أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرزاق حرج - سيرة بن سباهي ....الجزء الحادي عشر















المزيد.....

سيرة بن سباهي ....الجزء الحادي عشر


عبد الرزاق حرج

الحوار المتمدن-العدد: 2127 - 2007 / 12 / 12 - 11:31
المحور: سيرة ذاتية
    


كلما زادت أعداد من يموتون في سبيل قضيتنا ,زادت قوتنا ...أية الله الخميني ..قائد الثورة الآسلامية في أيران
هناك حدثان كبيران حدث في القرن العشرين ..قتلوا فيها البشر ...ثورة أكتوبر البلشفية ..من بداية ثورتها الى فشلها أكثر من تسعين مليون أنسان ..أما ثورة الخميني الآسلامية ..( لايزال الحبل على الجرار)’..!!!
أعتقد أنك هربت من بغداد ..قال شيرو لي ..أجبته ..نعم ..لا خيار لي غير الهروب ..كان الوقت يميل الى المساء الطيب ونحن نتحدث أنا وزوجة شيرو وشيرو أمام باب بيتهم الذي تحيطه من الداخل نباتات الثيل الآرضي ..بيت لم يكن عاليا لكن يتوخى بناء الطراز الآوربي القديم وهو يشع بنظافته..قال لي ..أين وجهتك ..هل تبقى هنا في أربيل.. أم ماذا ..قلت له ..لا ..لي الطموح أن أعيش في بلدان أوربا ..نطت زوجته وخصلات شعرها الآسود تتلاعب على وجهها الدائري وثوبها المنزلي يطوق قامتها القصيرة وهي تقول لي ..قلت مئات المرات الى زوجي شيرو لي أهل في السويد وأستراليا هم يساعدوننا في الرحيل ..لكن يصم أذنيه عن ذلك المطلب ......شيرو من مدينة السليمانيه من الديانة المسيحية ..منذ الطفولة تربى بين أقوام الكرد المنحدرين من جبال زكاروز ..أنتمى في شبابه المبكر الى عائلة النقشبندي ..يعمل في صفوف تنظيماتهم بداخل المدينة ..أعتقل في منتصف الثمانينات من قبل النظام السابق وأطلق سراحه من سجن أبي غريب عام 88 ..الجلاليون بحثوا عنه في فترة حربهم مع عائلة النقشبندي عام 96 في مدينتهم السليمانية ..لكن هرب عن طريق التنظيمات الآثورية الى أربيل ......في يوم 1 من الشهر الثاني عشر من عام 85 ..أطلق على ذلك اليوم( يوم الشهيد )..عند النظام السابق..كان ذلك اليوم باردا والسماء تتراكم فيها غيوم المطر عندما خرجوا السجناء الى ساحة السجن لكي يحتفلوا بذلك اليوم ..لكن خمسة من السجناء لم يلتحقوا بذلك الآحتفال ..أخذت أدارة الآمن الخمسة الى غرفة الحجر ..هؤلآء كانوا من تنظيمات وقضايا الشيوعية في العراق ..أثنان منهم من محافظات جنوب العراق ..الناصرية والبصرة والباقون من بغداد ..يتزعم هذه المجموعة يكنى( بأبن كزار)..قصير القامة وبطنه مخسوفه الى داخل جسده الضعيف ووجهه مطاولا كوجه ثعلب حني هارب وعظام هيكله بارزة وأطراف يديه عظميه وقصيره ,,طبقات شعر رأسه كصدف السمك النهري الآسود وعيونه تحط في بؤبؤها رموز القوة الكاذبه.. يخرج سراب دخان السكائر من أنفه المطبوق بتوسل الى ساحات الفراغ ..يلقب بزعيم ..(اللجنة الثوريه)’..في السجن ..من قبل الآخرين الذين يعارضون شتائمه وطروحاته الصبيانيه المتطرفه..دائما يلعب لعبة التجسس لصالح فريق الآعداء ويهندس خطوطها بأتقان ..يخرج من مغارة فمه حرارة المعارك الثورية بأحلام جريئه ..لكن يشتري ويبيع المواقف السياسية كتجارة السوق ..يحفر في قلوب رفاقه العفونه ..يملك مهارة وموهبه برصد الآخرين ..طبقات صوته الشاتم تستفز معارضيه بسلوكه الشقي ..كانت عائلته تدعي الشيوعية ..له زوجة وأبن و(خال مطرب )..غنى بأشهر الآلحان والكلمات الى( صدام حسين )....قضيب المفاتيح يدير أسنان قفل المحجر .. يدخل فريق من جلادي السجن بأجسامهم القوية الى الغرفة ..يسحبون الخمسة الى الممر المحصور بين غرف الحجر ..فريق متشكل من المخابرات والآمن والسجانة وأخرين يرتدون الزي العسكري أو الزيتوني ..أصواتهم مرعبة تتصاحب مع صفعات هراواتهم ..هكذا بدأ أحتفالهم مع الخمسة ...صفعاتهم كمسامير تخدش الأجساد المجانية ..وقوة خفية تقود الآجساد الى النوم ..أنه الخدر .. يهرب وينحصر الدم في مناطق حساسة ويوعز بأشارات الى الدماغ ..بقدوم الخطر ..والعيون اللامعة تدفن نفسها في سحر الظلام القاتم ..ياله من موت أسود ..الذي يشاطر( الموت الآبيض ’)ويهزأ منه ..الشفاه تتشقق من وخزات ملايين الآبر الحادة والمحرقة ..يبلون بلاء أساتذة التعذيب في تقطيع وجرح الآجسام الآسيرة عندهم ..السلطة الدائمة تسبب الآدمان على العنف ..بن كزار شاطر في التمثيل ..لعب دورا تمثيلا بارعا بفقدان وعيه أمامهم أثناء التعذيب ..جسده الخشبي تصعد فوقه أحذية الجلادين ..يطلبون من (الزبيري’) أن يطلق على نفسه كلب أحمر ..لكن يصرخ بهم ..أنا أنسان ..أستمر التعذيب ساعات طويلة ..تركوا الآجساد غائبه عن الوعي وثيابهم تلطخت بالدم ..سحبوا من قبل حرس السجن الى داخل المحجر ..أجساد يتحرك فيها النفس بدون حركة ... وحكومة الخميني يزفون الشباب الى حقول الآلغام ..أجساد الشباب تتطاير مع مفاتيح الجنه النحاسيه والبلاستك المعلقه على رقابهم وهم فرحون بملاقات( سيد الشهداء الحسين بن الآمام علي) في الآخرة بوصايا الآمام الخميني ..أجسادهم الطريه والناعمه تحترق أمام سير الدبابات وتقدم السيارات العسكريه أثناء المعارك القذرة في أعوام الثمانينات..وتتزين بالآيات القرانيه الكريمه ..(ولكل أمة أجل ,فأذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)..سورة الآعراف أية 34 ..بقيت هذه الآحتفالات مع الخمسة عدت أيام بدون حديث أو كلام ..ينامون على الآرض الصلبة والفراش غائب عن الجميع ولعنات البرد الصلف يتسيد على أطراف الآجساد المتخشبة من ألم وأوجاع الضرب المبرح ..دخلت مجاميع من السجناء الجدد الى الحجر ..بصحبة الجدد ..كل من (بن شمعون’) ضرب عدت مرات أمام كل المساجين في الحجر لآن مد يد العون في أطفاء دنامل وجروح الخمسة .. وأيضا ..شيرو ..كان طفلا وديعا يجيد العربية والكردية ولغة الآم المسيحية ..ينام بجانبي كفرع شجرة مقوسة الآغصان ..يتحدث معي بلغة الحذر ..(كالبنائون)’ في أجتماعاتهم السرية ..نزل مع مجموعته الكردية الى أقسام السجن ..قال لي ..سوف أحترز من شياطين السجن والكف عن الثرثرة ..وأجاد ذلك بشكل رأئع ..خرج من السجن بأضرار بسيطه ..ظل يكن الآحترام لنا الخمسة بأعتزاز . بقينا ثلاث أشهر بعد التحقيقات من قبل لجنة الآمن العامه في المحجر كانت أسبابنا بعدم الخروج أمام اللجنة لماذا يتسلط الضرب والحجرعلينا وتفتيش وقمع عوائلنا أثناء الزيارات وعدم أعطاء أماكن لراحة النوم ..قالت اللجنة ..هل أنتم قمتوا في الآضراب بعدم أعترافكم بيوم الشهيد ..أجاباتنا هي ..كلا ..نحن نقيم ذلك اليوم قالوا أيضا ..هل أنتم تشتكون على الحكومه أم الدوله أو رجال الآمن ..أجاباتنا كانت على رجال الآمن !!!..أكتفوا بحجرنا ثلاث أشهر ..ودعت شيرو وزوجته ومدينة عينكاوة التي ترفرف بالوداعه ولمعان وجوه وعيون سكانها ..أضواء البيوت والشوارع والساحات تطرد الظلام ..
وصلت الى مقر الحزب ليلا ..أخذني من باب المقر أحد معارفي شاب من الكرد الفيليه الى أحد مطاعم الشوي والبيره ...يتبع

لايزال الحبل على الجرار ..أحدث الآمثال الشعبيه في العراق
اللجنة الثورية ..أحد الآنشقاقيين من الحزب الشيوعي العراقي ..في منتصف الستينات ..كان جنرالا عسكريا ..أسمه ..سليم فخري ..أطلق على تنظيمه الآنشقاقي أسم اللجنه الثورية
الموت الآبيض ..تضع أكوام من الثلج في فم الضحية الغائبه عن الوعي ..بعدها ينقطع التنفس بعد ثلاث دقائق ..يشتهر به الروس في ذلك الموت
الزبيري ..هي منطقة الزبير في البصرة ..أحد أفراد الخمسة يكنى ..قاسم الزبيري ..أحد طلاب الجامعه المستنصريه قسم الآداب ..كان شاعر ..منزل من الآعدام
بن شمعون ..سمير شمعون من أهالي مدينة القوش ..سجينا سياسيا
البنائون..هم الماسونيون أول من بنوا نقابة البناء ويشتهرون بالآجتماعات السريه والعدد المحدود بالآجتماع ..رموزهم ..الفرجال ..شاقول البناء والمثلث ..ورموز أخرى



#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة بن سباهي ....الجزء العاشر
- سيرة بن سباهي ....الجزء التاسع
- سيرة بن سباهي ....الجزء الثامن
- سيرة بن سباهي ....الجزء السابع
- سيرة بن سباهي ....الجزء السادس
- سيرة بن سباهي ....الجزء الخامس
- سيرة بن سباهي ....الجزء الرابع
- سيرة بن سباهي ....الجزء الثالث
- سيرة بن سباهي ...الجزء الثاني
- سيرة بن سباهي ..الجزء الآول
- ورقة من أوراق السير الذاتيه
- أوراق الطفولة
- أهل الشهداء ....ج
- أهل الشهداء ...ب
- ...أ..أهل الشهداء ....10
- أهل الآعدام ....9
- أهل النساء ....8
- أهل الطفوله ....7
- أهل القران ...6
- أهل المشايخ ...5


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرزاق حرج - سيرة بن سباهي ....الجزء الحادي عشر