أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - في أقليم كردستان الدين لله والوطن للجميع














المزيد.....

في أقليم كردستان الدين لله والوطن للجميع


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كم هو جميل ان يعم الأستقرار والأمان " كردستان " هذه المنطقة الطيبة من الوطن العراقي ، وكم هو مؤلم ان يسود الدمار والعنف والخراب جزء كبير من هذا الوطن . ولابد أن نسأل أين يكمن الخلل في هذه الهوة الفاصلة بين عموم العراق ومنطقة أقليم كردستان ، علماً انه وطن واحد له تاريخ مشترك وهي ارض واحدة اشترك شعبها في الحلوة والمرة على مدى التاريخ .
في يوم 18 / 6 / 2007 اجتمع رئيس اقليم كردستان الأستاذ مسعود البارزاني مع وجهاء ورجال الدين من اليزيدية والمسيحيين ، وكان زبدة ما صرح به الأستاذ مسعود البارزاني للوفدين ، أن كردستان


فخورة بثقافة التسامح التي يزدهر بها مشهد أقليم كردستان إن كان على الصعيد الرسمي الحكومي او على الصعيد المجتمعي بتنوع نسيجه الديني والأثني .
وقد أشار رئيس أقليم كردستان الى ان القانون ينبغي ان يكون فوق الجميع ، وأن يأخذ مجراه وهذا هو الطريق الأسلم لتحقيق العدالة في المجتمع .
ومن النقاط الهامة التي أثارها الأستاذ مسعود البارزاني هو تأكيده على وجوب فصل الدين عن الدولة والكل حر في تفكيره الديني الذي يعتقد به .
قبل أسطر في هذا المقال كان السؤال عن السر الذي اوجد هوة سحيقة بين أقليم كردستان وعموم العراق . لماذا يسبح العراق في أنهار من الدم والفوضى والخراب ؟
ولماذا تنعم كردستان بالأمن والأستقرار ، وتواكب الركب الحضاري في مسيرة البناء والتنمية والتقدم ؟
إن الواقع المأسوي العراقي كان نتيجة الخلط بين السياسة ( الدولة ) وبين الدين ( الأسلام ) . لقد كان الجواب على هذا السؤال يبدو واضحاً من جملة واحدة قالها الأستاذ مسعود البارزاني بانه (( يجب فصل الدين عن الدولة )) . إن القيادة الكردية قد وضعت اصبعها على مكمن الداء ، وفي مقدورها ان توصف الدواء بلجوئها الى طريق الأنتعاش الأقتصادي ، وغرسها شتائل ثقافة التسامح والمحبة والتفاهم بين التنوع المجتمعي الفارض لكينونته على مساحة المجتمعات الأنسانية في شتى الأقطار والدول . ان هذه الثقافة التسامحية هي التي تقطع دابر الحياة عن جذور المد الأصولي الرافض للتقدم العلمي ، والداعي الى السادية والعنف بحق الآخر .
في أقليم كردستان كانت النقلة الكبرى ، من أقليم متأخر تتفشى فيه الأمية والفقر والمرض ، وهو ساحة مشرّعة للمعارك والحروب لعقود متوالية ، ثم ميداناً وحقلاً لتجارب الأسلحة وسماءً مفتوحة لرش الغازات السامة ، وشعب يحطمه الظلم والقسوة والتشرد والتهجير القسري ووو .. الخ
بعد هذه المآسي والمظالم والتأخر .. كان الوصول الى واحة العمل والزراعة والصناعة والتجارة والبناء والتنمية والأستقرار ، وكان غرس قيم الأحساس بالواجب والألتزام بالقانون وزرع التسامح الديني والأثني بين مكونات المجتمع . إن هذه النقلة جاءت مع الأخذ بأسباب العقلنة ، ونبذ الخرافات التي تعمل على تقييد الفكر عن العمل والأبداع . أضف الى ذلك نبذ الكراهية والثأر والعدوان رغم ما طال الأمة الكردية من الظلم والقهر على مدى العقود الماضية على يد الحكومات المتعاقبة .
لقد ولج الأكراد الى العمل من الباب الواقعي الموضوعي ، ودخلت الحكومة العراقية اليه من باب الطائفية وتسييس الدين ، فأوقعت الحكومة العراقية نفسها في مسلسل العنف بيسر وسهولة ولكن من المتعذر عليها الخروج منه بتلك السهولة .
يقول الأستاذ نوري المالكي للصحفيين يوم ذكرى تأسيس جريدة الزوراء وهي اول صحيفة عراقية صدرت قبل 138 سنة يقول : " لا نهضة في العراق بدون صحافة نابذة لثقافة الكراهية " حقاً انه كلام جميل مريح يبرد الأعصاب والقلب بقالب من الثلج في حر الصيف العراقي . لكن كم هو هذا الكلام بعيد عن الواقع ؟
إذا كانت الحكومة العراقية هي نفسها تزرع ثقافة " الطائفية والعنصرية الدينية والكراهية " ماذا يجدي الصحافة ان تقول ما تقول ؟
إن الحكومة العراقية بأحزابها الدينية ، إن كانت تريد ان تسير بالعراق بطريق التقدم والأستقرار عليها ان تقتدي وتتعلم من كردستان ومن قيادتها ، نستطيع ان نزعم ان كردستان تقود اصلاح سياسي وأمني وتخلق نموذجاً يمكن ان يحتذى به في المنطقة . لقد كان حصر السلاح بيد الحكومة التي تدير قوات اليبشمركة المنظمة الملتزمة ، هو سر الهيمنة على الوضع الأمني لأشاعة حالة من الأمن والأستقرار وهي ضرورية لعملية البناء والتنمية ، وهناك الوقوف ضد قوى الفساد الأداري والمالي إنها عمليات متكاملة لخلق نموذج مثالي لأقليم كردستان الذي يسوده التآخي . وبعد ذلك نستطيع الزعم أن في أقليم كردستان يطبق الشعار الرائع بأن " الدين لله والوطن للجميع " .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطريركية بابل على الكلدان بين مطرقة الأرهاب وتعنيف الكتاب
- ترفضون الحكم الذاتي والمنطقة الآمنة ، طيب أعطونا البديل ؟
- من يحمي المسيحيين من الذئاب البشرية ؟
- استشهاد القس رغيد كني والأسلام الأصولي ومحنة الأنسان العراقي
- المسيحيون والأقليات العراقية .. الحركة خير من البكاء والنحيب
- الأستاذ هوشيار زيباري تفاؤل مشوب بالحذر
- أحوال الأقليات الدينية في العراق من سيئ الى أسوأ
- هل نتوقف عن الكتابة في الشأن القومي الكلداني
- العراقيون في سورية وخيارات أحلاها أمَرْ من العلقم
- العراقيون في سوريا .. اين المفر ؟
- هل يحمل البيشمركة مفاتيح المشكلة الأمنية في بغداد ؟
- نهاية أسطورة صدام ومأزق الحكومة العراقية
- رابي يونادم كنا .. فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
- المؤتمر الآشوري في السويد وأوهام في الرؤية السياسية
- الشئ الذي لم أشبع منه طول عمري !
- يا عقلاء الأسلام صافحوا هذا الرجل إنه إنسان عظيم
- حكومتنا .. لأنها تؤمن بالديمقراطية فعليها ان تستقيل
- لماذا يسكت عقلاء الأسلام على ذبح الأقليات الدينية العراقية ؟
- الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية 4
- يشوع مجيد هداية شهيد الوطن العراقي


المزيد.....




- -ميت غالا 2025-.. ما تحتاج إلى معرفته عن أكبر ليلة في عالم ا ...
- مجزرة كشمير.. كواليس ما يدور بذهن القيادة الباكستانية عن هجو ...
- الأردن.. وفاة 4 أطفال بحريق سكن مسجد والأمن يكشف تفاصيل
- بيدرسن: ندعو إسرائيل إلى وقف هجماتها على سوريا فورا وعدم تعر ...
- محكمة أميركية تصدر حكمًا بالسجن 53 عامًا على قاتل الطفل الفل ...
- السر المقدّس: لماذا بنى المصريون القدماء الأهرامات؟
- بوتين يعترف بوجود -رغبة بتوجيه ضربة- لكنه يقاومها
- الحوثيون يعلنون قصف إسرائيل: كل الأمة ستتحمل تبعات الصمت عما ...
- أوليانوف: رفض أمريكا والاتحاد الأوروبي التوسط في الأزمة الأو ...
- الجيش الباكستاني يعلن نجاحه في اختبار صاروخ أرض-أرض بمدى 450 ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - في أقليم كردستان الدين لله والوطن للجميع