أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - إلى شاعرة الخطاب السادس















المزيد.....

إلى شاعرة الخطاب السادس


طارق العربي

الحوار المتمدن-العدد: 2053 - 2007 / 9 / 29 - 06:27
المحور: الادب والفن
    



إلى..طفلتي ...وهم يجمل وجه الحقيقة القبيح
إلى طفلتي التي اختارت المنفى لي ولها وطنا
إلى طفلتي التي شربت على ضفاف الغربة أولى كاسات الوجع
ما تعانيه ألان عانيته منذ دهر ، وشربته منذ تعلمت الاغتراب و حروف القصيد على يديك ، أنا اكتفيت كتابة ، ولم يعد متسع بصدري لكلمة واحدة أكتبها ، بعد خمس سنوات من الكتابة والشطب لك لا لغيرك ، فأنت التي عرفتها بين دفات الكتب ، ها هي كبرت وصارت تتقن اللعب على وتري "وتر الكلمات " حقيقة بين يدي، شهية جدا تحرضيني على الكتابة لك مرة أخرى ، بعد ان أقسمت ان أنتهي منك في اعترافي ، ها أنت تعيديني إلى بداية طريقي المستحيل الى عينيك ، أتلعثم حروف قصيدي على ثوبك المشتهى ، كالحروف الأولى في رسائل الغرباء ، كالحروف الأولى في وصايا الشهداء ، ها أنا أفترض عبثا انك لست أنت وأزيل كل الجدود بيننا / وافترض انك لست سوا طفلة في مقهى ، ملها الانتظار ، تحمل حقيبة في يديها ، لا تحتوي أية مفاجئات لي ، ولا تخبئ لي الهدايا ولا الكتب فقط تحمل قصاصات ورقي ولقاء مع الذاكرة في مقهى للغرباء ، تجلسين هناك في ثوب صيفي ضيق من ورد ، نسي لونه على خديك ، شهي كلغتي هذا الصباح ، شعرك متروك لعبثية الريح ، عينيك دون عدسات ، وجهك دون أقنعة ، هناك في مقهى في مدينتي المنفى عكا القديمة ، أتيك في ساعات الفجر الأولى.أسير بمحاذاة شوقي خوفا ان اسقط فيه وفيك " إني أتيتك كتابة لاخبرك إني كنتك وهما لا أكثر "
**
يا امراة اتخذت شكل القبر......أخائفة أنت من لقاء وهمي ، لا تخافي قلبي معك ، فقط تجردي من صمتك واغمسي بوحكِ بلغتي التي تشتهيها وامضي بعدها بعيدا في مرارة الغياب ، و دعيني أعود معك إلى ما قبل البداية لأعرفك أكثر ، فأنت طفلة مسافرة في تفاصيلك الموغلة في الحزن ، طفلة بعيدة عن أغنيات الفرح ، مقتنع بروعة المنفى وجمالية الحزن ، طفلة اختارت الموت وحيدة ،واختارت لي الموت غربة ،فمنذ أن التقينا منذ خمس سنوات ، ونحن متفقان على كل شيء ، ومختلفان في كل شيء ، أقول أننا أصدقاء وأني أحبك ، وأنت تدعين أننا تقولين اننا لم نلتقي بعد، أصر أننا وجهين لعملة واحدة ، وأنت مصرة أننا ورقتي نقد مختلفتين .منذ خس سنوات وأنا أكتب لك بحثا عنك ، وانت تجيبني بالصمت ذاته ، تجردي من صمتك هذه المرة لأجلي أنا، لأجل خمس سنوات مضت في انتظار اللاشيء في ايننتظارك ، لأجل عمر قادم محمل بغيوم المنفى ، وغيوم المنفى يا صديقتي حبلى بالرماح، فلا تتركيني ككل مرة وحيدا في خانة الانتظار ،
أنا يا طفلتي لا أعرفني ، ولا اعرف لي وطنا غير عينيك ، ولا اعرف لي لغة الا حروفك ، وان كنت أثثت ذاكرتك بالجرح مرة ، فأنت عمرت غرف القلب في الجراح ، وما من غرفة في قلبي الا وتصر خ باسمك ، وما من حرف أكتبه الا و ينفجر قنبلة في وجهي " انا ل.. ...،...انا ل... " فأنت طفلة لا أتعب من حملها ، ولا اشتكي من عنادها ، طفلة تلهو وتعبث وتخربش فوق أوراقي ، تشطب ما تشاء وتكتب ما تشاء ، تحرق أوراق ذاكرتي كلها إن شاءت ، وتفضحني فيها إن أرادت ،طفلة تزوريني كل ليلة وصباح، تقترب من سريري تقص علي حكاية ما قبل النوم وتقبلني قبلة ما قبل النوم ، ثم تهرب مسرعة ، وتأتيني صباحا بيدها أغنية فيروز " حبو بعضن " تملأ صباحي دهشة وفرحا ، ثم تهرب مسرعة لأزقة المنافي ، خوفي يا صديقة الكلمة ان نكون كاغنية فيروز، التقينا ذات شتاء ونفترق في شتاء اخر "
**
قولي لي ما أخبارك ، قولي ما أخبارك يا طفلة ابتلتني بالحزن والكتابة والغرام طمئنيني عنك ، فمن حقه أن يطمئن على عشقه مستهام ، أنا لست بخير يا صديقة الكلمة، لست بخير ، والقصيد و في اتساعه أمسى ضريحي ، أكتب فيه وصيتي لا أكثر ، أكتب فيه قرابيني على مذبحك ، أكتبها وتكتبني وانزف دمي فيها ، قربانا لك ، هل قرأني قصيدي الأخير ، أنا لن اقول لك كل عام وأنت مدهشة في هذ العيد ،سأكتفي بدمعتي وحرماني ليخبروك كم احبك / أنا لم أعد أتصل فيك ككل يوم ، متمنيا لك يوما سعيد ، بلغة تليق فيك ، ...طمئنيني تراك تكونين بخير ...!!!
أنا لا ادري ، لا ادري ماذا اكتب ، لأول مرة أبدو مرتبكا ، خائفا ، تخونيني الكلمات ، فلا انا قادر على الكتابة ولا انا قادر على ان أتوقف عنها ، ولا أنا مصدق أي سقطت صريعا في بحر هواك ، أأنت حقيقة حقا ، ام أنها سذاجة العاشق حبيبتي ؟؟!!
**
أنا وبعد ان كتبت نصي الاخير لك ، شعرت بالامان للمرة الاولى في حياتي ، شعرت أني استطيع ان انسى وان امضي في رحلتي وحدي ، وما إن أنهيت كتابة النص وأدرت وجهي عنك وعنه ، حتى وجدتك في كل الوجوه وكل الحروف ، فهزيمتي فيك ، كهزيمة,,,,,,,، دول ومدن كانت موجودة ،سقطت وبقيت أثارها شاهدة على انهم كانوا هنا ..وانت باقية هنا في لغتي ، في جرحي ، في ذاكرتي ، في عمري وما بعد بعد بعد عمري ، باقية تذكريني في خيبتي ..!
أنا مشيت نحوك ، وصلتك ، ومن ثم ابتعدت ، مشيت من خلال طيفك ، وصلتك ..ومن ثم ابتعدت أأنت سراب !!، ام انت جنون طفلة نضجت في غفلة مني وصارت امراة في كامل مشمشها ، فسحبت مني كل الخطوات التي مشيتها بشارع الحلم نحوك ، فانت لم تدفعيني يوما لان أبتعد عنك وا أفكر في نقيضك المجازي الاسود
انا ما كتبت يوما ولا ولدت إلا لأجد الحب ولأجدك أمامي ، فالكتابة يا صديقة الكلمة أحترفها لعجزي ان اكون شيئا اخر " ، غير عاشقا متيما فيك ،و انا وان كتبت لاسم اخر غير اسمك ، وجدت نفسي اخونك و أبجديتي ، أدفع الكلمة للبحث عن مجهول بلا هوية ينتحل شخصية الحلم ، فارتب الحروف واسطر الجمل ، لا غشا ولا رياءا وخيانة امام عينيك ،و لا لأني أهوى الخيانة او التجريح ، لا ، بل لاني رجل يبحث عن دفء وحقيقة ، حتى لو كانت هذه الحقيقة جدار وهم مقنع بالحب ..وأنت هكذا وهما يجمل وجه الحقيقة القبيح
اني أعود اليك ، لا لأني لا أستطيع العيش دونك ، بل لأني رجل لا يستطيع ان يمد يده للحم ويسرقه ، ولو خيرت بين موت أبدي بلا حساب وبلا قصاص وا الرجوع اليك ، لفضلت حياتي الانية ورجعت اليك
اعو داليك يا امرأة الاحتمالات المتعددة
يا من شاركتني ذات خيبة الحلم ، وهاهي اليوم تشاركني مرارته، اعود اليك أضع كفي لادفئك وأهمس كيف أنت يا صديقة الكلمة " أحقا انا ..كما قلتِ ".... كيف أنت يا شريكة كئاباتي أجمعها ومسراتي المبتورة واحلامي المجهضة "كيف أنت " أيتها الاستثنائية جدا " اجل انت المولدة بلا وطن ، والمنثورة دوما في كف الريح غبار عطر للذاكرة، والمتواطئة دوما مع حزني...كيف أنت
**
**
**
أعود اليك يا امرأة اتخذت شكل القبر
مثقلا بحزني بوهمي ، بانكساري ، بالمي ،بخيبتي ،بهزيمتي ، لا أطلب منك التوقف عن طرق جدران الذاكرة ،ولا اطلب وصية اخيرة لي ، ولا موتا مشرفا ،بل أعود اليك أسأل "هل ذاكرتك بخير .....هل ذاكرتك بخير ..فأنا ان كنت نسيتي ...أنا "طارق العربي "" !!!!!
"وللنساء ذاكرة ناسية ..مثبة ..كمنفضة سجائر ..ان مسها ريح تذهب معه ..وذاكرتك دوما تخون كما الوطن ..."
طارق العربي
فلسطين الشمال



#طارق_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِنْ مُفكرة عَاشِق ٌ دمشقي
- إِبْتَعِدِي يَْا صَغِيْرة
- سَيِّدَةَ البَرِيْدْ
- الى شاعرة -الخطاب الرابع-
- رسالة مجنونة الى مجنون ليلى - أيمن صفوان-
- اعترافات رجل لا يجيد الاعتراف
- وجهك ...الشمس وجهك
- حصار شقي الظل
- سفر الغيوم
- وشاء الهوى
- أ،ا ..أنا عليك خائفة
- بئسا لكم
- انتساب
- وكل الشعر -روى -
- ضياع بين ضفتين
- وماذا تراها فعلت بالحب فرنسا
- : مُحَرَّمٌ عَلَيّ العِصْيَانُ
- سام يا شام
- مُحَرَّمٌ عَلَيّ العِصْيَانُ
- وكل الشعر روى


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - إلى شاعرة الخطاب السادس