أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007 - باقر الفضلي - الحوار المتمدن والعملية النقدية..!















المزيد.....

الحوار المتمدن والعملية النقدية..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2123 - 2007 / 12 / 8 - 07:11
المحور: ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007
    


كان لهذه المقالة أن ترى النور قبل الآن، ولكن شاءت الصدف أن يتأخر طريقها للنشر لأسباب خارج الإرادة، لتتوافق مناسبة نشرها هذا اليوم مع إحتفال موقع الحوار المتمدن بذكرى تأسيسه السادسة، معززاً بالنجاحات في تطوير أدائه وتمسكه بثوابته التي سار على نهجها طيلة فترة نشاطه السابقة وحتى اليوم، في تفعيل الحوار المتمدن بين الأفكار المختلفة، ضمن دائرة إحترام الرأي والرأي الآخر، والحيادية في التعامل مع أفكار الكتاب والمفكرين، من منظور إتاحة الفرصة أمام الكلمة الحرة لتجد طريقها الى الرأي العام، عبر الوسائل الديمقراطية، وبعيداً عن التعصب والتخندق أو ما يعتقده القائمون على إدارة الموقع، بإستثناء ما هو خارج قواعد النشر أو ما لا يتوائم مع ثوابت وأهداف الموقع. وللزيادة في الإيضاح أشير الى أن موضوع المقالة لا يخرج في صلبه عن طبيعة مهام المواقع الألكترونية في نشر الوعي الثقافي ضمن أطره العقلانية الديمقراطية وهذا ما يتميز به موقع الحوار المتمدن الذي فتح الطريق أمام الفكر النير، ليصبح منبراً ومناراً للتوجه العلماني الديمقراطي على مستوى الساحة العربية..!

لقد تحدثت قبل عام 9/12/2006 وبمناسبة إحتفال موقع الحوار المتمدن بذكرى تأسيسه في المقالة الموسومة (الإعلام الإلكتروني وحرية النشر) مشيراً الى مكانة الموقع المرموقة بين المواقع العربية الأخرى في الساحة العربية، وبمناسبة إحتفاله اليوم بهذه الذكرى العزيزة، أهدي القائمين على إدارة الموقع باقة ورد عطرة، مع أطيب التحيات بالنجاح والمواصلة السديدة في طريق نشر ثقافة الحوار المتمدن الديمقراطية..!(1)

******

( إذا جادلني الجاهل غَلَبني،
وإذا جادلت العالِم غلبته. )
من مأثور الكلام


أولا


مهما بلغ المرء من طول باع في العلم والمعرفة؛ يبقى رائده المزيد من طلب العلم، والتعلم من تجارب الآخرين، وكما قيل: إطلبوا العلم من المهد الى اللحد.

أما طرق التعلم نفسها فلم تعد مجهولة على أحد منذ قدم صلة الإنسان بالمعرفة. ولعل من جوانب تلك الطرق والوسائل التي تساعد الإنسان على زيادة معرفته وإكتناز وتطوير ذخيرته العلمية؛ هو (النقد) بمعناه المعرفي (البناء) ؛ أي بكلمة أخرى ، ما ينصب على بواطن المعارف لا على ظواهرها، أي على مضامين النص وليس ظاهره أو شخصية قائله..!


ومن هذا المدخل، يمكننا الحكم على كثير من صنوف (النقد) التي تملأ صحافتنا، المقرؤة منها والمسموعة، بما فيها الفضائيات والشبكة العنكبوتية (الإنترنيت)، كذلك ومن خلال ما ينطوي عليه النقد نفسه، وأسلوب ممارسته، والجهة التي يستهدفها فيما إذا كانت معرفة أم شخصاّ بذاته، ومن هنا يمكننا القول فيما إذا كان النقد بناءّ أو يهدف الى أغراض بعيدة عن كونها تدخل في مضمار النقد. و إجمالاّ؛ ف(النقد) بذاته، يعتبر أيضاّ، مسألة أخلاقية قبل أن تكون معرفية، وإن إرتبط الجانبان أو تداخلا مع بعضهما..!


و من باب الإيضاح القول؛ أن طرفي عملية (النقد) وهما الناقد نفسه ومتلقي النقد، يتحملان كليهما مسؤولية ما قد تسفر عنه عملية النقد من نتائج محمودة، فيما إذا سارت تلك العملية في طريقها الصحيح، أو مذمومة، فيما إذا إنحرفت عن جادة الصواب والقصد وأضاعت الفائدة المتوخاة منها، ولأي سبب من الأسباب؛ ومن ذلك على سبيل المثال؛ طبيعة تصرف المتلقي للنقد، وكيفية التعامل معه، سلباّ أم إيجابا، أو طبيعة النقد نفسه، فيما إذا أستهدف شخص من يقف وراء الموضوع الذي ينصب عليه النقد، أم الموضوع نفسه. وفي أحوال غير قليلة، ربما تنحسر عملية النقد الى عملية من طرف واحد، وتفقد حيويتها، إذا ما تجاوز أحد من طرفيها قواعد العملية نفسها، وهذا ما ينعكس سلباً على الموقع الألكتروني الراعي لعملية النقد ويعرضه الى مواقف محرجة في علاقاته مع جمهرة الكتاب والمثقفين..!


وفي كلتا الحالتين فإن الجمهور المراقب قد لا يلعب دائماّ دوراّ إيجابيا، بل وفي كثير من الأحيان ما تلعب الأهواء المتعارضة، والمقاصد المتباينه دوراّ سلبياّ في تدمير عملية النقد نفسها، وتحويلها الى معركة إستفزازية، تضيع فيها المقاييس، إذ قد تصل أحياناّ حد التشهير والتهديد و..الخ من التصرفات التعسفية التي قد تطال الناقد في شخصه وليس في نقده، أو العكس. وفي أكثر من حالة، قد تنجر أوساط أخرى الى المعمعة؛ وفي أحوال أخرى، قد يعرض (النقد) صاحبه الى متاهات لا تحمد عقباها أو يكبده أحياناّ حريته وربما حياته، إذا ما كان النقد موجهاّ الى تصرف أو تشريع يرتبط بتشاط السلطات الحاكمة، أو جماعات وطوائف تستهجن أي نقد يوجه اليها، أوتحصن نفسها بالقدسية أو العصمة، ولنا في مسيرة التأريخ أمثلة، يعجز عن عدها البيان..!


والنقد الموضوعي البناء في جوهره ، هو ما أنصب على موضوع معين بذاته؛ من معرفة أو أدب أو لغة أو ممارسة، وما شاكلها من موضوعات علمية وأدبية أو سياسية وغيرها من معارف الكلام، مما قد يرى الناقد فيها؛ من خطأ يحتاج لتصحيح، أو ما يشوبها من غموض يحتاج لتوضيح، أو ما يعتورها من نقص أو شك أو تضليل أو تأويل يحتاج لتدقيق أو كشف أوتلميح.. ناهيك عن نقد التصرفات والتسلكات الأخرى التي تنصب نتائجها في التأثير على المس بحقوق الإنسان، أو التأثير على عقول الناس بما فيها عمليات غسل أدمغة الناس بالأوهام، أو ما تصدره السلطات الحاكمة من قوانين وتشريعات قد لا تخدم مصلحة البلاد والناس، أو ما يروج له أحياناّ في وسائل الإعلام من برامج تلفزيونية للإيهام والتضليل والشعوذة والتجهيل..!


فالنقد بذاته ممارسة هادفة إذا ما أحسن إستخدامها؛ وتأثيرها عميق وواسع النطاق على مسيرة الثقافة المعرفية والسلوكية للإنسان. ومن أهم أركانها هي أبعادها الأربع؛ الناقد (ممارس عملية النقد) والمتلقي ( من إنصب عل موضوعه النقد) مثل الكاتب لمقالته، والشاعر لقصيدته، والصحفي لتقريره، والعالم لتنظيره، والمخرج السينمائي لإخراجه والسلطة الحاكمة لتشريعها وممارساتها والفضائيات في توجهها..الخ، وفي جميع هذه الأحوال لا شأن للناقد، بمن يقف وراء الشيء الذي إنصب عليه النقد من كل هؤلاء، والهدف في جميع الأحوال يتمحور حول المنتوج وليس المنتج (بكسر التاء). أما قطبها الثالث فهو الجمهور المعني بتأثيرات المنتوج ووقعه عليه ومدى تفاعله معه سلباً أو إيجاباً ، فهو الحكم في جميع الأحوال، وإن كانت هذه الأحكام بدورها تخضع الى عوامل عديدة، يقف في مقدمتها المستوى المعرفي النسبي لوعي الجمهور وطبيعة الظروف التي تحيط بعملية النقد نفسها، وعوامل الضغط الأخرى التي يتعرض لها الجمهور نفسه؛ من سياسية وإقتصادية وإجتماعية. أما رابعها، فهو في تقديري؛ موضوعة (النقد) نفسه، وهي المحرك (الدينمو) الذي يبعث النشاط وردود الفعل في سائر المكونات الأخرى ..!


وفي عصر الإنترنيت، أصبحت عملية النقد من السهولة بمكان، لما تمتلكه هذه الوسيلة الساحرة من إمكانات يسرت الطريق للجميع خوض غمار هذه العملية بسهولة وبساطة، مما لم يعد معه، وجود لحدود النقد، أو قيم تتبع، أو أخلاقيات تراعى، أو مقاييس يقاس عليها، فالكل يدعي إمتلاك الحقيقة، إلا من رحم ربي، وأصبح متاحاّ أمام الجميع، مزاولة هذه العملية وفق ما يعتقده أو يراه مناسباًّ لأهدافه ولتحقيق أغراضه، حينما كان الأمر سابقاً، متعذراّ في مجال الوسائل الإعتيادية مثل الصحافة المقروءة، وهذا الأمر من السمات التي ترافق عملية النقد على هذا الصعيد، و ستبقى ماثلة الى ما لا نهاية، حتى بات معه إمكانية القول: بأن الكل يكتب وليس ثمة من قاريء..!


فأصبح من نافل القول؛ أن يتعرض الكثير من المبدعين في سائر الحقول العلمية والأدبية والإجتماعية والفلسفية والسياسية ، الى الكثير من ضروب التشهير والمناكدة والتقريع وأحيانا التهديد، لا لسبب ما، سوى أنهم مارسوا حقهم في إستخدام عملية (النقد الموضوعية البناءة) طبقاّ لقواعدها العقلانية، من جهة، وأحياناّ نتيجة لرد فعل المتلقي السلبية لموضوعة النقد نفسها، وحرفها عن قصدها المنشود، الى شخصية الناقد نفسه، حقاً كان ذلك أم باطلا؛ مما يبدو معه وكأن الأمر يتعلق بحسم مسألة شخصية، تضيع بين طياتها الحقيقة المبتغاة، ويتحول الأمر الى مجرد سجال لا طائل من وراءه ، غير شد الأعصاب ومغايظة الطرف الآخر، أو أن ينتهي الأمر، بإتخاذ إجراءات تعسفية بحق الناقد، وملاحقة قد تطال حياته في أحيان أخرى..!


ثانيا

ومن اللافت للنظر؛ أن يأخذ (النقد المعاكس) أحياناً، إتجاهاً يؤسس على: تسفيه الآخر وتجهيله، أو وصمه بالتبعية و الدوغمائية والفشل، أوالتمسك بمقولات لم تعد تتماشى مع العصرنة الحديثة وآفاق التطور، وذلك عندما يتم توجيه النقد لآراءه في القضايا الفكرية العامة على إختلافها، أو عندما يضفى عليها مسوح من السطحية والبساطة والتلقائية، أو الإتهام بالجمود العقائدي والأدجلة، بما يصرف النظر عن التدقيق في صدقية هذه الآراء ومدى موضوعيتها..!

الغرض من كل ذلك في تقديري، لا يبتعد عن هدف التعتيم على ما تحتويه تلك الأفكار؛ من حقائق أو إستنتاجات، والتمويه على واقعيتها، وصرف الأنظار عن مضامينها، والتركيز فقط على شخص قائلها، بعد وصمه بشتى النعوت والتخرصات التي تجافي الحقيقة ..!


وليس من قبيل المغالاة، التذكير بمقولة "المؤامرة" على سبيل المثال ، التي أخذت تتردد كثيراّ على الصعيدين الثقافي والسياسي، وأصبح لها من السحر والجاذبية، ما ضيع فرص الكثير من الآراء والتحليلات العلمية، وفي أمور بالغة الأهمية، في أن تلعب دورها المعرفي التأثيري ، لتغرق الحقيقة بعد ذلك، في خضم هذه التشويهات، وتمرر خلافاً لذلك، الكثير من التبريرات والتأويلات والتضليل، تحت غطاء الإتهام بنظرية "المؤامرة"..!؟


ويلعب (النقد المعاكس) بالذات وبشكله المذكور، دوراً إحباطياًّ، يهدف الى حرف الأنظار عن مكامن الخطر الحقيقية، ودفعها نحو وجهة الشك والتشكك بالرأي المطروح وصاحبه، كما ويظهر هذا النقد من الجهة الأخرى، "نصاعة بياض " ايادي تلك المكامن ويدافع عن "صدقيتها"، حتى لو توفر من الدلائل، ما يشير الى تورطها في ما يوجه اليها من إتهامات..!؟


وبهذه المناسبة أقول: إنه ومهما بلغت نظرية "المؤامرة" من ترجيح في القبول لدى عدد غير قليل من النقاد، ولست في موقفي منها من المتعصبين، ولكنها في الوقت نفسه ليست مسطرة ثابتة لقياس كل شيء، يمكن إستخدامها في جميع الأحوال وفي كل الظروف؛ فالأخذ بها، يعتمد على عوامل كثيرة، يقف في مقدمتها حسن النية والمعرفة بظروف الحدث وملابساته وما يحيط به من أدلة، ومن يقف خلف الأهداف المتوخاة من وراءه؛ كي لا يفوتنا الكثير من الحقائق، وتنصرف أذهاننا في النهاية، عن جوهر المسائل لنظل ندور فقط، في ما حولها..!


نظرية "المؤامرة"، وإن لم يكن لها من المقومات التأسيسية ما يجعل منها نظرية في النقد، إلا أن القول بها في مناسبات أو مواقف معينه، قديكون مبرراً أو مقبولاً في الإشارة إليه، وذلك فيما إذا كان الموضوع الذي إنصب عليه النقد، عاجزاً عن إستنباط الحقائق من واقعها الحقيقي وإكتفى في الخلاصة على تعليق أسباب كل ما يجري على نظرية المؤامرة، أو كما متعارف عليه القول بتعليق الأمر على شماعة "المؤامرة"، مما يصبح معه مألوفاً الإشارة الى ذلك..!


ولكن وفي مضمار الصراع القائم في العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه التخصيص؛ يبدو أن القول بما يسمى "بنظرية المؤامرة" وتسويقها على نقد وجهات النظر التي تخرج بإستنتاجات معينة، تحمل (بضم التاء) أطرافا معينة في مضمار هذا الصراع، مسؤولية ما يجري في المنطقة من كوارث وإخفاقات؛ يبدو معه هذا التسويق بإعتقادي، ترفاًّ نقدياً، أو كما بينت فيما تقدم، نوعاً من النقد المعاكس الذي يحرف وجهة التحليل والإستنباط عن أهدافها المنشودة في كشف الحقيقة، بل إنه يمثل بذاته عجزاً عن الخوض في حقائق الأمور ومناقشة الأفكار المطروحة بعيداً عن شخصية قائليها، بل ويمكن القول إن هذا النوع من النقد المعاكس، لا يبتعد في جوهره عن نفس طريقة إلقاء كل شيء على شماعة "المؤامرة"؛ ومع ذاك لا يمنع هذا، من وجود الكثير من الناقدين أو المنظرين والباحثين، ممن يعلق كل شيء على عاتق هذه الشماعة؛ أما التعميم فهو ما يفقد عملية النقد قيمتها..!


فعندما يكون الصراع أو النزاع القائم على سبيل المثال، هو من يحكم سير الأمور في منطقة ما، لا يصبح لنظرية "المؤامرة" من مكان يحسن الإنطلاق منه لتوجيه النقد، أو التعكز عليها في رد الآخر. ويصبح من نافل القول في مثل هذه الأحوال، الرجوع الى (نظرية المصلحة) بإعتبارها النظرية الأكثر تناسباً، والأقدر في المساعدة على التحليل والإستنباط والوصول الى الحقيقة وخاصة، عندما يجري الخوض في الشؤون السياسية الفكرية بشكل عام..!


ومع ذلك، تبقى مقولة "المؤامرة" سلاحاً ذا حدين، والغالب في إستخدامها، هي صيغة (الرد الجاهز) على أفكار الآخر، دون الخوض في صلب تلك الأفكار ومناقشتها؛ فهي في جوهرها لا تمت بصلة الى أصول ومقومات النقد الموضوعي، بقدر ما توحي أو تفضح مرامي من يستخدمها ، أما لعجز في المحاججة والمجادلة والإستنباط، أو لأمر في نفس يعقوب..!


ومن خلال عملية (النقد) في الممارسة العملية، يظهر جلياً أمام المراقب، ما تتمخض عنه هذه العملية المعقدة، من سمات متناقضة، تعبر في جوهرها، عن المستوى النسبي لنضج الثقافة النقدية السائدة في المجتمع، ودرجة إنعكاسها النسبي على أطراف ممارسي العملية النقدية، وما يتحلون به من حيث المنظور المعرفي والأخلاقي، من مستوى الإحترام لرأي الطرف الآخر، وممارسة الحوار والجدل مع آراءه وليس مع شخصه، بكل ما يعنيه معنى الحوار والنقاش والجدل، من معنى ومعرفة وسمو أخلاقي، بعيداًّ عن التعصب والمغالاة ..!


خلاصة القول؛ فإن (عملية النقد) وما يعقبها من تداعيات، هي مرآة تعكس واقع الصراع القائم في الحياة بكل تشعباته؛ بل وبكلمة أدق، فهي عملية لتبادل الأفكار وتنازعها، وتمثل الشكل الآخر للصراع نفسه، وما قد يسفر عنه من نتائج على كافة الأصعدة والميادين، ومحورها الأساس هو الإنسان نفسه؛ وبالتالي، فالخلاف في الموقف أو الرأي إنما هو تعبير عن حيوية المجتمع وتواصل لعملية تطوره في حركة حلزونية دائمة نحو الأرقى، وتأخذ في بعض المنعطفات التأريخية، شكلاً عاصفاًً وسريعاً على الصعيد الإجتماعي، كما هو جار في التحولات العلمية الثورية (الثورة التكنلوجية)، فلا غضاضة والحال، أن تترافق العملية النقدية بكل ما يعيق تقدمها أو يعمل على إبطاء تسارعها، بل وحتى الى محاولة إيقافها..!


فالعملية النقدية بكل جزئياتها وعلى مختلف أصعدتها، هي الآلية التي من خلالها يمارس الإنسان صراعه الطبيعي في الحياة من أجل تطورها؛ ومن خلال سيرورة هذه العملية، يكتشف الإنسان وسائل تهذيبها في الممارسة، التي تخضع هي الأخرى، الى نفس قوانين تطور العملية النقدية..!

________________________________________
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=82868



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: إشكالية إبرام العقود النفطية والمصلحة الوطنية..!
- موقف غير عادل من قضية عادلة..!؟
- أوقفوا قرع طبول الحرب..!!
- تركيا: هل أزفت الساعة..؟!
- البصرة: الى أين..؟
- الحصافة السياسية عند الأزمات ..!!
- تركيا: عود على بدأ..!؟
- الفدرالية: بين خلط الأوراق ودق الأعناق..!؟
- نزيهة الدليمي.. لك الخلود..!
- العراق: فدرالية للتوحيد أم فدرالية للتقسم..!؟
- العراق/ النفط: مع من نقف..؟!
- إيران: حسن الجوار أم قطف الثمار..؟!
- العراق: محاولة تمرير قانون النفط والغاز بالإيحاء..!!؟
- حمامات الدم في كربلاء: من يقف وراءها..؟!
- العراق: الوطن الباقي..!
- الحزب الشيوعي العراقي: أين يقف..؟!
- العراق: كنوز المعرفة والتراث من يحميها..؟!
- العراق: العملية السياسية.. هل من جديد..؟!
- سنجار قلعة للصمود..!!؟
- العراق: العملية السياسية - الشروط والإلتزامات..!؟


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007 - باقر الفضلي - الحوار المتمدن والعملية النقدية..!