أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - الحروب الأهلية و سياسات الأنظمة و النخب....














المزيد.....

الحروب الأهلية و سياسات الأنظمة و النخب....


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 11:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تظاهر العديد من العلويين السوريين مؤخرا مطالبين بعودة رفعت الأسد , لقد أوحت طبيعة المرحلة لهؤلاء بأن رجلا كرفعت الأسد الجزار المعروف في مرحلة الصراع مع الإخوان هو رجل المرحلة في مواجهة الأخطار التي قد تحملها للعلويين السوريين..هذا دلالة على النكوص العام..فرجال المرحلة مرحلة الحرب الأهلية الواقعة بالفعل أو مرحلة الإعداد لها ( كما هو الحال في كل منطقتنا عمليا ) هم مثل رفعت الأسد أشخاص لا يقيمون أي وزن للإنسان , باختصار مستعدين للقيام بأي شيء في سبيل السلطة و باسم "الطائفة"..هذا تعبير عن أزمة عامة و عميقة و قد يكون فاتحة لمراحل أكثر دموية و تدميرا من هذه الأزمة..هذا هو الشكل السائد اليوم لما يمكن أن نسميه ب"وعي الذات" أو وعي الهوية..تاريخيا يمكن أن نرصد صعود هذا النمط من الوعي مع التراجعات المتتالية في أداء و سياسات الأنظمة الحالية خاصة القومية منها حتى بلغت درجة الأزمة و أخيرا دخولها مرحلة الأزمة المستعصية على الحل..نأخذ هنا على سبيل المثال حالة الجماهير الشيعية اللبنانية و العراقية التي كانت دوما الأكثر فقرا و تهميشا اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا سبق أن شكلت القاعدة الأساسية لليسار العراقي و اللبناني في منتصف القرن الماضي..حدث التطور تحديدا في إطار المواجهة بين المؤسسة الدينية الشيعية و بين اليسار و قد استفادت المؤسسة الدينية من الضربات الموجعة لليسار من جهة و من أداء النظام السياسي في العراق و لبنان في تطوير شكل مختلف جدا من "وعي الذات" هذا , أخذ الشيعة العاديون ينظرون إلى أنفسهم أساسا كشيعة و تحول بالتالي تمثيلهم السياسي إلى الجناح السياسي للمؤسسة الدينية الشيعية..لكن صعود هذا "الوعي" الطائفي "القديم الجديد" بالذات مرة أخرى لم يتم فقط في مواجهة اليسار بل تم بشكل أساسي في معظم الحالات في مواجهة مشروع الدولة كمشروع لإنتاج مجتمع موحد على نحو زائف و بقوة القمع..من هنا كان صعود حزب الله و حركة أمل مثلا كتعبير عن هذا التطور في مواجهة مشروع الدولة أساسا و القيادات الشيعية التقليدية و اليسار في مستوى آخر..هنا نجد الإخوان في سوريا و العراق و لبنان و هم يتخلون عن مبادئ فترة النشوء المتعالية على الخطاب الطائفي كجزء من مشروع نهضوي إسلامي عام و يلعبون ذات الدور بالنسبة للسنة أي أنهم يلعبون الدور المقابل لرفعت الأسد و للقوى السياسية الشيعية الصاعدة , إنهم يمثلون "الوعي المضاد" للأغلبية السنية و يعبرون عن رغبتها على امتلاك "قوة مقاتلة طائفية مضادة" مستعدة للذهاب إلى ذات المستوى من الدموية و اللا مساومة في صراعها ضد الآخر الطائفي , هذا الوعي الطائفي يستفز نقيضه بل لا يستطيع أن يوجد من دون نقيضه و من دون الإحساس بالغبن و الظلم الواقعي في أغلب الأحيان و لكن الذي مصدره قوى اجتماعية و سياسية تجري عملية تجسيدها "الزائفة" بالطائفة-الخصم لهذا فهذا "الوعي" الطائفي ليس إلا نتيجة للاستلاب و التزييف الاجتماعي و السياسي و الفكري و هو أيضا حامل لهذا التزييف..إن تغلغل الوعي الطائفي الزائف اليوم بلغ درجة بعيدة بحيث أنه حتى الصراعات غير الطائفية يجري تطييفها و استخدام مفاهيم هذا الوعي الزائف فيها , مثلا فتح "السنية" مقابل اتهام حماس بالتشيع الهرطقي..هذا الوعي لا يستطيع أن يعد إلا بحروب متجددة متواصلة مدمرة تكون فيها الجماهير مجرد وعاء للضحايا و المجاهدين , حروب دموية و ربما استثنائية في دمويتها و عبثيتها , حروب كما نرى اليوم في لبنان عن اسم الرئيس المقبل أو كما في العراق عن "الطائفة المهيمنة على السلطة"..في أفضل الأحوال ما يمكن إنجازه تحت سيطرة هذه الخطابات الطائفية هو حالة من التوازن الهش القائم على قواعد فض اشتباك بين هذه القيادات ذات الخطاب الطائفي و بالتالي ظهور و تكريس أشكال مختلفة للهيمنة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية لهذه القوى..على الطرف المقابل فإن الأنظمة كالنظام السوري مثلا التي تبدو "قادرة" مؤقتا على السيطرة على هذه المخاطر لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعتبر و لو جزءا من الحل , إنها السبب الحقيقي وراء صعود هذه المخاطر الداهمة..إن عدم سقوط النظام السوري هو علامة على الأزمة نفسها و ليس العكس , إنه دلالة على عمق الأزمة التي نحن اليوم بمواجهتها..قد يذهب البعض أيضا إلى أن صعود "نظام قوي مركزي" في العراق أو صيغة أكثر عقلانية من النظام اللبناني القائم على المحاصصة بين قيادات الإقطاع السياسي و رأس المال السياسي التي تستمد سيطرتها على الشارع من خطاباتها الطائفية المتشددة بالضرورة في وجه الآخر الطائفي قد تساعد على استيعاب هذه المخاطر , لكن هذا في الحقيقة مجرد تأخير للانفجارات القادمة لا محالة , كل هذه الصيغ السائدة للسلطة ذات المضمون الطائفي الصريح أو الضمني لن تؤدي إلا إلى تعزيز حالة الحرب الأهلية القائمة فعلا أو الكامنة تحت الرماد , إنهم جميعا لوردات محتملين للحرب المتوقعة و التي يدفعون البلد إليها دون أي وازع سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو حتى في أماكن أكثر استقرارا تقليديا , لا يمكن إنهاء هذه الصراعات و مخاطرها إلا ببناء مجتمع لا طائفي..هذه العملية لن تكون ممكنة قبل أن تشتد أزمة القوى الطائفية و تتعلم الجماهير بخبرتها المباشرة ضرورة بناء حالة سياسية اجتماعية عقيدية تقوم على أساس ديمقراطي مباشر بعيد عن أشكال الديمقراطية التوافقية التي تدفع القوى السائدة الطائفية خاصة إلى مركز الفعل السياسي و التأثير الاجتماعي و الاقتصادي..






#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أناركية بيتر كروبوتكين الشيوعية
- -المؤسساتية- في العمل السياسي
- إعلان جديد للاستقلال
- في موسم البياخة و أيام الكذب...
- نحو الأناركية
- الأخوة عمال القطاع العام :استعدوا , نظموا أنفسكم فالمواجهة ق ...
- أيها الشيوعيون السوريون : صباح الخير !!
- العمل المباشر DIRECT ACTION
- نحو يسار جديد....
- من أجل تثوير السياسة....
- عن البشر العاديين.....
- ماركس التحرري ؟
- تاريخ الأناركية
- الأناركيون و البلاشفة و سيرج
- فكرة الحكومة الجيدة
- نحو شيوعية تحررية
- أميات نجيب سرور..في هجاء الواقع.....
- درس فرنسي في العدالة...
- القدر عند ابن تيمية
- الله و السلطة...


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - الحروب الأهلية و سياسات الأنظمة و النخب....