أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - زوجة الاستاذ !














المزيد.....

زوجة الاستاذ !


نايف أبو عيشه

الحوار المتمدن-العدد: 2058 - 2007 / 10 / 4 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


فكر الاستاذ صالح كثيرا , ماذا سيشتري بالشواقل المتبقية في جيبه من باقي المعاش , خاصة وان اسعار الحاجيات ارتفعت بشكل خيالي مع اول رمضان ,وبقي اكثر من اسبوعين على القبضة. فقد دفع القسط الجامعي لابنته , والرسوم المدرسية لباقي الاولاد , مع مطلع العام الدراسي الجديد, ومن اين سيتدبر امره لبقية الشهر؟ سالته زوجته عندما رجع الى البيت مهموما غاضبا على ارتفاع الاسعار " لماذا لا تفتش عن وظيفة ثانية بعد المدرسة "؟رد بعصبية :" اولا القانون يمنع العمل بوظيفة ثانية وثانيا من سيوظفني وانا بهذه السن , بينما الخريجين الشبان من الجامعات لا يجدون فرصة عمل "؟ علقت متذمرة " اقساط الجامعة اهلكتنا " قال " البنت متفوقةفي الدراسة , فهل تريدين حرمانها من التعلم "؟ سالت كانها وجدت حلا مفاجئا " ايش رايك نطلع الولد الكبير من المدرسة , يشتغل ويساعدك"؟ رد بعصبية " اما انك مجنونة او متخلفة . لان الولد كمان شاطر كتير والسنة عليه توجيهي , كيف نطلعه من المدرسة ؟ بدك يهج من البلاد والا ينتحر ؟"قالت بعد لحظات وهي تغير مجرى الحديث "نسيت اقول لك . اليوم معزومين على الفطورعند جيرانا دار ابو حسان " رد بنبرة حادة " لا بدنا نفطر عند حدا ولا حدا يفطر عندنا " تساءلت بدهشة لا تخلو من عتاب " الجماعة عزموا وشددوا على العزومة , وقلت لهم ان شالله .كيف ما نروح بعدين يزعلوا منا , واحنا ..." قاطعها بنبرة حادة مرة اخرى "انتي اكيد مجنونة . كيف توافقي على هيك عزومة واحنا ما معنا الا باقي مائة شيكل لاخر الشهر ؟ منها مواصلات للاولاد , ومصروف البيت , والحاجيات اسعارها نار . ولك اذا الجزر ارخص نوع خضار , اليوم باربعة شيكل مثل العصي , من وين ندبر حالنا باقي الشهر , وانتي عارفة البير وغطاه , كيف توافقي على هيك عزومة ؟" قالت " نوخذ بالدين من بقالة جارنا " صاح بها " اللهم اني صائم . الرجال صار له علينا اكثر من خمسة الاف شيكل وكل يوم والثاني , ايش يا استاذ صالح بدنا شوية من الدين , وما معي اعطيه , وصرت اخجل امر من باب بقالته . كيف بدك نوخذ كمان بالدين عشان تعملي لي فيها عزايم وارجيله ومكسرات وفواكه "؟ قالت يائسة " يا عيب الشوم كيف احكي لجارتي ام حسان ما راح نجي على الفطور بعد ما وعدتها ويمكن اشترت وطبخت وتكلفت "؟ صاح بها " اتصلي عليها واعتذري لها , قولي لها الاستاذ مريض , او بالمستشفى او بده يموت , المهم غير مرة ما تعملي شيء من راسك بدون ما تشاوريني وتوخذي رايي. مفهوم "؟؟؟ردت يائسة "مفهوم".علقت بعد لحظات وهي تنهض لتجهيز وجبة الافطار " انت اللي ظليت متمسك بهالوظيفة طول عمرك لا قدامها ولا وراها حتى متنا من الجوع " , رد وهو يجهز نفسه لصلاة العصر " والله اذا العيشة مو عاجبتك . هاي الباب يفوت جمل , والا اقول لك بطلع جمل ". ردت معاتبة " الله يسامحك على كل حال. بعد كل هالعشرة والسنين مع بعضنا تجاوبني هيك "؟ صاح ثانية قبل ان ينوي للصلاة " هاي اللي عندي , وروحي بلا حكي فاضي حضري لنا لقمة اكل, ما بقي وقت للاذان " سالته وهي تبتعد " بدك مجدرة والا عدس فتيت والا عدس غماس والا عدس مع برغل والا رمانية "؟ لم يجب عن سؤالها وكبر للصلاة وهو يحاول ان يخشع في صلاته محاولا تجاهل الحوار كله , لكنه لم يقدر . في اليوم التالي تاخر في الرجوع الى البيت عن موعده , وعندما رجع كان منهكا من التعب والعطش والجوع . تراكض الاولاد نحوه فرحين مهللين بعودته للبيت بعد انشغالهم عليه طيلة ساعات ما بعد الظهر. وقبل ان تساله زوجته عن سبب التاخير , قال " لقيت شغل تاني بعد المدرسة , حارس ليلي على مصنع طوب " " علقت بنبرة لا تخلو من السخرية " يلا , اذا يعطوك كمية طوب نبني للولد غرفتين على السطوح ونفتش على بنت حلال " صاح باعلى صوته " الله اكبر , يا عالم . الناس بمصيبة وانا بعشرة . ما فكرتي بالدين اللي علينا ومصاريف البنت بالجامعة والاولاد بالمدرسة ,كل اللي همك تجوزي الولد عشان تصيري حماة ويصير لك كنة." تابع قبل ان ترد مخاطبا اولاده " هاي انا ابلغكم اذا صابتني جلطة ومت او صار لشيء بتكون امكم هي السبب ", ثم خرج من البيت لا يلوي على شيء !
بقلم نايف أبو عيشه
21/9/2007



#نايف_أبو_عيشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختيار !
- - خربطيطة مروكية-!
- تحليق في سماء الحرية !
- صبرا وشاتيلا,جرح نازف !
- لماذا تاخر هنية في دعوته !
- السيارة والسياسة وما بينهما !
- تهنئة للتفوق ، واخرى للطموح !!


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - زوجة الاستاذ !