
وما يؤكد خبث النوايا، مساهمة المدرسة في التكتم والتقصير في متابعة السيرة الدراسية للطالبة، وعدم تزويدها عائلة الفتاة بأية تقارير حول مستواها وغياباتها بذريعة أن الطالبة ليست قاصرة ومسؤولة عن نفسها. وبذلك تركت العائلة (مثل أطرش في الزفة) بلا حول ولا قوة. وهو ما يتناقض مع مبدأ تعاون المدرسة والعائلة في رعاية الطلبة، ويضع مصداقية السياسات التربوية للبلاد في موضع الريبة وعدم الثقة. أما الأمر الآخر، فهو معرفة (البوليس) بوضع الفتاة ومكانها (السرّي) دون إعلام أهلها أو طمأنتهم والسماح برؤيتها، أو التحدّث إليها. أليس من حق الأسرة (المهاجرة) معرفة ما يحصل لأحد أفرادها، وما مغزى التكتم والتجاهل؟.. الاجراءات المتخذة ضد الأجانب في السنة الأخيرة، تشير إلى مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى عن حياة ومستقبل التلاميذ والطلبة، بدلاً من ذويهم، وإذا أمكن تصديق أو تبرير هذه الادعاءات، فأنها يجب أن تكون لمصلحة الأطفال وتأمين حياتهم ومستقبلهم/ وكل ما يخالفه يضعهم في موضع المسؤولية المباشرة.
هذه القضية لا زالت معلقة لدى الجهة المعنية، وتنتظر شروحا وافية، سيما مع عدم وجود أية ظروف عائلية أو شخصية تبرر سحب الفتاة من أسرتها وإخفائها ومنعها من الاتصال. وعدم تصحيح الاجراءات واحترام حياة المهاجرين، يعني دق ناقوس الخطر وجهاز انذار لجميع المهاجرين للبحث عن مكان آخر، اكثر أماناً ومستقبل جدير لأطفالهم، ويكفي ما شهدته سجلات الخسائر والكوارث الاجتماعية والبشرية من حروب وحصارات وحياة غير لائقة أنتجت موجات الهجرة، فإذا بالهجرة تتحول إلى كارثة جديدة تقرض بقية الشعوب المغضوب عليها.
ــــــــــــــــــــ
 الأبيات من قصيدة للشاعر يوسف عز الدين عندما رفضت جامعة بغداد تعيينه حسب شهادته المصرية فاضطر للحصول على شهادة دكتوراه من جامعة لندن فكانت هذه الأبيات المريرة، وبعدها لم يقبل في جامعة بغداد وانما تدرج في مناصب رفيعة منها أمانة المجمع العلمي العراقي. أنظر – يوسف عزالدين.. شعره وتجديده- وديع العبيدي- الدار المصرية للكتاب/ القاهرة- 1993.
 "غصن طعم بشجرة غريبة"- عنوان كتاب سيرة الدكتور صلاح نيازي- المقيم في لندن منذ 1964.
 راجع مجلة سوسيوجيا لخريف العام الماضي
 جريدة التايمز البريطانية في أول يونيو 2005.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (سيرة يوم غائم)*
- من القاموس العربي
- علّقيني في طرف مباهجك
- (الفارزة بين القاعدة والاستثناء)
- الوجودية والعولمة
- ظاهرة الاغتراب في نصوص مؤيد سامي
- بقية العمر
- ليلة ايزابيلا الأخيرة
- مستقبل المرأة الرافدينية وقراءة الواقع
- قاع النهر قصة: الفريد بيكر
- أبي / هيلكا شوبرت
- توازن القطاعي في النظام المعرفي العراقي..!!
- صورة جانبية لأدورد سعيد
- من الشعر النمساوي المعاصر- كلاوديا بتتر
- أوهام الضربة الأميركية لايران
- النوستالجيا.. الطمأنينة والاستقرار
- الفرد والنظام الاجتماعي
- الاغتراب في ظل الإسلام
- من الشعر النمساوي المعاصر- بيرنهارد فيدر
- أحلام مكيسة


المزيد.....




- السلطات الإيطالية تحظر رحلات تنفذها منظمات غير حكومية لإنقاذ ...
- الأونروا تصف احتجاجا إسرائيليا أمام مقرها في القدس بـ-ترهيب ...
- الإعلان عن تأسيس الائتلاف ضد التعذيب في تونس
- الأونروا: نحو 200 فلسطيني يغادرون مدينة رفح الفلسطينية كل سا ...
- تونس.. استنكار وتساؤلات ترافق اعتقال مدافعين عن المهاجرين
- الأردن يدين اعتداء المستوطنين على مقر الأونروا في القدس: تحد ...
- محدث::الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود ل ...
- الأمم المتحدة تدعو جوبا لسحب قواتها من -أبيي- المتنازع عليه ...
- الأونروا تنفي مزاعم الاحتلال بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم
- مستوطنون يهاجمون مقر أونروا بالقدس ولازاريني يندد بـ-الترهيب ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - وديع العبيدي - أطفال المهاجرين ضحايا مزدوجة