أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - باسم حمد المولود يوم سقوط الطاغية..















المزيد.....

باسم حمد المولود يوم سقوط الطاغية..


حسام السراي

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


باسم حمد المولود يوم سقوط الطاغية..
حفل تأبيني لنحات لم يكتمل مشواره بعد

لا أرغب أن أكتب المراثي أو أشارك في حفلات التأبين كثيرا ،للطبيعة التي تتخلل كل نفس بشرية في عدم مقدرتها على مقاومة إرادة الموت ،وهو يخطف أعزاء وأحبة حتى دون وداع اخير ، والخميس الماضي –مخالفا لماسبق- شاركت في حفل تابيني لصديقي النحات العراقي باسم حمد ،الذي تعرفت عليه في دمشق ، كإنسان لايعرف الهدوء، دائم التفكير وكأن ثورة ما تعتمل بداخله على الدوام ،يحفظ عن ظهر قلب قصائد صديقه ، الشاعرفارس حرّام ،يقرأها لي ونحن نمشي في الأزقة المؤدية الى "ساروجة "الدمشقية،أخر جلسة لنا جمعتنا بأصدقاء كثر من مبدعين وشعراء وفنانين ،أدهشنا باسم بأدائه للأغاني العراقية السبعينية على وجه الخصوص ،"ياحريمة "،"ياطيور الطايرة "، "مرينه بيكم حمد" ،"من تزعل "،"حاسبينك "وأية مصادفة حين يقدم حرّام جلسة تأبين باسم ،وتنعاه جمعية التشكيليين العراقيين في مقر الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الذي وافته المنية على طريق العزيزية إثر حادث مؤسف ، ابدع نصب الناجين الشاخص أمام أعيننا منذ ساعة إسقاط تمثال الرئيس المخلوع صدام في ساحة الفردوس ،وهو أحد مؤسسي الجماعة ،جماعة ناجين للثقافة والفنون،أسهم بعمل الجماعة المسرحي الاول "مروا من هنا "،ومثل في فيلم "غير صالح للعرض "اخرجه صديقه عدي رشيد.
"حياة باسم "
بدأ الشاعر فارس حرّام ،الحديث عنه .... كان يقدس الحياة أكثر من النحت ،لا لأن النحت عنده مشروع من الدرجة الثانية ،فتقلب قبل 2003بين سجن وآخر لإمتناعه عن أداء الخدمة العسكرية ،كانت ثمة مقولة تعجبه وتسند قناعته فيما يفعل "أتسلق جبلا شاهقا أفضل من نعم سيدي "،يستبدل المكان بالمكان ،ثم يقول حرّام بحرقة :"لم تنج ياباسم حين كنت معنا في ناجين "
"يوم ولادته "
يأتي دور د.شفيق المهدي الذي اشار إلى ان باسم قد ولد يوم سقوط الطاغية في 9-4-2003،ملأ الدنيا ،ملا بغداد ، صاخب بشكل عجيب ،ويردف المهدي :"لم يكمل مشواره للاسف ،عندما ارادت إبنتي منه نصبا من السيارات المفخخة ، جن بالفكرة ،وللأسف ثانية عمله الذي يدين التفخيخ والأرهاب في النعيرية تم تفجيره ايضا "
"صدقيته في الأداء "
اما الفنان التشكيلي سلام عمر ،فسلط الضوء على نقطة هامة في حياته حينما إلتقاه مرتين ،مرة خارج العراق عندما اشهر كلمته الاولى في ساحة الفردوس ،وثانية في العراق بإستضافته في مشغل عمر وتعرفه بعدها على افراد عائلته ، "الدنيا كلمة "ذلك ماصدح به باسم ،ووفقا للمتحدث عمر ،كان مكملا لجيل بارز في الفن العراقي وحلقة وصل مهمة في النحت ،تأثر بأساتذة مثل محمد غني حكمت وسهيل الهنداوي ،محاكاته للواقع بمنتهى الصدق ،هي التي اتت له بهذا الحضور السريع والمؤثر في الحركة التشكيلية العراقية ، انهى عمر حديثه بالقول "باسم بإمكانياته الفنية ووعيه وحضوره الدائم بيننا ،باق لايموت "
ثم قرأ كاظم لازم قصيدتين ،واحدة بالفصحى واخرى بالعامية ،أبكت عائلة الفقيد،في حين وجد التشكيلي هادي ماهود ،تصديق ما حصل صعب جدا ،لأنه غادرنا بسرعة هائلة وصوته وطريقته في النقاش مازالت حاضرة بيننا .
"باسم –جواد سليم ،المفارقة "
وفي مشاركته العزاء لعائلة الفقيد واصدقائه ومحبيه ،دعا الفنان سعد عزيز لمشاهدة التخطيط الموضوع امام منصة الحفل،كم وجد هو تناصا بين هذا التخطيط لباسم ووجه التشكيلي الكبير جواد سليم ،فجواد عمل نصب الحرية مع بداية ثورة 1958،وباسم تشكل أول نصب له مع سقوط النظام في 9-4،يضيف سعد:"يال كبر الفاجعة التي نمر بها اليوم ،وصوته يحفر اذني معزيا إياي بوفاة والدي الفنان عزيز عبدالصاحب ".
الفنان التشكيلي وسام راضي ،لم يتمالك نفسه وهو يؤبن باسم ،لكنه ذكر الحضور بأنه ترك تاريخا رائعا بإنجازاته ،حينما وضع بصماته في بغداد.
القانوني طارق حرب ، راى إن هناك مفارقة بين أسمه وشكله ،اسمه يشير الى البسمة والسرور وشكله يوحي بالحزن والالم ، ويكمل :"كنا نتوسم فيه ان يعيد أمجاد جواد سليم وخالد الرحال" .
"قصيدة لروحه"
إنفرد صديقه الشاعر فارس حرّام ،بالكلام عن جملة أحداث وتفاصيل تتعلق بباسم ،الذي قدم عمل جماعة ناجين الثامن "تمثال الناجين "والذي وضع بدلا عن تمثال صدام في ساحة الفردوس ،رامزا إلى أسرة عراقية نجت من أحداث ماقبل 2003 ،مكونة من اب وام وطفل تعلوهما نجمة سومرية وهلال ،لربط ذلك بمرجعية العراق التأريخية والحضارية ،وجاء مبادرة من الجماعة لترميم جزء من الجرح الثقافي الذي أصاب البنية الثقافية العراقية عبر 35 عاما من التصحر والقمع الذي مورس بحق الإنسان العراقي بشكل عام والمثقف بشكل خاص في ظل النظام البائد ،العمل أفتتح في أواخر تموز 2003، وعن حلمه بشأن التمثال ومشاركاته الاخرى مع زملائه ، قال حرّام :"حلم باسم ان يراه بالصورة التي كان يرتأيها ،غير إن ضعف الدعم المالي حال من دون تطوير العمل .
ومابين عامي 2003-2004 شارك باسم في عمل الجماعة السينمائي "غير صالح للعرض "،أخرجه صديقه عدي رشيد ، جسد فيه دور جندي عراقي مجروح يلوذ بنفسه ويريد ان يصل إلى مكان ينقذه من إطلاقات الرصاص المتواصلة في بغداد،دور الجندي في اللحظات الاخيرة قبل أن يموت ،فيه تعبير عال عن الألم ،راى رشيد –والحديث لحرّام –قطع المشهد الذي يتألم فيه باسم ، لأن وجهه كاف للتعبير عن الألم وإن لم ينطق به "
واضاف،موضحا اهمية عمله "النهرين "الموضوع في مدخل هيئة السياحة العراقية في شارع حيفا :"ان هذا العمل رابط بين عملين ،عمل "ناجين "وعمل "النعيرية " بما يمثله من صرخة بوجه الإرهاب الأعمى والذي فجره الظلاميون فيما بعد ،إنه كان يواجه اليأس بإبتسامة الطفل "
هذا وطالب حرّام،إهداء من محبيه وناسه لروحه ،بجمع اعماله ومنحوتاته وتخطيطاته لعرضها في معرض تكريمي في اربعينيته،اخيرا قرا قصيدة "مرة واحدة "،أحب الفقيد سماعها من حرّام :
"مرة واحدة
لااسود ولا ابيض
كلما قلتُ هذا انا
ضحكت ذاتي وضحكتُ
وكلما قلت ُعندي طفولة
ضحكت مني الاطفال في المجلات
وليس عندي فضلة من شيء
اخذ فيها مكانا لجذوتي ....."



#حسام_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب الحوار المتمدن الثاني :عراق الصراع والمصالحة
- النقابي هادي علي لفتة : نعمل من أجل تشريعات ديمقراطية تقدمية ...
- د. فالح عبدالجبار : الوسطية تخرج السياسة من إنتهازية مستغلي ...
- مفيد الجزائري: أمام الصحافي المؤمن بالديمقراطية مهمات كبيرة
- نشرة الهجرة القسرية الخاصة بالعراق
- محنة “ندى” و “احمد” جزء من المعاناة العراقية في دول الجوار
- طلة المنقذ
- دور المرأة في بناء دولة المؤسسات في العراق
- اللاجئون العراقيون إلى أين؟
- مراجعات في التشريعات و القوانين العراقية الخاصة بالمرأة
- الآثار الاجتماعية لتطبيق المادة 41
- رشيد الخيون: فقدان العراقي حق العيش على أرضه خلق إشكالية في ...
- عندما تبتكر بغداد صوت نايها المفقود
- مجتمع وقناعات مفخخة !!
- تطواف مكتوب مع الجواهري
- على صحافيي العالم أن يقفوا إجلالا لزملائهم في العراق
- د. كاظم حبيب: ذهنية الهيمنة الطامحة للتحكم بسياسة العراق يجب ...


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - باسم حمد المولود يوم سقوط الطاغية..