أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا أرنست - الصلاة تنجو بالسلام














المزيد.....

الصلاة تنجو بالسلام


رشا أرنست
(Rasha Ernest)


الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 11:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السلام...الصلاة، كلمتان تنسجمان دائما, كلا منهما تُعني الكثير. كما أن رابطاً قوياً يربطهما بعضهما البعض. فمن يُصلي صلاة حقيقية من قلب خاشع إلى الله، يرى دائماً سلاماً واضحاً أمام عيناه. فيشعر انه يقود العالم الصغير الذي يحكمه بسلاح الصلاة نحو السلام. وكلما كانت صلاته صادقة من أعماقه، واثقة في الله القادر، كلما كانت نتائجها دائماً نحو الخير والسلام. مهما كانت الظواهر تدل على غير ذلك. فللصلاة قوة لا يدركها إلا من عاشها. وهى تحرك رغباتنا الصالحة نحو الأفضل دائماً. وعلاقتها بالسلام علاقة وطيدة فهي التي تمنح الإنسان السلام الخاص مع الله ونفسه والآخرين. وتستطيع أن تنجو بالسلام من أنياب التعصب والتفرقة واستغلال الآخر.
هناك كثيرون يسعون إلى السلام الحقيقي، ويُصلّون ويَعملون من اجل نشره بقدر المستطاع. والحركة العالمية من اجل نشر السلام تسير إلى الأمام رغم كل ما نشاهده من أحداث عنف وتعصب في العراق وفلسطين ولبنان، ورغم كل الاختلافات التي يبحث عنها بعض من تهيئ لهم أنفسهم أنهم قادرون على تسيير قانون الغابة أو فرق..تسد. والدليل اللقاء التاريخي للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بالبابا بندكتوس السادس عشر بالفاتيكان في السادس من نوفمبر 2007م. هذا اليوم الذي سجله التاريخ من نور، نور يبعث الأمل والتفاؤل لحلول السلام كحل أساسي لكل ما تمر به البشرية من تغييرات نافعة وضارة. هذا اللقاء بمثابة الضوء الأخضر لكل مُحب للسلام، لكل بذرة زُرعت في قلب طفل صغير عيناه صوب الشمس التي تشرق على الجميع دون تفرقة.
هذه الزيارة التاريخية لأول ملك سعودي ورمز الأمة الإسلامية يزور رئيس الكنيسة الكاثوليكية ورمز للدين المسيحي في العالم. لم تكن فقط زيارة فريدة من نوعها لكنها سقوط لكل السدود التي بنيت عبر السنين الماضية. السدود التي ازدادت بين ثقافتين وحضارتين وفي لقائهما انهارت تحت أقدامهما معلنة أن الله الواحد هو واحد للكل. واهب السلام، السلام الذي يرجوه كل المؤمنين به إيماناً حكيماً خالياً من كل تعصب أعمى.
حينما نتكلم عن السلام لابد أن نوجه كلامنا بشكل جديّ لكل الأجيال الصاعدة والتي ستكون يوماً ما مسئولة عن نشر السلام. فان كان بعض ممن يديرون دفة العالم الآن يتكلمون عن السلام ويحققونه بطرق عكسية، فهناك أيضاً من يفعلون ويمدون جسوراً جديدة للسلام عبر حضارتين طالما اختلفتا على مر العصور. ففي لقاء البابا بندكتوس السادس عشر والملك عبد الله بن عبد العزيز امتداد لجسر بُني بلقائهما وسيمتد بحكمة وفهم الأجيال المعاصرة والقادمة. لذلك فعلى الجميع الانتباه لهذه المبادرات وهذه الخطوة المحسوبة والتي انتظرناها طويلاً نحو الانفتاح على الآخر.
لم يكن أبداً السلام سهلاً، فثمنه دائماً يكلف الكثير. وقد بذل البابا الراحل يوحنا بولس الثاني مجهوداً كبيراً سجله التاريخ، فبدأ في حياته مراحل السعي نحو السلام مع الأخر. في 27 أكتوبر 1986م كان البابا يوحنا بولس الثاني يرئس يوما عالميا للصلاة من اجل السلام في اسيزي مع ممثلي عدد من ديانات العالم. فكان له الفضل في بدأ حوار الأديـان الذي كان يشجعه دائماً و يُقيم له مؤتمرات كثيرة في بلاد كثيرة منها أسيزي ، ايطاليــا و غيرها. وفيها أعطى الجميع فرصة الإصغاء للآخر. كتب البابا يوحنا في كتابه (العبور إلى الرجاء): "كان للقاءات الصلاة، في اسيزي أهمية بالغة، بخاصة الصلاة لإحلال السلام في البوسنة 1993، كما أن لقاءاتي مع المسلمين في أثناء رحلاتي الرسولية المتعددة إلى أفريقيا واسيا، إذ حدث أن أكثرية سكان البلدان التي قصدتها كانت من المسلمين، وهذا لم يمنعهم من استقبال البابا بحفاوة بالغة، والإصغاء إليه بمودة".
ويُذكر أن البابا يوحنا بولس الثاني كان أول بابا يدخل مسجداً حين زار المسجد الأمـوي في دمشق عام 2001 .
لقد مدّ البابا يوحنا بولس الثاني جسوراً كثيرة بين العالم المسيحي متمثلاً فيه كرئيس للكنيسة الكاثوليكية وبين الأديان الأخرى. لقد مدّ جسوراً راسخة بزيارته لمصر، المغرب، العراق، فلسطين،....الخ. لم يكن إيمانه بقوة الصلاة قليلاً، والدليل أن نتائجها تزداد مع مرور الوقت وان تأخرت لأسباب كثيرة، لكنها دائماً تأتي بنتائج ملهمة وقوية تشدد على فكر كل إنسان يطمح إلى عالم خالي من الكراهية والتعصب والتباعد. إلى كل إنسان يطمح في صلاته إلى عالم مليء بالسلام والآمان الذي هو حق للجميع.
الصلاة لا تغير الأحداث، إنما تستطيع أن تغير مفاهيمنا وقيمنا وطرق تفكيرنا نحو الأفضل. لقد دّعا البابا يوحنا في حياته كثيراً للصلاة، فهو أدرك قوة الصلاة بصدق وثقة في الله وعاشها في ضميره ورسالته. وكانت سلاحه ضد العنف، واتجاه العالم إلى الضياع بقبول الحروب. كانت صلاته ودعوته للصلاة سلاحاً لتبديل العالم في نظره، لتشجيع العالم أن يفكر في إرادة الله التي تريد الخير لجميع البشر. صلاته لم تذهب يوماً، إنما كانت تنمو وتزهر بين الحين والآخر ثماراً تليق بالمحبة وقبول الآخر.



#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنشاء وزارة لذوي الاحتياجات الخاصة تراجع في إنسانيتنا
- السجن بانتظار الصحفيين في مصر
- ماذا بعد الاغتيال في لبنان؟؟
- إعلامنا يحتاج إلى وقفة
- فقراء مصر على حافة الموت
- هل توقف الزمن عند 11 سبتمبر؟
- من يُصغي إلى البابا بنديكت؟
- السلام المعجزة المنشودة
- الكنيسة الكاثوليكية تؤكد إيمانها وأقباط مصر وقعوا في فخ الإع ...
- لا لشعار...البقاء للأقوى
- لماذا قدم البابا شنودة مذكرة للرئيس مبارك؟
- نحن و العالم
- صعيد مصر و صعوبات ذوي الاحتياجات الخاصة
- غزة تُزهر وسط النار
- رسالة الآخر هي رسالة حياة
- بشراً متساوون
- قتل و اختطاف الصحافيين وسيلة إنذار لا أكثر
- نظرة في واقع مجروح
- رسالة إلى ........
- أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية و هاوية التكفير


المزيد.....




- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- سوناك يدعو لحماية الطلاب اليهود بالجامعات ووقف معاداة السامي ...
- هل يتسبّب -الإسلاميون- الأتراك في إنهاء حقبة أردوغان؟!
- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشا أرنست - الصلاة تنجو بالسلام