أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جبار قادر - الشوفينية و الشيفونية الجديدة!















المزيد.....

الشوفينية و الشيفونية الجديدة!


جبار قادر

الحوار المتمدن-العدد: 624 - 2003 / 10 / 17 - 02:31
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الشوفينية تعني أصلا المغالاة في حب الوطن أو الأمة التي ينتمي اليها الأنسان. و مع مرور الزمن أصبحت صفة تلصق بالأشخاص المتعصبين لقوميتهم و الذين يتعاملون بصورة إستعلائية إزاء الأمم و الشعوب الأخرى . كثيرا ما يعتبر هؤلاء شعوبهم شعوبا مختارة لأداء رسالات سامية ، بينما تحتل الشعوب الأخرى برأيهم مواقع دونية . ومن هنا فهم ينكرون على الأمم الأخرى الحقوق و التطلعات التي يعتبرونها شرعية لشعوبهم . وتؤدي الشوفينية في نهاية المطاف الى تبني المفاهيم العنصرية و التمييز العنصري. ويمكننا القول بأن الشوفينية كانت دائما وراء زرع بذور الفرقة و الخصام بين الشعوب و الأمم المتعايشة مع بعضها و تسببت في كوارث أنسانية كبرى و بخاصة خلال القرنين الأخيرين. فالشوفينية الألمانية أفرزت هتلر و الهتلرية المعادية للجنس البشري. ولا تختلف الشوفينية التركية التي أنجبت الأتحاد و الترقي و الكمالية كثيرا في مبادئها و تطبيقاتها عن شقيقتها الهتلرية. و يمكن القول بأن الشوفينية العربية بصورتها البعثية الصدامية تجاوزت حتى النازية الهتلرية في تطبيقاتها على الأرض العراقية . وتثير الشوفينية عادة ردود فعل قوية لدى الشعوب المجاورة أو التي تجمعها دولة أو جغرافية واحدة . مع سيادة الشوفينية في أي بلد متعدد القوميات يصبح التعايش صعبا بين مكونات ذلك البلد . فمع تبني الأتراك في دولة آل عثمان للمفاهيم الشوفينية أخذت الشعوب الأخرى في الأمبراطورية تبحث بدورها عن جذورها القومية و تتمسك بلغاتها و ثقافاتها . ومع مرور الزمن كان لا بد أن يحدث الأصطدام بين العناصر القومية المختلفة في الدولة العثمانية الأمر الذي أدى الى تفتتها و إنهيارها و ظهور الكيانات السياسية الجديدة على أنقاضها. وكان من بين هذه الشعوب العرب ، الكرد ، الأرمن و غيرهم .
لم تشهد الولايات التي تشكل منها العراق فيما بعد بسبب تنوع سكانه قوميا و دينيا و مذهبيا و ثقافيا و تعايشهم الأجتماعي مع بعضهم إنتشارا يستحق الذكر لهذه الأفكار . وأثارت سياسات الأتحاديين العنصرية ردود فعل السكان بل و ترحيبهم بالقوات البريطانية للتخلص من الحكم العثماني القروسطي المتخلف . ولم يعتنق الفكر القومي العربي بصوره الشوفينية في العراق إلا بعض المثقفين المتأثرين بالفكر الأوربي لذلك بقي محصورا في دائرة نخبة سياسية و ثقافية ضيقة و لم يصبح فكرا سائدا في المجتمع العراقي . وكانت هذه النخبة تتحرك بحذر شديد لكي لا تثير ردود فعل المكونات الأثنية الأخرى في المجتمع . ومع جميع محاولات البعث خلال العقود الأربعة الأخيرة لفرض الشوفينية القومية بالقوة الغاشمة و من الأعلى الى الأسفل على المجتمع العراقي إلا أنه لم يتمكن من تحقيق ذلك على نطاق واسع . فقد بقي الناس و الذين عاشوا في عصر ما قبل البعث و سيادة الشوفينية يحملون أفكار و قيم التسامح و التعايش و ينقلونها الى أبنائهم و أحفادهم دون تكلف .
و تكون الشوفينية عادة من سمات الحركات القومية للأمم السائدة لأنها صاحبة الحل و العقد و الأمتيازات . وقلما يمكن أن نلصق صفة الشوفينية بالحركات القومية للأمم المضطهدة و التي تناضل من أجل المساواة و الحقوق القومية المشروعة .
الملاحظ أن الشوفينيين كانوا يتعمقون في دراسة تاريخ شعوبهم و آدابها و ثقافاتها و بالتالي فإن  تغنيهم بسيادة أمتهم أو رسالتها الخالدة أو كونها أمة مختارة من قبل الله وما الى ذلك من الأفكار  كان قائما على الأستناد الى مجموعة من التفسيرات و الشواهد التاريخية أو الثقافية. كما كانوا يدرسون تاريخ و ثقافة الأمة الأخرى والتي يضطهدونها أو يريدون أن يقللوا من شأنها للبحث عن اسانيد تأريخية و ثقافية و إجتماعية تدعم طروحاتهم و توجهاتم الشوفينية .
على العكس من تلك النخب التي حملت الأفكار الشوفينية منذ الثلاثينات و حتى السبعينات نرى بأن حملة راية الشوفينية اليوم يتشكلون من الجهلة و الأميين . فهم إما لا يقرأون أو يقرأون ولا يفهمون ما يقرأونه . يعاني هؤلاء من الأحباط الشديد لأنهم و رغم إضفاء الألقاب الكبيرة عليهم من لدن أناس أكثر جهلا منهم ، يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم صغار و أميون . و يمكن أن نطلق على هؤلاء لقب ( الشيفونيين) على حد تعبير أحد البسطاء من ضحايا الشوفينية .
من الصفات الرئيسية للشيفوني الجديد الجهل و التخفي تحت الأسماء المستعارة أو نشر مقالات و قصائد و رسائل دعم و تأييد لنفسه و عن عمق كتاباته و تحليلاته بأسماء و همية. كما يتصف الشيفوني المعاصر بأخلاقيات مقارعة الحجة بالشتائم و المكاشفة بالتخفي و الشفافية بالضبابية و الشجاعة الأدبية بالجبن و التخفي . ويجند الشيفوني عادة جوقة من الجهلة و الأغبياء لدعم (نظرياته و إكتشافاته العلمية ) و إثارة الزوابع في الفناجين و تزوير الأحداث و المناسبات دون أية أسانيد . يحاول هذا الشيفوني الجديد أحيانا تمثيل صفة العالم و الباحث ولكن دون فائدة ، لأنه مغرور و دعي و يزعم إمتلاك الحقيقة ، بينما العالم الحقيقي متواضع ، فالتواضع زينة العلماء كما يقال . و العالم الحق يدرك أن الحقيقة مشاعة لكل الناس و لا يمكن لأحد أن يدعي إمكتلآكها. كما لا يمكن لأحد إطلاقا و مهما بلغت معارفه الزعم بأن ما يقوله هي الحقيقة المطلقة.  ولكن تبقى أهم صفات الشيفوني المعاصر هو الكذب و الكذب حتى النهاية .
وقدر تعلق الأمر بمغامرات هذا النفر من الشيفونيين الجدد في فضاءات القضية الكردية يمكن القول بأن بإمكانهم مناقشتك حول مبادئ و بديهيات تتعلق بالكرد و بلادهم و تاريخهم جرى التحقق منها من قبل الباحثين و العلماء قبل أكثر من قرن و صدرت بصددها عشرات أن لم نقل المئات من الكتب و الدراسات الرصينة . ولكن مشكلة هؤلاء الشيفونيين تكمن في أنهم لا يقرأون و يعتقدون بأن مجرد الأشارة الى بعض المراجع و إقتباس نصوص مبتورة و خارج سياقاتها لدعم طروحات يؤمنون بها عن سابق إصرار ، تجعل من هلوساتهم بحوثا علمية رصينة كفيلة برفعهم الى مصاف المفكرين . ويعتقدون خطأ بأن نشر هذه الطروحات على صفحات جرائد صفراء و من خلال شاشات  محطات تلفزيونية تخصصت في نشر الأكاذيب و الأخبار المثيرة ، تجعل منها أعمالا خالدة .
أعتقد بأن ظاهرة الشيفونيين الجدد مؤقتة و مآلها الى الزوال و لن تجد كتاباتهم مستقرا لها سوى مزبلة التاريخ و في أحسن الأحوال ( عربة التاريخ!) التي سجلت بعد (العلوج ) بإسم صاحبها محمد سعيد الصحاف .   



#جبار_قادر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالله كيول : صدام إقترح علينا العمل معا لأبادة الأكراد جمي ...
- تقاطع المشروعين التركي و الأمريكي في العراق
- مخاطر الأستعانة بالقوات التركية في العراق
- علوجيات ..(4) علوج أكراد …
- تركيا و الأتحاد الأوربي : هل سدت أوروبا أبوابها نهائيا بوجه ...
- علوجيات..(3) ديناصورات سياسية و أفكار محنطة !
- علوجات..(2 ) بعثيون يهربون من الشباك و يعودون من الباب !
- علوجيات .. (1) الصحاف محمد بن سعيد ..
- - سياسات التطهير العرقي في كوردستان العراق بين المباركين لها ...
- سياسات التطهير العرقي في كوردستان العراق بين المباركين لها و ...
- هل يصلح الموديل التركي نموذجا للعراق ؟!
- محاولات تركيا لزعزعة الأستقرار في كوردستان العراق
- التهديدات التركية توحد الأكراد
- الأنفال: تجسيد لسيادة الفكر الشمولي والعنف و القسوة // 20 مق ...


المزيد.....




- تأجيل الجولة المقبلة من المحادثات النووية بين إيران والولايا ...
- روبيو: أوكرانيا لا تستطيع إزاحة روسيا إلى حدود 2014
- بكين: على الأمريكيين أن يلغوا الرسوم الجمركية إذا أرادوا الت ...
- روبيو يشترط على إيران دخول المفتشين الأمريكيين في حال التوقي ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- ترامب يقيل مستشار الأمن القومي والتز في أول تعديل كبير لإدار ...
- مسلمو فيتنام.. أقلية جذورها تاريخية وشعارها التسامح
- من قتل السلطان محمد الفاتح؟
- مصادر تكشف لـCNN عن معلومات استخباراتية جديدة بشأن أهداف بوت ...
- المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية -فوجئت- بخبر تعيين روبيو مس ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جبار قادر - الشوفينية و الشيفونية الجديدة!