أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - الحركة الديمقراطية الآشورية أخطأت بنشر هذا الكتيّب















المزيد.....

الحركة الديمقراطية الآشورية أخطأت بنشر هذا الكتيّب


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 08:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من فضائل الأنسان الأخلاقية والدينية والتربوية والأجتماعية والسياسية في كل زمان ومكان ان يراعي مشاعر الآخرين ، وليس هناك اجمل من القول المأثور لكونفوشيوس :
ما لا تريد ان يفعله الناس معك لا تفعله مع الآخرين . والسيد المسيح يؤكد هذا القول الرائع بالصيغة الأيجابية بقوله : أحب لغيرك ما تحب لنفسك .
وفي العصر الراهن ونحن نلوج بوابة القرن 21 حيث تنتشر وتترسخ دعوات ومبادئ حقوق الأنسان ، وتنتشر الدعوات لضمان حقوق الأقليات وحرية الفكر والأنتماء والهوية .. وفي عصرنا المتسم بمبادئ التنوير والتحديث ، يصادف أن تستيقظ بعض الأحافير من سباتها ليعودوا بنا الى العصور المظلمة ويختاروا عناوين بارزة لتحجرهم الفكري العنصري المتزمت الذي أكل عليه الدهر وشرب ، عموماً ، إن من حق الأنسان ان يكون له وجهة نظر على الاّ تهدف الى الأقلال من قيمة الأخر والأستعلاء عليه عبر تنظيرات غوغائية :
نقرأ على موقع مجلة عشتار الألكترونية ومن اعداد نبيل ماروكي ـ سويد ، يقول :
صدر عن المثقفين الآشوريين ـ البحث الموسوم ( الكلدان مذهب أم قومية ) . وقد تم توزيعه الى مختلف الفصائل السياسية العراقية وصحفها . وهو يسجل كلمة شكر الى قسم الثقافة والأعلام في الحركة الديمقراطية الآشورية الذين قاموا بإصدار هذا الكتيّب والذي يسئ لشريحة كبيرة من شعبنا .
سوف لا اخوض في ماهيات هذا البحث " أقصد البيان السياسي " الصادر عن ( المثقفين ) الآشوريين في هذا المقال القصير وعسى ان يحالفني الوقت في المستقبل في تفكيك هذا البيان السياسي الأديولوجي والرد عليه جملة وتفصيلاً . ولكن في هذا المقال المختصر أقول :
أولاً
ــ في مقالهم هذا يجهل او يتجاهل هؤلاء ( المثقفين ) معنى القومية ، إنهم اختاروا لبيانهم السياسي ما انساق مع ما يناسبهم وما يلائم مقصدهم ، فالباحث في معنى القومية ينبغي ان يكون ملماً بمعناها وتاريخها وسياقات استخدامها ، قبل ان يعطي آرائه القطعية ويدعوا الآخرين الى طاعته .
ثانياً
ــ قام هؤلاء ( المثقفين ) الآشوريين بأدلجة بحثهم التاريخي الأجتماعي ، وهذا مما يشوه الموضوع وجهه الحقيقي الذي كان ينبغي ان يتسم بمهنية وحيادية ونزاهة .
ثالثاً
ــ البحث الأجتماعي او التاريخي ينبغي ان يرسل الى مجلات اختصاصية بالموضوع قيد البحث ( تاريخية ، علمية .. ) ، لا أن يوزع الى مختلف الفصائل السياسية العراقية وصحفها . هذا يدل على جهل هؤلاء الكتاب بأصول الكتابة وأخلاقيتها ومصداقيتها .البيان السياسي يمكن توزيعه الى الجهات السياسية العراقية وصحفها وبهذا فضح هؤلاء المثقفين انفسهم بأنهم كتبوا بياناً سياسياً أيديولوجياً وليس بحثاً تاريخياً او ثقافياً يتسم بالمصداقية والشفافية .
رابعاً
ــ يبدو لهؤلاء المثقفين ان هاجس الكلدان يؤرقهم ، واختاروا نظرية غوبلس وزير الأعلام الألماني التي تقول : أكذب ثم أكذب ثم أكذب الى ان يصدقوك ، واستخدم الصحاف وأحمد سعيد نفس النظرية وفشلت في كل الحالات ، فنظريتكم قديمة ايها السادة ، المصداقية أفضل من تلك النظرية البائسة . إن عملية توزيع هذا البيان على الأحزاب والمنظمات وصحفها تعتبر عملية اعلانية رخيصة ، وكل النشاطات المرتبطة بالدعاية فإنها تعيش وتموت مع انتهاء الدعاية وإن الشعب الكلداني يبقى راسخاً رغم هذا الأسلوب الرخيص .
خامساً
ــ من طلب من هؤلاء ( المثقفين ) الآشوريين ان يعرّفوا لنا ماهية الكلدانية أهي قومية أم مذهب كنسي ؟ هل ان جميع الكلدانيين اميين ولا يوجد بينهم خريج واحد من دورة مكافحة الأمية ليتبرع هؤلاء ( المثقفين ) ويتفضلوا علينا بدراستهم العقيمة هذه ؟ وهل هنالك قوى دينية او سياسية كلدانية كلفوهم بهذه الدراسة وطلبوا منهم هذه الحسنة او المعروف ؟ ثم إذا كان هؤلاء مثقفين أشوريين لماذا لم يبحثوا هل الآشورية قومية ام مذهب كنسي ؟ ما معنى اجتهادهم حول الكلدانية ؟
سادساً
ــ كتب هؤلاء الكتاب بيانهم السياسي مبنياً على الأحاسيس والعواطف بدلاً من مضمون تاريخي واسع الأفق فكانت نظرتهم عن الكلدانيين نظرة استعلائية مشوهة وهي سطحية وتبعث على السخرية .
لقد كانت المغالاة تدفعهم الى الأنغلاق على نموذجهم الرفضي ويدافعون عنه باستماتة مع غلق ابواب النقد والنقد الذاتي ، ونصّبوا انفسهم المدافعين الوحيدين عن الأمة ، فكان وقوعهم بمستنقع التعصب والتشدد والشعور بالتفوق الوهمي الناجم عن خطاب الكلمات المقدسة المطلقة .
سابعاً
ــ لماذا لا يصرف هؤلاء المثقفين شئ من هذا الوقت الذي كتبوا فيه هذا المقال ( الأديولوجي ) السياسي في قراءة شئ مفيد مثل قوانين حقوق الأنسان وحقوق الأقليات ، وقتئذٍ كان هؤلاء المثقفين قد قرأوا : أن حقوق الأقليات ليست محصورة بالآشوريين فحسب ، إنما بالآخرين ايضاً بما فيهم الكلدانيون يملكون نفس الحقوق ولهم حق أختيار انتمائهم كبقية البشر .
ثامناً
ــ هل هناك من منح هؤلاء ( المثقفين ) الآشوريين حرية التصرف بمصير الكلدانيين في العراق ؟
من هم هؤلاء المثقفين ؟
من يعترف بهم ؟
ما هو موقعهم السياسي ؟
لماذا يكون هؤلاء منظرين لنا نحن الكلدانيين ؟
أسئلة تترى ، أنه لأمر عجيب حقاً أن ينصب أحدهم نفسه وكيلاً ووصياً عليك وانت لا تريده ، قيل : " تريد أرنب خذ أرنب تريد غزال خذ أرنب " وهذا منطق القوة وليس العقل .
تاسعاً
ــ كان على هؤلاء ( المثقفين ) الآشوريين ان يتعظوا بما آلت اليه جهود صدام في صهر الأكراد والأقليات الأخرى ، وإن صداماً قد قضى والأكراد والأقليات الأخرى يبنون حياتهم في الهوية التي كانت ممنوعة عليهم ، إن فرض فكر سياسي او قومي على اناس لا يقتنعون به تعتبر ( فاشـــية فكرية ) ، وهي تلك التي يريدون بها حرمان الآخر من رأيه وفرض عليه هوية دون قبوله او استشارته .
عاشراً
ــ كان على السيد نبيل ماروكي وهو يعيش في السويد ، قبل ان يعد هذا الكتيّب الكئيب ان يقرأ ما يكتبه الكاتب السويدي غوستا كارلسون وهو استاذ السوسيولوجيا في جامعة لوند يقول :
إن موضع الهوية القومية اصبح ذا سمعة سيئة في الأوساط العلمية في السويد ، وذلك لأن هذا النوع من الدراسات غالباً ما يستخدم لقصد سياسي وقومي متزمت بغية تمجيد شعب ينتمي اليه الباحث ، وإبرازه كشعب أكثر فضيلة واستحقاقاً من غيره .
حادي عشر
ــ ان كتّاب هذا البيان يقفون خارج الزمن ، انهم يعيدون ويصقلون نموذجاً أرومياً مع فرملة سيرورة الزمن ، فأرض أشور قبل 2700 سنة لا زالت تحوي الآشوريين فقط ، فكل ما يعيش عليها لحد اليوم هو اشوري وهي الأسطورة البدائية التي تخلد الماضي خارج نطاق تطور الزمن ، فكل التغييرات الأجتماعية والثقافية والتاريخية متوقفة في تلك اللحظة التي حكم فيها سنحاريب وآشور بانيبال . وهم مخمورون في الأحلام الوردية هذه ولا يشاؤون رؤية الواقع المحيط بهم .
إثنا عشر
ــ في مثل هذه الدراسات إذا لم يتجرد الباحث من الأرتباط السياسي او القومي او الديني فإن بحثه ينتهي الى بلورة عقلية الكاتب أي عقلية الذات المفكرة والتي تنتهي الى ماهية فكر وعقيدة الكاتب وليس الواقع الموضوعي الذي يتطلب التجرد والحياد . فكيف في مجموعة جاءت وفي نيتها فكرة تريد تمريرها بكل الأساليب ؟
ثلاثة عشر
ــ إن دخول الحركة الديمقراطية الآشورية ( الزوعا ) على الخط ومساهمتها بنشر مثل هذا البيان المتزمت الشوفيني العنصري ، يدعو الى الأسف والى العجب وليس الى التعجب .
ألا ترى الحركة بأن مثل هذه البيانات تمزق وحدة شعبنا ؟
لماذا تريد الحركة استفزاز مشاعر شريحة كبيرة من أبناء شعبنا ؟
لو كانت الحركة تؤمن بما جاء بهذا البيان العنصري ، وحتى لو هي ترى فيه الحقيقة ، ألا يجدر بها احترام مشاعر الذين يخالفون هذا التفكير ؟
كيف تقبل حركة بحجم الحركة الديمقراطية الآشورية وتاريخها النضالي ان تقبل باستفزاز مشاعر قوم تدعي هي بالدفاع عنهم ؟
ماذا عن احزابنا الكلدانية ؟
ماذا عن منظماتنا الكلدانية ؟
ماذا عن كل الذين يؤمنون بأنهم كلدانيون ؟
هل ترسل هؤلاء جميعاً الى الجحيم لترضية حفنة من المفكرين الأديولوجيين ذوي تعصب اعمى ؟
هل هكذا يكون العمل المشترك والأخوة ؟
هل استفزاز مشاعر نخبة من أبناء شعبنا تعني نحن شعب واحد ؟
هل للآشوري مشاعر والكلداني عديم المشاعر ؟ ويجب ان يكون بدون إحساس لترضية هذه الحفنة المدعية للثقافة . إنه أمر عجيب حقاً .
كنت اعتقد ان الحركة الديمقراطية الآشورية ( الزوعا ) تتميز بحسها البراغماتي والموضوعي وهي تميل الى الأعتدال لهذا اتساءل ، لماذا لا تنأى الحركة بنفسها من هذه البحوث العقيمة السقيمة التافهة المفرقة لشعبنا ؟
ان الكراس يسيئ الى مشاعر أبناء شعبنا من الكلدانيين ، ما هي مصلحة الحركة بهذه الأفكار العنصرية التي لا تتلائم ورح العصر ومبادئ حقوق الأنسان والأقليات بصورة خاصة ؟
لكي يكون للحركة الديمقراطية الآشورية مصداقيتها عليها ان تتبرأ من هذا البيان الذي يمزق وحدة شعبنا .
أما الأستاذ نبيل ماروكي الذي تعب بإعداد هذا البيان والأسراع والمناكبة في توزيعه على الأحزاب والصحف ، ألم يجد الأستاذ نبيل ماروكي غير هذا البحث الرخيص لترويجه ؟ وهو يعيش في السويد بلد حرية الرأي وحرية المعتقد وحرية اختيار الهوية وحرية الأقليات ؟
توحيد صفوف شعبنا مضئ ومنوّر بأفكار الحرية واحترام الرأي والندية والتكافؤ وليس في بث سموم النرجسية والأستعلاء والتفرقة يا أيها السادة !




#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان اليوم لم تعد ساحة عرضات عسكرية
- حضرات السادة أعضاء ( شركات ) الخطف
- السادة آغا جان وكنا وأبلحد افرام .. ندعوكم حول مائدة مستديرة
- بين حكومتي نوري السعيد ونوري المالكي ضاع الأنسان العراقي
- المجلس القومي الكلداني العبرة في النهوض من الكبوة
- الأقلية الأيزيدية إهمال حكومي وعنف مجتمعي
- كردستان تجربة رائدة لمقاربة الثورة مع الدولة
- برازيلي رئيساً للحكومة العراقية .. إنه مجرد اقتراح
- لماذا تغرد حكومتنا خارج السرب ؟
- لقد فعلها اسود الرافدين
- الأرهاب يحاول اغتيال لحظة فرح حققتها الرياضة العراقية
- قوات البيشمركَه تفعيل الحريات مع سيادة القانون
- سينودس القوش واجتماع عين سفني التفاهم خطوة مباركة
- مساجد بلجيكا وكنائس العراق
- في أقليم كردستان الدين لله والوطن للجميع
- بطريركية بابل على الكلدان بين مطرقة الأرهاب وتعنيف الكتاب
- ترفضون الحكم الذاتي والمنطقة الآمنة ، طيب أعطونا البديل ؟
- من يحمي المسيحيين من الذئاب البشرية ؟
- استشهاد القس رغيد كني والأسلام الأصولي ومحنة الأنسان العراقي
- المسيحيون والأقليات العراقية .. الحركة خير من البكاء والنحيب


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - الحركة الديمقراطية الآشورية أخطأت بنشر هذا الكتيّب