أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - هل يصلب المسيح في غزة؟















المزيد.....

هل يصلب المسيح في غزة؟


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2103 - 2007 / 11 / 18 - 11:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل يصلب المسيح في فلسطين؟
قبل عدة ايام خرجت غزة عن بكرة أبيها بقلب وصوت رجل واحد تعبر عن حقيقتين,أولهما وفائها لقائد وطني,وثانيهما رفضاً لسياسة كتم الأصوات,فالرسالة الأخيرة عبرت بوضوح وبصوت مسموع,ومقروء,ومرئي , لا لكاتم الصوت,فهو ذاكره سوداء بأعماق شعبنا,حيث كان لكاتم الصوت روايات تحكي وتتناقل بين البشر للبشر,والحجر للحجر,والشجر للشجر,حتى الطير في السماء لازال يتناقلها ويروى أحداثها..
كاتم الصوت , سياسة الإحتلال التي استخدمها منذ ان وطأت قدماه أرض غزة هاشم والضفة الغربية والقدس,ويافا وحيفا,ولم يتخلى عنها حتى يومنا هذا..
نعم ، غادر بقعة من أرض غزة,لكنه لازال يدنس جزءاً منها,ويعكر صفاء سمائها بسحابة سوداء,أسود من حقيقته وكيانه الغاصب الذي أرفض قبول فكرة الإعتراف بواقعية يهوديته التي تلاشت منذ نبوخذنصر والسبي الأكبر وأضحت خليطاً ممزوجاً بعرقيات وأصول متنوعة متصهينة,وتهودت لتسير خلف قاطرة الاعلام الهرتزلي الذي أطلق العنان له في بازل 1897مـ..
من هنا تبدأ قضيتنا ولم تنتهي بعد منذ ان استسلمنا فخضعنا لكل المسميات والمصطلحات التي غزتنا من الشرق والغرب لتعشش في عقولنا وقلوبنا,ولتسيطر على أحلامنا,وتنال من الحقيقة التي نحاول نحن القفز عنها..
وما أصل الحقيقة بالصورة؟!
الحقيقة هي البؤرة التي تتجمع في نقطتها او عدستها الأشعة المكونه للصورة,وهي التي تتحول لصورة نلمسها ونراها,فان كانت الحقيقة قد بثت أشعتها فنحن اليوم نرى صورتها التي تجسدت,ظلم يورث ظلم,وظالم يُقلد ظالم,والفكرة حلقة من ضمن الحلقات في المسلسل التأريخي الطويل الذي بدأه أجدادنا,ونعيشه نحن, وربما لن يشهد خواتمه أبناءنا..مسلسل حلقاته (59) حلقة,استغرقت في كواليس الإخراج منذ 1920,أي سبع وثمانون حلقة,تحمل من الدراما المؤثرة ابداع في الحزن والألم,ولكنها دراما مسوقة لا تحمل سوى العصا,أي "العصا لمن عصا"..
الدراما الفلسطينية:
نقطة الأصل,البدايات والنهايات,لم يعشها السلطان عبدالحميد,ولم يقرأها جمال عبدالناصر,ولم يحلم بها يوماً أو يتوقعها ياسر عرفات الذي جمع كل الأدوات وتحول لربان وقبطان يتثبت بدفة القيادة.
لاطمته الامواج يميناً وشمالاً,مزقت أشرعته لكنه لم يغرق,ولم تقع منه القضية في بحر الظلم والموت,سار متصدراً دفة القيادة,لم يتراجع للخلف أو يحمي جسده من قطرات الموج الثائرة,غسلته فطهرته فدفعته للمضي قدماً حتى استيقظ وسط ضربات السيوف الإستعراضية,وحرس الشرف لترحل به الشمس الى حيث آتى..
كان الخلف قد أمسك بجزرة الديمقراطية التي حامت حولها الأرانب الجوعى فقضمت منها حتى شبعت وامتلأت أمعائها فأصابها ما أصاب أبرهة,تخمة من الغرور والاستعلاء فحمل فأسه لهدم البيت,و جَيش الصواري,وسَير الأفيال,فداسته تحت أقدامها وسُحق أبرهة وبقي البيت قبلة للحجيج..
أبرهة الفلسطيني أصابته تخمة النسيان وغدى يستلقي وكرشه السياسي منفوخ بالغرور ,ونفسه مغثيه من الاستعلاء والغباء ,فسقط عندما فتحت صناديق الإقتراع, وقذفته الامواج كما قذفت طير أبابيل أبرهه وأطماعه,واستلمت الدفة وحملت الراية كلمات المسيح بما حملتها من تسامح ووعود برغداء الحياة ..وبدأنا نعيد الفصول,ونعيد قرائتها من جديد..
المسيح الذي عرفناه لم يرفع السيف,ولم يلطم من عاداه واستعداه,حمل إيمانه, وبدأ بالهداية, نادي ودعا للمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام,وصلب المسيح وصعد الى حيث أراد الله..لم تخسف به الأرض,ولم ترجمه طيور الأبابيل ولم ينشق البحر ويبتلعه..
أما مسيحنا فإستل سيفه من غمده,وجز الرقاب كما جزها أبا يوسف الثقفي,صرخ"أمتي أرى رؤوساً قد أينعت وحان موعد قطافها" فالرؤوس تحمل عقول,أسمائها من أسماء فلسطين,أحمد ، محمود ،ياسر, علي, عثمان وخالد..لم نلحظ بينها شمعون,أو دافيد,أو حاييم..وبصماتها من حملت شعار المسيح,وعدالة أبا القاسم الأمين,واختارت الصادق الأمين,القوي المتين,حتى شرعته ملكاً على رأسه التاج..
الصادقون العابرون:
حلمت المرأة,والرجل,والشيخ,وثغر الطفل فاه ابتهاجاً وهو يستلقي تحت أشعة الشمس يبني جسده من دفئها,ويشعل شمعة ويودع سحابة الظلم من سماء غزة,غادرنا جند شارون,وهللنا فرحاً وطرباً,نثرنا الورود على رؤوس المستعرضين ببنادقهم المقاتلة وهي تجوب المغتصبات أو "المستوطنات" حتى لا يتأفف الواقعيون من يريدوا المسميات بإسمها,وغزونا مصر(العريش) احتفالاً,لم نبق شيئاً في الجيوب حتى عدنا من بوابة صلاح الدين التي عبر منها لتحرير قدس الأقداس,تعمدنا أن نعود من هذه البوابة التي تحتضنها بوابة الجنوب عسى أن يكون العبور على خطى أمير التحرير في حطين,ومع كل اشراقة يوم جديد تتضح الرؤيا,ويبدأ الهلال بالتكوين ليعلن عن ميلاد بإسم فلسطين..
لم ننتظر طويلاً حتى بان المرج,وبدأت البذور تتحول لنبات بفعل عوامل الطبيعة,وفاز من فاز وخسر من خسر,وانطلقنا نشرع,نحلل,نحرم,نقتل,نحرق,ندمر,نبدع تصوير مشاهد ومسلسلات الأكشن مع الدراما,حتى جاء الحسم,وظهر الحق وزهق الباطل,وتلاحمنا جميعاً أمام مشهد لا اعتقد أن التاريخ سيطمسه,مشهد سقطت به القلاع وداست به الاقدام ماداست,ولوحت العصا,وانطلقت الرصاصات,ولم تعد تحلق الحمامات البيضاء,غربان سود ملئت السماء والأرض بصغار فراخها التي حملت الشؤوم وعلامات التشاؤم,فخشينا رفع الراية البيضاء,وارعبنا جرس الباب الذي يقرع مع بزوغ أولى علامات الفجر,فهي تحمل ذكريات وذكريات لا تتسع لها عشرات المؤلفات..
وقفزنا من شرفة الماضي لنلحق بالحاضر ونحاول الإمساك بطرف المستقبل المجهول في رحلة النفير والوعيد,النفيرضد الانقسام الذي شطر القلب لبطين أيمن,وبطين أيسر وكلاهما مزقا الشريان الرئيس ، والوعيد الذي تحمله غزة ضد كل الطغاة..
إنها الحقيقة :
دائماً الحقيقة غريبة وسيف بحدين,يصيب أينما غرسته,فإن لم يقتل فإنه يصيب ويجرح,وإن لم يقتل فإنه يترك آثاراً لا تداويها كل عمليات التكنولوجيا الطبية,هي هكذا الحقيقة..
لاتروي زرعاً,ولاتجمع حصداً,تبقى هائمة على سطح النفس البشرية كالزوان لاأحد يستفيد منها,وهي نفس الحقيقة التي حملتها رحلة غزة الأخيرة,رحلة العذاب,ورحلة الحج الى أرض الكتيبة..
وكأن لسان غزة يرفض تجاوز موسم الحج لهذا العام,بدأه بالإنطلاق جموعاً وحشوداً ليعبر به معبر العوجا,وبيت حانون الى الديار التي بدأ منها إبرهه..
ليست كل المسلمات مطلقة,فهي دائماً تنحاز للنسبية,والنسبية هنا ليس بقانون انشتاين او نظرية فيثاغورس وجاذبية نيوتن,بل هي مسلمة غزة,ونظريتها التي لاتقبل تعدد التفسيرات والاجتهادات,معادلة طرفاها معلوم ونتيجتها معلومة لا تقبل الحوار والاجتهاد...
وطن+شعب=فلسطين
غزة+الضفة=فلسطين
القدس+يافا=فلسطين
فلسطين+فلسطين=فلسطين
لوعاد الزمن لكنعان أصل أجدادنا الكنعانيون لن يذكر سوى ملحمة عنوانها يبوس,وشعب احتضن سيرة الجدود وسار بها الى يوم حطين,حتى فجر رحلة الوفاء الحزين..
رسائل لم تصل:
ليس كل مغلف أبيض يحمل رسالة,وليس كل رسالة تصل الى المستهدفين منها..هنالك رسائل تسقط من ساعي البريد,وهناك رسائل حروفها غير واضحه للمعنين, فتتلعثم الألسن في تحريفها خشية من استيضاح حقيقتها,وتزوغ الأبصار وتقفز نهايات كلماتها ليتوه المعنى,ويتشرذم بعد عناء البحث في المعاجم حسب طرائق البحث اللغوية.
فآلاف الرسائل لم تصل,ولم تقرأ رسائل دونتها حناجر لاحقتها بساطير الظلم,وسيوف القهر,ورصاصات القمع...ولم تقرأ بدايتها أو نهايتها,بل قرأت هوامشها الغير مفيدة..
وفي النهاية سقط الأُميون,جهلة السياسة,أغبياء القوم,وبقيت فلســــطين..



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكري الختيار ايحاء واستذكار
- مؤتمر دمشق ترسيخ لحالة الانقسام الفلسطينية
- خبر عاجل
- المقاومة العراقية والمجهول
- ماهر الطاهر لا يباع ويشتري بسيارة
- نجاد القدس لا تستصرخكم
- غزة وموضة المفخخات
- اتفاق في الأفق.. فتحاوي ، حمساوي
- وعانق الفارس عروسه فلسطين -حيدر عبد الشافي في ذمة الله-
- فصائل المقاومة الفلسطينية تتبني المصطلحات الأمريكية
- صورة حقيقية من غزة
- التسول في غزة مهنة أم حاجة؟!
- حماس وفتح وأخطاء السلطة
- فقراء الجبهه الشعبية وطاحونة الفساد
- ماذا لو اعتقلت وأنا مع زوجتي وابني
- قمة طهران وتوقيت تعليق عضوية الجبهة الشعبية في هيئة منظمة ال ...
- هل تغرق سفينة حماس ببحر غزة؟
- ضرائب الضفة للرواتب والخدمات وضرائب غزة للسلاح والأعراس الجم ...
- إن كان التطرف دينكم فالتسامح عقيدتنا
- أين أبي


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - هل يصلب المسيح في غزة؟