أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر النابلسي - نُذُرُ هزيمة -القاعدة-















المزيد.....

نُذُرُ هزيمة -القاعدة-


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 11:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


-1-

الخطاب الجنائزي، الذي ألقاه ابن لادن أخيراً، وهو حزين ومكتئب ومتألم، وفيه المرارة كل المرارة، والخيبة كل الخيبة، والهزيمة كل الهزيمة، لعفاريته وشيطاينه في العراق، نتيجة لتضامن الشعب العراقي ووعيه، ووقوف العشائر العراقية النبيلة في الأنبار وغير الأنبار، بعد أن تكشّف للجميع بأن "القاعدة"، وشيوخها، ومفتيها، وحاملي مباخرها، وناشري خطابها، والمبشرين بخلافتها الكرتونية، والداعين بنصرها على منابر المساجد، والمُنظّرين لها، والراجين دولتها، والمنتفعين بذهبها، هي حطب الماضي (المسوّس) المنخور، الذي لا ينفع إلا لإثارة الفوضى المدمرة، والفتنة الكبرى، وبعث عظام الماضي السحيق، وإلباسه ثياب الحاضر والمستقبل، ليبدو المشهد العربي للعالم هزيلاً، وتهريجياً، ومضحكاً مبكياً، كما هو عليه الحال الآن.

-2-

لماذا هذا الخطاب الجنائزي الآن؟

خطاب ابن لادن الأخير، الذي أعلن فيه بكلام غير مباشر بدء ونُذُر هزيمة "القاعدة" ومن معها من المليشيات الدينية الأخرى المسلحة، التي نشرت الفوضى المدمرة في العراق وفي غير العراق، جاء نتيجة لعدة عوامل مهمة كثيرة، منها:

1- قلبُ المجنِّ الديني الرسمي وغير الرسمي لإرهاب "القاعدة". فبعد هذا الصمت الطويل، والذي فسّره البعض بأنه علامة من علامات الرضا على ما تقوم به "القاعدة"، جاءت خطوات دينية ثلاث تنيط اللثام عن وجه "القاعدة" القبيح، وتسحب من تحتها البساط الديني، ودعاوى الجهاد السابقة. وكانت الخطوات الأهم من السعودية. فكانت الخطوة الأولى رسمية من مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ (جريدة "الوطن" السعودية 2/10/2007) الذي حذر الشباب من الذهاب إلى الخارج بحجة قصد "الجهاد" في سبيل الله، لأن الأوضاع مضطربة، والأحوال ملتبسة، والرايات غير واضحة. مشيراً إلى أنه ترتب على ذلك العديد من المفاسد العظيمة. وبيّن آل الشيخ أن هؤلاء الشباب لم يبلغوا في العلم مبلغاً، يميزون به بين الحق والباطل، فكان هذا سبباً لاستدراجهم والإيقاع بهم. وعدد آل الشيخ المفاسد العظيمة لما يُسمّى بالجهاد في الخارج .

وكانت تلك الفتوى من مفتي السعودية، الضربة الدينية القاسية على رأس أفعى "القاعدة" التي أصابتها بدوار دائم، خاصة وأن "القاعدة" تعتمد كثيراً على تجهيل الشباب السعودي الغر بخطابات دينية مزوّرة، وتدفعهم إلى أتون جهنم في العراق، ليرقوا بعد ذلك إلى جنة السماء، كما تعدهم، وتضحك على لحاهم.

-3-

وكان سلمان العودة الداعية السعودي الأشهر والأشرس ومُلمّع "القاعدة" الديني، قد تاب إلى الحق والحقيقة قبل ذلك، وأعلن في برنامجه (حجر الزاوية) في تلفزيون MBC ، كما أعلن في جريدة "الشرق الأوسط" أن "الأمة الإسلامية لم تمنح أحداً الحق بأن يتخذ مواقف الحرب، أو يكون متحدثاً باسمها". وتساءل العودة موجهاً خطابه التوبيخي اللائم إلى زعيم القاعدة:

"كم من الدماء أريقت؟

وكم من الأبرياء والشيوخ قتلوا وشرّدوا تحت اسم القاعدة؟

أيسرك أن تلقى الله وأنت تحمل عبء هؤلاء على ظهرك؟

من المسؤول عن شباب وفتيان في مقتبل أعمارهم وفي نشوة حماسهم، ذهبوا في طريق لا يعرفون نهايته، وربما ضلّت بهم هذه السبل، وغابوا في متاهات لا نهاية لها؟"

ويضيف العودة متسائلاً بقسوة وبشكل توبيخي واضح:

"ماذا جنينا من تدمير شعب بأكمله كما جرى في العراق وأفغانستان؟

بل جرّت هذه الحروب إلى حروب أهلية أخرى تُنذر بالشؤم والهلاك على هذه الدول ومن جاورها.

ومن المستفيد من محاولة تحويل المغرب والجزائر والسعودية وغيرها إلى بلاد خائفة لا يأمن فيها المرء على نفسه؟

هل الوصول إلى السلطة مقصد؟

وهل هناك تصميم على الوصول إلى الحكم، ولو على جثث الآلاف المؤلفة من المسلمين؟

من المسؤول عن ملاحقة العمل الخيري والشك في كل مشروع إسلامي، ومطاردة الدعاة في كل مكان بتهمة العنف والإرهاب؟

ومن المسؤول عن اكتظاظ السجون بالشباب، حتى أصبحت هذه السجون مفرخة لموجة جديدة من التكفير، والغلو، والعنف، والتطرف؟
وهذا الكلام القاسي والتوبيخي الذي يكاد يتهم بل يدين ابن لادن و قاعدته بالكفر والخروج من الملّة، لم يأتِ درويش من دراويش الصوفية المنعزلين في تكاياهم، ولا من شيخ من شيوخ الدين المغمورين في السعودية، ولكنه يأتي من شيخ دين كان له التأثير الكبير على الشباب السعودي المُغرر بهم، الذين اندفعوا بقوة خطاب العودة الديني وفتاويه المتعصبة إلى أفغانستان والعراق، وحتى إلى لبنان والجزائر ومناطق أخرى من العالم العربي.

فسلمان العودة كان بمقام الأب الروحي God Father الأكبر لـ "القاعدة"، وهو أحد الموقعين على البيان الشهير، الذي دعا فيه مشايخ السعودية للجهاد في العراق. وهو الذي دافع عن "القاعدة " وإرهابها، عندما كانت في الأنبار، وكتب مقالته المشينة "أهزوجة الفلوجة" وهي أهزوجة الهزيمة، والتي قال فيها ممجّداً جرائم الإرهاب في الفلوجة:

" وها هنا سوف تُزرع البطولات التي تصنع المجد، والتاريخ، والاستقلال.

والفلوجة تعني الفلج (الانبثاق) والغلبة والانتصار؛ فهو فأل حسن في تغلّب الذين يدافعون عن الحق والفضيلة، والاستقلال.
ثم يعد الشيخ العودة الإرهابيين بالنصر المبين، بقوله في "أهزوجة الفلوجة":

"علينا الثقة بوعد الله والصبر والإيمان والمحافظة على رباطتنا وسكينة قلوبنا، وألا نُنفّذ هذا الغضب والقهر المحتدم على إخواننا المسلمين مهما كان الأمر".
ويدعو الشيخ العودة للإرهابيين – الذين وصفهم بالأسود مرة، وبالمجاهدين مرة أخرى – بالنصر، ويقول:

"الدعاء الدعاء يا أمة الإسلام.. كم ينصر الأسود الدعــاء
أهدِ "فلوجة الفدا" منك سهماً صادق القوس قد براه الصفاء

اللهم يا مجري السحاب منزل الكتاب، هازم الأحزاب، انصر المجاهدين".

والشيخ العودة أخيراً – كما سبق وقلنا في مقالنا السابق المنشور هنا على هذه الصفحة "عودة الوعي الديني وانتصار الليبرالية" – هو الذي تبرأ من ابن لادن وأفعاله في برنامجه "حجر الزاوية" في تلفزيون MBC . وكان هذا البُراء سوطاً دينياً قاسياً جلد ظهر الثعبان (القاعدة)، وساهم في تفريق جمعهم، وذهاب ريحهم في العراق، كما فهمنا وأفهمنا ابن لادن في خطابه الجنائزي الأخير.

(وللحديث صلة).




#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ندفع أمريكا إلى الانسحاب من العراق؟
- في الاستراتيجية العربية لعصر العولمة
- عودة الوعي الديني وانتصار الليبرالية
- تقسيم العراق: هل هو كالكي.. آخر الدواء؟
- هل هناك حداثة اجتماعية سعودية؟
- اللهمَّ اهدنا إلى إسلام الأتراك السياسي
- كوارث الديكتاتوريات العسكرية على العالم العربي
- دور العسكرتاريا في فشل دولة الإستقلال الوطني
- ضرورة ابتعاث رجال الدين إلى الغرب
- معركة سوريا وأمريكا في -نهر البارد-!
- بيان مساندة الكرد السوريين يقضُّ مضاجع الديكتاتورية
- لماذا أصبح رجال الدين الآن قادة الرُكبان؟
- البيان العالمي لمساندة الشعب الكُردي السوري
- التجارة الرابحة بالدين
- حملة -الأنفال- السورية
- المصالحة السياسية العربية
- صمت الحجارة وخيانة المثقفين
- إلى أمير المؤمنين خالد مشعل ووالي غزة اسماعيل هنية
- دعوهم يحكمون لينكشف زيفهم
- طالبان في غزستان!


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر النابلسي - نُذُرُ هزيمة -القاعدة-