أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - رصاصة في البيت الأخضر














المزيد.....

رصاصة في البيت الأخضر


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2040 - 2007 / 9 / 16 - 11:32
المحور: الادب والفن
    



قبل عدة أعوام وفي صباح عدني، وقف أبو عاهدين بفانيلته وملابسه الداخلية أمام النافذة المفتوحة في غرفة الحمام في البيت الأخضر بعد أن حلق ذقنه، يطيل النظر إلى السماء بزرقتها الجميلة ويحدق في شعاع الشمس وهي تعانق البحر وقلعة صيرة، الأمواج الصاخبة تضرب قوارب الصيادين وتراقصها، هزه الشوق لأيام الصبا وبساتين النخيل.. إلى الهور والمشحوف وقصب البردي و" مشحوفنا يسبق بمشيه الماطور" وراح يدندن " للناصرية.. حبيبي وياك أروح..

وفي احد البيوت القريبة وقف شاب يلهو ببندقيته، يجرب حظه في صيد الغربان، ضلت إحدى الرصاصات طريقها وأصابت أبو عاهدين. في تلك اللحظات شعر بدوار ولم يفهم ما الذي حدث. تلونت فانيلته البيضاء ببقعة دم، ما هذا ؟ هل جرحت نفسي أثناء الحلاقة؟ لا ... الدم يتفجر أمام عينيه.. صرخ الحقو لي.. وسقط مغشيا عليه. هرع رفاقه الساكنون في البيت الأخضر فوجدوه ملقيا على الأرض. عرفوا انه أصيب برصاصة، ولكن من أين جاءت هذه الرصاصة ومن أطلق النار من أطلق النار؟ سارع احدهم لاستدعاء سيارة الإسعاف. .سارع سمير إلى التلفون ليخبر احمد بما حدث.
كان احمد ممددا في سريره بعد يوم عمل شاق وحر مضن حين رن التلفون وصوت مرعوب يقول: إسرع يا احمد أبو عاهدين في خطر! وقبل أن يكمل كلامه قاطعه قائلا:
أنا متعب من العمل ولا وقت للمزاح يا سمير!
لا ليس مزاحا يا أحمد، أبو عاهدين أصيب بطلق ناري وتم استدعاء الإسعاف لنقله مستشفى الجمهورية.
ارتدى احمد ملابسه على الفور وهرول مسرعا لموقف التاكسي. وقف قرب متنزه بلقيس في التواهي في انتظار سيارة تاكسي لإيصاله للمستشفى. وبدأت الهواجس والشكوك تراود ذهنه. أهي محاولة اغتيال؟ انتابه شعور غريب وحزين، وأحس بشيء يضغط على صدره وهو يتذكر حادثة اغتيال توفيق رشدي.
في قسم الطوارئ التقى احمد بإحدى الممرضات التي دلته على غرفة خاصة بعيدة عن ردهة الطوارئ وقالت:
- اطمئن وكن هادئا، صحة المصاب مستقرة و لحسن الحظ لم تصب الطلقة رأسه أو قلبه، وحسبما عرفت من احد الأطباء بان الطلقة استقرت في كبده وستجرى له عملية سريعة لإخراجها، ولا أظن أن هناك خطرا كبيرا عليه.
استرد احمد بعض هدوئه.
في الغرفة وقف رجل بجانب السرير حيث يرقد أبو عاهدين مقدما نفسه إلى احمد بأنه المحقق العدلي ويود معرفة فيما إذا يرغب المصاب بتسجيل دعوى قضائية ضد من أطلق الرصاصة. سأل احمد عن حقيقة ما حدث ومن أطلق النار، وهنا دخل الغرفة شاب لم يتجاوز بعد الثامنة عشرة عاما.
ــ صدقوني لم أتعمد إصابته.. كنت على سطح المنزل أتدرب على صيد الغربان وإذا بهم يقولون لي أصبت عراقيا في البيت الأخضر.
صحا أبو عاهدين وفتح عينيه ببطء وقال:
ــ اتركوه، لم يكن متعمدا في إصابتي، لذا لا أريد أن أسجل دعوى قضائية ضده.
بعد ستة أعوام عاد أبو عاهدين للأهوار التي لم تفارق مخيلته في غربته.. عاد محملا بهموم العراق.. عاد من اجل وطن حر وشعب سعيد... وفي الأهوار التي عشقها استشهد أبو عاهدين..



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رصاصة الشرف
- القرار
- الموسيقى لغة المشاعر الإنسانية
- الصورة تتكلم
- في ذكرى ميلاد جيورجي ديمتروف
- ناهدة الرماح رائدة السينما والمسرح العراقي
- حوار مع الفنانة أنوار عبد الوهاب
- ظاهرة ختان البنات
- خواطر
- قصة قصيرة الإجازة
- قصة قصيرة - الوداع الأول
- الزواج المبكر في اليمن
- الوفاء- قصة قصيرة
- النقد
- انا انتظركِ
- الطفولة اهم فترة في حياة الإنسان
- في الذكرى الثانية والعشرين لإستشهاد الدكتور محمد بشيشي الظوا ...
- في الذكرى الثانية والعشرين لإستشهاد الدكتور محمد بشيشي الظوا ...
- في الذكرى 22 لاستشهاد الدكتور ابو ظفر - الجزء الثاني
- في الذكرى الثانية والعشرين لإستشهاد الدكتور محمد بشيشي الظوا ...


المزيد.....




- MAJID TV “تثبيت تردد قناة ماجد 2024” .. نزلها في خطوة واحدة ...
- الروائية ليلى سليماني: الرواية كذبة تحكي الحقيقة
- -الرجل الذي حبل-كتاب جديد للباحث والأنتروبولوجي التونسي محمد ...
- شارك في -صمت الحملان- و-أبولو 13?.. وفاة المخرج والمنتج الأم ...
- تحميل ومشاهدة فيلم السرب 2024 لـ أحمد السقا كامل على موقع اي ...
- حصريا حـ 33 .. مسلسل المتوحش الحلقة 33 Yabani مترجمة للعربية ...
- شاهد حـ 69 كامله مترجمة .. مسلسل طائر الرفراف الحلقة 69 بجود ...
- التمثيل الدبلوماسي العربي في فلسطين... أهلا وسهلا بالكويت
- معرض الدوحة الدولي للكتاب.. أجنحة ومخطوطات تحتفي بثقافات عُم ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - رصاصة في البيت الأخضر