أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد مضيه - اكتوبر شمس لا تغيب - مبادئ أكتوبر شبكة الإنقاذ من وحشية العولمة















المزيد.....



اكتوبر شمس لا تغيب - مبادئ أكتوبر شبكة الإنقاذ من وحشية العولمة


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 2822 - 2009 / 11 / 7 - 14:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لئن انهار النظام المنسوب لثورة أكتوبر فلن يفقد مثال أكتوبر وأهدافه ومبادئه جاذبيتها بالنسبة للشعوب المبتلاة من توحش العولمة؛ وذلك بالنظر أولا للسعار الذي تبدى عليه نشاط الاحتكارات عابرة الجنسية نظراً لانفرادها بالهيمنة على النظام الدولي الجديد، وثانيا بالنظر للمبادئ والمثل والقيم التي بثتها ثورة أكتوبر في العالم كله، والتي ما زالت تحمل الخلاص وهي تُفتقد في الذكرى التسعين لثورة أكتوبر.
ما إن انهار الاتحاد السوفيتي حتى جهرت الرأسمالية الاحتكارية بكامل أهدافها: صدر مرسوم صراع الحضارات ليغطي على الأطماع المتوثبة لإعادة تشكيل العالم ووضعه تحت الهيمنة المطلقة للاحتكارات عابرة الجنسية. استبدلت الشيوعية والاشتراكية بالإسلام ، والمقصود الشعوب التي تقطن المنطقة الإستراتيجية . واستبدلت الصراع بين "الحرية" و"الشمولية" بمفهوم "صدام الحضارات". ألغي من القاموس السياسي مفاهيم الرأسمالية والاستعمار والاحتلال والتحرر والدولة الوطنية والسوق الوطنية والثقافة الوطنية تمهيدا لاستباحتها جميعا. بموجب العنوان الجديد لصراعات العالم الجديد أعلنت إسرائيل أن الصراع في المنطقة صراع قيم، وضعت نفسها - بدعم من أمريكا وصمت قبول من الاتحاد الأوروبي ـ جزءاً من " الحضارة السيحية" بوجه "البربرية الإسلامية". عمليا ألغت وقائع الاحتلال وحقوق الشعب الفلسطيني وكل ما يمت لهما بصلة. أعلن عن الشرق الأوسط الجديد، مقدمة لدور إقليمي تشغله إسرائيل في ضمان الهيمنة الكلية للولايات المتحدة على مقدرات المنطقة، وبالدرجة الأولى مصادر الطاقة، وتحطيم كل ما يشكل خطرا على بقاء إسرائيل، وبالذات دولة العراق. ويالتالي من المبكر جدا الحديث عن فشل العدوان الأمريكي. والخطوة مقدمة لارتهان العالم كله للمشيئة الأمريكية. الرأسمالية تنصب دوما عدوا خارجيا تغطي به على مشاكلها الداخلية، وتلهي به شعوبها عن مكابداتها من أزماتها البنيوية، وتستهدفه بمشاريعها التسلطية. وحدث اندماج عضوي بين الصهيونية والمحافظين الجدد في الولايات المتحدة والمسيحية الأصولية, وتوحد بالنتيجة الموقف من دول المنطقة ـ تفجيرها بصراعات داخلية طائفية وعرقية وعشائرية. وسخّرت الاحتكارات الأمريكية عابرة الجنسية وحليفاتها في أوروبا واليابان الهيئات الاقتصادية الدولية – الصندوق الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية- كي تزيل الحواجز بوجه تغلغلها في اقتصادات الدول كما سخرت أجهزتها الثقافية وقنواتها لتحطيم الهويات القومية وكل عناصر المناعة الوطنية والقومية بوجه تسلط مصالح رأسمالية العولمة. باختصار أسفرت الامبريالية الأمريكية وحلفاؤها في إسرائيل والاتحاد الأوروبي واليابان عن أطماع السيطرة المطلقة على مقدرات شعوب العالم كافة وإرجاعها إلى عهود التبعية المطلقة التي انهارت بعد الحرب العالمية الثانية. توهمت انها امتلكت الحرية المطلقة لإعادة تكييف العالم وإخضاعه ، حيث فسرت انهيار الاتحاد السوفييتي بأنه غروب شمس أكتوبر، ذلك الذي جهزت أربع عشرة دولة رأسمالية جيوشها للإجهاز على وليده البكر.
لكن بالمقابل حدثت ردود أفعال تحت علم الاشتراكية في أميركا اللاتينية وتكتلات مناهضة للهيمنة في أجزاء أخرى من العالم، ليست موضوع هذا العرض. لكنها معالم بارزة ومميزة للوضع الدولي الراهن تبشر أن غصن اكتوبر ما زال أخضر، وذكراه التسعون تنبض بالحيوية. لم تغرب شمس أكتوبر بل حجبته غيوم ساقها إعصار العولمة التي كان الاتحاد السوفييتي أحد ضحاياها، إذ لم يكن دولة اشتراكية وفق المثال الذي طرحه أكتوبر.
فذكرى أكتوبر تبعث أمجاد التحرك الجماهيري الضخم الذي منح ثورة اكتوبر زخمها وطاقتها المحولة في أرجاء روسيا المترامية الأطراف والحماس الثوري الذي ردت به الجماهير الغزو المسلح المنظم من جانب أربع عشرة دولة رأسمالية، وكذلك تصاعد الموجة الثورية في أقطار أوروبا والبلدان الخاضعة لنير العبودية الكولنيالية. كل هذه المعالم الثورية ومعالم أخرى، قدمت شهادة حية على الأهمية التاريخية لزلزال أكتوبر، حيث غدت الجماهير المضطهدة والمقهورة بفضلها موضوع التاريخ. لقد تقاطعت في روسيا القيصرية،مهد أكتوبر، تناقضات الامبريالية فجاء الحدث يحل التناقضات المستعصية: وفر السلم والأرض وأطلق مسيرة التطور المتسارع للشعوب الخاضعة لنير الاستبداد القيصري. والموجة الثورية العاتية التي اجتاحت العالم إثر أكتوبر تأكيد بأن أكتوبر دشن عهداً جديدا، على النقيض من التلفيقات وأكاذيب الدعاية المضادة الزاعمة أن حدث أكتوبر مؤامرة أو انقلاب.
غير أن الطريق الذي سلكه بلد أكتوبر لم يكن مستقيما ولا ممهدا، والمشروع الرامي لإقامة مجتمع العدالة الاجتماعية والتنظيم الأرقى للعمل الاجتماعي الذي طرحته ثورة أكتوبر انقطعت به السبل في متاهة محيرة ومربكة. فالطريق لم تكن سالكة ولا مطروقة؛ وتجربة البناء الاشتراكي تنطوي على تعقيدات فاقمها الحصار الدولي وسباق التسلح وضرورات تضخيم الأجهزة الأمنية. فقد استمر الإصرار على استنزاف الطاقة الاقتصادية للبلاد السوفييتية في سباق تسلح نهجاً مثابراً لدى الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الأطلسي. وسباق التسلح يقبع حاليا خلف مفاهيم "نهاية التاريخ" و" صراع الحضارات" و" ما قبل الألفية"، مثلما هو الولادة الحقيقية للمحافظين الجدد والمسيحية الأصولية والصهيونية واللوبي الإسرائيلي والشركات الأمنية ، ومئات بنوك المعلومات ومراكز البحث وعمالقة الفضائيات والصحافة والمطابع ودور النشر الخ، مما يتوحد الآن فيمجهود لاستلاب وعي الشعوب وتخدير حركتها، او شلها.

اقتضى المشروع التاريخي السير على هدي نهج ثوري ملتزم بمبادئ ومثل وقواعد تنظيمية تطلق حرية المبادرة الجماهيرية المستنيرة بالوعي. ضمن نهج التطور الجديد تتفاعل الديمقراطية والإدارة الذاتية لقوى الإنتاج المملوكة للمجتمع كله مع تطوير الثقافة. لم يتم الالتزام ببنود هذا النهج فحدث الاختلال وتعثرت عملية التنمية وبالنتيجة لم يتحقق المثل الأعلى للمجتمع الجديد - التطور المستمر لمستوى معيشة الكادحين. جرت خلال إدارة العمليات التنموية أخطاء الممارسة وخطايا النقص البشري، خاصة لدى الإمساك بسلطة الدولة.
عرف لينين الاشتراكية بأنها التنظيم الأرقى للعمل المستند إلى الملكية العامة لوسائل الإنتاج، والموجّه بالانتظام الحر والواعي للشغيلة. والتنظيم الحر يتطلب ديمقراطية أوسع من ديمقراطية البرجوازية، وأشمل بحيث تتجاوز السياسة إلى إدارة الإنتاج الاجتماعي، بينما التنظيم الواعي يستدعي إنهاض الثقافة الوطنية من خلال تصفية الأمية وإدخال العلم في الإنتاج وترقية نمط العلاقات الاجتماعية، بصورة متواصلة. واتضح من التجارب الفاشلة للاتحاد السوفييتي وجميع دول العالم الرأسمالية أن تسليم الصناعات والبنوك المؤممة إلى أجهزة الدولة البيروقراطية لا يغير من واقع اغتراب العامل عن عمله، ولا يصونها من الاستغلال الرأسمالي. وهنا تكمن الخطيئة التي أجهضت مشروع بناء الاشتراكية. معارضو لينين في الماضي والحاضر يصرون على أن الخطأ يكمن في تجربة بناء الاشتراكية في بلد متخلف اقتصاديا. أثناء الحرب الأهلية أنجز لينين خطة كهربة روسيا، وأقر المؤتمر العاشر للحزب الخطة الاقتصادية الجديدة (نيب). وفي عام 1919 طرح لينين في مقالة "المبادرة الكبرى" مهمة عظيمة ثنائية الأبعد، فاهاب بطبقة البروليتاريا في روسيا لأن " تجتذب إليها كل جمهور الشغيلة والمستثمرين بمثال البطولة المتفانية التي تبديها أثناء نضالها الثوري ضد الرأسمالية، وينبغي ان تقود كل هذا الجمهور وكذلك كل الفئات البرجوازية الصغيرة في طريق البناء الاقتصادي الجديد، في طريق خلق نمط علاقات اجتماعية جديدة وطاعة جديدة في العمل، وتنظيم جديد للعمل، من شأنه أن ينسق آخر منجزات العلم والتكنيك الرأسمالي مع توجيه جماهير الشغيلة الواعين المنصرفين إلى خلق الإنتاج الاشتراكي الكبير."(1) ومضى المشروع اللينيني خطوات ثابتة للأمام.
دافع لينين عن نهج بناء الاشتراكية في روسيا المتخلفة ثقافيا واقتصاديا. وكتب يدحض حجة التخلف الثقافي بالقول " إذا كان ينبغي، في سبيل إنشاء الاشتراكية، بلوغ مستوى معين من الثقافة ( مع العلم أنه ما من أحد يستطيع أن يقول بدقة ما هو هذا ’ المستوى المعين من الثقافة‘ لأنه يختلف في كل من دول أوروبا الغربية ) فلماذا لا يمكن لنا أن نبدأ أولا بالظفر، عن طريق الثورة ، بالشروط المسبقة لهذا المستوى المعين، لكي نتحرك فيما بعد للحاق بالشعوب الأخرى، مستندين إلى حكم العمال والفلاحين وإلى النظام السوفييتي(2). وبالفعل أظهرت التجربة العملية أن حكم البرجوازية يستحيل عليه الاهتمام برفع المستوى الثقافي للجماهير. كما لا تتطور الرأسمالية في كل بلد بوتيرة متماثلة. وفي الوقت الراهن نشهد مساع حثيثة لإبطاء تطور الرأسمالية في بلدان أوروبا الشرقية كي تبقى تابعة للأبد؛ ونشهد أيضا إنتاج ثقافة في مطابخ الثقافة الامبريالية وترويجها على أوسع نطاق عبر الأقنية التي وفرتها ثورة التكنولوجيا موجهة خصيصا لتدمير إنسانية البشر .

انجزت ثورة أكتوبر في أيامها الأولى وضع أدوات الإنتاج بأيدي الشغيلة، بينما وضع البندان -إشاعة الديمقراطية وجعلها نمط حياة ونشر الثقافة على أوسع نطاق- ضمن برنامج الخطة الاقتصادية الجديدة(نيب). مهمتان متشابكتان يحكمهما جدل الثقافة والديمقراطية ، وجدل الديمقراطية والاشتراكية، مندمجتان ضمن خطة ترمي إلى وضع الثقافة والعلم بمتناول الفلاحين والبرجوازية الصغيرة في المدن، كي تتحول إلى نصير للاشتراكية، وتصبح بانيا واعيا للاشتراكية بإنتاجها الكبير، وحتى تدير بكفاءة عملية الإنتاج. التوعية والعلم هما رفيقا نهج التحرر والتقدم والعدالة الاجتماعية لدى التعامل مع الجماهير. كان لينين يثق ان بناء الاشتراكية عملية تتكون من سلسلة حلقات من التنظيم الاجتماعي لمختلف فعاليات المجتمع، بحيث إذا تعطلت حلقة ينفرط عقد السلسلة ويختل البناء الاشتراكي. وأكثر ما أثار قلق لينين خطر البيروقراطية ووسائلها الإدارية، الأوامرية والقسرية، في التعامل مع الجمهور. البيروقراطية ضرورية لإدارة عمليات الإنتاج والإدارة والتخطيط ، وهي خطرة في نفس الوقت إذا انفردت بمهمات التخطيط والإدارة. حذر لينين من طغيان أهمية الإدارة على ضرورة التسيير الذاتي للإنتاج في مواقعه ضمن خطة شاملة. فمن خلال الإدارة الذاتية للإنتاج تضمن مواصلة الثورة الثقافية وتوسيع إطار الديمقراطية. وكلما تعقدت المهمات الملقاة على عاتق الجماهير وتعاظمت يزداد الإلحاح على الثقافة الإنسانية والتطوير الروحي الشامل للإنسان. وهذا يقتضي ربط العمل الإبداعي للفنانين والأدباء والإنتاج الفكري بعامة بحياة الناس ورفع مستواهم الثقافي بحيث يتذوقون الفنون والثقافة الرفيعة. " إذا أردنا، عن طريق السياسة الاقتصادية الجديدة أن نتوصل إلى جذب مجموع السكان إلى الاشتراك في التعاونيات فينبغي لهذا الغرض مرحلة تاريخية كاملة. وإذا حالفنا التوفيق فإننا نتمكن من اجتياز هذه المرحلة في مدى عشر سنوات أو عشرين سنة. ومع ذلك ستكون هذه المرحلة مرحلة تاريخية خاصة، وبدون هذه المرحلة التاريخية، دون تعميم التعليم، ودون إدراك الأمور إدراكا كافيا، دون تعويد السكان إلى حد كاف على استخدام الكتب، دون أساس مادي لذلك، دون بعض الضمانات مثلا، ضد رداءة الموسم، ضد المجاعة الخ بدون كل ذلك لن نبلغ هدفنا..... محور النشاط ينتقل اليوم إلى النشاط التثقيفي، لولا العلاقات الدولية، لولا الواجب الذي يقضي علينا بالنضال من أجل موقعنا على النطاق الدولي. ولكن إذا طرحنا جانبا الوضع الدولي واكتفينا بعلاقاتنا الاقتصادية الداخلية فإن محور عملنا ينحصر اليوم فعلا في النشاط التثقيفي"(3). ولفرط حرصه على الموضوع يعود للتأكيد مرة بعد أخرى. " فلتجديد جهاز دولتنا ينبغي لنا مهما كلفنا الأمر أن نضع نصب أعيننا المهمة التالية: اولا أن نتعلم وثانيا أن نتعلم أيضا وثالثا أن نتعلم دائما. ثم العناية بأن لا يأتي العلم حرفا ميتا أو جملة شائعة على الموضة( وهذا – وليس لنا أن نخفيه- ما يحدث لنا في أغلب الأحيان ) بأن يدخل العلم حقا في العادات، ويصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا كليا وفعلاً. وبالمختصر ينبغي لنا أن نطلب ما لا تطلبه أوروبا الغربية البرجوازية."(4) فالعلم والثقافة اللتين تفيدان التنمية يستقران في الوعي كعادات وقيم متداولة في النشاط اليومي، وليس ديكورا تجميليا يستعرض به في المجالس والدواوين. وقد اعتاد لينين القول أن العادة والتقليد يقفان عقبة كأداء بوجه التقدم. اما عندما يغدو العلم عادة فهو بطبيعته متطور وينقض نفسه باستمرار. ولذا فالعادة العلمية تتطور بتطور العلوم، وتتطور معها شخصية الفرد ومواقفه ومثله باتجاه تقدمي.
أمضى لينين الأشهر الأربعة الأخيرة من نشاطه الذهني ( كانون أول 1922- آذار 1923)يملي ملاحظاته على إحدى سكرتيرتين أوكلتا بالاهتمام به بعد أن فقد القدرة على العمل وحضور الاجتماعات. اشتد عليه التسمم من أثر الطلقة التي أصيب بها في محاولة اغتيال. وكم هي درامية ومؤثرة مذكرات السكرتيرتين وهما ترقبان تدهور صحة القائد وصفاء ذهنه مع بعض التشوش أحيانا. على أن المذكرات التي شكلت وصية لينين السياسية عكست قوة إرادة الرجل ووضوح فكره وسعة رؤيته التاريخية. وعكست أيضا ـ وهذا هو الأهم التزام لينين بإيديولوجية الطبقة العالمة، وهو ما تجلى في الإصرار على تحويل الجماهير عن طريق الوعي والممارسة العملية إلى قوة مستقلة طليعية في حياة مجتمعها. كتب وصيته دون أن توضع تحت تصرفه المعلومات والمعطيات اللازمة، وكان المرض يشتد عليه. سمح له الأطباء بربع ساعة كل يوم يملي ملاحظاته؛ فأملى وصيته السياسية في عدد من المقالات ذات الارتباط المباشر بتنفيذ السياسة الاقتصادية الجديدة. غير أن الوصية لم يجر الالتزام بها على الدوام. والإخلال بالوصية تمخض عن خذلان لإيديولوجيا الطبقة العاملة. والبناء الذي جرى في الاتحاد السوفييتي تم بتوجيه الإيديولوجيا البرجوازية.

كان من سوء طالع النظام الجديد أن توفي لينين في وقت مبكر وخلفه ستالين المولع بالأوامر الإدارية وبالذاتية المفرطة. كان الفرق بارزا بين لينين وستالين من حيث القيادة والعلاقة مع الرفاق والمراجعة النقدية للمهام والحرص على المشاركة الجماعية عن طريق عقد المؤتمرات الحزبية والدورات الموسعة للجنة المركزية، في مواعيدها، وكذلك في النظر إلى الجماهير. اقترف ستالين أخطاء مدمرة ووقعت على يديه خطايا بمثابة جرائم. وعندما خالف وصية لينين بتنشيط المبادرة الجماهيرية واعتماد الإدارة الذاتية، وأسند إدارة الاقتصاد للبيروقراطية واعتمد الإدارة الأوامرية والقسرية للعمليات الاقتصادية وضع بذلك حجر الأساس لانهيار عام 1989. حدث خلل مريع في حلقات سلسلة البناء الاشتراكي، فتعطلت العملية برمتها. استعيض عن التوعية والتثقيف بالقسر المصحوب بالعنف. ولتسريع التطور الاقتصادي شطبت من البرامج بند رفع مستوى معيشة الكادحين. "انتقل مركز الثقل من الروافع الاقتصادية إلى الروافع الإدارية ... وحدث تضخم هائل في وظائف الدولة الإدارية ـ لا في الحياة السياسية وحسب، بل وفي الحياة الاقتصادية والثقافية والإيديولوجية"(5). وتعاظم بدرجة خارقة تدخل الدولة في ميادين الحياة الاجتماعية، فاختنق بالنتيجة جنين الاشتراكية في رحم الجهاز البيروقراطي المتضخم باستمرار.

جوبهت ثورة أكتوبر بحرب أهلية دامت ثلاث سنوات، حيث صمم النظام القديم والمستفيدون منه على التمسك بامتيازاتهم ومصالحهم الطفيلية. وحظيت حربهم وإرهابهم الدموي بمساندة الرأسمال العالمي. وأفشلت الطبقة العاملة والجماهير الكادحة بمبادراتها وتضحياتها وتفانيها هذا الهجوم الضاري وطردت المتدخلين، لكن بعد أن أوقعوا أضرارا مدمرة بالاقتصاد الروسي.
واقترفت السلطة الجديدة أولى أخطائها بتطبيق نهج شيوعية الحرب، لكنها أدركت سريعا الخطأ وتداركته. فقد صادرت من الفلاحين ما يزيد عن حاجتهم من الحبوب، طوال سنوات الحرب الأهلية، وعدلت بسرعة عن هذا النهج المدمر للإنتاج الزراعي ووضعت موضع التنفيذ السياسة الاقتصادية الجديدة، وهي نمط إنتاج اجتماعي تعايش فيه المبدأ الرأسمالي مع المبدأ الاشتراكي، لكن بقيادة الطبقة العاملة التي تشغل الأجهزة القيادية للسلطة. ثم شرعت السلطة السوفييتية وضع خطط البناء الاشتراكي، التي تستهل بجذب الفلاحين والبرجوازية الصغيرة بجانب الاشتراكية، عن طريق دخولهم طوعا وبناءً على وعي وثقافة متطورة في نمط الإنتاج التعاوني.
أشار لينين بان نزع ملكية كبار المالكين مهمة يسيرة نسبيا تطلبت بضع قرارات، بينما الثورة الثقافية تتطلب عملاً دؤوبا يستغرق جيلأ بكامله. إن بناء مجتمع جديد ينتفي فيه الاستغلال والجور وتعيش فيه مختلف القوميات في تكافؤ بعد عشرات القرون من العداوات والحروب المتبادلة لا ينجز تلقائيا وبصورة عفوية، إنما يتطلب إلغاء نظام الاستغلال والاضطهاد القومي والطبقي، تم تصفية جهالات العصور البائدة واليقظة الدائمة حيال كل ما يمكن أن تفرزه الحياة المشتركة لأبناء وبنات مختلف القوميات. وفي بداية التحولات الاجتماعية تنبأ لينين، قائد ثورة أكتوبر ووليدها البكر، الاتحاد السوفييتي، بأن إنجاز المهمة التاريخية ـ إلغاء استغلال الإنسان ـ سوف تقدم المثال الملهم لشعوب العالم ، كما ان مصير حركة تحرر شعوب الشرق من نير الكولنيالية يتوقف إلى حد بعيد على نجاح الحل العادل للمسألة القومية في الاتحاد السوفييتي.

ومن المفيد الإشارة إلى أن لينين ، وقد اقتنع بخطته للبناء الاشتراكي ، حذر " شعوب الشرق من تقليد تكتيكاتنا. .. عليكم أن تتكيفوا مع الظروف الملموسة التي لا يوجد لها مثيل في أوروبا؛ عليكم أن تتمكنوا من تطبيق نظرية وممارسة الاشتراكية في ظروف يشكل المزارعون الأغلبية من السكان؛ حيث المهمة تتمثل في شن النضال ضد بقايا العصور الوسطى وليس ضد الرأسمالية "(6). أفق لينين الواسع افترض أن الجدل المادي لم يكتمل بالتجربة الأوروبية، وأن لشعوب الشرق ما تقدمه لهذا العلم وإغناء الجدل المادي باستيعاب تجربة التطور الاجتماعي للبلدان التي ما زالت مرتبطة بالعصر الوسيط في ميادين الاقتصاد والسياسة والعلاقات الاجتماعية والثقافة. غير أن ستالين جمد الجدل المادي في نسق مغلق مفروض من أعلى فمسخت المادية الجدلية إلى قدرية وحتمية تاريخية ساذجة.
بصفته الأمين العام توفرت لستالين الإمكانية والقدرة على " التأثير في توجيه شئون الدولة بشكل حاسم" كما قال لينين حين نصح وهو خارج اللجنة المركزية بسبب مرضه، بإبعاد ستالين عن هذا المركز، نظرا لخصاله غير الرفاقية. فهو لم يخف فظاظته ورغبته في السيطرة. لكن اللجنة المركزية قبلت من ستالين تعهده بضبط نفسه. نقل مؤلف كتاب " وصية لينين السياسية ، (ص139-140) ما كتبه انستاس ميكويان الذي شغل عضوية اللجنة المركزية خلال الفترة 1926- 1966(7) "إني إذ ألقي نظرة إلى الماضي ، أعتقد أن بعضهم (في اللجنة المركزية) اعتقد أن بعضا منهم ، خلافا لتحذير لينين، لم ير في ستالين منافسا جديا، وأن بعضا آخر لم ير فيه مدعيا بدور زعبم من طراز بونابرتي . ولهذا فضلوا إبقاءه على تقديم أحد ما من قادة الحزب ممن هم أوفر هيبة ويتمتعون بمكانة بصفتهم نظريين وإيديولوجيين. كانوا يخشون من أن يتمكن زعيم من هؤلاء أن يفرض هيبته ويلحق الضرر بالقيادة الجماعية".
واصل ستالين تصرفاته الفظة تجاه رفاقه في قيادة الحزب وكان لا يخفي ضغينته تجاههم، فحوّل اختلاف الآراء إلى تخوين وتهم عمالة. كما لم يلتزم بوصايا لينين بصدد العلاقة بين البناء الاشتراكي وتطوير الثقافة الجماهيرية، والعلاقة بين الثقافة والديمقراطية. وبدلا من جيل كامل من النشاط التثقيفي أنجزت بأوامر ستالين مهمة نشر التعاونيات في روسيا خلال عامين، تخللتهما أعمال إبادة جماعية. ومع الزمن فرض ستالين نفسه وقيادته الفردية على جميع قطاعات البناء وكانت خطاباته موضع نشر ودعاية بين الجماهير وكانت قراراته تبت بمصائر مئات الآلف، بل الملايين. وطبيعي أن يستنبت الاستبداد الفردي أجهزة امن داخلية تقمع وترهب، ويتسلل داخلها لأنها مقفلة وتعمل بالخفاء،عملاء الاستخبارات المعادية. علاوة على أن ستالين ، ولم يكن يعتبر نظريا، احتكر التنظير للحزب واقترف خطايا سياسية غلفها بغلاف نظري، مثل ازدياد حدة الصراع الطبقي مع تقدم البناء الاشتراكي. وبموجب هذه " النظرية " دفع بكل معارضيه إلى ميدان الإعدام. أودى بالمئات من المخلصين، ممن عول لينين على مواهبهم الإدارية والنظرية وثمن عاليا إقدامهم وجرأتهم وتفانيهم، وإن انتقدهم بعض الأحيان. لم يخف لينين مزايا حتى خصومه أمثال كاوتسكي (المرتد) وبليخانوف وغيرهما. جرت هذه الجرائم في ظروف استعيض خلالها عن رقابة هيئات الحزب والحكومة بمراقبة ستالين شخصيا. عهد ستالين إلى اورجو نيكيدزه إعداد تقرير عن ’التخريب ‘ في الصناعة لتقديمه إلى الاجتماع الموسع للجنة المركزية شباط – آذار1937فحاول هذا عبثا إقناع ستالين ببطلان اتهاماته. انتحر أورجونيكيدزه فكلف ستالين مولوتوف بتقديم تقرير عن ’التخريب‘ في الصناعة"(8). في فترة قيادة لينين للسلطة السوفييتية (1918-1923) وفي ظروف بالغة القسوة ظروف الحرب الأهلية عقدت ست مؤتمرات للحزب، وخمس كونفرنسات، و79 دورة للجنة المركزية. وفي غضون عشرين عاما(1834- 1953) من ترسخ عبادة ستالين لم ينعقد سوى ثلاث مؤتمرات للحزب وكونفرانس واحد، علما بأن الحقبة ما بين المؤتمرين 17 و18 امتدت 13 عاما.. أما بصدد دورات اللجنة المركزية فقد لف النسيان فكرة لينين بصدد هذه الهيئة بوصفها الهيئة التي ترسم سياسية الحزب الواقعية"(9). ومع هذا كله نجد من يؤرخ للانهيار السوفييتي بالكشف عن عبادة شخصية ستالين.
جاء في بيان أصدره عدد من أساتذة الجامعات وكبار الكتاب والفنانين الروس" وبصورة إجمالية انحطت السلطة الشعبية التي مارست نشاطها في سنوات الثورة الأولى إلى حكم البيروقراطية وقائدها ستالين. إننا نعتبر انتهاكات حقوق الأفراد وحقوق القوميات قاطبة في الاتحاد السوفييتي بمثابة جريمة. وكلها امتهنت قيم الثورة والاشتراكية."(10)
هذا المصير المأساوي عبرته الثورات التاريخية وعهود تشكل الملكيات القوية السابقة لثورة أكتوبر, حلل ماركس ظهور البونابرتية في فرنسا الثورية فقال ،" تشكلت آلة دولة كلية الجبروت وخارقة التمركز، وتضخمت السلطة التنفيذية ، وأخضعت هذه السلطة المجتمع المدني واستقرت فوقه، وتسربت في جميع مسامه وقيدت مظاهره الحية والمستقلة ، بما فيها أصغرها"(11). غير أن ظواهر الاستبداد في العالم القديم لم تغير من طبيعة النظام الطبقي للرأسمالية؛ أما الاستبداد الستاليني فقد أبعد الشغيلة عن الإدارة وغرب طبقة المديرين عن المجتمع. حدث انفراج بسيط بعد موت ستالين وقيادة خروشتشيف للنظام، غير أن الأجهزة الاستخبارية كانت لها السيطرة. جرى انقلاب أعاد صقيع النظام الشمولي بينما كان خروشتشيف في القرم يمضي إجازته. في غياب الأمين العام تقرر عقد اجتماع اللجنة المركزية! واطلق العنان من جديد لسيطرة البيروقراطية بزعامة بريجنيف. وكما ورد في بيان المثقفين الروس "فالقيود التي فرضت على المبادرة الإبداعية للجماهير في ظل النظام الشمولي حدت من فرص نمو الاقتصاد السوفييتي. واستمر النقص في السلع الاستهلاكية يشكل إحدى الخصائص المميزة للنظام، وبالنتيجة حدث فشل في رفع رفاهية الشغيلة إلى مستوى ما هو عليه في الأقطار المتطورة. وهذا ما تسبب في انهيار النظام السوفييتي. وسبب حيوي آخر للانهيار تمثل في نقص الديمقراطية السياسية والاقتصادية، الأمر الذي بات لا يحتمل في ظروف تفجر ثورة علمية تقانية في العالم. ومن نتائج هذا الواقع استحكام العداء بين الشغيلة من جهة وبين الجهاز البيروقرطي والحزب من جهة مضادة. وأمسكت بالسلطة القوى السياسية التي أفلحت في تفكيك الاتحاد السوفييتي ووجهت البلاد وجهة إقامة رأسمالية اوليغاركية متوحشة تتميز بحجم بطالة هائل وانخفاض مستوى معيشة السكان وحدوث شروخ اجتماعية عميقة وعربدة المشاعر القومية وتنامي الجريمة."
أثناء حكم ستالين بقيت طموحات طبقة الإداريين متواضعة، وفي عهد بريجنيف تولاها النزوع المتوحش لالتهام القطاعات الاقتصادية، فتشكلت منها مافيات راحت تنهب وتثري . تهيأت لها الفرصة على أيدي غورباتشيف وييلتسن. وظل الجهاز الأمني السري يوجه الأحداث في روسيا.

لم تستطع البيروقراطية السوفييتية مفارقة مبادئ أكتوبر الأممية، فاستمرت السياسة الخارجية للاتحاد السوفييتي معارضة للامبريالية وأنشطتها المعادية للشعوب. في زمن ستالين ظن العمال أنهم إنما يبنون الاشتراكية، وزمن الحرب العالمية الثانية كانت الشعوب السوفييتية قاطبة على اقتناع تام أنها إنما تدافع عن الوطن الاشتراكي. وفي عهد خروشتشيف بذلت جهود لإذابة الجليد والتخلص من مظاهر عبادة الشخصية والتراجع عن نمط الإدارة الأوامرية ؛ وتوثقت عرى التحالف مع حركات التحرر الوطني والبلدان حديثة الاستقلال. وطوال عهد بريجنيف تواصل نهج الحكم الشمولي، لكن الصراع مع الامبريالية اتخذ طابع الحروب بالنيابة. تضخمت في السياسة الدولية للاتحاد السوفييتي ممارسات الدولة العظمى، لكن الامبريالية استطاعت تمييز منحى لتباطؤ التطور الاقتصادي في الاتحاد السوفييتي، فاتخذت في عقد الثمانينات قرار تصعيد سباق التسلح والدخول في حرب الفضاء ( حرب النجوم) كما اشتدت الضغوط الاقتصادية على بلدان العالم الثالث بواسطة هيئات الصندوق الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية، لفرض الخصخصة وتقليص نفقات الحكومات وتجيير أعبائها على الجماهير الكادحة وعولمة السوق. تشكلت العولمة إبان وجود الاتحاد السوفييتي وكان هو أحد ضحاياها لأن التقدم التيكنولوجي السوفييتي بقي يحلق في الفضاء.

بانهيار الاتحاد السوفييتي غابت من سياسة روسيا الدولية مثل أكتوبر في الأممية الإنسانية. وشطبت ذكرى أكتوبر كعيد وطني في روسيا؛ ولهذ1استهجن المثقفون الروس محاولة النظام قطع الذاكرة الوطنية: " دوما وفي كل مكان تحصل أخطاء ولم تتجنب الثورات العظمى في الماضي تلك الأخطاء. ومع كل هذا يجري الاحتفال بذكرى تلك الثورات في كل البلدان ، وعلى مستوى الدول. وفي روسيا فقط يشذون عن هذا التقليد. في روسيا يتواصل الحط من ماضي البلد الثوري. "
ومضى البيان يقول:
"على مشارف الذكرى التسعين لثورة أكتوبر نرفع الأصوات ضد هذا الغبن. يجب أن يكون للشعب عيده الثوري، ويجب أن تعاد لهم الحقيقة بصدد ثورة أكتوبر. ويجب عدم النسيان أننا مواطنو بلد يحوي تاريخه ثورته العظمى.
وبمقدورنا ، بل يجب علينا أن نكون فخورين بها."
والبشرية التقدمية تظل تفخر بثورة أكتوبر، وتستلهم مثالها الاشتراكي وقيمها ومبادئها لوقف هيمنة العولمة ضمن أممية إنسانية تعيد الجماهير موضوعا للتاريخ تكافح التوحش في الممارسات السياسية والاقتصادية والثقافية للعولمة، من أجل نظام دولي عادل ونزيه، يستجيب لطموحات التحرر والتقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وربما يكون دمار البشرية هو البديل الآخر لسيادة مثل أكتوبر

هوامش
1- لينين : المختارات في عشر مجلدات ، المجلد التاسع
2- لينين: حول ثورتنا.
3- لينين: حول التعاون
4- لينين: من الأفضل أقل شرط أن يكون أحسن
5- بليماك: وصية لينين السياسية،دار التقدم موسكو1989،ص97).
6- لينين: المجموعات، المجلد30، ص160، 161)
7- مجلة "أوغونيوك "عام 1987، العدد 50، ص5،
8- بليماك: مصدر سابق، ص103
9- نفس المصدر،ص107).
10- الموقع الإليكتروني

href="href="http://[email protected]" target="_blank" http://[email protected]" class="aEml">class="aLink">http://[email protected]" target="_blank" href="http://[email protected]" target="_blank" http://[email protected]" class="aEml">class="aLink">http://[email protected]" class="aEml">class="aLink">href="http://[email protected]" target="_blank" http://[email protected]" class="aEml">class="aLink">http://[email protected]
11ـ ماركس وانجلز: منتخبات في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول، ص222، دار التقدم موسكو






#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الديمقراطية ـ ديمقراطية الثقافة


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد مضيه - اكتوبر شمس لا تغيب - مبادئ أكتوبر شبكة الإنقاذ من وحشية العولمة