أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الفخاري - سايكس بيكو 2007














المزيد.....

سايكس بيكو 2007


محمد الفخاري

الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن المتأمل في المشهد السياسي العراقي لا يجادل في كون الأطروحات الأخيرة سيتم على ضوئها إنشاء نظام فدرالي يقوم على الإقليمية واللامركزية حسب زعم بعض القوى الفاعلة في السياسة العراقية والتي ما فتئت تبدي رغبة جامحة في إدخال العراق في واقع جديد يعتمد على التكتلات والمحاصصة دون الأخذ بعين الاعتبار وحدة البلاد المهددة بالتفكك تماما كما حدث لفلسطين عقب إصدار معاهدة سايكس بيكو سنة 1916. هناك عدة أسئلة أخذت تطرح نفسها بحدة في الآونة الأخيرة خصوصا بعد إبداء الولايات المتحدة نية جادة في تقسيم العراق ولعل أبرزها ما إذا كان التاريخ سيعيد نفسه كما تبين من قبل خلال المد الامبريالي الأوروبي لكن هذه المرة بصيغة أمريكية.

لقد راهنت الولايات المتحدة الأمريكية بعد الفشل الدريع الذي مازالت تواجهه في العراق على تشكيل حكومة عراقية تأخذ فيها الأقليات العرقية مقاعد مهمة في البرلمان وتحصل على وزارات ذات أهمية إستراتيجية كما هو الحال بالنسبة لوزارة الخارجية الممثلة في شخص هوشيار زيباري ذو الجذور والانتماء الكردي بل الأكثر من ذلك انتخاب رئيس كردي مثل جلال الطالباني يدل على مخطط لتقسيم العراق أعد مسبقا مباشرة بعد إعلان الرئيس الأمريكي بوش عن انتهاء العمليات العسكرية في العراق. ليس من الغريب إذا أن يتبنى الكونغرس في شخص المرشح للرئاسة السيناتور جوزيف بايدن وبإجماع من كل الأعضاء قرار تقسيم العراق الذي أصبح ضرورة ملحة بالنسبة للإدارة الأمريكية التي تتزايد الضغوطات الشعبية عليها لتسريع اتخاد قرار يقضي بانسحاب القوات الأمريكية يحفظ لها ماء الوجه من جهة ويجنبها المزيد من الخسائر في الأرواح والعتاد من جهة أخرى.

بما أن مخطط التقسيم يعتمد على تجزيء العراق إلى ثلاث مناطق: كردية وشيعية وسنية مع اعتماد فدرالية ممركزة في بغداد مهمتها الرئيسية حماية الحدود وتدبير شؤون النفط فإن العراق سيصبح مجرد أقاليم ذات سيادة محدودة لا تستطيع أن تحقق في أي حال من الأحوال إجماعا وطنيا حول القضايا الوطنية ذات البعد الاستراتيجي أو التنموي على اعتبار أن مشاريع القوانين التي سيتم إصدارها على ضوء التقسيم لن تساهم إلا في تأزيم الوضع الراهن وإذكاء روح الاختلاف بين الأقليات الإتنية، الشيء الذي سيزج بالبلاد في دوامة جديدة من الفوضى "غير الخلاقة" قد تضفي المزيد من الغموض على مستقبل العراق والعراقيين الذين أصبحوا كمن يتمسك بأي شيء وسط المحيط كي لا يموت غرقا.

لكن ما يضع السياسة العراقية على المحك هو استجابتها لما تمليه عليها الإدارة الأمريكية دون الأخذ بعين الاعتبارالإكراهات التي يفرضها الواقع عليها تجاه الشعب الذي سئم العيش تحت نير الاحتلال وما عاد يأمن على حياته بل هناك من العراقيين من أصبح يترحم على أيام صدام ويحن إليها حيث أنه على الأقل كان ينعم بالأمن والسلام حتى ولو كان ذلك على حساب هامش من حريته. أما وقد شاهد العالم بأم عينيه الخراب الذي لحق بالعراق وبمؤسساته ومحاولة التقسيم التي جاءت بها "سايكس بيكو 2007" فمن المرجح أن تنشأ في العراق دويلات صغيرة بأسماء جديدة وبرلمانات جديدة.

هل أصبحت الوحدة العراقية في خبر كان؟ من المسؤول عن الوضع الذي وصلت إليه البلاد: أمريكا أم المقاومة أم الحكومة الحالية؟ يبدو أن أمريكا لا تهتم كثيرا لمستقبل العراق ما دامت تعتبره مجرد محطة للبترول تتزود منه بالطاقة اللازمة للمحافظة على اقتصادها وبالتالي هيمنتها على العالم، وكما هو الحال في العراق فإن أمريكا لن تتردد قيد أنملة في خلق صراعات في البلدان المجاورة متى دعت الضرورة إلى ذلك قصد غزوها وتقسيمها إلى ما يشبه ولايات صغيرة لا حول لها ولا قوة. سياسة "الكوبوي" شهد لها التاريخ بالعنجهية والجور على مر العصور ابتداء باجتثاث الهنود الحمر في القرن السادس عشر مرورا بهيروشيما ونكازاكي إبان الحرب العالمية الثانية ثم حرب فييتنام وانتهاء بالحرب على العراق. لا بد من صراع ثنائي بين أمريكا ودولة من الدول العالمية كي تضمن استمراريتها، هذه الاستمرارية التي تتمظهر حاليا من خلال نظام جديد يقوم على إمبريالية القرن الواحد والعشرين ستنتهي ما دامت قائمة على الباطل وما يقوم على باطل مآله الزوال من دون شك.



#محمد_الفخاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس في الحب
- هل يهاجم العلمانيون الحقيقيون الإسلام؟
- السباق نحو التسلح...إلى أين؟
- فن الشعر
- فراشات التمرد
- تقرير لجنة تقصي الحقائق...وماذا بعد؟
- طوق النجاة
- إلى عنيدة
- ما قبل وما بعد الدمار
- الراقد على الصليب
- هكذا تكلم أبي
- تقاسيم على آلة الحب
- العاشقان
- متى ينقشع الليل؟
- صباح غير عادي
- قصيدة وهمية
- قلبي ذلك الحلم
- عن الشعر والحكاية
- وداعا صديقي توني...ومرحبا بك في الشرق الأوسط
- عن الشعر والحب


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الفخاري - سايكس بيكو 2007