أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - جدار الصمت أقوى من حاجز الصوت















المزيد.....

جدار الصمت أقوى من حاجز الصوت


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 09:35
المحور: حقوق الانسان
    


الولاية الثانية للرئيس الشاب ولم يتطرق في خطاب العرش الثاني لأهم قضايا الوطن وهي كرامة المواطن السوري التي تحددها الجهات الأمنية، وتضع لها المقياس، وتهينها أو ترجيء اهانتها إلى وقت لاحق.
سبع سنوات مليئة بالوعود انتهت إلى كارثتين: أما الأولى فهي سيطرة فكرة الاجماع الشعبي على اعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد بنسبة تقترب من النسبة التي وضعها صدام حسين، وقام زين العابدين بن علي بتطبيقها، وهي تعني أن حفنة صغيرة جدا من سكان الوطن السجن قالت لا، أما الأغلبية الساحقة فلا تزال تتشرف بأن تكون في خدمة القصر، وتحت أمر الرئيس ولا يرفع أحد فيها عينيه أمام مخبر أو ضابط أمن أو مرشد لأجهزة الاستخبارات.
الكارثة الثانية التي قدمتها إسرائيل هدية للسيد الرئيس في ولايته الثانية هي اختراق الطائرات الاسرائيلية حرمة المجال الجوي السوري، والقيام بعملية ضد لبنة مشروع نووي سلمي، وهي تكملة للهدية الأولى التي منحتها لطبيب العيون في ولايته الأولى عندما حلقت الطائرات المعادية فوق القصر الجمهوري بعاصمة الأمويين لابلاغ رسالة لسيد القصر أن أسيادا آخرين على الحدود لا تستطيع دمشق أن تطلق حجرا عليهم وهم يرتعون في الهضبة السورية المحتلة منذ أن توقفت المدافع لأكثر من ثلاثة عقود خلت!
سبع سنوات ونحن نحمل الاثنين معا: محبتنا لدمشق ويأسنا من أي تغيير.
الرئيس بشار الأسد اختار الطريق الآخر المعادي لأماني شعبنا السوري وهو طريق السجون والمعتقلات والرقابة، حتى عالم الانترنيت أصبحت سورية فيه بقبضة أجهزتها الأمنية مساوية لكوريا الشمالية والصين وليبيا وتونس.
المحامي عبد الله سليمان علي لم يرتكب جريمة، إنما مارس حقه في انشاء موقع إلكتروني في أغسطس عام 2005.
وأرتكب المحامي جريمة نشر شكوى لم ترض عنها أجهزة الأمن فتعرض مكتب الرجل إلى حريق أتى عليه بعدما قام قراصنة الأمن الإلكتروني بسرقة أرشيف الموقع مما أنزل الرعب في قلوب الذين قرأوا، وعلقوا على المقالات أو تم الاحتفاظ بأسمائهم الحقيقية في أرشيف المشبوهين.
في 23 سبتمبر 2007 حكم القضاء السوري بالسجن على مواطن أدين بتهمة كتابة تعليق في موقع الكتروني!
وزير الاتصالات والتكنولوجيا عمر سالم اصدر قرارا يجبر أصحاب المواقع على نشر البريد الإلكتروني واسماء الذين ينشرون تعليقات ليسهل اصطيادهم، وهناك توجيهات لمقاهي الإنترنيت بالتجسس على المرتادين وأحيانا يتبرع صاحب المقهى بتصويرهم لكي يأمن على حياته حتى لو ضحى بالذين آمنوه على حياتهم.
لا تقدم السلطات السورية المتهم بنشر مقالات أو تعليقات على الإنترنيت فورا إلى المحكمة، ولكن عليه أن يختفي أولا في سجون ومعتقلات الوطن، وأن يبحث عنه أهله لعام أو اثنين، وأن يثق بأنه لن يخرج حَيّاً، ثم بعد ذلك يتم تقديمه للعدالة الظالمة وغالبا لا تحكم بالبراءة فالقضاء في خدمة السيد، والقاضي .. ممثل السماء على الأرض لا يرفع عينيه أمام ضابط أمن.
المفقودون في سورية قضية أم جريمة؟
إن عددهم الهائل غير معروف بالمرة، وقد يكونون آلافا أو عشرات الآلاف، لكنهم في كل الأحوال إدانة صريحة لكل من يدّعي أنه مهموم بسورية، وعاشق لها، وخائف عليها من اختراق الطائرات الاسرائيلية حاجز الصوت، لكنه في الواقع خائف من اختراق الضمير لحاجز الصمت.
كما أن مهانة السوري يمكن أن تنتهي بكلمة واحدة تخرج من بين شفتي سيد القصر، فإن معرفة مصير المفقودين ومحاكمة مجرمي الاختطاف والاخفاء وحفر المقابر الجماعية يتوقف أيضا على لحظة روحية تلمس فيها السماءُ الأرضَ السورية، ويقترب ضمير الرئيس الشاب من الروح العليا، فيأمر، ولن تقف قوة في قلب العروبة النابض أمام أمره الملزم والحاسم بانهاء دولة الاستخبارات وجعل تلك المهمة السامية والوطنية ضد أعداء يتربصون بسورية، وليس ضد مواطنين يبللون ترابها بدموعهم خوفا عليها.
كأن الرئيس السوري لا يعرف عن التاريخ الأمريكي سطرا واحدا، ولا يعرف أن حقوق الانسان الرخيصة والمهانة بل والصفرية في سورية هي التي ستمهد لدعم دولي مساند لواشنطون لو قررت أمريكا معاقبة إيران في سورية، أو احداث مزيد من التجزئة في العالم العربي، أو إنهاء دولة قد تصبح قوية جنوب تركيا أو شمال إسرائيل أو على مبعدة ساعة من بيروت. سبع سنوات والرئيس الشاب الذكي والمثقف والمُطّلع على المشهد الدولي بحكم ثقافته الغربية وتعامله مع تكنولوجيا المعلومات يُصَرّ على الانحياز للزنزانة ضد المواطن البريء، ولصناعة الخوف ضد تحرير مواطنيه، ولعالم الكراهية رفضاً لالتفاف الشعب حوله حبا واحتراما وتقديرا.
سبع سنوات عجاف أتيحت للرئيس فيها عشرات الفرص للحصول على الشرعية الشعبية وليس وراثة الحكم وتغيير الدستور ليناسب عمرُ الرئيس شرطَ توليّه الحُكم، لكن طبيب العيون اختار غرس اصبعه في عيون أبناء شعبه والحالمين بالحرية.
مَنّ مِنّا لا يتذكر ماهر عرار السوري الكندي الذي سلمته سلطات نيويورك للاستخبارات السورية لكي تنتزع اعترافا منه خلال جحيم عشرة أشهر، ثم اكتشف العالَم بعد الافراج عنه أنه بريء ولا يعمل بالسياسة قط؟
مَنّ مِنّا لا يشعر أنه ملتزم أدبيا ومعنويا ودينيا وضميريا بالمعتقلين ظلما وبهتاناً لسنوات لا نهائية في أقبية تحت الأرض تعف منها الحشرات؟

لهذا صمتت رئاسة الدولة عندما اخترقت اسرائيلُ حاجزَ الكرامة السوري، فالاسرائيليون يعلمون جيدا أن ضباط الاعتقال والاختطاف والتعذيب السوريين هم طابور خامس يعمل لصالح تل أبيب وينتظرون عدوانا أمريكيا صهيونيا لتكافئهم قوات الاحتلال كما فعلت مع المعارضة العراقية.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://taeralshmal.jeeran.com
http://www.taeralshmal.com
[email protected]
http://Againstmoubarak.jeeran.com
http://blogs.albawaba.com/taeralshmal



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنرال يعتقل تونس، فمتى يغضب التونسيون؟
- حوار بين وافد و ... كفيل
- ماذا لو حقن العقيدُ الشعبَ الليبي بالإيدز؟
- حياتي في الجنة .. أمنيات وتساؤلات
- مرارة التَدَيّن وعالَم الكراهية
- تقسيم العراق مفاجأة للحمقى فقط
- لماذا لا يُحاكَم مبارك بتهمة شائعة موت الشعب المصري؟
- مات .. يموت .. سيموت الرئيس! قراءة في حلم لم يتحقق
- أصل الحكاية ما تضحكش
- الشيطانان
- المطاوعة .. الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف
- تصفية القضية الفلسطينية في صراع الأشقاء
- لماذا لا يكترث حكام الخليج لخطر التواجد الآسيوي؟
- حوار بين منقبتين في أحد الأسواق الشعبية
- هل تَحَوّل الأفارقة كلهم إلى محتالين؟
- استدعاء عاجل لصدام حسين من قبره
- الكتاب الأخضر في القارة السمراء .. أوهام العقيد
- ليلة القبض على سوريا
- لماذا لا يؤمن المصريون بأن مصر بلدهم؟
- ارفعوا أيديكم عن المغرب


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - جدار الصمت أقوى من حاجز الصوت