أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - أماني أبو رحمة - جوناثان موندر:العودة لحل الدولة الواحدة















المزيد.....

جوناثان موندر:العودة لحل الدولة الواحدة


أماني أبو رحمة

الحوار المتمدن-العدد: 2125 - 2007 / 12 / 10 - 11:06
المحور: ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين
    


قراءة في كتاب: جميل هلال ، أين الآن من أجل فلسطين؟ زوال الحل القائم على أساس الدولتين (Zed Books, 2007) .
ترجمة: أماني أبو رحمة : هيئة تحرير أجراس

هذه المجموعة من المقالات , والتي كتبتها مجموعة متنوعة من الأكاديميين, تمثل تطورا هاما في النقاش حول إمكانية إقامة "دولة واحدة " (أو " دولة ثنائية القومية") كحل "للقضية الفلسطينية", إلى جانب كتب عديدة منها كتاب غادة الكرمي الأخير متزوجة من رجل آخر : معضلة إسرائيل في فلسطين وجويل كوفل: التغلب على الصهيونية ، تدلل على أن الحجج التي تبتعد عن الحل التقليدي القائم على أساس "الدولتين" بدأت تستجمع قوة متصاعدة .
الحجة الرئيسية وراء فكرة حل الدولة الواحدة هي أن الإيديولوجية التي تحرك دولة إسرائيل - الصهيونية - كانت دائما صورة من صور الهيمنة والتوسع في خدمة الامبريالية ، بدلا من المساواة والتعاون مع السكان العرب . إسرائيل تعرف نفسها على أنها دولة لمجموعة اثنيه (اليهود) وليس دولة لجميع مواطنيها (أي 20 في المائة التي تمثل الأقلية العربية الفلسطينية التي تعيش في إسرائيل) ، صورة شاذة بين الديمقراطيات البرلمانية.
وللحفاظ على دولة إسرائيل متماسكة ، كما يُتوخى من حل الدولتين ، فان ذلك لن يؤدي فقط إلى حرمان شريحة كبيرة من الفلسطينيين من فلسطين التاريخية ، ولكن من شأنه أيضا عدم المساس بمصدر الظلم وإجازة عدم الاستقرار في المنطقة ، وترك الدولة الفلسطينية الموعودة ضعيفة وعرضه لقيود مستمرة ولهجمات محتملة. لذلك فان ما نحتاج إليه ، هو دولة ديمقراطيه واحدة تجمع العرب واليهود معا ولا تعطي غلبة أو هيمنة لأي مجموعة عرقيه أو دينية.
ومما يثير الاهتمام حول هذا الكتاب ، وفي ذات الوقت قد يعتبر أيضا بعضا من أوجه قصوره ، هو أن البعض من الكتاب هم من ما يمكن أن نطلق عليه "المؤسسة" الفلسطينية . والذين لم يسبق لهم أن نظروا بجدية لحل الدولة الواحدة. وهذا يشمل ، من ضمن مجموعة من الأكاديميين المتخصصين بشئون الشرق الأوسط , شريف الموسى، عضو الوفد الفلسطيني إلى المحادثات مع إسرائيل في واشنطن العام 1993 ، وزياد أبو عمرو ، وزير سابق للثقافة في السلطة الفلسطينية.
ما الذي أدى إلى هذا التغيير؟ السبب الرئيسي ، كما يوضح هذا الكتاب ، والاعتراف المادي بالواقع على الأرض في الأراضي المحتلة. حيث شهدت الفترة منذ التوقيع على اتفاقات أوسلو العام 1994 زيادة كبيرة في الاستعمار الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية من خلال المستوطنات ، وبناء الطرق المقصورة على المستوطنين ، ونهب وتدمير الموارد الطبيعية الفلسطينية وبناء الجدار العازل الذي توغل بعمق الأراضي الفلسطينية.





وقد خلق هذا شبكة متشعبة ومتشابكة من السيطرة التي تخدم بصورة مباشرة وتدعم أداء المجتمع الإسرائيلي. و أحد الأمثلة على ذلك هو السيطرة على المياه الذي توفره المستوطنات. وكما تساءل ارييل شارون في صحيفة هآرتس الإسرائيلية في 2001 ، "هل من الممكن اليوم التنازل عن التلال التي تختزن طبقة المياه الجوفية ، التي توفر ثلث مياهنا؟... أنت تعرف ، انه ليس من قبيل الصدفة أن نقيم المستوطنات حيث هي الآن "(صفحة 127). وبالمثل ، بالنسبة إلى الاقتصاد الفلسطيني ككل ، فقد أقامت إسرائيل صلة مباشرة بين سياسات احتلالها للأرض ومصالحها الاقتصادية الخاصة. كما يقول الموسى ، "التفتت والقيود الشديدة المفروضة على حركة الأشخاص والسلع قد حولت الاقتصاد الفلسطيني إلى سلسلة من الاقتصاديات الصغيرة المعلقة على الاقتصاد الإسرائيلي" ( صفحة 214).
وبالنظر إلى مدى الاستعمار الإسرائيلي فان العديد من الكتاب في هذه المجموعة متشائمون حيال صلاحية الحل القائم على أساس حل الدولتين. يكتب حسام محمد "الحقائق الفعلية في الأراضي المحتلة تكشف عن انه قد يكون من المستحيل تنفيذ الحل القائم على أساس دولتين" (صفحة108) ، في حين يقول سفيان العيسى ، وبعد إجراء تحليل للحالة الراهنة للاقتصاد الفلسطيني ، أن الجدوى الاقتصادية في الأراضي المحتلة هي"إشكالية" ، وبالتالي "هذا أيضا يثير تساؤلات حول جدوى الحل القائم على اساس الدولتين ، حيث سيقيم الفلسطينيين دولتهم ضمن حدود 1967 ، من الأراضي المحتلة" (صفحة 140 ).
يشير الموسى أيضا إلى أن الحل القائم على أساس الدولتين لا يمكنه حل مسألة حق العودة للاجئين الفلسطينيين. أي شخص يهودي في العالم يملك حقا تلقائيا للعيش في إسرائيل ، ولكن أولئك اللاجئون الفلسطينيون اللذين هم في المنفى منذ العام 1948 ليس لهم مثل هذا الحق في العودة إلى ديارهم ، التي تقع الآن داخل الأراضي الإسرائيلية.
وبصرف النظر عن الحقائق المادية على أرض الواقع في الأراضي المحتلة ، هناك أيضا مسألة نوع الكيان الذي ستسمح إسرائيل بقيامه على حدودها. و كما أشار العديد من الكتاب إلى أن إسرائيل قد استوعبت خطاب الدولتين ضمن إستراتيجيتها للهيمنة. اسعد غانم يكتب أن سياسة إسرائيل الما- بعد أوسلو : كانت "لترسيم الحدود الدائمة لإسرائيل من جانب واحد… الاحتفاظ الاغلبيه العددية اليهودية داخل حدود هذه الدولة وإنشاء واستيعاب السلطة على الجانب الفلسطيني من أجل توفير الأمن و الوظائف الاقتصادية الأساسية" صفحة 56). ايلان بابيه يصف هذا على النحو التالي " بانتوستانات.... فلسطينية أشاد بها العالم باعتبارها الحل القائم على أساس الدولتين" (صفحة 42 ).
و فضلا عن توفير الكتاب لبيانات أساسية مفيدة عن أثر سياسات إسرائيل في الأراضي المحتلة ، يتضمن الكتاب أيضا بعض الفصول من اهتمام جميل هلال ، الذي يضع النقاش الجاري حول حلول الدولتين ، والدولة الواحدة في سياقه التاريخي ، وكارما النابلسي ، التي توضح تزايد الصدع بين الفلسطينيين العاديين وقادة السلطة الفلسطينية منذ توقيع اتفاقات أوسلو.
ومع ذلك ، وربما بسبب خلفية المساهمين في الكتاب ، فان الكتاب يعاني من محدودية في الطرح وقصور . منها على سبيل المثال , عدم دقة الاستراتيجيات ,التي من شأنها أن تشكل تحديا خطيرا لإسرائيل, على نحو محبط . و بشكل حاسم فان ذلك يرجع لأن الكتاب يحددون نطاق النزاع ويحصرونه بين إسرائيل والفلسطينيين فقط ، والذي بالطبع يصبح بهذه الصورة صراعا مع اختلال ضخم في توازن القوى. إن أيا من الكُتّاب لم يوسع افقه إلى النظر في أن تحرير فلسطين وإنهاء الدولة الصهيونية يمكن أن يكون جزءا من حركة أوسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط - وهو أمر يمكن أن يخل بتوازن القوى الذي تعتمد عليه إسرائيل .
أحد أهم الأمثلة الحالية التي لم يرد ذكرها في الكتاب هي حركة جماهيرية في مصر ( تم وصفها في هذا الإصدار من الاشتراكية الدولية) ، والتي هزت احد أهم الأنظمة العربية الدكتاتورية المؤيدة لإسرائيل في المنطقة . اذا ما تمكنت حركة من إسقاط الحكومة وفرض إستراتيجية حقيقية للتضامن مع الفلسطينيين في وقت لاحق على من سيأخذ السلطة فانه سيكون لها تأثير كبير في المنطقة.
وللأسف ، فإن هذا الافتقار إلى التركيز على النضال على نطاق أوسع ، وعلى مسألة الطبقية في الشرق الأوسط ، يقود بعض المساهمين في هذا الكتاب إلى مفهوم ضيق جدا ، و تقريبا نوع من الليبرالية الجديدة ، للتحرر الفلسطيني. و على سبيل المثال ، يكتب الموسى ، "دولة واحدة في فلسطين اكبر تعني زيادة عدد السكان وبالتالي سوق كبيرة ، مرغوبة للغاية في الاقتصاد العالمي القائم على التنافس الشديد " (صفحة228 ). ويبدو أن ذلك يتبع السياسات الكارثية للأنظمة في مرحلة ما بعد الاستعمار الذين عقدوا سلاما مع الرأسمالية العالمية ، وواجهوا قضايا ضخمة نتيجة عدم المساواة والفساد. إلا أن هذه المشاعر عموما ، ليست هي التي تميز هذا الكتاب ،و الذي ، على الرغم من قصوره ، يسجل تحول هام في التفكير بشأن القضية الفلسطينية. ويشكل موردا هاما لجميع المناضلين من أجل تحرير حقيقي للفلسطينيين.
العدد : 116 من مجلة الاشتراكية الدولية
جوناثان موندر



#أماني_أبو_رحمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيتر بروك: حل الدولة الواحدة كنضال تحرري لليهود
- إسرائيل/فلسطين إفلاس حل الدولتين
- بن وايت : حقيقة الدولة الواحدة
- دولتان : حل غير ممكن غير مرغوب
- لماذا لا تملك إسرائيل -حق الوجود- كدولة يهودية
- كل شيئ ممكن ايغال برونر
- مراجعة في كتاب :الاطاحة بالصهيونية
- فلسطين كاملة يوتوبيا أم حل ممكن ؟ غادة كرمي _ متزوجة من رجل ...
- حل الدولة الواحدة- فرجينيا تيللي


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- -دولتان أم دولة واحدة؟- - مناظرة بين إيلان بابه وأوري أفنيري / رجاء زعبي عمري
- رد عادل سمارة ومسعد عربيد على مداخلة سلامة كيلة حول الدولة ا ... / عادل سمارة ومسعد عربيد
- الدولة الديمقراطية العلمانية والحل الاشتراكي - مناقشة الصديق ... / سلامة كيلة
- مناقشة نقدية في حل -الدولة الديمقراطية العلمانية- / عادل سمارة ومسعد عربيد
- ماركس وحده لا يكفي لكنه ضروري - تعقيب على رد الصديقين عادل و ... / سلامة كيلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الدولة الديمقراطية العلمانية في فلسطين - أماني أبو رحمة - جوناثان موندر:العودة لحل الدولة الواحدة