أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - كردستان اليوم لم تعد ساحة عرضات عسكرية














المزيد.....

كردستان اليوم لم تعد ساحة عرضات عسكرية


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2039 - 2007 / 9 / 15 - 05:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في رقعة من الأرض على كوكبنا يسكن شعب اسمه الشعب الكردي ، وعرفت تلك الأرض باسم الشعب الذي يقطنها فسميت كردستان أي بلاد الأكراد او الكورد ، وهي لا تختلف عن أي أرض أخرى يقطنها شعب آخر ، إن قلنا أفغانستان او باكستان ، او قلنا بلاد العرب او بلاد الفرس .. وهذا الشعب ـ الشعب الكردي ـ له الحق في الحرية والحياة والعيش بسلام وأمان وهو يقيم على أرضه . وينبغي ان تكون هذه حقيقة لا لبس فيها ولا تقبل التأويلات والأجتهادات .
تمخضت المصالح والحروب في المنطقة فأفرزت مسالة او مشكلة او قضية عرفت بالمسألة الكردية . وهذا المقال لا يتسع لشروحات مراحل ولادة هذه القضية ولكن يمكن التطرق الى نتائجها وهي ماثلة أمامنا ، المشهد كينونة شعب كردي مقسم الى اوصال تتقاسمها دول تدعو الى التحرر لبلدانها وشعوبها ولا تقبل بحرية هذا الشعب ، فالعراق يدعو الى التحررالقومي العربي ، وهذا حق لا تساوره الشكوك وكذلك الدولة التركية ، والدولة الأيرانية الفارسية ، فالأمم والشعوب لها حق تقرير المصير وهذا حق مشروع لا خلاف عليه .
والآن ننتقل الى العدوى الأخرى من النهر كما يقال ، فالأكراد شعب لهم لغتهم وتراثهم وأرضهم ، ولهم طموحهم في تكوين دولة كردية تضم حدودهم ويرفرف عليها علمهم ، وهم شعب خلقه الله ايضاً ولهم نفس الحقوق المضمونة للشعوب الأخرى . ولحد الآن كل شئ في مساره الطبيعي لا اعترض عليه .
لكن مصالح الدول كانت تقضي بأن يغير مجرى النهر ليصب في بساتينهم فحسب وترك الشعب الكردي دون حصة في هذا التقسيم ، فجزأت أرضه مع التقسيمات السياسية ، وخرج الشعب الكردي من المولد بلا حمص .
وحينما تحرك الشعب الكردي لنيل حقوقه أسوة بالآخرين ، كانت تلصق به تهم الأنفصال والتآمر والتمرد والتخلف والقبلية ... وهلم جراً . واتفقت دول الجوار " العراق ، أيران ، تركيا " مع بريطانيا بعد الحربين الكونيتين ، على ان يبقى الأكراد شعب ممزق لا تقوم له قائمة .
وبغية تطبيق تلك الرؤى كان لابد من قمع كل تحركات هذا الشعب لأخمادها وهي في مهدها لكي لا تتوسع رقعتها فتصل شرارتها الى الأجزاء الأخرى او يلتئم الشعب في وحدة نضالية فاعلة ، فكانت الأرض الكردية أرض مشاعة لهذه الدول لاستخدام شتى صنوف القسوة والقمع بما فيها استخدام القوة العسكرية ، بمختلف صنوفها .
كانت كردستان أرض منتهكة وساحة عرضات عسكرية لجيوش المنطقة ، لقد لقب الأنكليز الشيخ محمود الحفيد بلقب " مدرب " القوة الملكية الجوية البريطانية ، ومما لا شك فيه ان كردستان أصبحت منذ أيام الشيخ أحمد البارزاني ساحات تدريب او مختبر للحكومات العراقية لتدريب جيوشها واستخدام اسلحتها الفتاكة ، ولم يكن استعمال نظام صدام حسين للأسلحة الكيمياوية إلا النتيجة المنطقية والحتمية للعقلية والممارسة التي مكنت الحكومات العراقية وبدعم من بريطانيا في قمع الحركات الكردية وثورتي الشيخ محمود الحفيد والشيخ احمد البارزاني ( د. عثمان علي : دراسات في الحركة الكوردية 593 ) .
وفي نفس السياق يؤكد هاملتون في كتابه طريق الى كردستان يقول :
عندما جردت حملة على الشيخ احمد البارزاني عام 1931 بالرأي الذي يقول : وماذا نعمل بالجيش العراقي الذي صرف على إعداده وتجهيزه الأموال الطائلة إن لم نبعث به الى طريق راوندوز ليتعلم فنون القتال وليتدرب بشنها على الكرد . ويضيف ان جوابي التالي قوبل بالضحك :
أقرب من هذه المنطقة الى بغداد والموصل توجد مساحات شاسعة من المناطق الصحراوية الخالية التي يملكها العراق وهي صالحة لتجربة البنادق ومدافع الميدان وتحريك الدبابات وتحليق الطائرات ، فلنطلق المدافع حيث لا يخشى ان تصيب احداً .. ( مسعود البارزاني : البارزاني والحركة التحررية الكردية ج1 ص36 ) .
اليوم تتكرر تلك النغمة الناشزة من قبل تركيا وأيران حيث يجري قصف المنطقة تحت ذريعة ملاحقة البيشمركة من حزب العمال الكردستاني التركي ، والبشمركة من حزب ( بيجاك ) الحياة الحرة الكردستاني الأيراني . ونرى تركيا وأيران الأسلامية تجريان في نفس المضمار وتمارسان نفس اللعبة القديمة ، والمعروف ان لكل ظرف زمني لغته ومستحقاته ، ولا يمكن التعامل مع كردستان اليوم باللغة التي عوملت بها سابقاً .
كان ينبغي على تركيا وأيران الأسلامية ان تعلما ان الوقت الذي كانت فيه أرض كردستان ساحة العرضات العسكرية قد ولى ، وإن عجلة التاريخ لا ترجع الى الوراء ، إن أقليم كردستان اليوم قد خط الحدود الموضوعية بين البناء المدني والتنمية وبين قوانين الثورة وطقوسها ، ومتطلبات السلطة وموجباتها ، اليوم يبنى في أقليم كردستان وفي مدينة السليمانية بالذات صرح أكاديمي حضاري وهو الجامعة الأمريكية ، في اقليم كردستان برلمان منتخب وقانون وحكومة ومؤسسات ، تعمر فيها الفنادق والمدارس ، وتنتعش فيها الأسواق التجارية وفيها حرية للمراة وحرية للأديان والمعتقدات وحرية الصحافة ، وفيها تنتعش الأقليات ولها حقوقها أسوة بكل مكونات الشعب الكردي ، إنها تكافح الفساد والرشوة وتسعى الى أقامة مجتمع مدني مزدهر ، وتنمو الطبقة الوسطى من المجتمع وتبذل الجهود بغية انتعاش الديمقراطية في هذه الرقعة من الأرض التي تسمى كردستان ، هل بعد هذا يحق لأحد ان يخرب هذا الصرح ويعود لجعلها ساحة عرضات عسكرية مفتوحة ؟
إن الشعب الكردي مطلوب منه اكثر من أي وقت آخر الذود عن أرضه ومكتسباته .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضرات السادة أعضاء ( شركات ) الخطف
- السادة آغا جان وكنا وأبلحد افرام .. ندعوكم حول مائدة مستديرة
- بين حكومتي نوري السعيد ونوري المالكي ضاع الأنسان العراقي
- المجلس القومي الكلداني العبرة في النهوض من الكبوة
- الأقلية الأيزيدية إهمال حكومي وعنف مجتمعي
- كردستان تجربة رائدة لمقاربة الثورة مع الدولة
- برازيلي رئيساً للحكومة العراقية .. إنه مجرد اقتراح
- لماذا تغرد حكومتنا خارج السرب ؟
- لقد فعلها اسود الرافدين
- الأرهاب يحاول اغتيال لحظة فرح حققتها الرياضة العراقية
- قوات البيشمركَه تفعيل الحريات مع سيادة القانون
- سينودس القوش واجتماع عين سفني التفاهم خطوة مباركة
- مساجد بلجيكا وكنائس العراق
- في أقليم كردستان الدين لله والوطن للجميع
- بطريركية بابل على الكلدان بين مطرقة الأرهاب وتعنيف الكتاب
- ترفضون الحكم الذاتي والمنطقة الآمنة ، طيب أعطونا البديل ؟
- من يحمي المسيحيين من الذئاب البشرية ؟
- استشهاد القس رغيد كني والأسلام الأصولي ومحنة الأنسان العراقي
- المسيحيون والأقليات العراقية .. الحركة خير من البكاء والنحيب
- الأستاذ هوشيار زيباري تفاؤل مشوب بالحذر


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - كردستان اليوم لم تعد ساحة عرضات عسكرية