أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلمهدى ٱلمنتظر















المزيد.....


ٱلمهدى ٱلمنتظر


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 12:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى هذا ٱلمقال سأقوم بضرب ٱلمثل على عمل ٱلعقل بين منهاج ٱلروح ومناهج ٱلكومبيوتر مبيّنا بما تشابه لى فهمه من ٱلقول "لعلّلكم تعقلون". وفيه سأعرض لما فهمته عن منهاج ٱلروح وعن فعله فى هداية ٱلبشر ليكون إنسانا خليفة.
لما بدأ ٱللّه إظهار دينه وٱلكشف عنه أرسل منهاجًا أساسًا إلى جميع أمم ٱلأشيآء ٱلحيّة وٱلميِّتة يعرضه عليها:
"إنَّا عَرَضنا ٱلأمانةَ على ٱلسَّمٰوٰتِ وٱلأرضِ وٱلجِبَالِ فأبَينَ أن يَحمِلنَها وأشفَقنَ مِنها وحَمَلَها ٱلإنسَٰنُ إنَّهُ كانَ ظَلُومًا جَهُولا" 72 ٱلأحزاب.
وهذه ٱلأمانة هى ما يبيّنها بٱلقول "من روحى". فهى بعض روح ٱللّه وأساس لمنهاج أكبر هو ٱلروح ٱلقدس ٱلذى لا يكمل تنزيله إلا فىۤ أطوار ووفق أشراط محددة فيه وفى كلِّ طور من أطواره. ويظهر فعلُ هذا ٱلمنهاج من بعد كماله فى قدرة حامله علىۤ إثارة أفعال ٱلنور فى جميع ٱلحقِّ وبيانه بٱلكامل.
وأرى بٱلعقل بين صناعة منهاج ٱللّه وبين صناعة ٱلإنسان للمناهج ٱلكومبيوترية ما يساعدنى فى فهم متشابه لمنهاج ٱللّه وٱلعلم بأفعاله. حيث يطلب صانع ٱلمناهج ٱلكومبيوترية ممّن ينزّل منهاجه لديه ٱلاطلاع علىۤ أشراطه قبل تنزيله وتثبيته فى ٱلكومبيوتر. فٱلذين يقبلون ويوافقون على تنزيل ٱلمنهاج ويتابعون تنزيله أمامهم فترة محدودة من ٱلوقت لتوكيد علمهم بأشراط ٱلمنهاج وموافقتهم عليها وتوثيق متابعتهم لها لتكون أفعال ٱلمنهاج فى ٱلكومبيوتر لديهم سليمة وكاملة ٱلنفع. وإلا ستتعطّل أفعال ٱلمنهاج ولن يكون من وجوده فى ٱلكومبيوتر أىّ نفع منه.
عرض منهاج ٱللّه على ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض وٱلجبال تشبهه ٱلعروض ٱلمنبثقة على ٱلإنترنيت. فمن يرفض ٱلعرض يزول من أمامه ومَن يقبله يبدأ تحميل منهاجه وتنزيله لديه. وقد كانت أمّة واحدة من أمم ٱلأشيآء هى ٱلتى قبلت حمل منهاج روح ٱللّه ٱلمعروض من دون علم بأشراطه. وهىۤ أمّة لون من ٱلأحيآء هو ٱلبشر. وكما فى صناعة ٱلناس لمناهج ٱلكومبيوتر من أشراط كذلك هو منهاج ٱلروح. فٱلذى قبل تحميله ولو لم يكن يعلم قبل بتعطيل ما فى نفسه من منهاج وحشىّ وقبل بتحوّله إلىٰۤ أنيس هو ءادم. وبذلك ٱلتحوّل فقد ٱلبشر قدرته ٱلوحشية على متابعة عيشه ٱلسابق وصار يحتاج لمن يؤمن له ٱلحماية ويرشده ويدربه على ٱكتساب خبرة بٱلمنهاج ٱلمنزّل. وهذا ما حدث بأفعال ملائكة (روبوتات يفعلون ما يؤمرون) تحرسه وتدربه.
وحتى لا يعود ٱللّه إلى ٱلنفخ "من روحه" فىۤ أولاد ءادم جعل فى منهاجه قوّة نسخٍ تنسخه فى نفس كلِّ مولود. حيث يجرى ٱلنسخ للمنهاج من ٱلوالدين إلى ٱلأولاد بما فيه من مناهج تطوير ومناهج تخريب. وهذا ٱلنسخ يشبه نسخ ٱلويندوز وما معه من مناهج من كومبيوتر إلىۤ أخر فى بيوت وصالات ٱلانترنيت.
كانت أفعال ٱللّه بعد نفخه من روحه فىۤ أمّة ٱلبشر تنصبُّ على تعليم ءادم وبيان ما فى منهاج ٱلروح من أشراط كشرط قبول تطوير ٱلمنهاج update ٱلذى تأتى به ملائكة. وشرط ٱلامتناع عن قبول مناهج من غير ٱللّه. وشرط نسخه وترحيله إلى كلِّ نفس تولد منه. وشرط ٱلنكاح ممّن تعلّم وخبر بأشراط منهاج ٱلروح حتى يكون فى نفس ٱلمولود نسخة أصيلة ومطوّرة منه. وغيرها من ٱلأشراط ٱلتى تبيّنها ٱلوصايا فى كتاب موسى.
لقد بيّن ٱللّه فىۤ أشرطه على حامل ٱلأمانة أنّ مَن يخالفها يموت هو وأولاده. فمن لا يأخذ بتلك ٱلأشراط ويلد أولادا سيكون فىۤ أنفسهم منهاج روح غير موّكّدٍ بتوثيق وتطوير وموقوف عن قبول أىّ تطوير ويقبل بمناهج ليست من عند ٱللّه. وبذلك تكون أمّة ٱلمولود مشركة بما فيها من مناهج وفاجرة كافرة تمنع أى طور جديد:
"وقال نوح رَّبِّ لا تَذَر على ٱلأرضِ مِنَ ٱلكـٰفرين دَيَّارًا(26) إنّك إِن تَذَرهم يُضلُّواْ عِبادَكَ ولا يلدُوۤاْ إلا فاجرًا كفّارًا(27)" نوح.
لقد أتت أفعال ٱللّه مع ملائك وهم ٱلذين درّبوا ٱلأدمىّ على ٱلخبرة بأفعال منهاج ٱلروح وعلموه ٱلحذر من ٱلامتناع عن توكيده وتوثيقه وٱلحذر من ٱلعبث فيه وتلقى مناهج من عند غير ٱللّه. وتتابعت أفعال ٱلتعليم وٱلتدريب حتى وصل ٱلأدمىُّ إلى طور ٱلخبير بٱلمنهاج وأشراطه فصار هو ٱلوسيلة ٱلتى تأتىۤ أفعال ٱللّه ومناهجه بهاۤ إلى جانب عون ملاك أو من دونه.
تابع ٱللّه أفعاله هذه مع ٱلمصطفين وهم ٱلموكّدين وٱلموثقين وصولا بهم إلىۤ أخر طور من علم وخبرة ٱلأدمىّ ٱلمصطفى فيما نفخه ٱللّه فيه من روحه. فكملت ءادمية وخبرة ٱلمصطفى وصار قادرا على تلقّى إكمال تنزيل ٱلروح ليكون له ٱلروح ٱلكامل "ٱلروح ٱلقدس" وبه يتحوّل إلىۤ إنسان يخلف.
لقد أعلن ٱللّه عن أطوار منهاجه هذا بما فى ذلك كمال منهاجه بٱلروح ٱلقدس وبمن سيأتى مؤيّدا به ليضرب به مثلا على كمال ٱلهداية. وهو مآ أنبأ عنه أشعيآء ٱلنّبىّ عن ٱلعذرآء ٱلتى ستلد ٱبنا ويدعى بما فيه من كمال تنزيل ٱلروح "عمَّانوئيل" ٱلذى يدلّ علىۤ أنّ منهاج ٱلروح ٱلقدس وهو "ٱلإلِّ" قد عمّ فعله بيننا. وهذا ٱلنّبأ ضرب ٱللّهُ عليه ٱلمثل فىۤ ءاية عيسى ٱبن مريم فأيّده له بٱلروح ٱلقدس وعلّمه ٱلكتاب وٱلحكمة وٱلتورـٰة وٱلإنجيل وهو جنين:
"إِذ قالَ ٱللَّه يٰعيسى ٱبنَ مريَمَ ٱذكُر نِعمَتى عليكَ وعلى وٱلِدَتِكَ إِذ أَيَّدتّكَ بِرُوحِ ٱلقُدُسِ تُكَلّمُ ٱلنَّاسَ فى ٱلمَهدِ وكَهلاً وإِذ علَّمتُكَ ٱلكتٰبَ وٱلحِكمَةَ وٱلتَّورـٰةَ وٱلإِنجِيلَ"110 ٱلماۤئدة.
فجعله بذلك ٱلتأييد وٱلتعليم إنسانا كاملا من ٱلمهد فيه قوّة روح ٱلحقِّ وعلم ٱلكتاب وٱلحكمة وٱلتّورـٰة وٱلإنجيل تهديه إلى ٱلعلم بما هو من عند ٱللّه وما هو من عند غير ٱللّه فكان له كمال ٱلعلم وٱلمعرفة وكمال ٱلقول ٱلحسن وٱلعمل ٱلصالح. فكان عيسى ٱلمسيح هو ٱلذىۤۤ أنبأ عنه أشعيآء ٱلنّبىّ وهو ٱلمهدىّ ٱلذى ينتظره ٱلمصطفون.
ولمّاۤ أتى ٱلمهدىّ كذّب به ٱلذين قست قلوبهم منهم وٱمتنعت أمتهم عن قبول ما معه من منهاج ٱلروح ٱلكامل بفعل ٱلامتناع عن توثيق قبولهم لما سبقه من مناهج تطوير وبفعل قبولهم إشراك مناهج صنعها ٱلأبآء مع منهاج ٱللّه. وأمثال هؤلآء هم ٱلذين كذّبوا كلَّ نبىٍّ وكلَّ رسولٍ من بعد أشعيآء. وفاعل ٱلتكذيب هو مآ فىۤ أنفسهم من صناعة ءابآئهم يشركون به ما لديهم من عند ٱللّه. وما زالوۤا إلى ٱليوم يزعمون حرصهم على ما معهم من ءابآئهم وأنّهم ما زالوا ينتظرون مآ أنبأ عنه أشعيآء.
وبتأثير مخالفة أشراط ٱلروح وبسبب حمل مناهج من عند غير ٱللّه توّقفت أمّة ٱلكثيرين من ٱلناس عن ٱلتطور ونُسخت بما فيها من مناهج غير موثّقة فىۤ أمم أولادهم وأمم أبنآئهم فكفرت أممهم عليهم أىِّ تطوير ومنعتهم عن قبوله. فبقى ٱلأولاد وٱلأبنآء على ما لديهم من مفهوم ٱلانتظار إلى ٱليوم. وهو ما ينتشر لدى طوآئف مختلفة يهودية ومسيحية ومسلمة.
لقد نشأ مفهوم "ٱلمهدى ٱلمنتظر" أوّل مرّة بنبإ أشعيآء. وبقوّة أمّة مشركين كافرين قست قلوبهم وتعطلت فيها مناهج غير موثّقة فىۤ أنفسهم وهم ٱلذين قبلوا إشراك مناهج صنعها ءابآؤهم مع مناهج ٱللّه صار للمنتظر عندهم أوصاف وأعمال تختلف عمّا جآء بنبإ إشعيآء. وهؤلآء هم ٱلذين كفروا من بنىۤ إسراۤءيل ولُعِنوا على لسان داوود. وهؤلآء هم ٱليهود ٱلذين هادوۤا إلى مناهج صنعها ءابآؤهم. حيث كانوا يظنون بفعل ما فىۤ أنفسهم من مناهج ءابآئهم أنّ ٱلمسيح سيأتى ليكون ملكا عليهم يتقوون به على غيرهم من ٱلناس بٱلعدوان وٱلملك لا بٱلروح ٱلقدس ٱلذى معه. فقد فهموا من ٱلقول "عمَّانوئيل" أنّ ٱللّه معنا. ظآنّين أنّ ٱللّه ينحاز معهم على ٱلرّغم من جهلهم ينصرهم على غيرهم من ٱلناس. أما ٱلقول فيبيّن أن قوّة ٱلانطلاق "إلّ" فى ٱلنور ظهرت وعمّت فى مثل مضروب أمام أبصارنا وسمعنا لنصدّق بها وبقدرتها وننتظر نشر نسختها لتنزيلها فىۤ أنفسنا وتوثيقها من دون شرك. فٱلإلُّ هو قوّة ٱنطلاق ٱلنور فى ٱلحقِّ للعلم به وبناموسه يفعلها حامل منهاج ٱلروح ٱلقدس أمامنا ويضرب لنا على فعلها ٱلمثل. ونحن بتصديقنا لهذه ٱلقوّة وبتوكيدنا وتوثيقنا لقبول أشراطها نملكها ونقوى بها على قوى ٱلظلام فننير جميع ٱلحقِّ.
عندما جآء ٱلمسيح رفض أن يكون على ٱليهود ملكا كما كانوا يظنون فٱمتنعوا عن تصديقه وعملوا على منع تأثيره ثمّ عملوا على قتله. وبٱلظّنِّ أنّ ٱلمسيح ملكا ينصر شعبا ما زال ٱليهود ينتظرون إلى ٱليوم. بل هم يظنون أنّه لن يأتى حتى يقيموا لأنفسهم سلطة فى فلسطين تعتدى على شعبها وتقهره وتهجّره.
لقد أيّد ٱللّه عيسى بٱلروح ٱلقدس من دون إذن بنشر نسخة مخطوطة من ٱلروح ٱلقدس. فمآ أراده ٱللّه هو ضرب ٱلمثل بعيسى على جعل ءادم بٱلروح ٱلقدس إنسانا كاملا يخلف فى جميع أسمآء ٱللّه ٱلحسنى وبها يكون ٱبنًا للّه وإلٰها ينير ٱلحقّ بتأييد من ٱللّه. وقد عمل عيسى ٱلمسيح بٱلروح ٱلقدس وطلب من أتباعه ٱلمصدقين ٱلتبشير بما سمعوه وتعلّموه منه وبما يستطيعون ٱحتماله وإدراكه من قوله. وطلب منهم قبول ٱلروح ٱلقدس ٱلذى سيأتى به رسول ٱسمه أحمد وتوثيقه حينما يأتى لتكون لهم قوّة إلّهِ.
ولما وجد ٱليهود أنّ أتباع ٱلمسيح يبشرون ويَكثرون بٱلقول من دون أن يكون معهم نسخة من كتاب مخطوط سارعوۤا إلى ما تعوّدوا عليه من صناعة تحريف ٱلكلم عن مواضعه بفعل قوّة أمّة كافرة فىۤ أنفسهم. فدفعوا بشاؤول ٱلذى ٱتخذ لنفسه ٱسم بولس (وهو رئيس شرطة روما ٱلشرقية فى دمشق فى ذلك ٱلوقت) ليزعم إيمانه بٱلمسيح ويزعم ظهوره له وتكليفه بما صعب علىۤ أتباعه ٱلصادقين من تبشير. فكان لهذا ٱلشاؤول كتبة ورسل وسلطة كهنوت كنيسة عملت على صناعة مناهج من عندها منعت مَن قَبل بها وحملها فى نفسه (وهم كثيرون) من قبول ٱلتبشير بمن بعد عيسى وصدّقوا بما لديهم من منهاج يَهودُ بهم إلىۤ ءابآئهم. ورأوا فيما يقوله ويكتبه أبوهم شاؤول ويحمله رسله للناس هو ٱلتبشير.
وبما وضعه ٱلأبآء ٱلبوليسيون من مفهوم عن ٱلروح ٱلقدس وعن عودة أخرى للمسيح فىۤ أخر ٱلزمان ليكون ملكا على ٱلأرض كلَها كان منهاج تكذيب وتعزير لمفهوم ٱنتظار ٱلمسيح ملك ٱليهود وزرع للرّيب فى ٱلذىۤ أتى ودعوة للناس لانتظاره إلىۤ أخر ٱلزمان فلا يكون لهم نفع فى حياتهم من ٱلروح ٱلقدس وإلّه لا بما عرضه عيسى ٱلمسيح بقوله وعمله ولا بما فى نسخة ٱلروح ٱلقدس ٱلمنزّلة على قلب رسول ٱللّه محمد وٱلمخطوطة فى قرطاس ليكون للناس حقّ تنزيلها فى ٱلقلب وتثبيت ٱلفؤاد بها وٱلعلم بأشراطها وٱلنفع من قوّة منهاجها فى ٱلارتقآء بٱلأدمىّ إلىۤ إنسان يخلف.
بهذا ٱلمفهوم زرع ٱلأبآء ٱلبوليسيون ٱلرّيب بعيسى وبمن جآء من بعده ومنعوا كثيرا من ٱلناس من ٱلتصديق وٱلتنزيل وٱلتوثيق وٱلخلافة فى ٱلنّور. وإلى ٱليوم يستمدّ هذا ٱلمفهوم قوّته من مفهوم ٱنتظار ٱليهود له وٱمتناعهم عن تصديق ٱلذىۤ أتى.
لقد نزل ٱلرّوح ٱلقدس على قلب محمد وثُبِّت به فؤاده وأخرجت نسخته (قُرِأت) من قلبه فخطّها بيده كما نزلت ونشرها فى قرطاس ليكون ٱلنفع بٱلروح ٱلقدس من حقّ جميع ٱلناس ٱلذين وثّقوا ما سبق من مناهج تطوير فىۤ أنفسهم ولم يشركوا مناهج ٱلأبآء معها. ومَن ينزّله منهم فى قلبه ويثبِّت به فؤاده يكون له تأييد ٱللّه بٱلروح ٱلقدس كماۤ أيّد به عيسى ٱلمسيح فٱرتقى من طور ءادم إلى طور إنسان. وهو ما يريده ٱللّه للرّوح ٱلقدس أن يفعل مع ٱلناس حتى يكون لهم علم بدين ٱللّه ٱلذى بدأ إظهاره وكشفه مع ٱلنفخ من روح ٱللّه فى ٱلبشر ءادم.
لم يصدِّق أتباع بولس أنّ ما وعد به عيسى ٱلمسيح بمن بعده قد أتى. وٱستمرّوا فى تصديقهم للزّعم بعودة للمسيح فىۤ أخر ٱلزمان ليكون ملكا على ٱلأرض كلها وكذّبوا بمحمدٍ وبما نزل على قلبه.
ولما وجد ٱلمشركون لمناهج ٱلأبآء (وهم ٱليهود فى كلِّ وقت وقوم) أنّ أتباع محمد يكثرون ومعهم كتاب ٱلروح ٱلقدس فى قرطاس سارعوۤا إلى تقليد خطّه وإلى ٱللّغو وٱلتحريف فيه وإلى زرع ٱلرّيب به فصنعوا نسخا زعموۤا أنها مماۤ أملاه محمد على كتبة يكتبون ماۤ أوحىَ إليه. ثمّ صنعوا شروحا وتفسيرات بزعم صعوبة ٱلوحى ونقص بيانه. ولم يكتفوا بلغوهم وتحريفهم هذا بل صنعوا حديثا للرسول يناقض ويُلغى ما نزل على قلبه وثُبِّت به فؤاده وقُرأَ منه. وقد ٱستطاعوا بصناعتهم مناهج لغو وتحريف تأسيس منهاج لسان يلغو فى منهاج ٱللّه فتأسست طوآئف مختلفة تحمل ٱسم ٱلإسلام زورا وصار أبنآء كلّ منها يحمل فى نفسه مفهوما جديدًا من مفهوم ٱليهود ٱلقدامى وٱنتظارهم للمسيح ٱلملك ويحافظ عليه. فكان زعمهم بٱنتظار مهدىّ دليلا على جهلهم بفعل وأشراط ما نفخ فيهم من روح ٱللّه وعلىۤ إشراكهم لمناهج ٱللغو وٱلتحريف فىۤ أنفسهم. وصار لهم بهذا ٱلشرك وسيلة تدفع ٱلناس بعيدًا عن تنزيل ٱلرّوح ٱلقدس فىۤ قلوبهم وٱكتساب تأييده.
وبما تشابه لى فهمه من كتاب ٱللّه أقول معلنا مسئوليتى أمام ٱللّه أنّ ٱلمهدى ٱلمنتظر هو ٱلمسيح عيسى ٱبن مريم. وهو ٱلذىۤ أنبأ عن محمّد "روح ٱلحقِّ" بشهادة تلميذه يوحنا:
"وأَمَّا متى جآء ذاكَ رُوحُ الحقِّ فهو يُرْشِدُكُمْ إلى جميع الحقِّ لأنه لا يتكلَّم من نفسه بل كلُّ ما يسمعُ يتكلَّمُ به ويخبركم بأُمورٍ آتيةٍ. ذاك يُمجِّدُني لأنَّهُ يأخُذُ مِّمالي ويخبركم" يوحنا 16.
وعيسى هو ٱلذى ولد وفىۤ أمّته منهاج ٱلروح ٱلقدس من ٱلخالق ٱلصانع من دون غيره من ٱلمناهج ليكون مثلا على قدرة ٱلمنهاج أمامنا "عمّانوئيل". وليس من مهدٍ غيره لننتظره لا ٱليوم ولا غدا.
وأقول أنّ ٱلرّوح ٱلقدس قد أتى من بعد عيسى ونزل على قلب رجل لا يدرى ما ٱلعلم ولا ٱلإيمان فجعله رجلا مهديًّا محمّدا ضرب للناس مثلا على قوّة تأثير ٱلمنهاج ٱلموثّق فىۤ أمّة رجل كان قد نشأ نشأة جاهليّة لا يدرى ولا يعلم. وهو ٱلمثل على ٱلنفع من ٱلمنهاج لدى مَن ينزّله من ٱلناس فى قلبه ويثبّت به فؤاده حتى ولو كان فى نفسه مناهج من صناعة ٱلأبآء. وهو ٱلذى ضرب للناس مثلا على عيش مدينىّ لهم يترك لكلِّ منهم ٱلحرية وٱلمسئولية ٱلشخصية فيما يريد من تنزيل ٱلمناهج فى نفسه. فبنى سلطة ٱلمدينة بقوّة ما فىۤ أمّته من منهاج. وهو ٱلذى نشر فى قرطاس نسخة ٱلروح ٱلقدس ٱلأصلية ٱلتى بين أيدينا. وأنّه لكلٍّ منَّا ٱلحقّ فى تنزيله على قلبه وتثبيت فؤاده به وٱلعلم بأشراطه وٱتباعها فى تعطيل مناهج ٱلأبآء ليكون إنسانا ومهديًّا وخليفة كٱلمسيح ومحمد. فما ينتظره ٱلناس هو بين أيديهم وما عليهم إلا ٱلعلم به وٱلعمل على تصديقه وتنزيله فى قلوبهم وتثبيت أفئدتهم به ليكون كلّ منهم مهديًّا فلا ينتظر مهديًّا أخر ولا يكون كافرا ومشركا يكذّب بٱلمسيح وبمحمّد.
ٱلروح ٱلقدس هو ٱلقرءان. وهو ما تأيّد به عيسى فقاله قولا من دون نسخ ونشر. وهو ما نزل على قلب محمد وقُرِأ من فؤاده وخُطّ فى قرطاس ليكون للناس حقّ تنزيله فى قلوبهم بتلاوة خطّه بٱلعين وبسمع نطقه بٱلِّسان وتثبيت أفئدتهم به وتعطيل ما فيها من مناهج من عند غير ٱللّه. فينتفعون من قدرة روح ٱلحق ويعلمون بدينه ولا يتنظرون إلىۤ أخر ٱلزمان من دون نفع وعلم به فى حياتهم ٱلدنيا. فلن ينفعهم ٱلروح ٱلقدس فىۤ أخر ٱلزمان ولن ينفعهم ٱلنّدم على تصديقهم للمكذّبين وإضاعتهم فرصة ٱلفوز بروح ٱلحقِّ وٱلهداية ٱلتى ينتظرون.





#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلهجرة حقّ أساس من حقوق ٱلإنسان
- رمضان هو شهر ٱلإنزال
- لسان ولسان
- كتاب ٱللّه وكتب ٱلناس
- ٱلطبيعة
- ٱلتصديق هو توكيد وتوثيق
- ٱلبِغآء وٱلزِّنى
- ٱلذبح ٱلحلال وٱللّحم ٱلحلال
- ٱلإنسان لا يكون إلَٰها من دون ٱللّه
- لِمَن هو ٱلكتاب؟
- تعقيب وتوكيد
- موقف وتعقيب
- ٱلإنسان خليفة للّه وٱبن له!
- تعقيب على مقال -ٱلحلال وٱلحرام-
- ٱلحلال وٱلحرام
- شيطُ ٱلكهنوت يَقوَى بفعل ٱلجهل
- ٱلدِّين وٱلديمقراطية
- ٱلقُرءَان Al Qru-an
- ٱلفساد فى ٱلأرض
- ٱلديمقراطية ٱلفيدرالية هى ٱلسبيل إلى ¤ ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...
- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - ٱلمهدى ٱلمنتظر