أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد الحسني - بناء الذكاء الخلقي، الفضائل الجوهرية السبعة الحلقة الثالثة















المزيد.....



بناء الذكاء الخلقي، الفضائل الجوهرية السبعة الحلقة الثالثة


سعد الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 2102 - 2007 / 11 / 17 - 10:26
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الفضيلة الجوهرية الثانية
الضمير
معرفة الطريق الصحيح والنزيه والعمل بموجبه
" قال أحد الأباء عقب ما يسمى بالورشة الأبوية في مشيغان :
أراني ابني ذي الثانية عشرة من عمره مساء أمس درجة (أ) التي حصل عليها في امتحان الحساب ". واوضح بقوله " كنت فخورا به حقا إذ انه كان قد درس بشكل جاد . ثم لاحظت انه كان قد كتب نصف الأجوبة على يده. وحين واجهته بذلك قال إن كل طالب كان قد فعل نفس الشيء ولا يهم ذلك كما لا ينبغي أن اغضب على ذلك. في الواقع اعتقد إنها مشكلة كبيرة – فهو قد قام بالغش . لقد شعرت كما لو إن ابني ليس له ضمير !" .
توقف الرجل لبرهة ثم أضاف " لدي خمسة أطفال – أكبرهم يبلغ الثلاثين من العمر الآن – لكني اعتقد إن من الأسهل إن تكون أبا في تلك الأيام الماضية. لقد اعتاد كل شخص إن تكون له نفس القيم وكنا جميعا نساعد بعضنا البعض . ولم يكن علينا أن نقلق بشأن ما كان يشاهده الصغار أو يستمعوا إليه لان الرسالة كانت عنيفة جدا أو سوقية جدا. بعض الأحيان كنت اشعر أني مراقب اكثر مني أبا . يبدو إن كل شيء في حضارتنا هذه الأيام يواجه أنواعا من الأخلاق والضمير التي أريد إن يملكها ابني ". ثم قال ما كنت قد سمعت العديد من الأباء يقولونه مؤخرا : "أنا استغرب ما إذا كان أولياء الأمور تلك الأيام يختلفون في خلق إحساس قوي بالضمير لدى أطفالنا ".
إن نهاية القرن العشرين في أمريكا يمكن إن تدعى (بفترة التآكل الأخلاقي) . فالفضائح التي شملت مسئولي الحكومة الكبار قد احتلت العناوين الرئيسية ،فقد ظهرت على السطح اتهامات بالفساد والدعارة والسرقة وتعاطي المخدرات(بين الآخرين) . واصبحت شبكة الاتصال الدولية (الانترنيت) اكثر رعباً. فقد ظهرت مواقع جديدة لجماعات الكراهية والشيطنة والإرهاب والإباحية ومبيعات الأسلحة وتعليمات صنع القنابل. واخذ التلفزيون يعرض مشاهد جنسية عرضية اكثر إضافة إلى تكريس المادية والسوقية والسخرية والسلوك الشائن. واصبحت العاب الفيديو اكثر قسوة جنبا إلى جنب مع الأغاني والفرق الغنائية. إضافة إلى ذلك أصبحت الأفلام اكثر سخونة وعنفا. وتشير الإحصائيات المزعجة بقوة إلى إن هناك انهيار متواصل للرسائل الاخلاقية على حساب تطور ونمو الضمير لدى أطفالنا .دعونا ننظر إلى ستة علامات مزعجة لازمة الضمير لدى شبابنا.
ارتفاع العنف لدى الشباب : ما من شك إن العنف لدى الشباب يشكل قلقا كبيرا لدى الأمريكان وهو قلق مشروع، فمعدلات العنف بين البالغين هي أعلى بشكل كبير في الولايات المتحدة مما في الأقطار الأخرى . وتذكر الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال إن في الولايات المتحدة أعلى معدلات جرائم الشباب والانتحار من بين ست وعشرين بلدا في العالم. وما يدق ناقوس الخطر هو إن العديد من الجناة الصغار لا يبدون إلا قليلا من الندم ولا يرون أي خلل في اغعمالهم. إن تلك هي علامات واضحة لازمة الضمير والتي يجب أن تؤخذ على محمل من الجد.وهذه هي الحقائق : منذ الحرب العالمية الثانية ازداد معدل جرائم الجانحين في الولايات المتحدة بمقدار سبعة أضعاف ورغم إن البيانات الحديثة تكشف إن مستوى الجريمة العنيفة اخذ يهبط في بعض أنحاء الولايات المتحدة لكن ذلك آمر مبكر جدا كي نحتفي به. وكما يشير جيمس كاربارينو مؤلف كتاب (الأولاد المفقودون) " انه في الوقت الذي هبطت فيه معدلات جرائم الشباب عام 1997 إلا إن هذا المعدل بين الشباب في المدن الصغيرة والريف قد ازداد بنسبة 83% ". توضح هذه الإحصائية انه في الوقت التي ترتبط فيه جرائم الشباب أساسا بالمناطق الحضرية الكبيرة (والتي نحن نهملها بشكل مأساوي) إلا إن المشكلة الآن هي في كل مكان. لذا فان كل طفل – سواء ابنك أو ابني – يتمتع بفرصة بذلك.
تضيف بعض البيانات الإضافية عبئا على الصورة المزعجة للشباب التي تبدو متدنية أخلاقيـا فيقدر ( مركز الأمـن المدرسي القومي ) إن قرابة 525000 حادث " اعتداء وهجوم وسرقة تحدث بمعدل كل شهر في المدارس العامة الثانوية ". كما وتقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن 22% من الطلبة كانوا ضحايا لعنف طلبة المدارس الثانوية الأمريكية المنتشرة والمعروف (بعنف المراهقين) – حيث الاعتداءات البدنية التي لم تسبب إصابات شملت الإهانات ورفع الاكف تهديدا والصفع على الوجه والضرب المباشر. إلا إن الجريمة العنيفة لا تخص " الأولاد الكبار " حسب: فبعض اكثر التقارير خطرا تدرج قائمة بالجانحين الذين تتراوح أعمارهم ما بين العاشرة والرابعة عشرة.
تسبب مجموعة عوامل العنف لدى الشباب إلا إن موضوعا واحدا متكرر الحدوث هو إن هذا العنف لا يمكن تجاوزه. فالعديد من الشباب اليوم قد تدنت ضمائرهم وذلك ما زاد ميلهم للعمل بأسلوب عدائي ومناهض للمجتمع. وتقدم الدراسة التي أجرتها باربرة ستويل وزملائها حول نمو الضمير رؤية في بذور العنف. فقد اكتشف هؤلاء الباحثون إن الشباب بمعدل الخمسة عشر عاما من العمر لا يزال يكشف عن "ضمير مرتبك" يحدد قدرته على الانشغال بالتفكير الخلقي القائم على أساس الواقع والقائم على تقييم نتائج سلوكه. وتوضح ستويل إن ما يحتاجه الصغار اكثر في هذه المرحلة من النمو الخلقي هو ما تدعوه "بالضمير الخارجي"، أي شروطا جوهرية مثل القيود والحب والاشراف والقواعد والأمثلة الخلقية القوية التي تعزز الضمير القوي. وهذه هي نفس الشروط التي لا يملكها ابنائنا الميالين إلى العنف اكثر . فمع الضمير المتدني والدعم الخارجي المحدود يكون هؤلاء الأبناء ضعيفين إزاء الدوافع العدائية ويكون العنف في الغالب هو النتيجة الحتمية . دعك من المعتقدات الخلقية الواهنة والضمير الضعيف قيد تصرفهم، فانه من الأسهل بالنسبة لهؤلاء الصغار أن يستنتجوا إن الانتقام (بأية وسيلة) هو آمر مقبول – ثم يعملون بموجب ذلك.
زيادة القسوة لدى الاقران : إن إحدى العلامات المزعجة لازمة الضمير هي انتشار القسوة لدى الأقران . فتقدر (جمعية التربية القومية) إن 160000 من الأطفال يتركون المدرسة كل يوم بسبب الخوف من الاعتداء أو الضرب من قبل أطفال آخرين. لقد لوحظ في اجتماع أخير لجمعية علماء نفس المدارس إن واحدا من كل سبعة أطفال هو طفل متنمر أو شقي أو انه هدف الأشقياء . إن الشر المتمثل بالسخرية والتهديد والدفع والضرب والصفع والرفس هو الذي يخضع له الأشقياء ضحاياهم. ففي اغلب الأحداث يهدد الشقي ضحيته بشعور قليل من الخجل أو الندم. في الواقع إن الضمير نادرا ما يدخل إلى هذه الصورة: وتبين الدراسات انه لو شعر الشقي انه يسبب أي ألم – خصوصا إن كان ضحيته يبكي أو يبدو عليه الحزن – فمن المحتمل اكثر إن يضرب مرة أخرى ( وأخرى وأخرى ) . ومع كل ضربة تتدنى قابليته على الشعور بضحيته وشعوره بالخجل من قسوته وعندئذ تصبح أزمة الضمير اكثر حدة.
الزيادة في السرقة لدى الشباب : تكشف الزيارة إلى العديد من مكتبات المدارس الثانوية علامة أخرى من الانحدار الأخلاقي لدينا. فالعديد من هذه المكتبات تحتم عليها إن تنصب منظومات أمنية بغية كشف سرقة الكتب لان هذه السرقة مستشرية ، فقد أخبرتني أمينة مكتبة مدرسة ثانوية في مدرسة لوس أنجلوس الموحدة :" في بعض السنوات يأخذ الطلبة كتبا اكثر مما يمكننا أن نشتري . فالأمر هو كما لو انهم ارتأوا انه لا باس بالسرقة ". لكن ليس فقط المكتبات هي التي تحتاج إلى أجهزة أمنية. فقد كشف مسح قومي على مائة ألف عن الشباب إن نصفهم قد سرقوا من المحلات لمرة واحدة . واعترف اغلبهم انهم سيفعلون ذلك مرة أخرى . كما كشف مسح قومي حديث آخر أجري من قبل معهد جوزيفس لعلم الأخلاق على اكثر من عشرين ألف من طلبة المتوسطة والثانوية إن 47% من المستجيبين اعترفوا بسرقة شيء من مخزن معين في الأشهر الاثنا عشر الماضية وقال اكثر من ربع طلبة الثانوية انهم ارتكبوا سرقة من مخازن مرتين على الأقل. وأوضح بعض مسئولي مكتب التحقيقات الفدرالي إن سرقات الأحداث قد ازدادت بنسبة 22% في العشرين سنوات الماضية . اخبرني أحد أصحاب المحلات بان السرقة من المحلات هي آمر مألوف بحيث تعين عليه وعلى أصحاب الأعمال المحليين الآخرين أن ينصبوا كاميرات أمنية ويستأجروا رجال حماية لمراقبة الزبائن – وان الشباب هم اكبر الجناة. وعلق بقوله : " انهم لا يفكرون بأي شيء عندما يأخذون أملاك الناس وان تم القبض عليهم فانهم لا يعتقدون إن ذلك هو آمر مريع". وأضاف بعدئذ " انه كما لو إن العديد من هؤلاء الصغار لم يطوروا ضمائرهم ". ولعل مسح حديث على طلبة المتوسطة يضفي الشرعية على فرضيته هذه حيث يقول 37% من الذين اجري المسح عليهم انهم يشعرون بالضغط لسرقة شيء من مخزن ما . فعبارة " أنت لن تسرق " تبدو حكمة منسية.
تصاعد عملية الغش لدى الشباب : إن أحد التيارات السائدة والمحزنة بين الطلبة في العقد الماضي هو الغش الواسع الانتشار. فمنذ عام 1969 ازدادت نسبة طلبة المدارس الثانوية الذين اعترفوا بقيامهم بالغش في امتحان معين من 34% إلى 68%. وكشف مسح قومي اكثر من ستة آلاف طالب في الصف الأول والثاني في الكليات المختلفة إن 76% اعترفوا بالغش في المدرسة الثانوية. كما كشف مركز التكامل الأكاديمي في جامعة ديوك إن ثلاثة أرباع طلبة الكلية قد اعترفوا بالغش لمرة واحدة على الأقل. في الواقع لقد أصبحت السرقة الأدبية بين طلبة الكلية سائدة لدرجة إن العديد من الأساتذة تعين عليهم الاعتماد على موقع شبكي مصمم بشكل خاص لغرض كشف أوراق الطلبة بغية التحقق من أصالتها.
يقول المدرسون إن الغش سائد حتى في المراحل المبكرة. فقد اخبرني أحد أساتذة الصف الرابع في اطلنطا " يتعين علي أن أراقب بدقة امتحان طلبتي أنهم يستنسخون الأجوبة بشكل متواصل من أحدهم الآخر. والشيء المحزن حقاً إن مدرسة الصف الأول قالت إن عليها إن تقوم بنفس الشيء ". والأكثر إزعاجا هو الأعداد الكبيرة من الطلبة الذين يشعرون إن الغش هو ليس فقط آمر مقبول بل حتى انه ضروري للنجاح في المدرسة . فقد كشف مسح اجري من قبل موسوعة الإعلام بين طلبة المدارس الثانوية الأمريكية . إن 80% من طلبة الثانوية ذوي المعدلات العالية قد اعترفوا انهم قد قاموا بالغش لمرة واحدة على الأقل بينما قال نصفهم انهم لا يعتقدون إن الغش خطأ . كما كشف استفتاء أخير قامت به مجلة ( يواس نيوز ) و ( وورلد ريبورت ) إن 84% من طلبة الكلية يعتقدون انهم يحتاجون للغش لأجل المضي قدماً في عالم اليوم.
تؤكد الحقائق إن الاحتيال والكذب والغش أخذة في الازدياد بين شباب اليوم إلا إن قلقنا الأكبر ينبغي أن ينصب على العديد من الصغار يبدو لا يشعرون بالندم حول الافتقار إلى الاستقامة . وهذه علامة أخرى بان الأخلاق متدنية وان ضمائر العديد من الأشخاص ضعيفة.
الزيادة في الاتصال الجنسي : مؤشر آخر للضمير الضعيف هو الاتصال الجنسي غير الشرعي: فالعديد من الشباب يفتقرون إلى الفراش دون أدنى فكرة بالنتائج المحتملة مثل الحمل والأمراض الانتقالية وغيرها من الشرور إضافة إلى المدى الواسع من النتائج العاطفية ( القيمة الذاتية المتدنية ،الشعور بالاستغلال والثقة المهزوزة والاكتئاب ). وتشير البيانات بقوة بأنه ينبغي علينا أن نقلق. فمستوى النشاط الجنسي بين المراهقين اليوم رغم انحداره من ذروته التاريخية الأخيرة لا يزال لا يحتفى به: فـ 55% من المراهقات لم يعدن عذراوات عند بلوغهن الثامنة عشرة، كما إن واحدة من كل ستة فتيات لديها أربعة أو اكثر من الرفاق وان 8% قد مارسن الجنس حتى قبل أن يبلغن الثالثة عشرة . ويمكن أن تكون النتائج أقسى حيث هناك ثلاثة ملايين مراهق ومراهقة – أي واحد من كل أربعة ناشطين جنسيا – يصابون بمرض جنسي كل سنة.
تبين الاستنتاجات كذلك إن اكثر من مليون شابة يصبحن حوامل كل سنة في الولايات المتحدة – أي حوالي ثلاثة آلاف فتاة في اليوم – و78% من ذلك لم يكن مخطط له . وتعتبر معدلات حمل المراهقات أعلى في الولايات المتحدة مما في الدولة النامية الأخرى – أي ضعف المستوى في إنكلترا وكندا واعلى بتسعة أضعاف مما في هولندا واليابان . ورغم إن البيانات الحديثة تبين انخفاضا في الاتصال الجنسي غير الشرعي إلا انه لا يزال أمامنا طريق طويل. لقد اخبرني أحد الأطباء المولدين إن أغلبية الفتيات الحوامل غير المتزوجات " لم يتوقفن عن التفكير بان الطفل قد يكون نتيجة محتملة لممارستهن الجنسية غير الشرعية وعليه فقد أصبحت مشتتات " . بعبارة أخرى: لم يحدث أي انعكاس أخلاقي.
تروي العديد من القصص عن حوادث مأساوية حول شابات صغيرات ولدن أطفالا في المرافق الصحية للمدارس أو غرف الفنادق أو مواقف السيارات ثم تركنهم يموتون هناك ، ولو كان هناك ضمير قوي لكان قد ساعد كثيرا على توجيههن نحو تأمل النتائج المحتملة لاعمالهن . إن الافتقار إلى الضمير أو الصوت الداخلي جعلهن يخترن اسهل طريق للإشباع الجنسي السريع غير مدركات إنهن قد يعانين من اختيارهن لبقية حياتهن .
ارتفاع الاعتداء البدني : تخبرنا الإحصائيات الأخيرة إن معدل الاعتداء البدني بين الشباب رغم انحداره لا يزال مرتفعا. فاستخدام الضمير "لمجرد قول كلا " هو ليس في جدول هؤلاء الصغار. لقد كشف مسح حديث إن واحد من كل ستة تلاميذ ثانوية قد اعترف انه قد داوم في المدرسة وهو ثمل لمرة واحدة على الأقل خلال السنة الماضية. كما وجد مسح قومي اجري عام 1995 من قبل معهد البحوث الاجتماعية التابع لجامعة مشيغان إن 50% من طلبة الصف الثاني عشر و40% من طلبة الصف العاشر قد استخدموا المخدرات غير المشروعة بضمنها ( ال اس دي ) والنشوق والمنبهات والحشيشة والأفيون . وما يثير الحذر هو معدل العمر الذي يبدأ فيه الطفل باستخدام الماريوانا هو الثانية عشرة. فقد كشفت دراسة أجريت في كانون ثاني عام 2000 إن طلبة الصف الثامن الذين يعيشون في المناطق الريفية من أمريكا يتناولون عقار (Amphetamine) المخدر وبضمنه (methamphetamine) بنسبة 104% اكثر من طلبة المناطق الحضرية . وهناك 34% يتعاطون المريوانا و83% يتعاطون الكوكائين. فقد اخبرني مايكل ساكو وهو ضابط الوقاية من العصابات في مدينة كاثيورال في كاليفورنيا " إن الحقيقة هي انهم يخالفون القانون باستخدام المخدرات وهو آمر لم يدخل في أذهان الصغار: وهم يصدمون حين نخبرهم عن النتائج المحتملة ".
إن علامات الانحدار الأخلاقي مزعجة. فهي تشير إلى أزمة واضحة للضمير بين شبابنا . وان إهمالنا هذه العلامات سيعتبر العمل اللاأخلاقي الأكثر لأن الأثر على مستقبل شبابنا ومستقبل أطفالنا يمكن أن يكون رهيباً.
وهناك أعمال إيجابية يمكن اتخاذها لمساعدة أطفالنا على تطوير ضمير قوي يخبرهم الخطأ من الصواب. ويبين هذا الفصل لك ما يمكن أن تفعليه . فالاختبار الحقيقي للضمير هو ما إذا كنا سنعمل قبل حلول الخراب بالتطور الخلقي لأطفالنا . فليس لدينا وقتا لنبدده.

ما هو الضمير

إن الضمير القوي – ذلك الصوت الداخلي الرائع الذي يساعدنا على معرفة الخطأ من الصواب – هو ما يضع الأساس للعيش الرغيد والمواطنة الصالحة والسلوك الأخلاقي. انه جوهر الاخلاق برمتها ، والضمير جنبا إلى جنب مع التقمص العاطفي والرقابة الذاتية هو أحد احجار الأساس الثلاثة للذكاء الخلقي. وهو ما يريده كل أب وكل أم أن يكون لدى أطفالهم . فمساعدة صغارنا على تحقيق هذه الفضيلة الجوهرية الثانية هو امر مهم . والسؤال هو هل نقوم بتعليم أبنائنا وبشكل واعي أخلاقا كافية ؟
يبدو إن الناس بشكل عام لا يعتقدون ذلك إذا أخذنا بنظر الاعتبار هذين الاستفتائين الحديثين : إذ وجد استفتاءاً لمجلة (نيوزويك) عام 1995 إن قرابة نصف الشعب الأمريكي يعتقد إننا نشأنا متساهلين بشأن فرض المعايير الأخلاقية ، كما كشف مسح قومي آخر إن 93% من البالغين يعتقدون إن ذويهم قد فشلوا في تعليم أطفالهم النزاهة والاحترام والمسؤولية . وتعتبر هذه النتائج خطيرة لأن صغارنا يتلقون العديد من الرسائل الأخلاقية المتصارعة من خارج عوائلهم وهي غالبا ما تعارض معايير الأبويين . في عام 2000 أجرت قناة نيكلديون التلفزيونية ومجلة (تايم) مسحا على 991 طفلا بعمر التاسعة إلى الرابعة عشرة . وكشف هذا المسح إن تلك الضغوط اكبر من أي وقت مضى. فقد اعترف 50% من طلبة المدارس المتوسطة انهم يعرفون أحدا وهو يدخن الماريوانا و36% يشعرون بالضغط من أقرانهم لتدخينها . ويعرف نصفهم أحدا مارس الجنس و40% يشعرون بالضغط على ممارسته. ويقول 37% من الصغار الذين تم مسحهم انهم يشعرون بالضغط بغية سرقة شيء من مخزن. وان أربعة من كل عشرة طلبة من الصف السادس يقولون إن هناك ضغط من طلبة آخرين لاحتساء المشروبات الكحولية. وان لم نهتم بذلك فسوف ينشا صغارنا ضمن حيز هذه التأثيرات الخلقية السلبية بدلا من نشاتهم ضمن حيزنا.
أما الخبر السعيد فهو إن طريق الأخلاق يبدا من البيت تماما.تقول البحوث إن الأبوين يلعبان دورا مهما في تنشأة الفضيلة لدى أبنائهم لان الأخلاق أمر يمكن تعلمها. فكما يوضح روبرت كولز من جامعة هارفرد بان " الضمير لا ينزل علينا من فوق . فنحن نتعلم الإحساس المقتنع بالخطأ والصواب من الأبوين اللذين يكونا مقتنعين بما ينبغي أن يقال ويعمل تحت أية ظروف وما هو مسامح عليه وليس مسموح به – الأبوين اللذين يكونا مستعدين ليزرعا في نفس أطفالهم عبر الكلمات والنموذج اليومي ما يأملان أن يسلمانه لهم ." فبدون مثل هؤلاء الأبوين ،كما يؤكد كولز، " لا يمكن للضمير أن ينمو قويا واكيداً ".
يبين هذه الفصل لك كيف يمكن أن تلهمي هذه الفضيلة الجوهرية الثانية لدى أطفالك. وسوف تتعلمي كيف تساعديهم على تعلم الخطأ من الصواب وتطور الضمير القوي لديهم كي تحصنهم ضد القوى المنادئة للفضيلة ولكي يعلموا الصواب حتى بوجه الإغراء. في ذلك الحين فقط سيكونوا قادرين على ما ينصح به جيمي كريكت دميته بينوكيو، " دائما دع ضميرك يكون مرشدك ".

بناء الذكاء الخلقي
علامات الضمير القوي وتقاسمها مع الصغار
هناك طرق عديدة يكشف بها الناس عن أعمال أخلاقية قوية وكلما كان الناس مدركين اكثر لنوع الأشياء التي يقولها ويفعلها الناس ذوي الضمائر الحية كلما كان احتمال دمجها اكثر في سلوكهم. واليك أمثلة قليلة عن الضمير بغية مناقشتها ولعب الأدوار مع الطفل.
ما يقوله أصحاب الضمير ما يفعله أصحاب الضمير
" أنا اعرف كيف افعل الصواب" يعملون بالطريقة التي يعرفون إنها صواب
" يجب أن تعيد ذلك فهو ليس لك " لا يسرقون أو يغشون أو يكذبون لانهم يعرفون انه خطأ
"أنا أشاهد برامج التلفزيون التي يسمح يطيعون ذويهم حتى وان يرقبوا ذلك.
لي بها أبواي"
دعنا نفعل شيئا آخر. فهذا ليس بالشيء الصواب لا يتأثرون بالآخرين ويفعلون ما يعرفونه
انه صواب.
" يمكنك الاعتماد علي " يمكن الوثوق بهم في عمل ما قيل لهم
" أنا آسف ، إنها غلطتي " يعترفون حين يخطئوا
" ينبغي أن تقول الحقيقة " يطيعون القواعد لانه الشيء الصواب
" أنا أقوم بعملي لأن النقل هو غش ".

ما مدى قوة ضمير طفلك ؟
تصف الجمل التالية السلوكيات التي أبداها الأطفال الذين طوروا ضميرا. ولأجل تقييم قوة الطفل في هذه الفضيلة الثانية اكتبي العدد الذي تعتقدين انه يمثل المستوى الحالي لطفلك على السطر الذي يلي كل جملة ثم أضيفي جميع النقاط لأجل الحصول على النتيجة الكلية. فلو أحرز طفلك من 40-50 فهو بحالة ممتازة فيما يخص هذا المظهر من الذكاء الخلقي . ولو أحرز 30-40 فبوسعه الاستفادة من تعزيز الفضيلة، أما النتيجة 20-30 فتبين بعض علامات المشاكل المحتملة. في حين إن 10-20 تكشف عن خطر مجتمل . فخذي بنظر الاعتبار المساعدة لأجل زيادة هذه الفضيلة الجوهرية.
5 = دائما 4 = مرارا 3 = أحيانا 2 = نادراً 1 = أبدا

طفل ذو ضمير سليم طفلي
يعترف بالأخطاء ويقول أنا آسف -------
يمكن أن يحدد سلوكه الخاطئ ويصف سبب الخطأ -------
نادرا ما يحتاج إلى التنبيه والتذكرة من ذويه حول كيفية فعل الصواب -------
يدرك نتائج سلوكه غير المناسب -------
حين يكون على خطا يقبل اللوم ولا يحاول أن يعزي -------
المشاكل إلى الآخرين -------
يشعر بالخجل أو الذنب حول أعماله الخاطئة أو غير المناسبة -------
يعرف الطريقة الصحيحة للعمل ويقوم به حينما يضغط عليه -------
الآخرون بان لا يقوم بذلك -------
يحاول إجراء الإصلاح إن سبب أذى بدني أو عاطفي -------
يعرف كيف يقلب العمل الخاطئ إلى صحيح. -------
مجموع النقاط -------

ثلاثة خطوات لبناء الضمير القوي
الضمير هو ذلك الصوت الداخلي القوي الذي يساعد على جعل أطفالنا على الطريق القويم لفعل الصواب ويشحنهم بجرعة من الذنب حينما يشطون . ولانك المدرس الأخلاقي الأساسي لطفلك فان هناك الكثير مما يمكن أن تفعليه لبناء الفضيلة في طفلك وتؤثري على نموه الخلقي.
هناك ثلاثة خطوات رئيسية لتنشئة الضمير القوي لدى طفلك. فحين يؤول الأمر إلى تربية أطفال أخلاقيين فان البحوث تخبرنا إن بعض الممارسات والظروف الأسرية هي اكثر تأثيرا من غيرها. وتبين الخطوة الأولى كيفية خلق إطار لتطوير ضمير قوي لدى طفلك وهو أمر قد يكون الأهم من بين كل المهام الأبوية. وستتعلمي ستة من افضل الممارسات لتعزيز النمو الخلقي لدى طفلك من عمر صغير. فحالما تضعي الأساس لمساعدة طفلك على معرفة الخطأ من الصواب فان الخطوة الثانية هي أن تقطري الفضائل القوية التي ترشده إلى القيام بالخيارات الصحيحة والتصرف بشكل خلقي. وتفيد هذه الفضائل كبوصلة خلقية يحتاج إليها الطفل في كل مرحلة من نموه الخلقي.وتبين الخطوة الثالثة كيفية استخدام نوع الضبط الأكثر تأثيرا الذي لا يساعد طفلك على تعلم الخطأ من الصواب حسب بل كذلك يوسع حكمه الأخلاقي إلى مستويات عالية. وتساعد هذه الخطوات الثلاثة طفلك على تطوير الفضيلة الجوهرية الثانية للذكاء الخلقي – أي الضمير القوي – لمساعدته على التصرف والعيش بشكل أخلاقي وسليم.
واليك مرة أخرى الخطوات الثلاثة التي بوسعك أن تستخدميها لبناء ضمير طفلك وتعزيز ذكائه الخلقي:
الخطوة 1 : خلق إطار للنمو الخلقي.
الخطوة 2 : تعليم الفضائل لتقوية الضمير وارشاد السلوك.
الخطوة 3 : استخدام الضبط الخلقي لمساعدة طفلك على تعلم الخطأ من الصواب .

الخطــوة 1 : خلق الإطار للنمو الأخلاقي
الاهتمام الأول لكل أب وكل أم هو نفسه : " هل إن طفلي سليم ؟ " يعد هذا السؤال هو السؤال الذي بوسع الأطباء عادة إن يجيبوا عليه . وسؤال كبير آخر هو اكثر صعوبة : " هل سيصبح طفلي إنسانا جيدا ونزيها ؟ "لا بد أن يعترف انهم لا يعرفوا الإجابة وغالبا ما يتركو الأبوين حائرين حول ما يمكن أن يفعلا لأجل تغيير طفلهما. ومؤخرا سال خبراء النمو لدى الأطفال نفس السؤال وقد تمخض عن ذلك كم هائل من البحوث حول النمو الخلقي لدى الأطفال.
وما إذا كانت النتائج استنتاجيه : فأسلوب الأب أو ألام كمدرس أخلاقي لعب دورا مهما فيما إذا كان الأطفال يحيون حياة خلقية وبعض ممارسات الأبوين هي افضل بصورة واضحة من ممارسات أخرى في توجيه الأطفال نحو النمو الخلقي.
تبين الخطوة الأولى السلوكية الأبوية الأكثر تأثيرا لتعزيز النمو الخلقي.
ستة ممارسات أبوية لتعزيز تطور الضمير القوي
لماذا يصبح بعض الأطفال جيدين وأخلاقيين بينما يشـتط آخرون عن جادة الصواب ؟ تقول البحوث إن هناك ممارسات أبوية تجعل الفرق واضحاً في مساعدة الأطفال على تعلم الخطأ من الصواب. واليك ستة ممارسات تعتبر مهمة في تربية الأطفال على أن يكون لديهم ضمائر قوية وسليمة.
1- كن نموذجا أخلاقيا قويا : أنت المدرس الأخلاقي الأول والأكثر تأثيرا لطفلك. فبمراقبة خياراتك وردود أفعالك وسماعك التعليقات العرضية يتعلم أطفالك المعايير الخلقية. فما تفعله في تلك اللحظات الاعتيادية القليلة من حياتك قد يكون دروسا أخلاقيا قوية ، فكيف تعامل عائلتك وأصدقائك وجيرانك والغرباء وما هي الأفلام التي تشاهدها وأنواع الكتب وبرامج التلفزيون التي تختارها وكيف تستجيب للصراعات الأخلاقية اليومية كقيام طفلك بالغش أو قيام صديقه بالكذب أو قيام الجيران برمي الأوساخ – كلها قرارات وسمات يراقبها الأطفال عن كثب. يوضح روبرت كولز بقوله " إنها تلك المفاتيح اليومية التي يلتقطها الأطفال ". لذا كن متأكدا بان السلوكيات التي يلتقطها صغارك هي تلك التي تريدهم أن يستنسخوها. واحد اكبر الأسئلة التي تسألها لنفسك في نهاية كل يوم هو إن كنت المثال الوحيد الذي لدى طفلي والذي يتعلم منه الخطأ من الصواب فما الذي تعلمه اليوم ؟
2- طور علاقة احترام متبادلة بصورة وثيقة : تكشف الدراسات إن الصغار يتأثرون بالأشخاص الذين يشعرون نحوهم بأقوى علاقة واعمق احترام. ومن المحتمل أن يقتبسوا المعتقدات الخلقية لهؤلاء الأشخاص. ولعل أحد اضمن الطرق لتربية أخلاقية طفلك هو تطوير علاقة حب وثيقة معه. يقول الخبراء إن المفتاح هو ضمان كون العلاقة مبنية على الاحترام المتبادل. أي إن تعامل طفلك بحب واحترام ويعاملك بنفس الطريقة بالمقابل . بالطبع إن بناء نوع العلاقة يستغرق وقتا شخصيا متواصلا إلا إن القيام بذلك هو افضل طريقة لتامين أو ضمان أن يكون المدرس الأخلاقي في الأساس لطفلك هو أنت .
3- تقاسم معه معتقداتك الخلقية : إن الحديث مرارا إلى طفلك عن القيم والمعتقدات يدعى بالتعليم الخلقي المباشر وتوضح الدراسات إن الأبوين اللذين يربيان أطفال أخلاقيين يقومون بالكثير من ذلك.
ابحث عن القضايا الأخلاقية وتحدث عنها حين تظهر . استخدام كل مصدر تستطيع أن تستخدمه من برامج التلفزيون والأخبار إلى الأوضاع في المدارس والبيت ومع الأصدقاء . اخبر أطفالك عن شعورك حول هذه القضايا وسبب ذلك . فقـد وجدت ( جودي باغوت ) وهي أم تعيش في منطقة ( بألم سبرنفز ) ولديها ثلاثة مراهقين إن أحد افضل المصادر لنقاشاتها الخلقية هي بعض الأعمدة---- الصحفية من صحيفة ( دير آبي ) . فقد كانت تبحث عن رسائل تعالج قضايا مثل الغش والسرقة من المحلات واحتساء المراهقين للمشروبات والاتصال الجنسي غير المشروع وتحتفظ بها لأوقات الفراغ لدى العائلة كي تتقاسم ذلك مع أطفالها وتستمع للمنطق الخلقي لديهم . فقد تقول مثلا " هذا ما كنت سأقوله ولماذا " أو " لو كنت مكان الصحيفة فماذا كنت ستقول ؟هل تعتقد إن أفعال الكاتب كانت صحيحة أو خطأ؟ ".
4- توقع السلوكيات الخلقية وطالب بها : يجد الخبراء إن الوالدين اللذين يربيان أطفال أخلاقيين يتوقعوا أن يتصرف أولادهم بصورة أخلاقية – بل حتى انهما يطالبانهم بذلك. ويؤكد د. مارفن بيركويتز رئيس (مركز تطور الشخصية) إن افضل التوقعات الخلقية هي تلك التوقعات العالية ولكن يمكن الوصول إليها وإيصالها بسهولة إلى الأطفال. وحينما يتم وضع هذه التوقعات وتحديدها يجب على الأبوين أن يثبتوا عليها ولا يتراجعوا. واليك أمثلة قليلة عن التوقعات الخلقية التي تعتقد العوائل الأخرى إن جميع الأفراد يتبعونها:
النزاهة : "كل واحد في عائلتنا يتوقع منه أن يكون نزيها مع الآخر ".
العطف : " في هذا البيت سنعامل بعضنا الآخر بشكل عطوف ونعمل كما نحب أن يعاملنا الآخرون ".
المسالمة : في هذه العائلة نتحدث بشكل هادئ مع بعضنا ونستمع لبعضنا باحترام. ونحاول أن نحل مشاكلنا سلميا وبنزاهة ".
الاحترام : " نتحدث لبعضنا باحترام بكلمات ترفع بعضنا بعضنا ولا تحط من قدرنا . كما نحترم خصوصية وملكية بعضنا الآخر".
المسؤولية : يتقاسم كل منا المسؤولية لجعل بيتنا بأفضل قدرة لنا وننهي عملنا قبل اللعب ".
الجهد : "يتوقع من كل شخص أن يقوم بأفضل ما لديه أو لديها ".
المواصلة : " في هذه العائلة نحن لا نتخلى عن شيء ".
5- استخدام المنطق والاستفسار الخلقي : يعتقد توماس ليكونا إن الاستفسار هو وسيلة أبوة مهمة لتعزيز ضمير الأطفال. ويقول إن النوع الصحيح من الأسئلة يمكن أن يساعد الأطفال على توسيع قابليتهم على تبني منظور شخص آخر وفهم نتائج سلوكهم ثم تدريس الأطفال بصورة تدريجية على توجيه السؤال لانفسهم : " هل هذا هو الشيء الصواب لنقوم به ؟ " و " ماذا سيحدث لو قمت بذلك . ؟ ". واليك أسئلة قليلة يمكن أن يسألها أحد الوالدين ويمكنها أن تعزز المنطق الخلقي للطفل :
- " لماذا ترى أني قلق ؟ ".
- " كيف تشعر لو عاملك أحد بهذه الطريقة ؟".
- " لو غش كل واحد في الصف ، ماذا سيحدث ؟ ".
- " إن لم تحرص على كلامك ماذا ترى سيحدث لثقتي بك ؟ ".
6- وضح سلوكك الأبوي : أنا أتذكر بوضوح أني سمعت إحدى الأمهات تخبر أم أخرى حول سلوك " محتال " لإحدى ضيفات ابنتها البالغة أحد عشر عاما في حفل معين. فقد قررت الفتيات أن يشاهدن الفيديو وقد دهشت ألام عندما انضمت إليها صديقة ابنتها في المطبخ بدلا من مشاهدة الفلم مع بقية المجموعة. وحينما سالت الطفلة عن سبب عدم انضمامها إلى المجموعة قالت لها إنهن كن يشاهدن فلم (بي جي-13) الذي لا يسمح لها أن تشاهده. ثم أوضحت بشكل صريح إن والديها لا يشعران إن محتوى الفلم مناسبا. لكن ما أدهشني اكثر هو صدمة كلا الأمين حول استجابة الفتاة وكيف إن أي منهما لم تستطع أن تتصور ابنتها وهي تقوم بنفس الشيء.
إن رد فعل الفتاة لم يكن مفاجأة لاغلب الخبراء. فالدراسات تكشف انه بسبب إيضاح الأبوين لاسباب القاعدة فقد فهمت ابنتهما وجهة نظرهما وراعت معاييرهما. ويرى العديد من الباحثين إن الوالدين لا يوضحان في الغالب المنطق وراء معاييرهما بشكل قوي بحيث أن التزام أطفالهما يكون ضعيفا في الغالب. فالأطفال بحاجة لان يعرفوا ليس فقط إننا نريدهم أن يقوموا بالشيء الصواب بل كذلك لماذا نريدهم أن يعملوا بهذه الطريقة . إن السبب الواضح عن سبب وضعك لمعيار معين يساعد على تعزيز النمو الأخلاقي لأطفالك.
هل تمشي على حسب كلامك الأخلاقي : يخبرنا المختصون إننا قد نطرح دروسا خلقية بل أقوى مما نقوله. ولنقل هذه النقطة إلى ورشة عمل في (انديانا بولص) طلبت من أولياء الأمور أن يتذكروا بشكل مفاجئ سلوكيات تبعث بعض الدروس الأخلاقية المربكة إلى الأطفال . والقائمة التي وضعت قد صدمت العديد وجعلتهم يعترفون بأنهم مذنبين اكثر مما كانوا يدركون . وعبر أحد الأباء عن مشاعر العديد تلك الليلة بقوله: " أنا لا أتوقف عن التفكير في الكيفية التي يؤثر بها سلوكي على النحو الخلقي لدى طفلي . واعتقد أن من الأفضل أن أتأكد بأن سلوكي متماسك قبل شروعي باتهام أي شخص أخر بسلوك لا أخلاقي" . خذ إليك بعض السلوكيات القليلة التي يتقاسمها الأباء والأمهات والتي اعترفوا بالقيام بها أحياناً . وحين تقرأها فقد ترغب في تأمل أعمالك . إذ كيف تمضي مع الحديث الأخلاقي لأطفالك ؟ .



#سعد_الحسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء الذكاء الخلقي:الفضائل الجوهرية السبعة الحلقة الثانية
- بناء الذكاء الخلقي- الفضائل الجوهرية السبعة


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سعد الحسني - بناء الذكاء الخلقي، الفضائل الجوهرية السبعة الحلقة الثالثة